المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حديث في الجمع بين الأم وابنتها بملك اليمين - بيان خطأ من أخطأ على الشافعي للبيهقي

[أبو بكر البيهقي]

فهرس الكتاب

- ‌مُقَدِّمَةُ الْمُؤَلِّفِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ كِفَاءً حَقَّهُ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِهِ وَعَلَى الطَّاهِرِينَ مِنْ آلِهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَقَامَ الْحُجَّةَ عَلَى مَنْ جَعَلَهُ مُكَلَّفًا مِنْ بَرِيَّتِهِ بِوَحْدَانِيَّتِهِ وَاصْطَفَى مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ بِرِسَالَتِهِ، واجْتَبَى مَنْ أَرَادَ مِنَ الْأُمَمِ بِلْطُفِهِ وهِدَايَتِهِ، وَخَصَّنَا بِالنَّبِيِّ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْعُقُولِ

- ‌حَدِيثٌ فِي السِّوَاكِ

- ‌حَدِيثٌ فِي فَضْلِ الْوُضُوءِ وَثَوَابِهِ

- ‌حَدِيثٌ فِي غَسْلِ الثَّوْبِ مِنْ دَمِ الْحَيْضِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْغُسْلِ

- ‌حَدِيثٌ فِيمَا أَفْضَلَتِ الْحُمُرُ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْحَيْضِ

- ‌حَدِيثٌ فِي وَقْتِ صَلَاةِ الصُّبْحِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْأَذَانِ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْأَذَانِ وَالْإِقَامَةِ عِنْدَ الْجَمْعِ

- ‌حَدِيثٌ فِي رَفْعِ الْيَدَيْنِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْجُلُوسِ لِلتَّشَهُّدِ

- ‌حَدِيثٌ فِي التَّسْبِيحِ لِلرِّجَالِ

- ‌أَحَادِيثُ فِي سُجُودِ التِّلَاوَةِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْجَمَاعَةِ

- ‌حَدِيثٌ فِي مَوْقِفِ الْمَأْمُومِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْإِمَامِ الْمُسَافِرِ يَؤُمُّ الْمُقِيمِينَ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْجُمُعَةِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْخُسُوفِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْإِشَارَةِ إِلَى الْمَطَرِ مِنْ كِتَابِ الِاسْتِسْقَاءِ

- ‌حَدِيثٌ فِيمَا يُهَيَّأُ لِأَهْلِ الْمَيِّتِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْبُكَاءِ عَلَى الْمَيِّتِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الصَّوْمِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْحَجِّ عَنِ الْمَعْضُوبِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الدَّفْعِ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْحَلْقِ

- ‌حَدِيثٌ فِي حَجِّ الصَّبِيِّ

- ‌حَدِيثٌ فِي لَحْمِ الصَّيْدِ

- ‌حَدِيثٌ فِي النَّفَرِ يُصِيبُونَ الصَّيْدَ

- ‌حَدِيثٌ فِي بَيْعِ الْحَاضِرِ لِلْبَادِي

- ‌حَدِيثٌ فِي كِتَابِ إِحْيَاءِ الْمَوَاتِ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ فِي هَذَا الْكِتَابِ

- ‌حَدِيثٌ فِي امْرَأَةٍ وَلَّتْ أَمْرَهَا رَجُلًا

- ‌حَدِيثٌ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْأُمِّ وَابْنَتِهَا بِمِلْكِ الْيَمِينِ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ فِي اللِّعَانِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْقَطْعِ فِي السَّرِقَةِ

- ‌حَدِيثٌ فِي السِّيَرِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الضَّحَايَا

- ‌حَدِيثٌ فِي كَسْبِ الْحَجَّامِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْوَلَاءِ

