الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: ترجمة ابن سفيان
نسبه وولادته:
هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوري1، ولم تذكر المصادر سنةَ ولادته، ويظهر أنَّها كانت في النصف الأول من القرن الثالث؛ لأنَّ الإمام مسلماً رحمه الله فرغ من كتابة الصحيح سنة خمسين ومائتين، كما ذكر العراقي2، ثم أخذ يمليه على الناس حتى فرغ من ذلك لعشر خلون من رمضان سنة سبع وخمسين ومائتين، كما نصَّ على ذلك ابن سفيان3، وعاش ابن سفيان بعد ذلك حتى أول القرن الرابع كما سيأتي.
صفاته:
وصفه النووي بالسيد الجليل، وبأنَّه أحد الفقهاء في عصره4، لكن غلب
1 ترجم له ابن نقطة في التقييد 1/218 وما بعدها، وابن الصلاح في صيانة صحيح مسلم ص:106، والنووي في المنهاج 1/113،114، وابن الأثير في الكامل (5/68، وابن كثير في البداية والنهاية 11/140، واليافعي في مرآة الجنان 2/249، والذهبي في تاريخ الإسلام وفيات: 301 ـ 320 /ص:228، وما بعدها، وفي العبر 1/453، وابن العماد في شذرات الذهب 2/252.
2 التقييد والإيضاح المطبوع بهامش مقدمة ابن الصلاح ص:14.
3 فهرسة ما رواه ابن خير الإشبيلي ص:100، وانظر: صيانة صحيح مسلم ص:107، والمنهاج 1/114.
4 المنهاج 1/113، 114.
عليه الوصف بالصلاح والزهد وكثرة العبادة، فقال الحاكم النيسابوري1: سمعتُ أبا عمرو إسماعيل بن نجيد بن أحمد بن يوسف السلمي2 يقول: "كان إبراهيم بن محمد بن سفيان من الصالحين"3، وقال فيه محمد بن أحمد بن شعيب4:"ما كان في مشايخنا أزهد ولا أكثر عبادة من إبراهيم بن محمد بن سفيان"5، ويظهر أنَّ صحبته لأيوب بن الحسن الزاهد6 أثَّرت فيه، وأثْرَت هذا الجانب في شخصيته.
1 يعني في كتابه تاريخ نيسابور، وهو أوفى وأوسع مَن ترجم له، وقد اعتمد عليه مَن ترجم له بعده ممَّن تقدّم ذكرهم، لكن هذا الكتاب لا يزال - حتى الآن - في عداد المفقود، وليس بين أيدينا إلَاّ تلخيصه لأحمد بن محمد بن الحسن المعروف بالخليفة النيسابوري لم أقف على ترجمته، ولا في المنتخب من السياق لتاريخ نيسابور المطبوع في طهران سنة 1339هـ بتحقيق: دكتر بهمن كريمي، وليس فيه إلا الإشارة بأنَّ قبر ابن سفيان بنيسابور انظر: ص:145، ولم يُترجم عبد الغافر الفارسي ت529هـ لابن سفيان في كتابه السياق لتاريخ نيسابور - مخطوط -؛ لأنَّه ذيَّل على كتاب الحاكم، ومن باب أولى أنَّنا لا نجد ترجمته كذلك في المنتخب من السياق - وهو مطبوع - لإبراهيم بن محمد الصريفيني.
2 ترجم له ابن الجوزي في المنتظم (14/248 فيمن مات سنة 366هـ، ووثَّقه، كما ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام ترجمة وافية وفيات 351 ـ 380 /ص:335، وذكر أنَّه من شيوخ الحاكم.
3 التقييد 1/219.
4 هو أبو أحمد الشعيبي النيسابوري الفقيه، ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات 351 ـ 380 /ص:168، وذكر أنَّه مات في ربيع الآخر سنة (357هـ، وله اثنتان وثمانون سنة، كما ترجم له ابن قطلو بغا في تاج التراجم ص:232، وذكر أنَّ الحاكم روى عنه.
5 تاريخ الإسلام وفيات 301 ـ 320 /ص:229.
6 ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام وفيات 251 ـ 260 /ص:89، وذكر أنَّ ابن سفيان روى عنه، توفي في ذي القعدة سنة إحدى وخمسين ومائتين، وكان كبيرَ الشأن ببلده، ولم أقف على مَن ترجم له غير الذهبي، وقد تصحَّف في التقييد في ترجمة ابن سفيان إلى أيوب بن الحسين.
