الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه فِي الْبَرَاءَةِ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه بِأَلْفَاظٍ شَتَّى تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ بَرِيئًا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حُدَّثَنَا عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ زَيْدٍ أَبَا الشَّعْثَاءِ، يَقُولُ: حَدَّثَنِي مَنْ، سَمِعَ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ:" وَاللَّهِ مَا أَحْبَبْتُ قَتْلَ عُثْمَانَ رضي الله عنه، وَلَا أَمَرْتُ بِهِ، وَلَكِنْ بَنِي عَمِّي لَامُونِي وَزَعَمُوا أَنِّي صَاحِبُ ذَلِكَ، فَاعْتَذَرْتُ إِلَيْهِمْ فَأَبَوْا أَنْ يَقْبَلُوا عُذْرِي، ثُمَّ اعْتَذَرْتُ فَأَبَوْا أَنْ يَقْبَلُوا فَعَنِدْتُ فَصَمَتُّ قَالَ: فَسَأَلْتُهُ، فَقَالَ: يَقُولُ: أَتَضَرَّعُ إِلَيْهِمْ وَلَا يَقْبَلُونَ فَصَمَتُّ "
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ أَبِي عُمَرَ، وَالْأَعْمَى، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ، يَقُولُ: إِنَّ أُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالُوا لَهُ: إِنَّكَ تَبْرَأُ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ وَنَحْنُ نُقَاتِلُ، فَقَامَ فِيهِمْ قَائِمًا فَقَالَ:«إِنَّكُمْ تَزْعُمُونَ أَنِّي أَبْرَأُ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ، وَإِنَّ اللَّهَ قَتَلَ عُثْمَانَ وَأَنَا مَعَهُ» . فَقَالَ مُحَمَّدٌ بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا: عَلَى الْوَجْهَيْنِ
حَدَّثَنَا عَارِمٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ يَزِيدَ أَبُو زَيْدٍ، قَالَ
⦗ص: 1259⦘
: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ خَبَّابٍ، عَنْ خَالِدٍ أَبِي حَفْصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه فِي بَعْضِ خُطَبِهِ: قَتَلَ اللَّهُ عُثْمَانَ وَأَنَا مَعَهُ، فَأَتَاهُ مُحَمَّدٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، مَا تَقُولُ؟ إِنَّ النَّاسَ يَرَوْنَ أَنَّكَ شَرَكْتَ فِي دَمِ عُثْمَانَ. قَالَ:" {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر: 42] مَا شَرَكْتُ فِي دَمِهِ، وَلَا مَالَأْتُ ". قَالَ: يَعْنِي قُتِلَ شَهِيدًا وَأُقْتَلُ أَنَا شَهِيدًا
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ النُّعْمَانِ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَعْبَدٌ مَوْلَى عَلِيٍّ، وَالْحَدَثَانُ بْنُ عَطِيَّةَ اللَّيْثِيَّانِ قَالَا: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَاصِمٍ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ فَضَالَةَ، أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه لَمَّا قَدِمَ الْبَصْرَةَ دَخَلُوا عَلَيْهِ فَجَعَلَ النَّاسُ قُرَيْشٌ وَغَيْرُهُمْ إِلَى عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ فَضَالَةَ. فَتَكَلَّمَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَذَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ:«أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ قُرَيْشًا وَالنَّاسَ تُرْجِعُ إِلَيْكَ إِمْرَةَ النَّاسِ، وَأَبْرَأُ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ» . ثُمَّ سَكَتَ، فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: هَلْ فِيكُمْ مِنْ مُتَكَلِّمٍ قَالُوا: لَا. قَالَ: أَبَى الْحَقِينُ الْمَعْذِرَةَ أَبَى الْحَقِينُ الْمَعْذِرَةَ، اللَّهُ قَتَلَهُ وَأَنَا مَعَهُ
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ، قَالَ: خَرَجَ مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه فِي مَوْكِبٍّ مِمَّنْ يُطْلَبُ لِلْعَقْدِ حَاجًّا فَذَكَرَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عُثْمَانَ رضي الله عنه فَقَالَ: أَعَانَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ. قَالَ يَزِيدُ فَقُلْتُ