- ‌حَدِيثٌ فِي الْمَهْدِيِّ

- ‌بَيَانُ أَحَادِيثَ أَوْرَدَهَا شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ ذَكَرَهُ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رحمه الله فِي مَشَائِخِ الشَّافِعِيِّ الَّذِينَ سَمِعَ مِنْهُمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ الْقُرَشِيُّ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ الَّذِي أبناه قَالَ: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ ذَكَرَهُ شَيْخُنَا رحمه الله فِي مَشَائِخِ الشَّافِعِيِّ رحمه الله

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ ذَكَرَ شَيْخُنَا رحمه الله فِي مَشَائِخِ الشَّافِعِيِّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَبَا بَكْرٍ الْعُمَرِيَّ، ثُمَّ رَوَى حَدِيثَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْهَاشِمِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ نَظَرْتُ فِي كِتَابِ مَنَاقِبِ الشَّافِعِيِّ رحمه الله الَّذِي جَمَعَهُ أَبُو الْحَسَنُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْعَاصِمِيُّ السَّخْتِيَانِيُّ رحمه الله فَوَجَدْتُ فِيهِ حَدِيثًا رَوَاهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ النَّضْرِ الْهَرَوِيِّ الشَّافِعِيِّ بِدِمَشْقَ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنِ الشَّافِعِيِّ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ رَأَيْتُ فِيَ نُسْخَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ أَبِي عَوَانَةَ: يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ الْإِسْفَرَايِينِيُّ، ثنا السُّلَمِيُّ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَالِكٍ ح وَثنا الرَّبِيعُ، أبنا الشَّافِعِيُّ، أبنا مَالِكٌ وَمَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:

- ‌حَدِيثٌ آخَرُ

- ‌خَاتِمَةُ الْمُؤَلِّفِ وَاللَّهُ تَعَالَى بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ يَحْفَظُنَا مِنَ الْخَطَأِ وَالزَّلَلِ الَّتِي لَا يَأْمَنُ مِنْهَا أَحَدٌ مِنَّا، وَيَسْتُرُ عَوْرَاتِنَا الَّتِي لَوِ انْكَشَفَ شَيْءٌ مِنْهَا افْتَضَحْنَا، وَتَجَاوَزَ عَنْ سَيِّئَاتِنَا الَّتِي لَوْ أَخَذْنَا بِوَاحِدٍ مِنْهَا هَلَكْنَا وَيُوَفِّقُنَا لِمَا هُوَ أَوْلَى بِنَا، وَيَعْصِمُنَا عَمَّا لَا يُعْنِينَا إِنَّهُ الْمَنَّانُ الْوَاسِعُ

الفصل: ‌حديث في الجمع بين الأم وابنتها بملك اليمين

‌حَدِيثٌ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ الْأُمِّ وَابْنَتِهَا بِمِلْكِ الْيَمِينِ

ص: 252

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أبنا الرَّبِيعُ أبنا الشَّافِعِيُّ أبنا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سُئِلَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عَنِ الْأُمِّ وَابْنَتِهَا، مِنْ مِلْكِ الْيَمِينِ، فَقَالَ: " مَا أُحِبُّ أَنْ يُجِيزَهُمَا جَمِيعًا

⦗ص: 253⦘

قَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ: قَالَ أَبِي: فَوَدِدْتُ أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه كَانَ أَشَدَّ فِي ذَلِكَ مِمَّا هُوَ. هَكَذَا رَوَاهُ الشَّافِعِيُّ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ غَيْرُهُ، وَهُوَ الصَّحِيحُ، وَقَوْلُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ فِي آخِرِهِ صَحِيحٌ مَحْفُوظٌ عَنْهُ، وَقَدْ أَخْطَأَ فِيهِ الْمُزَنِيُّ فَأَضَافَهُ فِي الْمُخْتَصَرِ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، وَهُوَ تَصْحِيفٌ، وَحِينَ عَثَرْتُ عَلَى ذَلِكَ تَوَهَّمْتُ أَنِّي لَمْ أُسْبَقْ إِلَيْهِ، فَوَجَدْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ زِيَادٍ النَّيْسَابُورِيَّ أَحَدَ أَئِمَّتِنَا بِبَغْدَادَ ذَكَرَهُ فِي كِتَابِ الْمُصَنَّفِ عَلَى الْمُخْتَصَرِ، وَاللَّهُ تَعَالَى يُوَفِّقُنَا لِلصَّوَابِ، وَيَعْصِمُنَا مِنَ الزَّلَلِ وَالْخَطَأِ بِفَضْلِهِ وَرَحْمَتِهِ

