المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ثم جيء بالباء مع الألف، فقيل: قد أدير بي كما - بحث في صيغة أفعل بين النحويين واللغويين واستعمالاتها في العربية - ٥٠ - ٥١

[مصطفى أحمد النماس]

الفصل: ثم جيء بالباء مع الألف، فقيل: قد أدير بي كما

ثم جيء بالباء مع الألف، فقيل: قد أدير بي كما قيل: قد أسري بي، على لغة من قال: أسري في معنى سرى، لأن إدخال الألف في أول الفعل والباء في آخره للنقل خطأ، إلا أن يكون قد نقل مرتين إحداهما بالألف والأخرى بالباء، انتهى. ومن الملحوظ أن أسري لغة أهل الحجاز وجاء بهما القرآن الكريم قال تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً} .... فهذا من الرباعي وقال تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} لما فهذا من الثلاثي سرى.

ص: 283

‌غاظ وأغاظ

1

تقول غاظني بشيء يغيظني، وقد غظتني يا هذا، فهو من الغيظ الذي يجده الإنسان في قلبه من غضب أو موجدة أو نحو ذلك؛ كما قال الله تعالى:{عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ} {قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ} وفعله المستقبل يغيظ بفتح أوله، واسم فاعله غائظ، واسم مفعوله مُغيظ، قال الله تعالى:{لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} ، وقال تعالى:{وَلا يَطَأُونَ مَوْطِئاً يُغِيظُ الْكُفَّارَ} وقال طرفه بن العبد:

يداك يدٌ خيرها مرتجى

وأخرى لأعدائها غائظة

والعامة تقوله: أغاظني بألف وهو خطأ، ولكني وجدت أغاظ في القاموس والمصباح.

ص: 283

‌صرف وأصرف

2

تقول: صرفت الصبيان معناه سرحتهم من الكتاب، كذلك صرفت الرسول والشيخ: إذا رددته إلى موضعه الذي جاء منه، وكذلك قولك: صرف الله عنك الأذى. والعامة تقول: أصرفت الصبيان، وأصرف الله عنك الأذى بالألف وهو خطأ، ويدل على ذلك أن فاعله صارف، ومفعوله مصروف، ومصدره الصرف، ومستقبله يَصرف (بفتح الياء)، وقال السيوطي في المزهر: "ليس في كلامهم أصرفت إلا حرف واحد: أصرفت القافية إذا أقويتها (وهو أن يخالف الشاعر بين القافيتين) وأنشد (لجرير) :

قصائد غير مصرفه القوافي

فلا عيا بهن ولا اجتلابا

فأما سائر الكلام فصرفت: صرف الله عنك الأذى، وصرفت القوم، صرف الله قلوبهم، وصرف ناب البعير" انتهى.

1 انظر الأفعال لابن القطاع جـ2 ص 442. وتثقيف اللسان ص152 وتصحيح الفصيح جـ1 ص هـ 19

2 انظر تصحيح الفصيح جـ1 ص180 وأفعال ابن القطاع جـ2 ص238.

ص: 283