الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَوَّلُ الْمَجْلِسِ الرَّابِعَ عَشَرَ
216 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكِنْدِيُّ، بِدِمَشْقَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ قُرَّةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، رضي الله عنها، قَالَتْ:" طَرَقَتْنِي حَيْضَتِي، وَأَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا لَكَ أَنَفَسْتِ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: شِدِّي عَلَيْكِ إِزَارَكِ وَضَاجِعِينِي "
217 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ ابْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مَعْبَدٍ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ الْكِنْدِيُّ
الرَّقِّيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ يَعْلَى بْنِ شَدَّادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، يَقُولُ: لَوْ نَشَاءُ أَنْ نَقُولَ مِثْلَ مَا قَالُوا: لَقُلْنَا: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: " كُلُّ مُسْكِرٍ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ حَرَامٌ
218 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ الْكَاتِبُ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَمْرٍو الرَّبَالِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، قَالَ: " نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَعَجَّلَ قَبْلَ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ
219 -
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، حَدَّثَنَا حَفْصٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَعْمَرٍ، يَذْكُرُ عَنْ أَبِي يُونُسَ مَوْلَى عَائِشَةَ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ، رضي الله عنها: أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَفْتِيهِ وَأَنَا
قَائِمَةٌ بَيْنَ الْبَابَيْنِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أُصْبِحُ جُنُبًا، أُرِيدُ الصِّيَامَ فَأَغْتَسِلُ أَفَأَصُومُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«إِنِّي أُصْبِحُ جُنُبًا فَأَغْتَسِلُ وَأُتِمُّ الصَّوْمَ إِلَى اللَّيْلِ» ، فَقَالَ: إِنَّكَ لَسْتَ مِثْلَنَا، قَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، قَالَ: " إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَخْشَاكُمْ وَأَعْلَمَكُمْ بِمَا أَتَّقِي
220 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْعَسْكَرِيُّ، حَدَّثَنَا الصَّاغَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، مِنْ كِتَابِهِ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، رضي الله عنه، إِنَّ الرِّيحَ هَاجَتْ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَبَّهَا رَجُلٌ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " لا تَسُبَّهَا لا تَسُبَّهَا، فَإِنَّهَا مَأْمُورَةٌ وَلَكِنْ قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أَمَرْتَ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أَمَرْتَ بِهِ
221 -
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ تَمَّامٍ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ شَهْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: " كُلُّ كَذِبٍ مَكْتُوبٌ عَلَى صَاحِبِهِ لا مَحَالَةَ، إِلا ثَلاثًا: كَذِبُ الرَّجُلِ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ يُصْلِحُ بَيْنَهُمَا، وَرَجُلٌ يَعِدُ امْرَأَتِهِ، وَرَجُلٌ يَكْذِبُ فِي الْحَرْبِ، وَالْحَرْبُ خُدْعَةٌ
222 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْمُطَرَّزُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهِبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ، حَدَّثَنَا أَشْعَثُ، عَنْ جَعْفَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ، قَالَ: قُرِئَتْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {يَأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} [الفجر: 27] فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ هَذَا لَحَسَنٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: " أَمَا إِنَّ الْمَلَكَ سَيَقُولُهَا لَكَ عِنْدَ الْمَوْتِ
