المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(1) الزمان والمكان والعدد: - آثار عبد الرحمن بن يحيى المعلمي اليماني - مقدمة ٢٢

[عبد الرحمن المعلمي اليماني]

الفصل: ‌(1) الزمان والمكان والعدد:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

‌مقدمة التحقيق

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد، فهذا السفر الذي بين أيديكم يشتمل على مجموعة من خطب العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي ــ رحمه الله ــ ووصاياه.

أما الخطب فإنها جميعًا من خطب الجمعة والعيدين التي ألقاها الشيخ في بعض مساجد جيزان، في إمارة السيد محمد بن علي الإدريسي. وكان الشيخ يومئذ في عنفوان شبابه، فإنه لما وصل إلى حضرة الإدريسي في شهر صفر سنة 1336 كان عمره نحو 23 سنة، ولكنه قد بلغ من تعمقه في الفقه وتمكنه في غيره من العلوم المتداولة في عهده مبلغًا جعل السيد الإدريسي يوليه رئاسة القضاة، ويلقِّبه بشيخ الإسلام. وهاكم تعريفًا موجزًا بهذه الخطب:

(1) الزمان والمكان والعدد:

مكث الشيخ المعلمي في حضرة الإدريسي إلى وفاة السيد في شهر شعبان سنة 1341، وبعد وفاته سافر إلى الهند، فكانت مدة اتصاله بالسيد نحو خمس سنوات، وفي خلالها ألقيت هذه الخطب، ولكن أفي أولها، أم في وسطها، أم في آخرها؟

ص: 5

وينشأ عن ذلك سؤال آخر، هو أن هذه الخطب التي وجدت في مكتبة الحرم المكي الشريف في أوراق متفرقة، مختلفة في الطول والعرض واللون والشكل، مشطورة أو منهوكة، متمزقة أو مهترئة أحيانا من أوساطها أو أطرافها= هل هي كل خطب الشيخ، أو طارت ببعضها هُوج الرياح العواصف؟

قد توجه الشيخ بعد وفاة الإدريسي إلى الهند مصطحبًا كتبه ومؤلفاته ودفاتره، ومكث هناك خمسًا وعشرين سنة يصحح ويؤلف، ثم رجع إلى الحجاز يحمل رصيدًا جديدًا من كتب ومؤلفات ودفاتر ومذكرات بالإضافة إلى الأوراق القديمة، واحتفظ بها معه في مكتبة الحرم المكي الشريف إلى أن توفي في المكتبة سنة 1386، فهذه خمس وأربعون سنة، والآن قد مضى على وفاته 47 سنة أخرى= فمن المحال، بعد هذه المدة المديدة من الحل والترحال، أن تبقى تلك الأوراق المنثورة التي لم تضمها دفتان مجتمعة ومصونة من الضياع والتمزق والتأكل وغيرها من ضروب الاختلال. يؤكد ذلك أن بعض الخطب لم يوجد إلا نصفها أو جزء منها، فلا يبعد أن تكون خطب كاملة قد ضاعت.

أما الخطب التي وصلت إلينا فلا تزيد على 56 خطبة غير الخطب الثواني، ومعنى ذلك أنها لا تكفي لأكثر من سنة وشهرين. وهذا يساعدنا على الإجابة عن السؤال الأول، وهو: هل يمكن تحديد زمن هذه الخطب من السنوات الخمس التي قضاها الشيخ في إمارة الإدريسي؟

يبدو لي ــ والله أعلم ــ أن زمنها يمتد من شهر جمادى الآخرة سنة 1340 إلى شهر شعبان من سنة 1341. وقد استنبطت ذلك من الأمور الآتية:

ص: 6