المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌بيان معنى قوله تعالى (واعلموا أنكم غير معجزي الله) - تأملات قرآنية - المغامسي - جـ ٢١

[صالح المغامسي]

فهرس الكتاب

- ‌ تأملات في سورة التوبة [1]

- ‌ذكر نسبة سورة التوبة وعدد آياتها وزمن نزولها

- ‌أهمية فهم التدرج في الأحكام والأمر بالتبليغ

- ‌بيان طبيعة المرحلة الزمنية التي نزلت فيها السورة

- ‌الموضوعان الرئيسان لسورة براءة

- ‌تفسير قوله تعالى: (براءة من الله ورسوله)

- ‌ذكر سبب ترك البسملة في أول براءة

- ‌ذكر سبب تسميتها بالفاضحة

- ‌بيان معنى البراءة والجهة الكفرية المقصودة بها

- ‌بيان معنى قوله تعالى (فسيحوا في الأرض أربعة أشهر)

- ‌بيان معنى قوله تعالى (واعلموا أنكم غير معجزي الله)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وأذان من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم)

- ‌بيان المراد بيوم الحج الأكبر

- ‌بيان أثر الإيمان وأثر الشرك في عقد الولاية

- ‌ذكر ما بعث به رسول الله به علياً لينادي به في الناس

- ‌بيان عامل الواو النحوية وتوجيه المعنى عليها

- ‌تفسير قوله تعالى: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم)

- ‌بيان أنواع تخصيص العموم

- ‌التخصيص المتصل

- ‌التخصيص المنفصل

- ‌تفسير قوله تعالى: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة)

- ‌تفسير قوله تعالى: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره)

- ‌دلالة الآية على إثبات صفة الكلام لله تعالى

الفصل: ‌بيان معنى قوله تعالى (واعلموا أنكم غير معجزي الله)

‌بيان معنى قوله تعالى (واعلموا أنكم غير معجزي الله)

ثم قال الله: {وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ} [التوبة:2]، أي: وإن أذن الله قدراً وشرعاً أن تبقوا أربعة أشهر تسيحون في الأرض؛ فإن ذلك لا يعني أبداً خروجكم وانفكاككم عن سلطان الله؛ لأن هذا العطاء من الله.

ثم قال تعالى: {وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ} [التوبة:2]، أي: الخزي للكافرين واقع لا محالة في الدنيا والآخرة، واقع في الدنيا بالحرب والقتل والأسر، وبما يقع لهم من التعذيب والنكال، ويقع في الآخرة بشيء واحد هو عذاب النار.

وقوله تعالى: {فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ} [التوبة:2] يجب أن تعلم أن المخاطب به المشركون، ولذلك لا يجوز نزع الآية من سياقها والاحتجاج بها، وقد قرأت مرة لأحدهم يكتب عن السياحة على أنه يجوز للمؤمن السياحة مطلقاً في أي ديار، فقال: فإن السياحة مباحة، قال الله جل وعلا:{فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ} [التوبة:2].

وهذا إخراج للنص عن سياقه ووضعه في موضع غير موضعه.

فقوله تعالى: (فسيحوا في الأرض) المخاطب به المشركون، والمقصود أن لكم أماناً من الله بأن تبقوا في الأرض أربعة أشهر أعطاكم الله إياها حتى يراجع المرء منكم حسابه، ويتدبر في أمره، فربما يفيء إلى أمر الله، وبعد ذلك ينتهي الأمان الذي أعطاهم الله جل وعلا.

ص: 11