ص: 252

حَدِيثٌ فِي الْخُلْعِ أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، فِي آخَرِينَ، قَالُوا: ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أبنا الشَّافِعِيُّ أبنا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ. عَنْ عَمْرَةَ، أَنَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ سَهْلٍ، أَخْبَرَتْهَا أَنَّهَا، كَانَتْ

⦗ص: 255⦘

عِنْدَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ. هَكَذَا وَقَعَ الْحَدِيثُ فِي كِتَابِ الْخُلْعِ وَالنُّشُوزِ، وَهُوَ خَطَأٌ مِنَ الرَّبِيعِ أَوْ مِنْ دُونِهِ مِنَ الْكِتَابِ، وَقَدْ رَوَاهُ فِي كِتَابِ بُلُوغِ الرُّشْدِ، وَهُوَ كِتَابُ الْحَجْرِ عَلَى الصِّحَّةِ

ص: 254

أبنا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَّمُ أبنا الرَّبِيعُ أبنا الشَّافِعِيُّ أبنا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَخْبَرَتْهُ: أَنَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّةَ كَانَتْ تَحْتَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، وَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى صَلَاةِ الصُّبْحِ فَوَجَدَ حَبِيبَةَ بِنْتَ سَهْلٍ عِنْدَ بَابِهِ فِي الْغَلَسِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ هَذِهِ؟» فَقَالَتْ: أَنَا حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْلٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ:«مَا شَأْنُكِ؟» فَقَالَتْ: لَا أَنَا وَلَا ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ، لِزَوْجِهَا، فَلَمَّا جَاءَ ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«هَذِهِ حَبِيبَةُ بِنْتُ سَهْلٍ» فَذَكَرَتْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَذْكُرَ، فَقَالَتْ حَبِيبَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كُلُّ مَا أَعْطَانِي عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«خُذْ مِنْهَا» فَأَخَذَ مِنْهَا وَجَلَسَتْ فِي أَهْلِهَا

⦗ص: 257⦘

هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَتْهُ، «فَأَخْبَرْتُهُ» إِنَّمَا هُوَ فِي أَخْبَارِ عَمْرَةَ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ، لَا فِي أَخْبَارِ حَبِيبَةَ عَمْرَةَ. وَهَكَذَا رَوَاهُ أَصْحَابُ الْمُوَطَّأِ، عَنْ مَالِكٍ أبناه أَبُو أَحْمَدَ الْمِهْرَجَانَيُّ، أبنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ ثنا ابْنُ بُكَيْرٍ ثنا مَالِكُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زُرَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهُ عَنْ حَبِيبَةَ بِنْتِ سَهْلٍ الْأَنْصَارِيَّةِ، أَنَّهَا كَانَتْ تَحْتَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ، فَذَكَرَهُ فَكَانَ يَنْبَغِي لِمَنْ أَخْرَجَ الْمُسْنَدَ أَنْ يُخَرِّجَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ كِتَابِ بُلُوغِ الرُّشْدِ، لِيَكُونَ عَلَى الصِّحَّةِ، وَلَا يُخَرِّجَ مَا وَقَعَ فِيهِ الْوَهْمُ مِنَ الْكَاتِبِ وَبِاللَّهِ التَّوْفِيقُ وَقَدْ رُوِيَ هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَمْرَةَ، عَنْ عَائِشَةَ

⦗ص: 258⦘

رضي الله عنها: أَنَّ حَبِيبَةَ، فَهُوَ مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ مُرْسَلٌ