⦗ص: 1260⦘
: أَلَيْسَ كَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ: «اللَّهُ قَتَلَهُ وَأَنَا مَعَهُ» . قَالَ: فَانْتَهَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَقَالَ: مَا يُدْرِيكَ مَا كَانَ يَعْنِي قَوْلُهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ، أَنْبَأَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: «وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ وَلَا أَمَرْتُ وَلَكِنْ غُلِبْتُ»
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا لَيْثٌ، عَنْ طَاوُسٍ أَوْ مُجَاهِدٍ قَالَ زَائِدَةُ: هُوَ عَنْ أَحَدِهِمَا، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: «وَاللَّهِ مَا أَمَرْتُ، وَوَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ وَلَكِنْ غُلِبْتُ»
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يُونُسَ الْأَزْرَقِ، عَنْ مِسْعَرِ بْنِ كِدَامٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ: «لَقَدْ نَهَيْتُ عَنْهُ، وَلَقَدْ كُنْتُ لَهُ كَارِهًا وَلَكِنْ غُلِبْتُ»
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَمْعَةُ، عَنِ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه فِي عُثْمَانَ ثَلَاثًا: «نَهَيْتُهُمْ عَنْ قَتْلِهِ، وَكُنْتُ كَارِهًا لِقَتْلِهِ وَلَكِنْ غُلِبْتُ عَلَيْهِ»
حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ
⦗ص: 1261⦘
: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ، قَالَ: قُلْتُ لِسَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ: مَا رَدَّكَ عَنْ رَأْيِكَ، فِي عُثْمَانَ؟ فَقَالَ: كُنَّا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فِي الشِّعْبِ وَابْنِ عَبَّاسٍ فَذَكَرْنَا عُثْمَانَ فَنِلْنَا مِنْهُ فَقَالَ: كُفُّوا عَنْ هَذَا الرَّجُلِ، ثُمَّ نِلْنَا مِنْهُ، فَقَالَ: أَلَمْ أَنْهَكُمْ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَقَالَ لَهُ: أَتَذْكُرُ عَشِيَّةَ الْجَمَلِ وَأَنَا عَنْ يَمِينِ عَلِيٍّ رضي الله عنه وَفِي يَدِي الرَّايَةُ، وَأَنْتَ عَنْ يَسَارِهِ فَسَمِعَ هَدَّةً فِي الْمِرْبَدِ فَأَرْسَلَ فُلَانًا فَجَاءَ فَقَالَ: هَذِهِ عَائِشَةُ رضي الله عنها تَلْعَنُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ رضي الله عنه، فَرَفَعَ عَلِيٌّ رضي الله عنه يَدَيْهِ حَتَّى سَتَرَنَا وَجْهُهُ ثُمَّ قَالَ:«وَأَنَا أَلْعَنُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ رضي الله عنه» قَالَ: «لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي السَّهْلِ وَالْجَبَلِ - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا -» قَالَ: فَصَدَّقُوا ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا فَقَالَ: أَمَا فِيَّ وَفِي هَذَا لَكُمْ شَاهِدُ عَدْلٍ
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُعْتَمِرِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: كُنَّا مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ فِي الشِّعْبِ فَسَمِعَ رَجُلًا يَنْتَقِصُ عُثْمَانَ رضي الله عنه وَعِنْدَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: يَا ابْنَ عَبَّاسٍ هَلْ شَهِدْتَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ حِينَ سَمِعَ الصَّيْحَةَ مِنْ قِبَلِ الْمِرْبَدِ؟ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: نَعَمْ، عَشِيَّةَ بَعَثَ فُلَانَ بْنَ فُلَانٍ، فَقَالَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ مَا هَذَا؟ فَجَاءَ فَقَالَ: هَذِهِ عَائِشَةُ رضي الله عنها تَلْعَنُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ رضي الله عنه. قَالَ: «وَأَنَا أَلْعَنُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ، اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ عُثْمَانَ فِي السَّهْلِ وَالْجَبَلِ»