223 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْمَطِيرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ التَّرْقُفِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْد اللَّهِ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ يَزِيدَ، وَابْنُ لَهِيعَةَ، وَكَهْمَسٌ الْقَيْسِيُّ، وَهَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، عَنْ قَيْسِ بْنِ الْحَجَّاجِ الزُّرْقِيِّ، عَنْ حَنَشٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رضي الله عنهما، قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِي: " يَا غُلامُ، أَوْ يَا بُنَيَّ، أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِنَّ؟ فَقُلْتُ: بَلَى، قَالَ: احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظُكَ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدُهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفُكَ فِي الشِّدَّةِ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَقْضِهِ اللَّهُ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَقْضِهِ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ، فَاعْمَلْ للَّهِ بِالشُّكْرِ فِي الْيَقِينِ، وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا
224 -
أَخْبَرَنَا عُمَرُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَزِيٍ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، وَقَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السُّحُورِ بَرَكَةً
225 -
أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْوَزَّانُ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبُو يَزِيدَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا وَجَّهَ جَعْفَرًا إِلَى الْحَبَشَةِ شَيَّعَهُ وَوَدَّعَهُ، وَقَالَ لَهُ: " قُلِ: اللَّهُمَّ الْطُفْ لِي بِتَيْسِيرِ كُلِّ عَسِيرٍ، فَإِنَّ تَيْسِيرَ الْعَسِيرِ عَلَيْكَ يَسِيرٌ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
226 -
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ مَرْوَانَ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سَلَمٍ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لَيْسَ مِنْ يَوْمٍ يَأْتِي عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلا يُنَادَى فِيهِ: يَا ابْنَ آدَمَ أَنَا خَلْقٌ جَدِيدٌ، وَأَنَا فِيمَا تَعْمَلُ فِيهِ عَلَيْكَ شَهِيدٌ، فَاعْمَلْ فِيَّ خَيْرًا أَشْهَدُ لَكَ بِهِ غَدًا، فَإِنِّي لَوْ قَدْ
مَضَيْتُ لَمْ تَرَنِي أَبَدًا، قَالَ: وَيَقُولُ اللَّيْلُ مِثْلَ ذَلِكَ
227 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ يَعْنِي الرَّقَاشِيَّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُرَادَةَ الشَّيْبَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُطَيِّبٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام، وَفِي كِفَّةٍ مِرَآةٌ كَأَحْسَنِ الْمَرَائِيِ وَأَضْوَاهُ، فَإِذَا فِي وَسَطِهَا لَمْعَةٌ سَوْدَاءُ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ اللَّمْعَةِ الَّتِي أَرَى فِيهَا؟ قَالَ: هَذِهِ الْجُمُعَةُ؟ قُلْتُ: وَمَا الْجُمُعَةُ؟ قَالَ: يَوْمٌ مِنْ أَيَّامِ رَبِّكَ عَظِيمٌ، وَسَأُخْبِرُكَ بِشَرَفِهِ وَفَضْلِهِ فِي الدُّنْيَا وَمَا يُرْجَى فِيهِ لأَهْلِهِ، وَأُخْبِرُكَ بِاسْمِهِ فِي الآخِرَةِ.
فَأَمَّا شَرَفُهُ وَفَضْلُهُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ اللَّهَ جَمَعَ فِيهِ أَمْرَ الْخَلْقِ، وَأَمَّا مَا يُرْجَى فِيهِ لأَهْلِهِ، فَإِنَّ فِيهِ سَاعَةً لا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ أَوْ أَمَةٌ مُسْلِمَةٌ يَسْأَلانِ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا إِلا أَعْطَاهُمَا إِيَّاهُ.
وَأَمَّا شَرَفُهُ وَفَضْلُهُ فِي الآخِرَةِ وَاسْمُهُ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا صَيَّرَ أَهْلَ الْجَنَّةِ إِلَى الْجَنَّةِ، وَأَهْلَ النَّارِ إِلَى النَّارِ، جَرَتْ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الأَيَّامُ، وَهَذِهِ اللَّيَالِي، لَيْسَ فِيهَا لَيْلٌ وَلا نَهَارٌ، قَدْ عَلِمَ اللَّهُ مِقْدَارَ ذَلِكَ وَسَاعَاتِهِ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ حِينَ يَخْرُجُ أَهْلُ الْجُمُعَةِ إِلَى جُمُعَتِهِمْ نَادَى أَهْلُ الْجَنَّةِ مُنَادٍ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، اخْرُجُوا إِلَى وَادِي الْمَزِيدِ، قَالَ: وَوَادِي الْمَزِيدُ لا يَعْلَمُ سِعَةَ طُولِهِ وَعَرْضِهِ إِلا اللَّهُ تَعَالَى، فِيهِ كُثْبَانُ الْمِسْكُ، رُءُوسِهَا فِي السَّمَاءِ، قَالَ: فَيَخْرُجُ غِلْمَانُ الأَنْبِيَاءِ بِمَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، وَيَخْرُجُ غِلْمَانُ الْمُؤْمِنِينَ بِكَرَاسِي مِنْ يَاقُوتٍ، فَإِذَا وُضِعَتْ لَهُمْ وَأَخَذَ الْقَوْمُ مَجَالِسَهُمْ بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ رِيحًا تُدْعَى الْمُثِيرَةُ، تُثِيرُ عَلَيْهِمُ الْمِسْكُ وَتَنْقِلُهُ مِنْ تَحْتِ ثِيَابِهِمْ، وَتُخْرِجُهُ فِي وُجُوهِهِمْ وَأَشْعَارِهِمْ، تِلْكَ الرِّيحُ أَعْلَمُ كَيْفَ تَصْنَعُ بِذَاكَ الْمِسْكِ مِنَ امْرَأَةِ أَحَدِكُمْ لَوْ دُفِعَ إِلَيْهَا كُلُّ طِيبٍ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ.
