الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِن العلوم التي لها صلة بالمُدَبَّج ورواية الأقران:
إنَّ معرفة المُدَبَّج ورواية الأقران تتطلَّب مِنَ المُحَدِّثِ أن يكون على اطِّلاعٍ واسعٍ بعدد مِن أنواع علوم الحديث، والتي تعتبر معرفتها مِن وسائل معرفة المُدَبَّج ورواية الأقران، وَمِن هذهِ الأنواع:
1-
معرفة طبقات العلماء:
والطَّبَقَةُ في اللُّغة: هم القومُ المُتَشَابِهونَ1.
والطبقة في الاصطلاح: الطَّبقةُ قومٌ تقاربوا في السِّنِّ والإسنادِ، أو في الإسنادِ فقط بأن يكون شيوخ هذا هم شيوخ الآخر، أو يُقاربوا شيوخه2.
قال ابنُ الصَّلاح: والباحث النَّاظرُ في هذا الفنّ يحتاجُ إلى معرفة المواليد، والوفيات، وَمَن أخذوا عنهُ، وَمَن أخذ عنهم، ونحو ذلك3.
ومن فوائده:
1-
الأمنُ مِن تداخل المتشابهينَ في اسم، أو كنية، او نحو ذلك.
1 علوم الحديث لابن الصَّلاح: 357، تدريب الراوي: 2/381.
والطَّبَقَةُ الأُمَّةُ بعد الأُمَّةِ. وقال ابنُ سيده: الطَّبَقُ الجماعَةُ مِنَ النَّاسِ يعدلونَ جماعة.
وطبقة: طائفة، ومضى طَبَقٌ بعد طَبَقٍ: عالمٌ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ عالمٍ.
انظر: تهذيب اللغة: 9/9،11، مادة (طبق)، الصحاح: 4/1511،1512، أساس البلاغة: 283،284، لسان العرب: 10/209، 210، 211.
2 انظر: فتح المغيث: 3/351، تدريب الراوي: 2/381.
3 علوم الحديث: 358. فتح المغيث: 3/351.
2-
الاطلاع على التَّدليس، والوقوف على حقيقة المراد مِنَ العنعنة1.
قال السَّخاويُّ: بين الطَّبقة والتَّاريخ عموم وخصوص وجهي فتجمعان في التَّعريف بالرُّواة، وينفردُ التَّاريخُ بالحوادثِ والطَّبقات بما إذا كان في البدريين مثلاً مَن تأخرت وفاته عَمّن لم يشهدها لاستلزامه تقديم المتأخر الوفاة.
وقد فرق بينهما المتأخرونَ بأنَّ التَّاريخ ينظر فيه بالذَّات إلى المواليد والوفيات، وبالعرض إلى الأحوال، والطَّبقات ينظر فيها بالذَّات إلى الأحوال وبالعرض إلى المواليد والوفيات، ولكن الأوَّل أشبه2.
1 فتح المغيث: 3/351.
2 فتح المغيث: 3/351.
2-
معرفة تواريخ3الرُّواة والوفيات: وهو التَّعريف بالوقت الذي تضبط به الأحوال في مولد الرُّواة والأئمةِ، من وفاةٍ، وصحَّةٍ، وعَقلٍ، وَبَدَنٍ، ورِحلَةٍ، وحَجٍ، وحِفظٍ، وَضبطٍ.. ويلتحق به ما يتَّفق من الحوادث والوقائع الجليلة
…
4.
3التاريخ لُغةً: "تعريف الوقت، والتّوريخ مثله، وأرَّخت الكتابَ بيومِ كذا، وَوَرَّخته، بمعنى" الصِّحاح: 1/418. وانظر لسان العرب: 3/4 مادة (أرّخ) ، والوافي بالوفيات: 1/16، وقال السَّخاويُّ: "التاريخ في اللُّغةِ: الإعلام بالوقت، يُقالُ: أرَّختُ الكتابَ وَوَرَّختُهُ أي بَيَّنتُ وقت كتابه" الإعلان بالتوبيخ:14.
وموضوع التَّاريخ:"الإنسان والزَّمان، ومسائله أحوالهما المُفَضَّلة للجُزئيات تحت دائرة الأحوال العارضة الموجودة للإنسان وفي الزمان." الإعلان بالتوبيخ: 17.
4 الإعلان بالتوبيخ: 17. وانظر فتح المغيث: 3/280-281.