⦗ص: 1262⦘
، قَالَ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا مُحَمَّدٌ فَقَالَ: أَمَا فِيَّ وَفِي ابْنِ عَبَّاسٍ لَكُمْ شَاهِدٌ عَدْلٍ: قُلْنَا: بَلَى. قَالَ: فَانْتَهُوا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيَاضٍ، عَنْ يَزِيْدَ بْنِ طَلْحَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ ابْنَ الْحَنَفَيَّةِ، يَقُولُ: صَرَخَ صَارِخٌ يَوْمَ صِفِّينَ قَالَ: يَا ثَارَاتِ عُثْمَانَ. فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: «اللَّهُمَّ اكْبُبِ الْيَوْمَ قَتَلَةَ عُثْمَانَ لِمَنَاخِرِهِمْ»
حَدَّثَنَا خَلَّادُ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْغَازِي، عَنْ مَكْحُولٍ، قَالَ: كَانَ عَلِيٌّ رضي الله عنه يَلْعَنُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ سَرِيَّةَ بِنْتِ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَتْ: دَخَلَ عَلِيٌّ عَلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ يَعُودُهُ، فَخَاضُوا فِي الْحَدِيثِ، فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: سَلُونِي عَمَّا شِئْتُمْ، فَلَا تَسْأَلُونَ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ، فَقَالَ لَهُ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: نَشَدْتُكَ بِاللَّهِ، أَنْتَ قَتَلْتَ عُثْمَانَ؟ فَنَكَّسَ رَأْسَهُ ثُمَّ رَفَعَهُ فَقَالَ:«لَا وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ وَلَا أَمَرْتُ بِقَتْلِهِ»
⦗ص: 1263⦘
حَدَّثَنَا. . . . . . . . . بَكَّارٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ،. . . . . . . . . . . وَلَا نَهَيْتُ وَلَا كَرِهْتُ
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ، وَحَبَّانُ بْنُ هِلَالٍ، قَالَا: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ بْنُ بَشِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو خَلْدَةَ، - زَادَ حَبَّانُ حَنْظَلَةَ - قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَخْطُبُ النَّاسَ فَعَرَّضَ بِذِكْرِ عُثْمَانَ رضي الله عنه فِي خُطْبَتِهِ - قَالَا جَمِيعًا فِي حَدِيثِهِمَا - قَالَ: «إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُونَ أَنِّي قَتَلْتُ عُثْمَانَ، فَلَا وَالَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ مَا قَتَلْتُهُ، وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ وَلَا سَاءَنِي»
حَدَّثَنَا سَلْمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَمِيلُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا خَلْدَةَ الْحَنَفِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ: «مَا أَمَرْتُ وَلَا نَهَيْتُ وَلَا سَرَّنِي وَلَا سَاءَنِي قَتْلُ عُثْمَانَ رضي الله عنه»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الْمُثَنَّى، قَالَ: حَدَّثَنَا الْجَرَّاحُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: رَأَيْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه خَرَجَ مِنْ مَنْزِلِ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ»
حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه رَفَعَ يَدَيْهِ - أَوْ قَالَ: إِصْبَعَيْهِ - وَقَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْعَنَزِيِّ، وَأَبِي زُرَارَةَ الشَّيْبَانِيِّ قَالَا: نَشْهَدُ بِاللَّهِ عَلَى عَلِيٍّ شَهَادَةً يَسْأَلُنَا عَنْهَا فَقَدْ شَهِدْنَا شَاهِدَةً، لَقَدْ سَمِعْنَاهُ يَقُولُ:«وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ، وَلَا أَمَرْتُ، وَلَا شَرَكْتُ وَلَا رَضِيتُ»
حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَاصِمٌ الْأَحْوَلُ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَيْخَانِ سَنَةَ سِتٍّ وَثَمَانِينَ أَحَدُهُمَا يُكْنَى أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، وَالْآخَرُ يُكْنَى أَبَا زُرَارَةَ قَالَا: نَشْهَدُ عَلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: «اللَّهُمَّ لَمْ أَقْتُلْ، وَلَمْ آمُرْ، وَلَمْ أُشْرَكْ وَلَمْ أَرْضَ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ»
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ، قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ، عَنْ نُمَيْرَةَ، قَالَ: كُنَّا جُلُوسًا مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه عَلَى شَطِّ الْفُرَاتِ فَبَدَتْ سَفِينَةٌ فَقَالَ: {وَلَهُ الْجِوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} [الرحمن: 24] ثُمَّ أَخَذَ عُودًا فَنَكَتَ بِهِ سَاعَةً ثُمَّ نَكَسَ رَأْسَهُ
⦗ص: 1265⦘
، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ قَالَ:«وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ، وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ، وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الْوَرَّاقِ عنْ عَرَارِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عُمَيْرَةَ بْنِ سَعْدٍ الْيَامِيِّ، قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه عِنْدَ شَطِّ الْفُرَاتِ فَأَقْبَلَتْ سُفُنٌ فَقَالَ: " {وَلَهُ الْجِوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} [الرحمن: 24] وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ "
حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ،. . . . . . . . . . كُنَّا نَمْشِي مَعَ عَلِيٍّ رضي الله عنه عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ فَانْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِهِ فَأَخَذَ خُوصَةً ثُمَّ قَعَدَ يُصْلِحُ نَعْلَهُ، فَنَظَرَ إِلَى السُّفُنِ فِي الْفُرَاتِ فَقَالَ:" {وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلَامِ} [الرحمن: 24] وَوَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ ". . قَالَ: وَمَا ذَكَرَ لَهُ أَحَدٌ عُثْمَانَ رضي الله عنه قَالَ يَحْيَى: وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، بِمِثْلِهِ قَالَ يَحْيَى: وَلَيْسَ هُوَ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، إِنَّمَا هُوَ عَنْ عُمَيْرَةَ بْنِ سَعْدٍ الْيَامِيِّ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ مَوْلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ خَارِجَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه ينْفُضُ جَيْبَهُ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ» قَالَ مَرْوَانُ: سَمِعْنَا
⦗ص: 1266⦘
هَذَا مِنْهُ قَدِيمًا لَمْ يُغَيِّرْ، وَلَوْلَا أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ مَا رَوَيْنَا عَنْهُ
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: قُتِلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه وَعَلِيٌّ رضي الله عنه فِي أَرْضٍ لَهُ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ لَمْ أَرْضَ وَلَمْ أُمَالِئْ»
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنْ أَبِي شَوْذَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ عَلِيًّا رضي الله عنه قَتْلُ عُثْمَانَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ لَمْ أَرْضَ وَلَمْ أُمَالِئْ»
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه مِرَارًا يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ» ، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ:" إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تُصِيبَنِي وَعُثْمَانَ هَذِهِ الْآيَةُ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرَرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] " قَالَ: فَرَأَيْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه فِي دَارِهِ يَوْمَ أُصِيبَ عُثْمَانُ رضي الله عنه فَقَالَ: مَا وَرَاءَكَ؟ فَقُلْتُ: قُتِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ. قَالَ: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» ، ثُمَّ قَالَ:«أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ بَغِيضَكَ يَوْمًا مَا، وَأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا مَا عَسَى أَنْ يَكُونَ حَبِيبَكَ يَوْمًا مَا»
