الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"فو الله الذي لا إله إلا هو، إن فعل الخير إتباع ما شرع الله، وإبطال من غير حدود الله، والإنكار على من ابتدع في دين الله، هذا هو الخير المعلق به الفلاح"1
ويقول في بيان النتائج المترتبة على متبع البدع:
1-
إن فعل البدع يناقض الاعتقادات الواجبة وينازع الرسل ما جاؤوا به.
2-
أنها تورث في القلب نفاقا ولو كان خفيفا.
3-
أنها مشقة من الكفر.
4-
أنها تنقص الرغبة في السنن فيفعلها كأنها عادة ووظيفة.
5-
أنها تؤدي إلى جهالة الناس بدين المرسلين وانتشار زرع الجاهلية.
6-
مسارعة الطبع إلى الانحلال من ربقة الإتباع"2
الهدف الثاني:
الاهتمام بالمجتمع الإسلامي
من الناحيتين التعليمية والتتظيمية وغيرها. ويتم ذلك بعدة أمور، منها:
1 الرسائل الشخصية، الرسالة12، ص:85.
2 مجموعة المؤلفات، ملحق المصنفات، ص 87، بتصرف يسير.
أ - العناية بالعامة من بادية وحاضرة، من ناحية تعليمهم أصول الدين ودعوتهم إلى ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة.
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، في بعض رسائله إلى كافة المسلمين والتي بين فيها دعوته:
"فإنا نبين لكم أن هذا هو الحق الذي لا ريب فيه وأن الواجب إشاعته في الناس وتعليمه النساء والرجال"1
ويقول في موضع آخر من رسالة وجهها إلى المسلمين عامة وأوضح فيها بعضا من الواجبات المتعين الالتزام بها:
"وجوب إتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك البدع وإن اشتهرت بين أكثر العوام، وليعلم أن العوام محتاجون إلى كلام أهل العلم من تحقيق هذه المسائل ونقل كلام العلماء فرحم الله من نصر الله ورسوله ودينه، ولم تأخذه في الله لومة لائم.2
وفي تاريخ ابن غنام:
"وكاتب الشيخ بدعوته أهل البلدان ورؤسائهم ومدعي العلم فيهم، وبقي رحمه الله يدعو إلى سبيل ربه بالحجة
1 الرسائل الشخصية، الرسالة 22، ص 158.
2 الرسائل الشخصية، الرسالة 26، ص 180.
الواضحة بالموعظة الحسنة، فلم يبادر أحدا بالتكفير ولم يبدأ أحدا بالعدوان، بل توقف عن كل ذلك ورعا منه، وأملا في أن يهدي الله الضالين"1
ويقول ابن بشر:
"ولما استوطن الشيخ الدرعية وكان أهلها في غاية الجهالة، ورأى ما وقعوا فيه من الشرك الأكبر والأصغر، والتهاون بالصلوات والزكاة، ورفض شعائر الإسلام، جعل يتخولهم بالتعليم والموعظة الحسنة ويفهمهم معنى لا إله إلا الله ويشرح لهم معنى الألوهية"2
ب- جمع شمل المسلمين بعد التفرق وإطفاء نيران الظلم والفتن بينهم. وقد ظهر هذا واضحا جليا عندما استتب الأمر للإمامين الجليلين، فقد انقشعت غيوم الفتن وزالت مسببات الظلم وحل السلام والوئام بين الناس، فصاروا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.
ولقد كان محمد بن عبد الوهاب رحمه الله موقنا بأن النصر سيأتيه من الله، وأن الغلبة والعزة والمنعة لمن تمسك
1 روضة الأفكار والأفهام، حسين بن غنام، ج 1ص 172.
2 عنوان المجد في تاريخ نجد ج1، ص 44.
بالإسلام ودعا إليه وذلك مصداقا لقوله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} 1.
ولذلك نجده يقول لمحمد بن سعود عند ما التقى به لأول مرة:
"وأنت ترى نجدا كلها وأقطارها أطبقت على الشرك والجهل والفرقة والاختلاف والقتال لبعضهم بعضا، فأرجوا أن تكون إماما يجتمع عليه المسلمون وذريتك من بعدك"2
ويقول عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ:
"وتعاهدا – يقصد الإمامين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب – على جمع كلمة أهل نجد وإصلاح فسادهم، ولم شعثهم، لأن نجدا لم تكن في وقتهما خاضعة لإمارة واحدة يحترمها الجميع وينضوون تحت لوائها بل كانت مفككة الأجزاء كل واحد أمير بلدته وكل واحد يرى الزعيم
1 الآية 55 من سورة النور.
2 عنوان المجد في تاريخ نجد ج 1، ص 42.
من في بردته، وقد أدى هذا التفرق بأهل نجد إلى الفوضى واضطراب الأمن وسفك الدماء، فعمل هذان الإمامان على جمع كلمتهم وتوحيد صفهم، كما عملا على هدايتهم، فسارا في دعوتهما، هذا بالحجة والمناظرة والبيان، وهذا بالسيف والسنان"1
ج- رفع غشاوة الجهل وكابوس التقليد:
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالة وجهها إلى عبد الله بن عبد اللطيف ".... لست ولله الحمد أدعو إلى مذهب صوفي أو فقيه أو متكلم أو إمام من الأئمة الذين أعظمهم مثل ابن القيم والذهبي وابن كثير وغيرهم، بل أدعوا إلى الله وحده لا شريك له، وأدعو إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي أوصي بها أول أمته وآخرهم وأرجو أني لا أرد الحق إذا أتاني، بل أشهد الله وملائكته وجميع خلقه إن أتانا منكم كلمة من الحق لأقبلنها على الرأس والعين، ولأضربن الجدار بكل ما خالفها من أقوال أئمتي حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقول إلا الحق...."2
1 انظر دعوة الشيخ ومناصروها، ص 9.
2 الرسالة الشخصية الرسالة 37، ص 252.