كما وصفه محمد بن يزيد العدل1 بأنَّه مُجاب الدعوة2. يعني: لكثرة عبادته.
ولم تقتصر معارفه على الزهد والفقه فقط، فهو معدود في محدِّثي نيسابور، وكان من أعلم أهل بلده بهذا العلم، كيف لا وهو أكثر تلامذة الإمام مسلم ملازمة له، وأخصَّهم به، وراوية صحيحه، بل إنَّ روايته أشهر الروايات وأكملها كما سيأتي.
طلبه للعلم ورحلاته:
يظهر أنَّ الإمام ابن سفيان بدأ في طلب العلم على مشايخ بلده نيسابور، فمُعظم شيوخه الذين وقفتُ عليهم نيسابوريون، ثم ارتحل بعد ذلك إلى بعض المراكز العلمية في وقته لتلقي العلم والسماع من مشايخها، فذكر الذهبي أنَّه رحل وسمع ببغداد، والكوفة، والحجاز3، وذكر ابن نقطة أنَّه ارتحل كذلك إلى الري4، وربَّما كان ذلك في طريقه إلى مكة لأداء فريضة الحج، أو عند رجوعه منها، ولم أقف له على رحلة إلى الشام ومصر وغيرهما، ولعله اكتفى بلقاء مَن حضر من علماء هذه الأمصار إلى الديار الحجازية بهدف الحج.
شيوخه:
لم تذكر المصادر التي ترجمت له سوى تسعةً من شيوخه، وقد وقفتُ على
1 هو محمد بن يزيد بن عبد الله السلمي النيسابوري، لقبه "محمش"، ذكره ابن حبان في الثقات (9/145، وقال: روى عنه أهل بلده، وكانت فيه دُعابة، وترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات 251 ـ 260 /ص:345، وقال:"كان شيخ الحنفية في عصره بنيسابور بإزاء محمد بن يحيى الذهلي لأهل الحديث، وذكر أنَّ ابن سفيان روى عنه".
2 التقييد 1/219.
3 العبر 1/453، وانظر: شذرات الذهب (2/252.
4 التقييد (1/218.
سبعة عشر شيخاً غيرهم روى عنهم ابن سفيان، من بينهم شيوخه الثمانية الذين روى عنهم زياداته على صحيح مسلم، ومن هؤلاء الثمانية ستة شيوخ لم أقف على رواية ابن سفيان عنهم إلَاّ من خلال هذه الزيادات، ممَّا يدلُّ على أهميَّتها وفائدتها:
أولاً: شيوخه الذين ورد ذكرهم في مصادر ترجمته:
1 ـ سفيان بن وكيع1.
2 ـ عبد الله بن سعيد الكندي، أبو سعيد الأشج2.
3 ـ عمرو بن عبد الله الأودي3.
4 ـ محمد بن أسلم الطوسي4.
5 ـ محمد بن رافع القشيري5.
1 ذكره ابن نقطة، والذهبي في تاريخ الإسلام، وهو سفيان بن وكيع بن الجراح، ترجم له ابن حجر في التهذيب 4/109، ولخَّص حالَه في التقريب (ص:245، فقال:"كان صدوقاً، إلَاّ أنَّه ابتلي بورَّاقه فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنُصح فلم يقبل، فسقط حديثُه، توفي سنة (247هـ) ، روى له الترمذي وابن ماجه، وضعَّفه الذهبي في الكاشف (1/449) ".
2 لم ينص ابن نقطة والذهبي على أنَّه من شيوخه، لكن روى ابن نقطة حديثاً من طريق ابن سفيان، عنه (التقييد 1/219) ، وهو من شيوخ الجماعة، رووا عنه في الكتب الستة، ترجم له ابن حجر في التهذيب (9/252)، وصرَّح في التقريب بتوثيقه (ص:305) ، توفي سنة (257هـ) ، وله جزء حديثي حقَّقه الباحث / خالد الجاسم بحثاً مكملاً لمتطلَّبات الماجستير بجامعة الملك سعود عام (1415هـ) .
3 ذكره ابن نقطة والذهبي، ترجم له ابن حجر التهذيب (5/298)، ووثَّقه في التقريب (ص:423) ، كما وثَّقه الذهبي أيضاً في الكاشف (2/82) ، روى له ابن ماجه، توفي سنة (250هـ) .
