المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ما روي من الاختلاف فيمن أعان عثمان رضي الله عنه، أو أعان عليه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه رضي الله عنهم وغيرهم - تاريخ المدينة لابن شبة - جـ ٤

[ابن شبة]

فهرس الكتاب

- ‌رُجُوعُ أَهْلِ مِصْرَ بَعْدَ شُخُوصِهِمْ

- ‌مَا رُوِيَ مِنَ الِاخْتِلَافِ فِيمَنْ أَعَانَ عُثْمَانَ رضي الله عنه، أَوْ أَعَانَ عَلَيْهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَزْوَاجِهِ رضي الله عنهم وَغَيْرِهِمْ

- ‌مَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه فِي النَّهْيِ عَنْ قَتْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه

- ‌كَلَامُ عُثْمَانَ رضي الله عنه وَهُوَ مَحْصُورٌ وَاحْتِجَاجُهُ عَلَى الْفَسَقَةِ

- ‌مَا رُوِيَ مِنَ الِاخْتِلَافِ فِي مَعُونَةِ عَلِيٍّ وَسَعْدٍ وَغَيْرِهِمْ عَلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه

- ‌كَرَاهَةُ عُثْمَانَ رضي الله عنه الْقِتَالَ وَنَهْيُهُ أَصْحَابَهُ عَنْهُ

- ‌مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ وَعُثْمَانُ رضي الله عنه مَحْصُورٌ

- ‌اسْتِعَانَةُ عُثْمَانَ رضي الله عنه بِعَلِيٍّ وَسَعْدٍ رضي الله عنهما وَغَيْرِهِمَا

- ‌مُشَاوَرَةُ عُثْمَانَ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهم ، وَمَا رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها فِي أَمْرِ عُثْمَانَ رضي الله عنه

- ‌أَمْرُ عَائِشَةَ رضي الله عنها

- ‌ذِكْرُ رُؤْيَا عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌أَمْرُ عَلِيٍّ رضي الله عنه يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه

- ‌إِحْرَاقُ بَابِ عُثْمَانَ رضي الله عنه وَدُخُولُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَالْمِصْرِيِّينَ

- ‌مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ وَعَائِشَةَ وَغَيْرِهَا رضي الله عنهم فِي قَتْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه مِنَ التَّنْدِيدِ

- ‌مَا رُوِيَ مِنَ اسْتِعْظَامِ النَّاسِ لِقَتْلِهِ رضي الله عنه وَمَا أَعْقَبَهُمْ مِنَ الْفِتْنَةِ وَالتَّغَالُبِ عَلَى الْمُلْكِ وَسَلِّ السَّيْفِ عَلَيْهِمْ

- ‌قَوْلُ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه

- ‌مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه فِي الْبَرَاءَةِ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه بِأَلْفَاظٍ شَتَّى تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ بَرِيئًا

- ‌خَبَرُ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ

الفصل: ‌ما روي من الاختلاف فيمن أعان عثمان رضي الله عنه، أو أعان عليه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه رضي الله عنهم وغيرهم

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: كَتَبَ عُثْمَانُ مَعَ نَافِعِ بْنِ ظُرَيْبٍ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ وَابْنُ عَبَّاسٍ وَاقِفٌ - قَامَ نَافِعٌ فَقَرَأَ الْكِتَابَ:«أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ كِتَابِي هَذَا وَأَنَا مَحْصُورٌ لَا آكُلُ مِنَ الطَّعَامِ إِلَّا مَا يُقِيمُنِي مَخَافَةَ أَنْ تَفْنَى ذَخِيرَتِي، لَا أُدْعَى إِلَى تَوْبَةٍ وَلَا تُسْمَعُ مِنِّي حُجَّةٌ، فَأَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلًا سَمِعَ كِتَابِي إِلَّا قَدِمَ عَلَيَّ فَأَخَذَنِي بِالْحَقِّ وَمَنَعَنِي مِنَ الْبَاطِلِ» ، ثُمَّ جَلَسَ، فَمَا عَرَضَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِشَيْءٍ مِنْ أَمْرِهِ