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ
⦗ص: 1267⦘
مَعْمَرٍ، عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه يَقُولُ: «وَاللَّهِ مَا أَمَرْتُ، وَلَا قَتَلْتُ، وَلَكِنْ غُلِبْتُ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ النُّعْمَانِ الْبَصْرِيُّ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، أَنَّهُ سَمِعَ مُحَمَّدَ ابْنَ الْحَنَفِيَّةِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ، وَقَالَ:«اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ عُثْمَانَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَالسَّهْلِ وَالْجَبَلِ.» ، ثَلَاثًا يُرَدِّدُهَا
حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ،. . . . . . . . تَوَاقَفْنَا يَوْمَ الْجَمَلِ حَتَّى. . . . . . . . . . وَقَالَ: اللَّهُمَّ كُبَّ الْيَوْمَ قَتَلَةَ عُثْمَانَ لِوُجُوهِهِمْ قَالَ: يَقُولُ شَيْخُنَا: فَفَعَلَ اللَّهُ. . . . . . . . .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَا: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِيسَى، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، قَالَ ابْنُ سِنَانٍ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: رَأَيْتُ عَلِيًّا
⦗ص: 1268⦘
رضي الله عنه عِنْدَ أَحْجَارِ الزَّيْتِ رَافِعًا يَدَيْهِ مَادَّا إِصْبَعَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِ عُثْمَانَ» قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فَقَالَ: مَا أَرَى لَهُ ذَنْبًا
حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حُمَيْدٍ الرَّوَّاسُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه يَوْمَ الْجَمَلِ: «اللَّهُمَّ جَلِّلْ قَتَلَةَ عُثْمَانَ الْيَوْمَ خِزْيًا»
حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عُمَيْرِ بْنِ رُوزِيٍّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه وَهُوَ يَخْطُبُ يَقُولُ: «وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ قَتَلَ عُثْمَانَ لَا أَدْخُلُهَا، وَلَئِنْ لَمْ يَدْخُلِ النَّارَ إِلَّا مَنْ قَتَلَ عُثْمَانَ لَا أَدْخُلُهَا» . فَلَمَّا نَزَلَ قِيلَ لَهُ: فَرَّقْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ وَفَعَلْتَ كَذَا. فَلَمَّا كَانَتِ الْجُمُعَةُ الْأُخْرَى قَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ قَدْ أَكْثَرْتُمْ فِي قَتْلِ عُثْمَانَ، أَلَا وَإِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُ وَأَنَا مَعَهُ» . قَالَ: يَقُولُ: وَأَنَا مَعَهُ سَيَقْتُلُنِي. قَالَ حَمَّادٌ: وَكَانَ ابْنُ سِيرِينَ يَقُولُ: هِيَ كَلِمَةٌ عَرَبِيَّةٌ
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَوْزَاعِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ مَيْمُونَ بْنَ مِهْرَانَ يَقُولُ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: «مَا يَسُرُّنِي أَنِّي مِنْ آخِرِ سَبْعِينَ مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ وَأَنَّ لِيَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» . حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، بِمِثْلِهِ
حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: «وَاللَّهِ لَئِنْ شَاءَتْ بَنُو أُمَيَّةَ لَأُبَاهِلَنَّهُمْ عِنْدَ الْكَعْبَةِ مَا نَدَيْتُ دَمَ عُثْمَانَ رضي الله عنه بِشَيْءٍ»
