الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا ظريفٌ يجمعُ أنواعاً منها: رواية الآباء عن الأبناء، وعكسه، ورواية الأكابر عن الأصاغر، والمُدَبَّج1، ورواية التَّابعيّ، عن تابعهِ، وأنَّهُ حدَّثَ عن واحدٍ، عن نفسهِ، والتَّحديث بعد النّسيان.
قال النَّوويُّ: وهذا في غاية الحُسْنِ، ويبعدُ أن يوجد مجموع هذا في حديثٍ2.
قال السَّخاويُّ: ويلتحقُ بهذا رواية المرء عن ابن بنته، وفي قصة الحبَّال مع عبد الغني أنَّهُ أرسل ابن بنته أبا الحسنِ ابن بقا إلى بعض الشيوخ بمصرَ في حديثٍ، فحدَّثهُ به، فقرأه عبدُالغني عن ابنِ بنتهِ، عن ذلك الشَّيخ3.
وَمن ظريفه ما اجتمع فيه رواية الأبوين، عن الابنِ، كرواية أمِّ رُومانَ، عن ابنتها عائشة لحديثينِ، ورواية أبي بكرٍ الصِّديقِ عنها أيضاً لحديثينِ4.
1 وهورواية ثلاثة تابعينَ بعضهم عن بعضٍ. إرشاد طلاب الحقائق: 2/633، فتح المغيث: 3/171.
2 علوم الحديث لابن الصَّلاح: 282، فتح المغيث: 3/171، تدريب الراوي: 2/406، إرشاد طلاب الحقائق: 2/633.
3 فتح المغيث: 3/173.
4 فتح المغيث: 3/174.
مِن
فوائدِ معرفة المُدَبَّجِ
، ورواية الأقران:
1-
إنَّ معرفة المُدَبَّج ورواية الأقران، ترشدنا لمعرفة الأشكال المختلفة للأسانيد، والأنماط المتنوعة في رواية الحديث النَّبويِّ، وتفرعها وانتشارها.
2-
رواية الأقران تزيل النِّقاب عن الخَطأ والوهم الذي قد يتطرَّق إلى بعضِ الرُّواة.
3-
إنَّ رواية الأقران بعضهم من بعضٍ تدلُّ على روح الأخوة والمحبَّة التي كانت تسود بين طبقات المُحَدِّثينَ في مختلف العصور.
4-
ضبطُهُ الأمن من ظَنّ الزِّيادة1 في الإسنادِ2.
5-
ألَاّ يُظنّ إبدال عَن، بالوَاو3، إن كان بالعَنْعَنَةِ4.
6-
الحرص على إضافة الشَّيء لراويه5.
7-
الرَّغبة في التَّواضعِ في العِلْمِ6.
8-
إنَّ هذا النَّوع مِنَ الأسانيد، يرتبطُ ارتباطاً وثيقاً بغيره من العلوم الأخرى، مثل: علم معرفة طبقات العلماء، ومعرفة تواريخ الرُّواة والوفيات، وعلم رواية الأكابر عن الأصاغر، ورواية الآباء عن الأبناء، ورواية الأبناء عن الآباء، إضافةً إلى علم الجرحِ والتَّعديل، واختبار مرويات الشُّيوخ.
1 لأنَّ الأصلَ أن يروي التلميذ عن شيخه، فإذا روى عن قرينهِ رُبَّما يظنُّ مَن لم يدرس هذا النَّوع أنَّ ذِكرَ القرين المَرْوِيّ عنهُ زيادة مِنَ النَّاسخِ. تيسير مصطلح الحديث لأستاذنا الدكتور مصطفى الطَّحَّان: 194 حاشية (1) .
2 فتح المُغيث: 3/160.
3 أي أن لا يتوهم السَّامع، أو القارئ، لهذا الإسناد أنَّ أصلَ الرِّواية: حدَّثنا فُلانٌ، (و) فُلانٌ، فأخطأ فقالَ: حدَّثنا فُلانٌ (عن) فُلان.
تيسير مصطلح الحديث: 194، حاشية رقم:(2) .
4 انظر: تدريب الراوي: 2/246، فتح المغيث: 3/160.
5 فتح المغيث: 1/162.
6 فتح المغيث: 1/162.