ص: 1166

‌مَا رُوِيَ مِنَ الِاخْتِلَافِ فِيمَنْ أَعَانَ عُثْمَانَ رضي الله عنه، أَوْ أَعَانَ عَلَيْهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَزْوَاجِهِ رضي الله عنهم وَغَيْرِهِمْ

ص: 1166

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: كُنَّا مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه فَكَانَ إِذَا شَهِدَ مَشْهَدًا، أَوْ أَشْرَفَ عَلَى أَكَمَةٍ، أَوْ هَبَطَ وَادِيًا قَالَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَقُلْتُ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي يَشْكُرَ: انْطَلِقْ بِنَا إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ نَسْأَلْهُ عَنْ قَوْلِهِ

ص: 1166

: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَانْطَلَقْنَا إِلَيْهِ فَقُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، رَأَيْنَاكَ إِذَا شَهِدْتَ مَشْهَدًا أَوْ أَشْرَفَتْ عَلَى أَكَمَةٍ قُلْتَ: صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَهَلْ عَهِدَ إِلَيْكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ شَيْئًا؟ فَأَعْرَضَ عَنَّا، فَأَلْحَحْنَا عَلَيْهِ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ عَهْدًا إِلَّا شَيْئًا أَخَذَهُ عَلَى النَّاسِ، وَلَكِنَّ النَّاسَ وَثَبُوا عَلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه فَقَتَلُوهُ فَكَانَ غَيْرِي فِيهِ أَسْوَأَ حَالًا مِنِّي وَأَسْوَأَ فِعْلًا مِنِّي، ثُمَّ رَأَيْتُ أَنِّي أَحَقُّهُمْ بِهَا فَوَثَبْتُ عَلَيْهَا، فَاللَّهُ أَعْلَمُ أَخْطَأْنَا أَمْ أَصَبْنَا

ص: 1167

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَنَابِ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَهْلُ مِصْرَ الْمَرَّةَ الثَّانِيَةَ صَعِدَ عُثْمَانُ رضي الله عنه الْمِنْبَرَ فَحَصَبُوهُ، وَجَاءَ عَلِيٌّ رضي الله عنه فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَقَالَ عُثْمَانُ رضي الله عنه: يَا عَلِيُّ قَدْ نَصَبْتَ الْقِدْرَ عَلَى أَثَافٍ. قَالَ: «مَا جِئْتُ إِلَّا وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُصْلِحَ أَمْرَ النَّاسِ، فَأَمَّا إِذَا اتَّهَمْتَنِي فَسَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي»

ص: 1167

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا حِينَ حُصِرَ عُثْمَانُ رضي الله عنه حُمِلَتْ حَتَّى وُضِعَتْ بَيْنَ يَدَيْ عَلِيٍّ رضي الله عنه فِي خِدْرِهَا وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَقَالَتْ: «أَجِرْ لِي مَنْ فِي الدَّارِ» . قَالَ: نَعَمْ إِلَّا نَعْثَلًا وَشَقِيًّا، قَالَتْ:«فَوَاللَّهِ مَا حَاجَتِي إِلَّا عُثْمَانُ وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ» . قَالَ: مَا إِلَيْهِمَا سَبِيلٌ. قَالَتْ: «مَلَكْتَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ فَأَسْجِحْ» قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ مَا أَمَرَكِ اللَّهُ وَلَا رَسُولُهُ

ص: 1167

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: قَالَ عُثْمَانُ رضي الله عنه لِابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: «وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا وَجَدْنَا عَلَيْكَ وَلَا عَلَى صَاحِبِكَ وَقَدْ صَحِبْتُمَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا إِبْطَاءَكُمَا عَنْ هَذَا الْأَمْرِ - يَعْنِي تَخَلُّفَهُمَا عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه» قَالَ وَصَاحِبُهُ أَبُو مُوسَى. قَالَ: وَذَكَرُوا قَتْلَ عُثْمَانَ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: وَنَحْنُ وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا وَجَدْنَا عَلَيْكَ وَعَلَى صَاحِبِكَ مُذْ صَحِبْتُمَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَّا تَسَرُّعَكُمَا فِي هَذَا الْأَمْرِ - يَعْنِي قَتْلَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 1168

