المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أحداث سنة خمس وثمانين ومائتين: - تاريخ الإسلام - ط التوفيقية - جـ ٢١

[شمس الدين الذهبي]

الفصل: ‌أحداث سنة خمس وثمانين ومائتين:

يختفي، ولم يزهر خبره حَتَّى مات المُعْتَضِد والمكتفي، فَإِذَا هُوَ خادم أبيض كان يميل إلى بعض الجواري التي في الدُّور1.

وكان منْ بلغَ من الخُدّام يُمنعون من الحرم، وكان خارج دور الحرم بستان كبير، فاتّخذ هَذَا الخادم لحية بيضاء، فبقي تارةً يظهر في صورة راهب، وتارة يظهر بزيّ جنْديّ بيده سيف واتخذ عدّة لِحًى مختلفة الهيئات، فَإِذَا ظهر خرجت الجارية مع الجواري لتراه يعني ليخلو بها بين الشجر فيحدِّثها خلسة، فَإِذَا طُلب دخل بين الشجر ونزع اللحية والبُرْنُس ونحو ذلك، وخبّأها، وترك السيف في يده مسلولًا كَأَنَّه من جملة الطالبين لذلك الشخص، وبقي كذلك إلى أن ولي المقتدر، وخرج الخادم إلى طوس، فتحدثت الجارية بحديثه بعد ذلك.

1 تاريخ الطبري "10/ 63، 64"، المنتظم "5/ 172"، النجوم الزاهرة "3/ 114".

ص: 13

‌أحداث سنة خمسٍ وثمانين ومائتين:

فيها تُوُفِّي: إبراهيم الحربي، وإسحاق بن إبراهيم الدَّبَري، وعبيد بن عبد الواحد بن شَريك، وأبو العَبَّاس محمد بن يزيد المبرّد.

إيقاع الطائي بالحجّاج:

وفي المحرّم قطع صالح بن مدرك الطائي الطريق على الحُجاج بالأجْفُر، وأخذ للرَّكب ما قيمته ألف ألف دينار، وأسر الحرائر1.

ولاية ابن اللَّيْث ما وراء النهر:

وفي المحرّم عُزل إسْمَاعِيل بن أَحْمَد عن ما وراء النهر، وولِيَه عَمْرو بن اللَّيْث2.

الريح الصفراء بالبصرة:

وفي ربيع الأول هبّت ريح صفراء بالبصرة، ثُمَّ صارت خضراء، ثُمَّ سوداء، وامتدت في الأمصار؛ ووقع عقِبها بَرَدٌ، وزن البردة مائةٌ وخمسون درهمًا، وقلعت

1 تاريخ الطبري "10/ 67"، المنتظم "6/ 3"، البداية والنهاية "11/ 78".

2 تاريخ الطبري "10/ 67"، المنتظم "6/ 2".

ص: 13

الريح نحو ستمائة نخْلة، ومُطرت قرية حجارةً سوداء وبيضاء1.

استعمال ابن أبي الساج:

وفيها استعمل المُعْتَضِد على أرمينية وأَذْرَبِيجَان ابن أبي السّاج2.

غزوة راغب في البحر:

وفيها غزا راغب الموفَّقي الخادم الرومي في البحر، فظفر بمراكب كثيرة، ضرب منها ثلاثة آلاف رَقَبة، وفتح حُصونًا كثيرة.

تكريم عَليّ بن المُعْتَضِد:

وفي ذي الحجّة قدم عَليّ بن المُعْتَضِد بغداد، وكان قد جهّزه لقتال محمد بن زيد العلوي، فدافع محمدا عن الجبال وتحيز إلى خُرَاسَان، ففرح به أبوه فَقَالَ: بعثناك ولدًا فرجعت أخًا. كرامةً له منه بهذا القول، ثُمَّ أعطاه ألف ألف دينار3.

وفاة أَحْمَد بن عيسى بن الشيخ:

وفي ذي الحجّة خرج المُعْتَضِد وابنه يريد آمد، لما بلغه موت أَحْمَد بن عيسى بن الشيخ.

صلاة ابن المُعْتَضِد بِالنَّاس:

وصلى بالناس يوم الأضحى ببغداد عَليّ بن المُعْتَضِد، وركب كما تركبُ وُلاةُ العهود4.

1 تاريخ الطبري "10/ 68"، المنتظم "6/ 2، 3"، البداية والنهاية "11/ 78".

2 تاريخ الطبري "10/ 68"، النجوم الزاهرة "3/ 116".

3 المنتظم لابن الجوزي "6/ 3"، النجوم الزاهرة "3/ 116".

4 المنتظم لابن الجوزي "6/ 3"، النجوم الزهرة "3/ 116".

ص: 14