ص: 256

حَدِيثٌ فِي اللِّعَانِ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِي عَمْرٍو ثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أبنا الرَّبِيعُ ثنا الشَّافِعِيُّ قَالَ: وَقَدْ قَذَفَ الْعَجْلَانِيُّ امْرَأَتَهُ بِابْنِ عَمِّهِ، وَابْنُ عَمِّهِ شَرِيكُ بْنُ السَّحْمَاءِ، وَسَمَّاهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَذَكَرَ أَنَّهُ رَآهُ عَلَيْهَا

ص: 259

، وَسَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَرِيكًا، فَأَنْكَرَهُ، فَلَمْ يُحَلِّفْهُ، فَلِذَلِكَ لَا يُحَلَّفُ أَحَدٌ ادُّعِيَ عَلَيْهِ الزِّنَا، وَالْتَعَنَ الْعَجْلَانِيُّ فَلَمْ يَحُدَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم شَرِيكًا بِالْتِعَانِهِ، فَكَذَلِكَ لَا يُحَدُّ مَنْ رُمِيَ بِالزِّنَا بِالْتِعَانِ غَيْرِهِ، فَلَمْ يَحُدَّ الْعَجْلَانَيُّ الْقَاذِفُ، فَكَذَلِكَ لَا يُحَدُّ مَنْ قَذَفَ رَجُلًا بِعَيْنِهِ هَكَذَا ذَكَرَهُ الشَّافِعِيُّ فِي الْإِمْلَاءِ أَنَّ الْقَاذِفَ كَانَ الْعَجْلَانِيَّ، وَهُوَ عُوَيْمِرٌ الْعَجْلَانِيُّ الْمَذْكُورُ فِي حَدِيثِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، وَالَّذِي رُمَيَ بِهِ

ص: 260

شَرِيكُ بْنُ السَّحْمَاءِ، وَهُوَ الْمَذْكُورُ فِي حَدِيثِ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَفِي حَدِيثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، وَبِمَعْنَاهُ نَقَلَ الْمُزَنِيُّ فِي الْمُخْتَصَرِ فَذَهَبَ بَعْضُ

ص: 261

مَشَايِخِنَا إِلَى أَنَّ هَذَا غَلَطٌ، فَإِنَّ الْقَاذِفَ بِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ هُوَ هِلَالُ بْنُ أُمَيَّةَ، وَكَذَلِكَ رَوَاهُ عِكْرِمَةُ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ بِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: إِنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ بِشَرِيكِ بْنِ سَحْمَاءَ، وَأَمَّا عُوَيْمِرٌ الْعَجْلَانِيُّ فَإِنَّهُ لَمْ يُسَمِّ مَنْ رَمَى امْرَأَتَهُ بِهِ كَذَلِكَ رَوَاهُ سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ السَّاعِدِيُّ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ دُونَ اسْمِ

ص: 262

الْمَرْمِيِّ بِهِ غَيْرَ أَنَّ فِي رِوَايَةِ سَهْلٍ مَا دَلَّ عَلَى أَنَّهُ رَمَاهَا رَجُلٌ بِعَيْنِهِ؛ لِأَنَّهُ قَالَ فِي حَدِيثِهِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنْ جَاءَتْ بِهِ لِنَعْتِ كَذَا فَلَا أُرَاهُ إِلَّا قَدْ صَدَقَ عَلَيْهَا، فَجَاءَتْ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الْمَكُرُوهِ، يُرِيدُ نَعْتَ الْمَرْمِيِّ بِهِ، فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مُسَمًّى بِعَيْنِهِ لَمَا جَعَلَ شَبَهَ الْوَلَدِ بِهِ عَلَامَةً لِصِدْقِهِ، إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يَنْقُلْهُ سَهْلٌ وَهَذَا الَّذِي ذَهَبَ إِلَيْهِ هَذَا الْقَائِلُ مُحْتَمَلٌ غَيْرَ أَنَّ الشَّافِعِيَّ رحمه الله وَإِيَّاهُ لَمْ يَنْفَرِدْ بِهَذَا الْقَوْلِ، وَتَبِعَ فِيمَا قَالَ مِنْ رِوَايَةِ مَنْ رَوَاهُ كَذَلِكَ، وَهِيَ رِوَايَةُ الْمُغِيرَةِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَابْنِ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَاعَنَ بَيْنَ الْعَجْلَانِيِّ وَامْرَأَتِهِ وَكَانَتْ حَامِلَةً، وَكَانَ الَّذِي رُمِيَتْ بِهِ ابْنَ السَّحْمَاءِ