4 ذكره ابن نقطة والذهبي، وثَّقه أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان (الجرح والتعديل 7/201) ، وترجم له أبو نعيم ترجمة وافية في الحلية (9/238 ـ 254) ، مات سنة (242هـ) .
5 ذكره ابن نقطة والذهبي، ترجم له ابن حجر في التهذيب (9/141)، ووثَّقه في التقريب (ص:478) ، روى عنه الجماعة سوى ابن ماجه، مات سنة (245هـ) .
-6 ـ محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ1.
7 ـ محمد بن مقاتل الرازي2.
8 ـ مسلم بن الحجاج، وهو من أجلِّ شيوخه، وأشهر من أن يُعرَّف به.
9 ـ موسى بن نصر الرازي3.
ثانيا: شيوخه الذين روى عنهم ابن سفيان في الزيادات على صحيح مسلم، وقد عرَّفتُ بمن وقفتُ عليه منهم في أول موضع ذُكروا فيه:
10 ـ إبراهيم بن بنت حفص: روى عنه النص (13) .
11 ـ الحسن بن بشر بن القاسم: روى عنه النصوص (1) ، (3) ، (7) ، (8) ، (10) ، (12) .
12 ـ الحسين بن بشر بن القاسم ـ أخو الحسن ـ: روى عنه النص (10) .
13 ـ الحسين بن عيسى البسطامي: روى عنه النص (13) .
14 ـ سهل بن عمَّار: روى عنه النص (13) .
15 ـ عبد الرحمن بن بشر: روى عنه النصين (2) ، (6) .
16 ـ محمد بن عبد الوهاب الفراء: روى عنه النص (4) .
17 ـ محمد بن يحيى الذهلي: روى عنه النصوص (5) ، (9) ، (10) ، (11) .
1 ذكره ابن نقطة وقال الذهبي: "محمد بن أبي عبد الرحمن المقرئ"، ترجم له ابن حجر في التهذيب (9/252)، ووثَّقه في التقريب (ص:490) ، روى له النسائي وابن ماجه، مات سنة (256هـ) .
2 ذكره ابن نقطة والذهبي، ترجم له ابن حجر في لسان الميزان (5/388)، وقال:"تُكلِّم فيه ولم يُترك، ثم ذكر أنَّ هذا الجرح ربما كان لأنَّه من أصحاب الرأي، وكان إمامهم بالريِّ"، مات سنة (248هـ) .
3 ترجم له ابن حبان في الثقات (9/163، وقال: "من أهل الري، وكان من عقلائهم، صدوق في الحديث، مات سنة (263هـ) ". وانظر: لسان الميزان لابن حجر (6/124) .
ثالثاً: شيوخ آخرين غير الذين تقدَّموا:
18 ـ أحمد بن أيوب، أبو ذر العطار النيسابوري1.
19 ـ أحمد بن حرب بن فيروز الزاهد النيسابوري2.
20 ـ أحمد بن محمد بن نصر اللَّبَّاد النيسابوري3.
21 ـ أيوب بن الحسن النيسابوري4.
22 ـ رجاء بن عبد الرحيم الهروي5.
23 ـ العباس بن حمزة بن عبد الله بن أشرس النيسابوري6.
24 ـ علي بن الحسن الذهلي الأفطس النيسابوري7.
1 ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات 251 - 260 /ص:36) ، وذكر أنَّ ابن سفيان روى عنه، مات سنة (258هـ) ، ولم أقف له على ترجمة عند غيره.
2 ترجم له الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (4/118) ، والذهبي في الميزان (1/89) ، وذكر أنَّ ابن سفيان روى عنه، وأنَّ له مناكير، لكنَّه لم يُترك.
3 ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات 261 - 280 /ص:275) ، وذكر أنَّ ابن سفيان روى عنه، وأنَّه شيخ أهل الرأي ببلده ورئيسهم، مات سنة (280هـ) ، ولم أقف له على ترجمة عند غيره.
4 ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات 251 - 260 /ص:89) ، وذكر أنَّ ابن سفيان روى عنه، وأنَّه كان كبيرَ الشأن في بلده، مات سنة (251هـ) ، ولم أقف له على ترجمة عند غيره.
