الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(21) ألفاظُ الأداء:
فـ "حدَّثَنا" و "سَمِعتُ" لِمَا سُمِع من لفظ الشيخ. واصطُلِح
عَلَى أنَّ "حدَّثَني" لِمَا سَمِعتَ منه وحدَك، و "حدَّثَنا" لِمَا سَمِعتَه معَ غيرك. وبعضُهم سَوَّغ "حدَّثَنا" فيما قرأه (1) هو على الشيخ.
وأما "أخبَرَنا"، فصادِقةٌ على ما سَمِع من لفظ الشيخ، أو قرأه هو، أو قرأه آخَرُ على الشيخِ وهو يَسمع. فلفظُ الإخبار أعمُّ من التحديث. و "أخبرني" للمنفرِد. وسَوَّى المحقِّقون – كمالك والبخاريّ – بين "حدَّثنا" و "أخبرنا" و "سَمِعتُ"(2) ، والأمرُ في ذلك واسع.
فأمَّا "أنبأنا" و "أنا"، فكذلك، لكنها غلَبتْ في عُرف المتأخرين عَلَى الإجازة. وقولُه تعالى:{قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} دَالُّ على التَّساوِي. فالحديثُ والخبرُ والنَّبأُ مُترادِفات. وأما المغاربة فيُطلقون: "أخبرَنا"، عَلَى ما هو إجازة، حتى إنَّ بعضهم يُطلقُ في الإجازة:"حدَّثَنا"! وهذا تدليس. ومِن الناس مَن عَدَّ "قال لنا" إِجازَةً ومُناوَلةً.
ومِن التدليس أن يقولَ المحدِّثُ عن الشيخ الذي سَمِعَه، في أماكنَ لم يَسمَعْها:"قُرِئ عَلَى فلان: أخبَرك فلان". فربما فَعَل ذلك
(1) - في (ظ) : "يقرؤه".
(2)
- ليست في (ظ) .
الدارقطنيُّ، يقولُ:"قُرئ عَلَى أبي القاسم البغوي: أخبرك فلان". وقال أبو نُعَيم: "قُرِئ عَلَى عبد الله بن جعفر بن فارس: حدثنا هارون بن سليمان". ومِن ذلك: "أخبرنا فلانٌ مِن كتابِه"، ورأيتُ ابنَ مُسَيَّب يفعله! وهذا لا ينبغي، فإنه تدليس، والصوابُ قولُك:"في كتابه". (1)
(1) - في (ش) : " (يراجع هل هنا قطع) " وهي مِن كاتبها، وليست في الأصل، فانتبه.
ومِن التدليس أن يكون قد حَضَر طِفْلاً (1) على شيخٍ وهو ابنُ سنتينِ أو ثلاث، فيقول:"أنبأنا فلان"، ولم يقل:"وأنا حاضر". فهذا الحضورُ العَرِيُّ عن إذنِ المُسْمِع لا يُفيد اتصالاً، بل هو دون الإجازة، فإن الإجازة نوعُ اتصالٍ عند (2) أئمة (3) .
وحضورُ ابنِ (4) عامٍ أو عامَيْنَ إذا لم يَقترن بإجازةٍ كلا شيءَ، إلا أن يكون حضورُه على شيخٍ حافظٍ أو محدِّثٍ وهو يَفْهَمُ ما يُحَدِّثُه (5) . فيكون إقرارُه بكتابةِ اسمِ الطفل بمنزلةِ الإِذن منه له في الرواية.
ومن صُوَر الأداء: "حدَّثَنا حَجَّاجُ (6) بن محمد قال: قال ابن جُرَيج". فصيغةُ "قال" لا تدلُّ على اتصال.
(1) - في (ظ) : "جُزءاً". وهو الصواب، إذ بَدَهِيٌّ أن ابن سنتين أو ثلاث طفل.
(2)
- في (ش) : "عن" بسقوط الدال.
(3)
- عبارة: "عند أئمة" ليست في (ظ) . والمحقق رحمه الله نبّه إلى أنها ساقطة من مخطوطة باريس، فمِن أين أتى بها! فالأشبه أنه قصد مخطوطة دمشق، فذكر المخطوطة الأخرى سهواً، والله أعلم.
(4)
- سقطت من (ظ) .
(5)
- في (ظ) : "يُفهِم". والعبارةُ التي أثبتها المحققُ في معناها نظر. ويشبه أن يكون في الجُملة هنا سقطٌ، كما نبّه المحققُ إلى ذلك نقلاً عن حاشية مخطوطة باريس.
(6)
- في (ش) : "حَجَّاجَ" بفتح الجيم، والصواب بضمّها.
وقد اغتُفِرَتْ في الصحابة، كقول الصحابيّ:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ". فحُكْمُها الاتصالُ، إذا كان مِمَّن تُيُقِّنَ سَمَاعُه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن كان لم يكن له إلا مُجرَّدُ رُؤْية، فقولُه:"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " محمولٌ على الإرسال. كـ: محمود بن الرَّبِيع، وأبي أُمَامة بن سَهْل، وأبي الطُّفَيل، ومروان.
وكذلك "قال" مِن التابعيّ المعروفِ بلقاء ذلك الصحابي، كقول عُروة:"قالت عائشة"، وكقولِ ابن سيرين:"قال أبو هريرة". فحُكمُه الاتصال.
وأرفَعُ من لفظةِ "قال": لفظةُ "عن". وأرفَعُ مِن "عن": "أخبرنا"، و "ذَكَر لنا"، و "أنبأنا". وأرفعُ من ذلك:"حدَّثَنا"، و "سَمِعتُ". وأما في اصطلاح المتأخرين، فـ "أنبأنا"، و "عن"، و "كَتبَ إلينا": واحِدٌ.