حَدَّثَنَا الْحِزَامِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي صَخْرٍ، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ أَبِي الصَّهْبَاءِ الْبَكْرِيِّ قَالَ: تَذَاكَرْنَا قَتْلَ عُثْمَانَ رضي الله عنه ، فَقَالَ بَعْضُنَا: مَا أَرَى عَلِيًّا قَتَلَهُ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يَرَاهُ كَافِرًا. فَقُلْتُ: أَلَا تَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ:«وَاللَّهِ مَا كَانَ عُثْمَانُ بِشَرِّنَا، وَلَكِنْ وَلِيَ فَاسْتَأْثَرَ، وَجَزِعْنَا فَأَسَأْنَا الْجَزَعَ، وَسَنُرَدُّ إِلَى حَكَمٍ فَيَقْضِي بَيْنَنَا»

ص: 1168

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلَ عَلِيٌّ رضي الله عنه عَلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه بِالَّذِي وَجَدَهُ أَهْلُ مِصْرَ مَعَ غُلَامِهِ، فَحَلَفَ عُثْمَانُ رضي الله عنه مَا كَتَبَهُ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رضي الله عنه: فَمَنْ تَتَّهِمُ؟ قَالَ: «أَتَّهِمُكَ وَكَاتِبِي» ، فَغَضِبَ عَلِيٌّ رضي الله عنه وَخَرَجَ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ يَكُنْ كَتَبَهُ أَوْ كُتِبَ عَلَى لِسَانِهِ مَا لَهُ عُذْرٌ فِي تَضْيِيعِ أَمْرِ الْأُمَّةِ، لَئِنْ كَانَ كَتَبَهُ لَقَدْ أَحَلَّ نَفْسَهُ وَلَا أَرُدُّ عَنْهُ وَقَدِ اتَّهَمَنِي، فَاعْتَزَلَ وَاعْتَزَلَ نَاسٌ كَثِيرٌ

ص: 1168

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضَّبُعِيُّ، عَنْ عَوْفٍ قَالَ:«كَانَ أَشَدَّ الصَّحَابَةِ عَلَى عُثْمَانَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، وَإِنَّمَا أَفْسَدَ عُثْمَانَ رضي الله عنه بِطَانَةٌ اسْتَبْطَنَهَا مِنَ الطُّلَقَاءِ»

ص: 1169

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يَقُولُ يَوْمَ الْجَمَلِ: «إِنَّا قَدْ كُنَّا ادَّهَنَّا فِي أَمْرِ عُثْمَانَ فَلَا بُدَّ مِنَ الْمُبَالَغَةِ»

ص: 1169

قَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: كَلَّمَ عَلِيٌّ طَلْحَةَ وَعُثْمَانُ فِي الدَّارِ مَحْصُورٌ - فَقَالَ: إِنَّهُمْ قَدْ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمَاءِ، فَقَالَ طَلْحَةُ:«أَمَّا حَتَّى تُعْطِيَ بَنُو أُمَيَّةَ الْحَقَّ مِنْ أَنْفُسِهَا فَلَا»

ص: 1169

حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ قَيْسٍ، قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ يَوْمَ الْجَمَلِ: «اللَّهُمَّ أَعْطِ عُثْمَانَ مِنِّي الْيَوْمَ حَتَّى تَرْضَى»

ص: 1169

قَالَ إِسْحَاقُ: وَأَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ قَالَ: أَنْبَأَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: قَالَ طَلْحَةُ: «اللَّهُمَّ هَلْ يُجْزِئُ دَمِي كُلُّهُ بِقَطْرَةٍ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ؟»

ص: 1169

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، قَالَ: سَمِعْتُ جَعْفَرَ بْنَ زِيَادٍ، وَأَبَا بَكْرِ بْنَ