حَدَّثَنَا يَحْيَى، وَحَدَّثَنَا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَسَدِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ رَبِيعَةَ الْوَالِبِيِّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: «لَوْ أَعْلَمُ بَنِي أُمَيَّةَ يَقْبَلُونَ مِنِّي لَنَفَلْتُهُمْ خَمْسِينَ يَمِينًا قَسَامَةً مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ وَلَا مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ قَالَ: كَلَّمَ النَّاسُ ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنْ يَحُجَّ بِهِمْ وَعُثْمَانُ رضي الله عنه مَحْصُورٌ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ ، فَاسْتَأْذَنَ أَنْ يَحُجَّ بِهِمْ، فَحَجَّ بِهِمْ، فَرَجَعَ وَقَدْ قُتِلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه. فَقَالَ لِعَلِيٍّ رضي الله عنه:«الْآنَ إِنْ قُمْتَ بِهَذَا الْأَمْرِ أَلَزَمَكَ النَّاسُ دَمَ عُثْمَانَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ قَيْسٍ الْحَارِثِيِّ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ كُونُوا أَنْصَارَ
⦗ص: 1270⦘
اللَّهِ مَرَّتَيْنِ. فَقَالَ أَبُو حَسَنٍ - أَوْ أَبُو حُسَيْنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَحَدُ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ: لَا نُطِيعُكَ وَلَا نَكُونُ كَمَنْ قَالَ: {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ}
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: قَالَ زَيْدٌ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ مَرَّتَيْنِ قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو حُسَيْنٍ الْمَازِنِيُّ الْأَنْصَارِيُّ: وَاللَّهِ لَا نُطِيعُكَ وَلَا نَقُولُ كَمَا قَالَ الْخَاطِئُونَ: {رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ} وَقَالَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ: أَشْبَعَكَ مِنْ عِيدَانِ الْعَجْوَةِ. قَالَ: وَيُقَالُ: قَالَ ذَلِكَ لَهُ النُّعْمَانُ الزُّرَقِيُّ
حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ:«لَبِسَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما الدِّرْعَ يَوْمَئِذٍ مَرَّتَيْنِ» ، قَالَ سُلَيْمٌ: يَعْنِي يَوْمَ الدَّارِ يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا غِيَاثُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَمْرَةَ الْأَنْصَارِيِّ قَالَ:«قُتِلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه يَوْمَ قُتِلَ ، وَلَيْسَ بِالْمَدِينَةِ إِلَّا قَاتِلٌ أَوْ خَاذِلٌ»
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ:" قَالُوا: هُوَ أَفْضَلُنَا فَاسْتَعْمَلُوهُ، ثُمَّ قَالُوا: هُوَ شَرُّنَا فَقَتَلُوهُ "
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا سَهْلُ بْنُ أَبِي الصَّلْتِ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ:«مَكَرَ بِهِ الْمُنَافِقُونَ، وَلَوْ شَاءُوا رَدُّوهُمْ بِأَطْرَافِ الْأَرْدِيَةِ»
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، عَنْ أَبِي شَوْذَبٍ قَالَ: قِيلَ لِلْحَسَنِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ أَكَانُوا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَمْنَعُوا عُثْمَانَ؟ قَالَ: نَعَمْ، لَوْ شَاءُوا أَنْ يَمْنَعُوهُ بِأَرْدِيَتِهِمْ لَمَنَعُوهُ. قَالَ: وَكُنْتُ يَوْمَ قُتِلَ ابْنَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ:" وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَةُ آلَافٍ - أَوْ قَالَ -: أَكْثَرُ مِنْ عَشْرَةِ آلَافٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا دَخَلَ الْفِتْنَةَ مِنْهُمْ كُلِّهِمْ إِلَّا ثَلَاثُونَ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ:«هَاجَتِ الْفِتْنَةُ وَأَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَشْرَةُ آلَافٍ ، فَمَا خَفَّ فِيهَا مِنْهُمْ مِائَةٌ. لَا يَبْلُغُونَ ثَلَاثِينَ»