5 ترجم له الذهبي في المرجع السابق (ص:125) ، وابن العديم الحلبي في بغية الطلب (8/3626) ، وذكرا أنَّ ابن سفيان روى عنه، وقال الذهبي:"كان من علماء الحديث".
6 ترجم له ابن عساكر في تاريخ دمشق (8/888) ، وذكر أنَّ ابن سفيان روى عنه، كما ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات 281 - 290 /ص:196) ، وقال:"كان من علماء الحديث، توفي سنة 288هـ".
7 ترجم له الذهبي في تذكرة الحفاظ (2/529) ، وذكر أنَّ ابن سفيان روى عنه، وأنَّ الحاكم قال فيه::"هو شيخ عصره بنيسابور"، وأنَّ أبا حامد الشرقي وصفه بأنَّه متروك الحديث، لكنَّه فسَّر هذا الجرح في تاريخ الإسلام (وفيات 251 ـ 260 /ص:211، فقال: "هو متروك يروي عن شيوخ لم يسمع منهم اهـ، فيُحمل الترك هنا على التدليس، مات سنة (251هـ) .
25 ـ محمد بن أيوب بن الحسن النيسابوري1.
26 ـ مهرجان النيسابوري الزاهد2.
تلاميذه:
أما عن تلاميذه فالظاهر أنَّ كثيرين قد أخذوا العلم عن ابن سفيان، على اعتبار أنَّه أشهر راوية للصحيح، لكن المصادر لم تذكر لنا منهم سوى القليل، فذكر الذهبي في ترجمته في كتابه تاريخ الإسلام أربعة منهم، ثم قال: وآخرون، وهم:
1 ـ أحمد بن هارون البرديجي3.
2 ـ عبد الحميد بن عبد العزيز القاضي، أبو حازم السكوني4.
3 ـ أبو الفضل محمد بن إبراهيم بن الفضل الهاشمي5.
1 ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات 261 - 280 /ص:159) ، وذكر أنَّ ابن سفيان روى عنه، ووصفه بالفقيه، وبأنَّه كان صالحاً زاهداً، مالت سنة (261هـ) ، ولم أقف له على ترجمة عند غيره.
2 ترجم له الذهبي في المرجع السابق (وفيات231 - 240 /ص:268) ، وذكر أنَّ ابن سفيان روى عنه، وأنَّه بلغ من زهده أنَّه لا يشرب الماء في الصيف أربعين يوماً، مات سنة (238هـ) ، ولم أقف له على ترجمة عند غيره.
3 هو صاحب كتاب: ((طبقات الأسماء المفردة من الصحابة والتابعين وأصحاب الحديث)) مطبوع، نزيل بغداد، ترجم له الخطيب في تاريخه (5/194) ووثَّقه، ووثَّقه الدارقطني قبله (سؤالات السهمي ص:73) ، قدم على محمد بن يحيى الذهلي بنيسابور فأفاد واستفاد (تاريخ الإسلام وفيات 301 - 330 /ص:55) ، مات سنة (301هـ) .
4 ترجم له ابن الجوزي في المنتظم (13/38)، وقال:"كان عالماً، ورِعاً، ثقةً، قدوةً في العلوم، غزيرَ العقل والدِّين، مات سنة (292هـ) ".
5 ترجم له الذهبي في تاريخ الإسلام (وفيات 331 - 350 /ص:386) ، ووصفه بأنَّه من أكابر شيوخ نيسابور، ومن المكثرين من كتابة الحديث، ووثَّقه، مات سنة (347هـ) .
4 ـ محمد بن عيسى بن عمرويه الجُلودي1.
وقد وقفتُ على خمسة آخرين أخذوا عنه، وهم:
1 ـ إسماعيل بن نجيد السلمي2.
2 ـ أبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم الفقيه3.
1 هو راوية صحيح مسلم عن ابن سفيان، ترجم له ابن الصلاح في صيانة صحيح مسلم (ص:107، وعنه نقل النووي في المنهاج (1/113) ، وذكر أنَّ كنيتَه أبو أحمد، واسمه: محمد بن عيسى بن محمد بن عبد الرحمن بن عمرويه بن منصور الزاهد النيسابوري الجُلودي - بضم الجيم، ومن فتح الجيم منه فقد أخطأ - ورجَّح أنَّه منسوب إلى سكة الجُلوديين بنيسابور الدارسة، ثم نقل عن الحاكم أنَّه كان شيخاً صالحاً زاهداً من كبار عباد الصوفية، صحب أكابر المشايخ، ومن أهل الحقائق، وكان يورِّق - يعني ينسخ - ويأكل من كسب يده، سمع أبا بكر بن خزيمة ومَن كان قبله، وكان ينتحل مذهب سفيان الثوري ويعرفه، مات في يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وهو ابن ثمانين سنة، وختم بوفاته سماع صحيح مسلم ابن الحجاج، وكلُّ مَن حدَّث به بعده عن إبراهيم بن محمد بن سفيان وغيره فإنَّه غير ثقة.