⦗ص: 1170⦘

عَيَّاشٍ يُحَدِّثَانِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ:«رَأَيْتُ طَلْحَةَ يَوْمَ الدَّارِ يُرَامِيهِمْ وَعَلَيْهِ قُبَاءٌ فَكَشَفَتِ الرِّيحُ عَنْهُ فَرَأَيْتُ بَيَاضَ الدِّرْعِ مِنْ تَحْتِ الْقُبَاءِ»

ص: 1169

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي فَزَارَةَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ: أَشَهِدْتَ الدَّارَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ فَلْيَسَلْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَمَّا أَحَبَّ. قَالَ: أَيْنَ كَانَ عَلِيٌّ؟ قُلْتُ: فِي دَارِهِ. قَالَ: فَأَيْنَ كَانَ الزُّبَيْرُ؟ قُلْتُ: عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ. قَالَ: فَأَيْنَ كَانَ طَلْحَةُ؟ قُلْتُ: " نَظَرْتُ فَإِذَا مِثْلُ الْحَرَّةِ السَّوْدَاءِ فَقُلْتُ مَا هَذَا؟ قَالُوا: طَلْحَةُ وَاقِفٌ، فَإِنْ حَالَ حَائِلٌ دُونَ عُثْمَانَ قَاتَلَهُ، فَقَالَ: لَوْلَا أَنَّ أَبِي أَخْبَرَنِي يَوْمَ مَرْجِ رَاهِطٍ، أَنَّهُ قَتَلَ طَلْحَةَ مَا تَرَكْتُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ مِنْ بَنِي تَيْمٍ أَحَدًا إِلَّا قَتَلْتُهُ "

ص: 1170

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرَانَ، عَنْ قُرَّةَ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: قَالَ نَافِعٌ: رَمَى مَرْوَانُ يَوْمَ الْجَمَلِ طَلْحَةَ بِسَهْمٍ فَأَثْبَتَهُ فِي ثُغْرَةِ نَحْرِهِ، فَقَالَ لَهُ طَلْحَةُ:«قَدْ رَأَيْتُ مَا صَنَعْتَ؟» فَقَالَ: أَتَزْعُمُ أَنِّي أَخْطَأْتُ؟ قَالَ: «مَا زِلْتُ تُخَطِّي بِعَمٍّ لَكَ مُنْذُ الْيَوْمِ»

ص: 1170

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَمٌّ، - أَوْ عَمٌّ لِي - قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مُتَوَاقِفُونَ إِذْ رَمَى مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ بِسَهْمٍ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَشَكَلَ سَاقَهُ بِجَنْبِ فَرَسِهِ، فَقَمَصَ بِهِ الْفَرَسُ

⦗ص: 1171⦘

مُوَلِّيًا، وَالْتَفَتَ إِلَى أَبَانَ بْنِ عُثْمَانَ وَهُوَ إِلَى جَنْبِهِ فَقَالَ: قَدْ كَفَيْتُكَ أَحَدَ قَتَلَةِ أَبِيكَ

ص: 1170

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حُنَيْفٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى،: لَمَّا حَاصَرَ الْمِصْرِيُّونَ عُثْمَانَ اسْتَوْلَى طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ عَلَى أَمْرِهِمْ وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ يَأْتِيهِمْ فَإِذَا أَمْسَى خَلُصَ هُوَ وَعَلِيٌّ وَعَمَّارٌ يَحْتَازُونَ النَّاسَ يَقُولُونَ: أَهْلُ مِصْرَ يَعْمَلُونَ بِأَمْرِ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

ص: 1171

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عِكْرِمَةَ، مِنْ بَنِي قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ عَنْ أُمِّهِ، قَالَتْ: كُنْتُ عِنْدَ عَائِشَةَ رضي الله عنها فَدَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ بْنُ دِرْهَمٍ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ مَا تَقُولِينَ فِي عُثْمَانَ؟ فَقَالَتْ: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} [الأنفال: 58]

ص: 1171

حَدَّثَنَا مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ أَسْمَاءٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَمِّهِ: فَجَاءَهَا مَرْوَانُ فَقَالَ: أَرْسَلَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ وَقَالَ: رُدِّي عَنِّيَ النَّاسَ، فَأَعْرَضَتْ

⦗ص: 1172⦘

عَنْهُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ، فَقَامَ وَهُوَ يَتَمَثَّلُ بِبَيْتِ شِعْرٍ لَمْ يَحْفَظْهُ أَبُو سَلَمَةَ فَقَالَتْ:«ارْجِعْ وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّكَ وَصَاحِبَكَ الَّذِي جِئْتَ مِنْ عِنْدِهِ فِي وِعَائِنَا وَكَيْتُ عَلَيْكُمَا ثُمَّ نَبَذْتُكُمَا»

ص: 1171

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي عَمِّي أَوْ عَمٌّ لِي قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ عَائِشَةَ رضي الله عنها وَعُثْمَانُ رضي الله عنه مَحْصُورٌ، وَالنَّاسُ مُجَهِّزُونَ لِلْحَجِّ إِذْ جَاءَ مَرْوَانُ فَقَالَ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلَامَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ وَيَقُولُ: رُدِّي عَنِّي النَّاسَ فَإِنِّي فَاعِلٌ وَفَاعِلٌ. فَلَمْ تُجِبْهُ، فَانْصَرَفَ وَهُوَ يَتَمَثَّلُ بِبَيْتِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ الْعَبْسِيِّ:

[البحر المتقارب]

وَحَرَّقَ قَيْسٌ عَلَيَّ الْبِلَادَ

حَتَّى إِذَا اشْتَعَلَتْ أَجْذَمَا

فَقَالَتْ: «رُدُّوا عَلَيَّ هَذَا الْمُتَمَثِّلَ» ، فَرَدَدْنَاهُ، فَقَالَتْ - وَفِي يَدِهَا غِرَارَةٌ لَهَا تُعَالِجُهَا:«وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ صَاحِبَكَ الَّذِي جِئْتَ مِنْ عِنْدِهِ فِي غِرَارَتِي هَذِهِ فَأَوْكَيْتُ عَلَيْهَا فَأَلْقَيْتُهَا فِي الْبَحْرِ»

ص: 1172

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَسَّانَ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بِشَيرٍ رضي الله عنه قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ رضي الله عنها وَعِنْدَهَا قَوْمٌ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ يَذْكُرُونَ عُثْمَانَ رضي الله عنه أَوَّلَ مَا حُصِرَ فَقَالَتْ

⦗ص: 1173⦘

: «أَنَا أُمُّكُمْ، تُرِيدُونَ أَمْرًا إِنْ عُمِلَ بِهِ رَأَيْتُمْ مَا تَكْرَهُونَ» ، فَنَظَرَتْ إِلَيَّ عَائِشَةُ فَقَالَتْ:«نُعْمَانُ؟» قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَتْ: «تُعْلِمُنِي بِكَ أَيْ عَدُوَّ اللَّهِ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّ قُرَيْشًا رَدَّتْكَ تَكَرُّهًا - اضْرِبُوهُ» . قَالَ: فَضَرَبُونِي. فَقُلْتُ: لَا جَرَمَ، وَاللَّهِ لَا آتِيَ هَذَا الْمَكَانَ أَبَدًا

ص: 1172

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ عُثْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ، أَنَّ أَبَا مُسْلِمٍ الْخَوْلَانِيَّ قَالَ لِأَهْلِ الشَّامِ - وَهُمْ يَنَالُونَ مِنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها فِي شَأْنِ عُثْمَانَ رضي الله عنه:«يَا أَهْلَ الشَّامِ، أَضْرِبُ لَكُمْ مَثَلَكُمْ وَمَثَلَ أُمِّكُمْ هَذِهِ، مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهَا كَمَثَلِ الْعَيْنِ فِي الرَّأْسِ تُؤْذِي صَاحِبَهَا وَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُعَاقِبَهَا إِلَّا بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ لَهَا»

ص: 1173

حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يُحَدِّثُ: أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُذَيْنَةَ الْعَبْدِيَّ لَمَّا بَلَغَهُ قُدُومُ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ رَكِبَ فَرَسَهُ فَتَلَقَّاهُمَا قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَا الْبَصْرَةَ، فَإِذَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَكَانَ يُقَالُ لَهُ السَّاجِدُ مِنْ عِبَادَتِهِ. . . . فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ. قَالَ: وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لَأُحِبُّ أَنْ أَلْقَاكَ، قَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُذَيْنَةَ، فَأَخْبِرْنِي عَنْ قَتْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه. قَالَ: أُخْبِرُكَ أَنَّ دَمَ عُثْمَانَ رضي الله عنه ثَلَاثَةَ أَثْلَاثٍ، ثُلُثٌ عَلَى صَاحِبَةِ الْخِدْرِ - يَعْنِي عَائِشَةَ رضي الله عنها فَلَمَّا سَمِعَتْهُ يَقُولُ

ص: 1173

ذَلِكَ شَتَمَتْهُ وَأَسَاءَتْ لَهُ الْقَوْلَ، فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لَكِ يَا أُمَّتَاهُ، وَثُلُثٌ عَلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، وَثُلُثٌ عَلَى صَاحِبِ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ مَيْمَنَةَ الْقَوْمِ - يَعْنِي أَبَاهُ طَلْحَةَ - فَلَمَّا سَمِعَهُ أَبُوهُ أَقْبَلَ إِلَيْهِ سَرِيعًا وَقَالَ: وَيْحَكَ هَلْ ثَابَ رَجُلٌ بِأَفْضَلَ مِنْ نَفْسِهِ

ص: 1174

قَالَ ابْنُ دَأْبٍ، قَالَ الْحَارِثُ بْنُ خُلَيْفٍ: سَأَلْتُ سَعْدًا عَنْ قَتْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه فَقَالَ: قُتِلَ بِسَيْفٍ سَلَّتْهُ عَائِشَةُ رضي الله عنها، وَشَحَذَهُ طَلْحَةُ رضي الله عنه وَسَمَّهُ ابْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قُلْتُ: فَالزُّبَيْرُ؟ قَالَ: فَسَكَتَ وَأَشَارَ بِيَدِهِ وَأَمْسَكْنَا، وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَا وَلَكِنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه تَغَيَّرَ وَتَغَيَّرَ، وَأَسَاءَ وَأَحْسَنَ، وَلَمْ يَجِدْ مُتَقَدِّمًا فَإِنْ كُنَّا أَحْسَنَّا فَقَدْ أَحْسَنَّا وَإِنْ كُنَّا أَسَأْنَا فَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، وَقَالَ: وَكَانَ الزُّبَيْرُ لِي صَدِيقًا فَأَتَيْتُهُ، فَقَالَ: مَا أَقْدَمَكَ؟ فَقُلْتُ: جِئْتُ لِأَقْتَدِيَ بِكَ. قَالَ: فَارْجِعْ. قُلْتُ: فَأَنْتَ؟ قَالَ: تَاللَّهِ إِنِّي لَمَغْلُوبٌ مَطْلُوبٌ يَغْلِبُنِي أَهْلِي، وَأُطْلَبُ بِذَنْبِي. قُلْتُ: فَصَاحِبُكُمْ؟ قَالَ: لَوْ لَمْ يَجِدْ إِلَّا أَنْ يَشُقَّ بَطْنَهُ مِنْ حُبِّ الْإِمَارَةِ لَشَقَّهُ

ص: 1174

حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: حَدَّثَنِي

⦗ص: 1175⦘

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ، عَنْ غِيَاثٍ الْبَكْرِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رضي الله عنه عَنْ قَتْلِ عُثْمَانَ هَلْ شَهِدَهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: «نَعَمْ، لَقَدْ شَهِدَهُ ثَمَانِمِائَةٍ»

ص: 1174