الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابٌ: تَزْوِيجُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لأُمِّ سَلَمَةَ
765 -
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنِي عَجْلانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنْ بَنِي عِبَّدَى، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبَا سَلَمَةَ الْوَفَاةُ، قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: إِلَى مَنْ تَكِلُنِي؟ فَقَالَ: اللَّهَ إِنَّكَ لأُمِّ سَلَمَةَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ.
فَلَمَّا تُوُفِّيَ خَطَبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
فَقَالَتْ: إِنِّي كَبِيرَةٌ فِي السِّنِّ.
فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَبَعَثَ إِلَيْهَا بِرَحَاتَيْنِ وَجَرَّةِ الْمَاءِ.
766 -
حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ ثَابِتٍ قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ أُمِّ سَلَمَةَ: أَنَّ أَبَا سَلَمَةَ جَاءَ إِلَى أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَ: لَقَدْ سَمِعْتُ حَدِيثًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ كَذَا وَمِنْ كَذَا لا أَدْرِي مَا
عُدِلَ بِهِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّهُ لا تُصِيبُ أَحَدًا مُصِيبَةٌ فَيَسْتَرْجِعُ عِنْدَ ذَلِكَ ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي هَذِهِ؛ اللَّهُمَّ اخْلُفْنِي مِنْهَا بِخَيْرٍ مِنَّا إِلا أَعْطَاهُ اللَّهُ عز وجل ".
قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَلَمَّا أُصِيبَ أَبُو سَلَمَةَ قُلْتُ: اللَّهُمَّ عِنْدَكَ أَحْتَسِبُ مُصِيبَتِي هَذِهِ وَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي أَنْ أَقُولَ اللَّهُمَّ اخْلُفْنِي مِنْهَا بِخَيْرٍ مِنْهَا قُلْتُ: مَنْ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ أَلَيْسَ وَلَيْسَ؟ ثُمَّ قَالَتْ ذَلِكَ.
فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتُهَا أَرْسَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُهَا؛ فَقَالَتْ: مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللَّهِ إِنَّ فِيَّ خِلالا ثَلاثًا: أَنَا امْرَأَةٌ مُصْبِيَةٌ.
وَأَنَا امْرَأَةٌ شَدِيدَةُ الْغَيْرَةِ.
وَأَنَا امْرَأَةٌ لَيْسَ هَهُنَا مِنْ أَوْلِيَائِي أَحَدٌ شَاهِدًا فَيُزَوِّجُنِي.
فَغَضِبَ عُمَرُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ مِمَّا غَضِبَ لِنَفْسِهِ حِينَ رَدَّتْهُ.
فَأَتَاهَا عُمَرُ فَقَالَ: أَنْتِ الَّتِي تَرُدِّينَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِمَا تَرُدِّينَهُ؟ فَقَالَتْ: يَابْنَ الْخَطَّابِ فِيَّ كَذَا وَكَذَا فَأَتَاهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «أَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنْ غَيْرَتِكِ؛ فَإِنِّي أَدْعُو اللَّهَ أَنْ يُذْهِبَهَا، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنْ صِبْيَتِكِ فَإِنَّ اللَّهَ عز وجل سَيَكْفِيهِمْ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ أَنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَوْلِيَائِكِ شَاهِدٌ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَوْلِيَائِكِ أَحَدٌ شَاهِدٌ وَلا غَائِبٌ يَكْرَهُنِي» .
فَقَالَتْ لابْنِهَا: زَوِّجْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَزَوَّجَهُ.
فَقَالَ: «أَمَا إِنِّي لَمْ أَنْقُصْكِ مِمَّا أَعْطَيْتُ فُلانَةً» .
قَالَ ثَابِتٌ لابْنِ أُمِّ سَلَمَةَ: وَمَا أُعْطَى فُلانَةً؟ قَالَ: «جَرَّتَيْنِ تَضَعُ فِيهِمَا حَاجَتَهَا، وَرَحًى، وَوِسَادَةَ أَدَمٍ حَشْوُهَا لِيفٌ» .
ثُمَّ انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِيهَا، فَلَمَّا رَأَتْهُ وَضَعَتْ زَيْنَبَ أَصْغَرَ وَلَدِهَا فِي حِجْرِهَا.
فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا رَآهَا انْصَرَفَ وَكَانَ حَيِيًّا كَرِيمًا.
ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِيهَا، فَلَمَّا رَأَتْهُ وَضَعَتْهَا فِي حِجْرِهَا فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
ثُمَّ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِيهَا فَوَضَعَتْهَا فِي حِجْرِهَا فَأَقْبَلَ عَمَّارٌ مُسْرِعًا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَانْتَزَعَهَا مِنْ حِجْرِهَا، وَقَالَ: هَاتِ هَذِهِ الْمَشْقُوحَةَ الَّتِي مَنَعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَاجَتَهُ.