الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويقول كذلك في رسالة وجهها إلى أحمد البكبلي صاحب اليمن:
"وأما ما ذكرتم من حقيقة الاجتهاد فنحن مقلدون الكتاب والسنة وصالح سلف الأمة، وما عليه الاعتماد من أقوال الأئمة الأربعة، أبي حنيفة النعمان بن ثابت، ومالك بن أنس، ومحمد ين إدريس، وأحمد بن حنبل رحمهم الله تعالى"1
ويقول الإمام عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
"ولا نستحق مرتبة الاجتهاد المطلق ولا أحد منا يدعيها، إلا أننا في بعض المسائل إذا صح لنا نص جلي من كتاب أو سنة غير منسوخ ولا مخصص ولا معارض بأقوى منه وقال به أحد الأئمة الأربعة أخذنا به وتركنا المذهب"2
1 الرسائل الشخصية، الرسالة 14، ص 96.
2 الهدية السنية والتحفة النجدية، سليمان بن سحمان، ص 48.
الهدف الثالث:
إقامة دين الله بين عباد الله بالطرق الموصلة إلى ذلك
ويتمثل ذلك في عدة أمور منها:
أ- إعلاء كلمة الجهاد.
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالة بعث بها إلى عبد الله بن سويلم:
"وذلك أني لا أعرف شيئا يتقرب به إلى الله أفضل من لزوم طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال الغربة، فإن انضاف إلى ذلك الجهاد عليها للكفار والمنافقين كان ذلك تمام الإيمان"
ثم يضيف قائلا:
"ومن أفضل الجهاد جهاد المنافقين في زمن الغربة"1
ويقول كذلك في رسالة وجهها إلى محمد بن عيد:
"ولكن قبل الكلام اعلم أني عرفت بأربع مسائل:
1_
بيان التوحيد مع أنه لم يطرق أذاب أكثر الناس.
2-
بيان الشرك ولو كان في كلام من ينتسب إلى علم أو عبادة.
3-
تكفير من بان له أن التوحيد هو دين الله ورسوله ثم أبغضه ونفر الناس عنه.
4-
الأمر بقتال هؤلاء خاصة حتى لا تكون فتنة ويكون
1 الرسائل الشخصية، الرسالة 42، ص 288.
الدين كله لله"1
ويقول ابن بشر في حوادث سنة 1157هـ:
"ثم أمر الشيخ بالجهاد لمن عادى أهل التوحيد وسبه وسب أهله وحضهم عليه فامتثلوا"2
أ - الحكم بما أنزل الله:
ويتضح ذلك واضحا جليا في المعاهدة التاريخية بين السلطان والداعية، وذلك حينما قال الإمام محمد بن سعود للشيخ محمد بن عبد الوهاب عند أول لقاء تم بينهما:
"أبشر ببلاد خير من بلادك وبالعز والمنعة"
فقال له الشيخ:
"وأنا أبشرك بالعز والتمكين والنصر المبين، وهذه كلمة التوحيد التي دعت إليها الرسل كلهم، فمن تمسك بها وعمل بها ونصرها، ملك بها البلاد والعباد "3
ويضف رحمه الله الذي لا يحكم بما أنزل الله بأنه طاغوت، حينما قال إن الطواغيت كثيرة ورؤوسهم خمسة، الثالث منهم الذي يحكم بغير ما أنزل الله، والدليل قوله تعالى:
1 الرسائل الشخصية، الرسالة 3، ص 25 بتصرف واختصار.
2 عنوان المجد في تاريخ نجد، ج 1، ص 45.
3 عنوان المجد في تاريخ نجد، ج 1، ص 45.
{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} 12
ج- إقامة الحدود:
يقول المؤرخ ابن غنام:
"ولم يزل الشيخ رحمه الله مقيما في العيينة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويعلم الناس دينهم ويزيل ما قدر عليه من البدع ويقيم الحدود ويأمر الوالي بإقامتها، حتى جاءته امرأة من أهل العيينة زنت فأقرت على نفسها بالزنا وتكرر ذلك منها أربعا فأعرض الشيخ عنها ثم أقرت وعادت إلى الإقرار مرارا فسأل عن عقلها فأخبر بتمامه وصحته فأمهلها أياما رجاء أن ترجع عن الإقرار إلى الإنكار فلم تزل مستمرة على إقرارها بذلك فأقرت أربع مرات في أيام متواليات فأمر الشيخ رحمه الله الوالي برجمها لأنها محصنة، بأن تشد عليها ثيابها وترجم بالحجارة على الوجه المشروع، فخرج الوالي عثمان بن معمر وجماعة من المسلمين فرجموها حتى ماتت، وكان أول من رجمها عثمان نفسه، فلما ماتت أمر الشيخ أن يغسلوها وأن تكفن ويصلى عليها.
1 الآية 44 من سورة المائدة.
2 انظر: مجموع مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب، ج 1، العقائد والآداب ص 376.
فلما جرت هذه الحادثة كثرت أقاويل أهل البدع والضلال، وطارت قلوبهم خوفا وفزعا، وانخلعت ألبابهم رهبا وجزعا، وتطاولت ألسنة العلماء عليه ينكرون ما فعل مع أنه لم يعد الحكم المشروع بالسنة والإجماع"1
د- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
لقد أمضى الشيخ محمد بن عبد الوهاب حياته كلها آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، وكان يحث على ذلك ويحض عليه ويأمر أتباعه بالحرص عليه وتنفيذه، فنجده يقول في الرسالة التي بعث بها إلى أحمد بن سويلم وثنيان بن سعود:
"الإنسان لا يجوز له الإنكار إلا بعد المعرفة، فأول درجات الإنكار معرفتك أن هذا مخالف لأمر الله"2
كما يقول في رسالة موجهة إلى أهالي سدير موضحا لهم فيها شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
"أهل العلم يقولون الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر يحتاج إلى ثلاث: أن يعرف ما يأمر به، وينهى عنه، ويكون رفيقا فيما يأمر به وينهى عنه، صابرا على ما جاءه من الأذى، وأنتم محتاجون للحرص على فهم هذا والعمل به، فإن
1 تاريخ نجد لابن غنام، ج 1، ص 79.
2 الرسائل الشخصية، الرسالة 41، ص 284.
الخلل إنما يدخل على صاحب الدين من قلة العمل بهذا أو قلة فهمه، وأيضا يذكر العلماء أن إنكار المنكر إذا صار يحصل بسببه افتراق لم يجز إنكاره"1
ويقول مؤرخ الدعوة:
"فأقام الشيخ محمد في حريملاء مع أبيه يقرأ عليه سنين إلى أن توفى أبوه سنة 1153هـ فأعلن دعوته واشتد في إنكار مظاهر الشرك والبدع وجد في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبذل النصح للخاص والعام"2
ويقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن:
"ثم إن شيخنا رحمه الله كان، يدعو الناس إلى الصلوات الخمس، والمحافظة عليها حيث ينادى لها، وهذا من سنن الهدى، ومعالم الدين، كما دل على ذلك الكتاب والسنة، ويأمر بالزكاة والصيام والحج، ويأمر بالمعروف ويأتيه، ويأمر الناس أن يأتوه، ويأمروا به وينهى عن المنكر ويتركه، ويأمر الناس بتركه، والنهي عنه"3
1 الرسائل الشخصية، الرسالة 44، ص 296.
2 تاريخ نجد، ج 1، ص 77.
3 الرسائل المفيدة، الرسالة 74، ص 377.