قلت: ومن فوائده على صحيح مسلم غير ما تقدّم، أنَّ له زيادات على الصحيح يرويها عن شيوخ غير ابن سفيان، وقد تتبَّعتها فوجدتها أربع زيادات هي كالآتي:
أ - بعد الحديث (1652) الذي رواه عن ابن سفيان، عن مسلم، عن شيبان بن فرُّوخ.
ثم رواه الجُلودي عن أبي العباس الماسرجَسي، عن شيبان.
ب - بعد الحديث (2425) الذي رواه عن ابن سفيان، عن مسلم، عن قتيبة بن سعيد.
ثم رواه الجُلودي عن أبي العباس السراج، ومحمد بن عبد الله بن يوسف الدُّوَيري، عن قتيبة.
جـ - بعد الحديث (2567) الذي رواه عن ابن سفيان، عن مسلم، عن عبد الأعلى بن حماد.
ثم رواه الجُلودي، عن أبي بكر بن زنجويه القشيري، عن عبد الأعلى.
د - بعد الحديث (2758) الذي رواه عن ابن سفيان، عن مسلم، عن عبد الأعلى بن حماد أيضاً. ثم رواه الجُلودي، عن ابن زنجويه، عن عبد الأعلى.
وكما ترى فإنَّ المقصدَ من هذه الزيادات، العلوُّ في الإسناد.
2 تقدّمت ترجمته (ص:165) .
3 ترجم له الذهبي في السير (16/430)، ونسبه:((النيسابوري الحنفي، ويُقال له: الجوري، وذكر أنَّه سمع من إبراهيم بن محمد بن سفيان، وابن خزيمة، وهو من شيوخ الحاكم، مات في رمضان سنة (383هـ) عن نيِّفٍ وتسعين سنة)) .
وقد روى ابن نقطة في التقييد (1/219) حديثاً من طريقه، عن ابن سفيان.
3، 4 ـ أبو بكر محمد بن إبراهيم بن يحيى الكسائي وأبوه1.
5 ـ محمد بن أحمد بن شعيب2.
أما فيما يتعلَّق بعلومه ومعارفه، فسيأتي الكلام عليها في مبحثي: زياداته وتعليقاته على صحيح مسلم.
وفاته:
عاش الإمام ابن سفيان بعد شيخه مسلم أكثر من نصف قرن، حتى وافته المنيَّةُ ببلدته نيسابور في شهر رجب سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة كما حكاه الحاكم، وعنه نقل كلُّ مَن ترجم له، ودُفن بها كما تقدَّم، رحمه الله رحمة واسعة.
1 ترجم لأبي بكر، الذهبيُّ في المرجع السابق (16/465)، وقال:"روى صحيح مسلم عن ابن سفيان، رواه عنه أبو مسعود أحمد بن محمد البجلي"، وذلك إسناد ضعيف، ثم فسَّر ضعف هذا الإسناد بقول الحاكم:"حدَّث بالصحيح من كتاب جديد بخطِّه، فأنكرتُ، فعاتبني، فقلت: لو أخرجتَ أصلَك وأخبرتني بالحديث على وجهه، فقال - يعني الكسائي -: أحضرني أبي مجلس ابن سفيان الفقيه لسماع هذا الكتاب، ولم أجد سماعي، فقال لي أبو أحمد الجُلودي: قد كنتُ أرى أباك يُقيمك في المجلس تسمع، وأنت تنام لصغرك، فاكتب الصحيح من كتابي تنتفع به". اهـ.
يعني أنَّه لم يسمع الصحيح من ابن سفيان؛ لكونه كان ينام، ثم سمعه بنزول من الجُلودي، وسماعه الأخير هو المعتمد، مات سنة (385هـ) .
2 تقدّمت ترجمته (ص:165) .