ص: 263

وَهَذَا فِيمَا أَنْبَأَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ أَخْبَرَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ، ثنا بُنْدَارٌ، ثنا أَبُو عَامِرٍ، ثنا الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ، قَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: وَأبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ، أبنا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، فَذَكَرَهُ. وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ وَكَذَلِكَ ذَكَرَهُ الْوَاقِدِيُّ، عَنِ الضَّحَّاكِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي أَنَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، أَنَّهُ حَضَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ لَاعَنَ بَيْنَ عُوَيْمِرٍ الْعَجْلَانِيِّ وَامْرَأَتِهِ، وَأَنْكَرَ حَمْلَهَا الَّذِي فِي بَطْنِهَا، وَقَالَ هُوَ مِنَ ابْنِ السَّحْمَا ". وَالَّذِي يَغْلِبُ عَلَى ظَنِّي أَنَّ الَّذِيَ رَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنِ عُمَرَ، وَسَهْلُ بْنُ سَعْدٍ، وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَغَيْرُهُمْ، فِي حَدِيثِ الْمُتَلَاعِنَيْنِ خَبَرٌ عَنْ قِصَّةٍ وَاحِدَةٍ لِاتِّفَاقِ مَنْ ذَكَرَ مِنْهُمْ نُزُولَ الْآيَةِ، عَلَى أَنَّ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِيمَا رَوَاهُ مِنْ قِصَّةِ

ص: 264

الْمُتَلَاعِنَيْنِ، وَنُزُولُهُمَا يَكُونُ مَرَّةً وَاحِدَةً لِاتِّفَاقِهِمْ عَلَى أَنَّهُ رَمَاهَا وَهِيَ حَامِلٌ، وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنْ جَاءَتْ بِهِ عَلَى نَعْتِ كَذَا فَهُوَ كَذَا، وَقَلَّ مَا يَتَّفِقُ جَمِيعُ ذَلِكَ فِي قِصَّتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ إِلَّا أَنَّ عِكْرِمَةَ خَالَفَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ. ثُمَّ سَهْلًا وَابْنَ عُمَرَ فِي تَسْمِيَتِهِ الْقَاذِفَ بِهَلَالِ بْنِ أُمَيَّةَ عَدَا هِشَامَ بْنَ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ حَسَّانَ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسٍ سَهْلًا وَابْنَ عُمَرَ، ثُمَّ رِوَايَةُ الْقَاسِمِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسِ فِيهَا. وَإِذَا صِرْنَا إِلَى التَّرْجِيحِ فَرُوَاةُ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ وَسَهْلِ بْنِ سَعْدٍ أَحْفَظُ وَأَوْثَقُ، وَمَعَ رِوَايَتِهِمْ رِوَايَةَ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ الَّتِي جَمَعَ فِيهَا بَيْنَ تَسْمِيَتِهِ الرَّامِي وَالْمَرْمِيَّ بِهِ، فَالِاعْتِمَادُ عَلَى رِوَايَتِهِمْ فِي اسْمِ الْقَاذِفِ، وَعَلَى رِوَايَةِ عِكْرِمَةَ وَهِشَامِ بْنِ حَسَّانَ فِي اسْمِ الْمَرْمِيِّ بِهِ، ثُمَّ عَلَى

ص: 265

رِوَايَةِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي اسْمِهِمَا جَمِيعًا، وَقَوْلُ الشَّافِعِيِّ فِي الْإِمْلَاءِ صَحِيحٌ عَلَى مَا ذَكَرْنَاهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ

ص: 266