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي خِدَاشٍ الْمَوْصِلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ، عَنْ هِشَامٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ: لَقَدْ قُتِلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه وَإِنَّ فِي الْأَرْضِ عَشْرَةَ آلَافٍ مِنْ أَصْحَابِ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم مَنْ رَآهُ فِيمَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ صُحْبَةٌ
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ:" قَالُوا: هُوَ أَفْضَلُنَا ، فَاسْتَعْمَلُوهُ، ثُمَّ قَالُوا: هُوَ شَرُّنَا فَقَتَلُوهُ "
حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَوْفٌ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ:«اخْتَلَفَ النَّاسُ فِي الْأَهِلَّةِ بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه»
حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ
⦗ص: 1272⦘
ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ:«لَمْ تُفْقَدِ الْخَيْلُ الْبُلْقُ فِي السَّرَايَا حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه، وَلَمْ تَخْتَلِفِ النَّاسُ فِي الْأَهِلَّةِ حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ. . . . . . . . فَإِنَّهُ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ بِرَكْعَةٍ يَجْمَعُ فِيهَا الْقُرْآنَ»
حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا قُرَّةُ، عَنْ مُحَمَّدٍ قَالَ: لَمَّا دَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه قَالَتِ امْرَأَتُهُ: «إِنْ تَقْتُلُوهُ أَوْ تَتْرُكُوهُ فَقَدْ كَانَ يَجْمَعُ الْقُرْآنَ فِي رَكْعَةٍ» . حَدَّثَنَا عَارِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هِلَالٍ، عَنْ مُحَمَّدٍ بِمِثْلِهِ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَّامُ بْنُ مِسْكِينٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ قَالَ: لَمَّا أَطَافُوا بِعُثْمَانَ رضي الله عنه يُرِيدُونَ قَتْلَهُ قَالَتِ امْرَأَتُهُ: «إِنْ تَقْتُلُوهُ أَوْ تَتْرُكُوهُ فَقَدْ كَانَ يُحْيِي اللَّيْلَ كُلَّهُ بِرَكْعَةٍ يَخْتِمُ فِيهَا الْقُرْآنَ»
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَشْجَعِيُّ، عَنْ مِسْعَرٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ امْرَأَةَ عُثْمَانَ رضي الله عنه قَالَتْ: «إِنْ تَقْتُلُوهُ أَوْ تَدَعُوهُ ، فَإِنَّهُ كَانَ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي لَيْلَةٍ فِي رَكْعَةٍ»
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الرِّفَاعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ الْقَارِئِ قَالَ: رَأَيْتُ طَلْحَةَ يَعْنِي ابْنَ مُصَرِّفٍ فَبَكَى وَقَدْ ذُكِرَ عُثْمَانُ رضي الله عنه فَقَالَ: «حَصَرُوهُ وَعَطَّشُوهُ»
حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ آدَمَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ:«كَانَ أَبُو صَالِحٍ إِذَا ذُكِرَ قَتْلُ عُثْمَانَ رضي الله عنه بَكَى»
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ كَانَ عَلَى صَنْعَاءَ ، فَلَمَّا جَاءَ قَتْلُ عُثْمَانَ رضي الله عنه خَطَبَ النَّاسَ فَبَكَى بُكَاءً شَدِيدًا ، ثُمَّ قَالَ:«لَمَّا اسْتَفَاقَ وَأَفَاقَ انْتُزِعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ مِنْ أُمَّةٍ مُحَمَّدٍ وَصَارَ مُلْكًا وَجَبْرِيَّةً، مَنْ غَلَبَ عَلَى شَيْءٍ أَكَلَهُ»
حَدَّثَنَا عَفَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ أَنَّ رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ كَانَ عَلَى صَنْعَاءَ كَانَ يُقَالُ لَهُ: ثُمَامَةُ، لَمَّا جَاءَ قَتْلُ عُثْمَانَ رضي الله عنه بَكَى وَأَطَالَ بُكَاهُ ، ثُمَّ قَالَ:«الْيَوْمَ نُزِعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ وَصَارَ مُلْكًا وَجَبْرِيَّةً، مَنْ غَلَبَ عَلَى شَيْءٍ أَكَلَهُ»
