المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌حتى لا نخسر رمضان

- ‌سل الواقع

- ‌تحصيل الثواب

- ‌أين الثمرة

- ‌إحسان ثم إكثار:

- ‌الفهم الصحيح أولًا

- ‌حتى لا يضيع علينا رمضان

- ‌الغنيمة الباردة:

- ‌في رمضان العمل مع أنفسنا أهم واجباتنا:

- ‌البنا يؤكد:

- ‌ماذا نريد من رمضان

- ‌تمهيد

- ‌هل من مشمر للجنة

- ‌أحوال الناس مع رمضان:

- ‌علامات صلاح القلب:

- ‌القسم الأولمع الله

- ‌ الصيام

- ‌ التعلق بالمساجد:

- ‌ القرآن الكريم

- ‌ قيام الليل

- ‌اسجد واقترب:

- ‌ الاستفادة من الأوقات الفاضلة

- ‌ الاعتكاف

- ‌ الدعاء

- ‌ الصدقة

- ‌ الفكر والذكر

- ‌ محاسبة النفس

- ‌مجالات المحاسبة:

- ‌خلاصة القسم الأول

- ‌القسم الثانيمع الناس

- ‌1 - الإحسان إلى الزوجة والأولاد:

- ‌2 - الجود والكرم:

- ‌3 - صلة الرحم:

- ‌4 - إطعام الطعام:

- ‌5 - الإصلاح بين الناس:

- ‌6 - قضاء حوائج الناس:

- ‌7 - أنقذ غيرك:

- ‌خلاصة القسم الثاني

- ‌رمضان وعودة الروح

- ‌الهدايا الإلهية:

- ‌رمضان والروح الجديد:

- ‌حاجة الأمة إلى رمضان

- ‌لماذا نحن

- ‌القرآن يجيب:

- ‌أصابنا الوهن:

- ‌البداية:

- ‌لا أستطيع:

- ‌روح جديد:

- ‌إنه القرآن:

- ‌دواء مجرب:

- ‌القرآن هو الحل:

- ‌دواء يصلح للجميع:

- ‌لماذا لا يغيرنا القرآن

- ‌كيف ننتفع بالقرآن

- ‌ترديد الآية التي تؤثر في القلب:

- ‌إياك ثم إياك:

- ‌رمضان والروح المفقودة:

- ‌الميلاد الجديد:

- ‌سريان الروح في الأمة:

الفصل: ‌القسم الأولمع الله

ولا يمكن الاستغناء بأحد القسمين عن الأخر، فكلاهما له دور في إنجاح مهمة المسلم على الأرض، قال تعالى:{وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ} (النساء:125) فإسلام الوجه لله - وهو أمر شعوري ووجداني - لابد أن يصاحبه إحسان إلى الخلق، ومن الخطأ الذي يقع فيه البعض التركيز على جانب دون الأخر

فالذي يعطى جل جهده فيما يصلح بينه وما بين الله تاركا كل ما يعود بالنفع على الناس: إيمانه ناقص، فالإيمان قول وعمل .. بل إن من أهم نتائج الأعمال الصالحة أنها تزيد إيمان صاحبها وتثبت قواعده في قلبه، قال تعالى:{إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} (فاطر:10) جاء في بعض الأثر: إن العبد إذا قال لا إله إلا الله بنية صادقه نظرت الملائكة إلي عمله، فإن كان موافقًا لقوله، صعدا جميعًا، وإن كان العمل مخالفًا وقف قوله حتى يتوب من عمله (1).

وفى المقابل فإن الانشغال بالعمل والحركة وسط الناس لقضاء حوائجهم، وحل مشكلاتهم، وإسداء النفع لهم دون أن يصاحب ذلك وجود قلب حي متصل بالله أمر خطير من شأنه أن يحدث أثر سلبيًا في نفس صاحبه، ولقد حذرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا الأمر فقال:«مثل الذي يعلم الناس الخير، وينسى نفسه مثل الفتيلة، تضيء للناس وتحرق نفسها» (2).

ويقول الرافعي: إن الخطأ أكبر الخطأ أن تنظم الحياة من حولك وتترك الفوضى في قلبك (3).

فلا بد من وجود الأمرين معا ليشكل كل منهما طرفا تنعقد به العروة الوثقى كما قال الله تعالى: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [لقمان: 22].

‌القسم الأول

مع الله

يتيح شهر رمضان للمسلم العديد من الوسائل التي من شأنها أن تحي قلبه، وتحسن صلته بربه.

- وأولى هذه الوسائل:‌

‌ الصيام

وهو وسيله عظيمة لامتلاك النفس والسيطرة عليها فالنفس هي العائق الأكبر في سير العباد إلى الله، فمن شأنها دومًا طلب الحظوظ والفرار من الحقوق، ومن أفضل طرق ترويضها الصيام، فبه تضعف مادة شهوتها.

فإذا أردنا أن نستفيد من هذه الوسيلة فعلينا ألا نقضى أغلب النهار في النوم، وعلينا كذلك أن نتوسط في تناول الطعام والشراب عند الإفطار، ولا نتوسع في الأصناف فيكفى صنف أو اثنان، قال الحليمي: وكل طعام حلال فلا ينبغي لأحد أن يأكل منه ما يثقل بدنه، فيحوجه إلى النوم، ويمنعه من العبادة وليأكل بقدر ما يسكن جوعه، وليكن غرضه من الأكل أن يشتغل بالعبادة ويقوى عليها (4).

ومع الصيام عن الطعام والشراب علينا كذلك الإقلال من الكلام والضحك قدر المستطاع ولنرفع شعار «أمسك عليك لسانك» وليكن كلامنا بعيدا عن اللغو وسائر آفات اللسان.

(1) الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 14/ 211.

(2)

أخرجه الطبراني، وقال الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب والترهيب: صحيح لغيره.

(3)

وحي القلم 2/ 43.

(4)

شعب الإيمان للبيهقي 5/ 22.

ص: 14