قَالَ: ثُمَّ يُوحِي اللَّهُ تَعَالَى إِلَى حَمْلِهِ عَرْشَهُ: ضَعُوهُ بَيْنَ أَظْهُرُهِمْ، فَيَكُونُ أَوَّلَ مَا يَسْمَعُونَ مِنْهُ: إِلَيَّ عِبَادِي الَّذِينَ أَطَاعُونِي بِالْغَيْبِ وَلَمْ يَرَوْنِي، وَصَدَّقُوا بِرُسُلِي، وَاتَّبَعُوا أَمْرِي، سَلُونِي فَهَذَا يَوْمُ الْمَزِيدِ، فَيُجْمِعُونَ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، رَضِينَا عَنْكَ، فَارْضَ عَنَّا.
وَيَرْجِعُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِمْ: أَنْ يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنِّي لَوْ لَمْ أَرْضَ عَنْكُمْ لَمَا أُسْكِنُكُمْ دَارِي، فَسَلُونِي فَهَذَا يَوْمُ الْمَزِيدِ، فَيُجْمِعُونَ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ: رَبِّ وَجْهَكَ نَنْظُرْ إِلَيْهِ، فَيَكْشِفُ تِلْكَ الْحُجُبَ، فَيَتَجَلَّى لَهُمْ.
وَجَلَّ، فَيَغْشَاهُمْ مِنْ نُورِهِ لَوْلا أَنَّهُ قَضَى أَنَّ لا يَحْتَرِقُوا لاحْتَرَقُوا مِمَّا يَغْشَاهُمْ مِنْ نُورِهِ، ثُمَّ يُقَالَ لَهُمْ: ارْجِعُوا إِلَى مَنَازِلِكُمْ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى مَنَازِلِهِمْ
228 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ بْنِ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرٍو، عَنْ عَطِيَّةَ الْعُوفِيِّ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:{وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه: 115] قَالَ " حِفْظًا لِمَا أُمِرَ بِهِ
229 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَيُّوبَ الْحَوْرَانِيُّ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الثَّقَفِيِّ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِرَجُلٍ قَدْ خَلَطَ
طَعَامًا رَدِيئًا بِطَعَامٍ طَيِّبٍ، فَقَالَ لَهُ:«مَا حَمَلَكَ أَنْ تَخْلِطَ هَذَا الْقَمْحَ الرَّدِئَ بِالطَّيِّبِ؟» فَقَالَ: أُرِيدُ إِنْفَاقَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " لا تَعْدُ بِعْ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِسِعْرِهِ، فَإِنَّ دِينَنَا دِينٌ لا غِشَّ فِيهِ
230 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدُ بْنُ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الطُّوسِيُّ، حَدَّثَنَا الصَّلْتُ، حَدَّثَنَا حَرْبُ بْنُ مَيْمُونٍ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: " الْمُصَافَحَةُ تَزِيدُ فِي الْمَوَدَّةِ، فَإِذَا صَافَحَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيَغْمِزْ بِيَدِهِ، فَإِنَّ أَثْبَتَ لِلْمَوَدَّةِ، وَإِنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ عَلَيْهِ شَيْءٌ حَلَّهُ