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ قَتَادَةَ أَنَّ غُلَامًا لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه كَانَ يُقَالُ لَهُ
⦗ص: 1274⦘
: ثُمَامَةُ لَمَّا بَلَغَهُ قَتْلُ عُثْمَانَ رضي الله عنه قَالَ: «الْيَوْمَ رُفِعَتْ خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ، وَصَارَتِ الْخِلَافَةُ بِالسَّيْفِ، مَنْ غَلَبَ عَلَى شَيْءٍ أَكَلَهُ» . فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: مَا قِوَامُ هَذَا الْأَمْرِ؟ قَالَ: «الْمَعْرُوفُ مِنَ النَّاسِ. وَإِمَامٌ إِذَا حَكَمَ عَدَلَ، وَإِذَا قَدَرَ عَفَا، وَإِذَا غَضِبَ غَفَرَ»
حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيِّبِ يَقُولُ: «وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الْأُولَى - يَعْنِي فِتْنَةَ عُثْمَانَ - فَلَمْ يَبْقَ مِنْ أَصْحَابِ بَدْرٍ أَحَدٌ، ثُمَّ وَقَعَتِ الْفِتْنَةُ الثَّانِيَةُ - يَعْنِي فِتْنَةَ الْحِيرَةِ - فَلَمْ يَبْقَ مِنْ أَصْحَابِ الْحُدَيْبِيَةِ أَحَدٌ، وَأَنَّى وَقَعَتِ الثَّالِثَةُ لَمْ تَرْتَفِعْ وَبِالنَّاسِ طُبَاخٌ» . حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: وَقَعَتْ فِتْنَةُ الدَّارِ بِمِثْلِهِ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: جَاءَ سَعْدٌ فَقَرَعَ الْبَابَ وَأَرْسَلَ إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه: إِنَّ الْجِهَادَ مَعَكَ حَقٌّ. فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ عُثْمَانُ: «إِنَّمَا أَنْتَ عِنْدِي. . . وَاحِدٌ بِالصَّعِيدِ تُغْنِي عَنَّا قِيَامَ النَّاسِ، فَاخْرُجْ إِلَى النَّاسِ فَأَعْطِهِمْ عَلَيَّ الْحَقَّ، وَخُذْ لِي مِنْهُمُ الْحَقَّ» فَخَرَجَ. . . . . . وَحَوْلَهُ النَّاسُ. . . . فَجَعَلُوا يَقْرَعُونَهُ بِالرِّمَالِ حَتَّى سَقَطَ لِجَنْبِهِ وَجَعَلَ يَقُولُ: هَلُمَّ فَاقْتُلُونِي، فَلَقَدْ أَصَابَتْ أُمِّي اسْمِي إِذًا، إِذْ
⦗ص: 1275⦘
سَمَّتْنِي سَعْدًا. وَأَقْبَلَ الْأَشْتَرُ فَنَهَاهُمْ، وَقَالَ: يَا عِبَادَ اللَّهِ اتَّخَذْتُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ بُدْنًا، وَخَرَجَ سَعْدٌ يَبْكِي وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي فَرَرْتُ بِدِينِي مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَأَنَا أَفِرُّ بِهِ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُفَضَّلُ بْنُ لَاحِقٍ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ تَدْمُرَ وَهِيَ قَبِيلَةٌ مِنَ الْيَمَنِ قَالَ: بَيْنَمَا أَنَا أَسِيرُ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ إِذَا أَنَا بِرَكْبٍ يَسِيرُونَ، بَيْنَ أَيْدِيهِمْ رَاكِبٌ فَدَنَوْتُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ فَنَهَرْتُ دَابَّتِي فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: مَاذَا صَنَعْتُمْ؟ قَالَ: «الْعَجَبُ، كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ بِهَا مَوْلِدِي وَدَارِي وَمَالِي، فَلَمْ أَزَلْ بِهَا حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم ، فَاتَّبَعْتُهُ وَآمَنْتُ بِهِ ، فَمَكَثْتُ بِهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ، ثُمَّ خَرَجْتُ مِنْهَا فِرَارًا بِدِينِي إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَلَمْ أَزَلْ بِهَا حَتَّى جَمَعَ اللَّهُ لِي بِهَا أَهْلًا وَمَالًا، وَأَنَا الْيَوْمَ فَارٌّ بِدِينِي مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ كَمَا فَرَرْتُ بِدِينِي مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ»
حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ: «شَهِدْتُ عُثْمَانَ رضي الله عنه وَهُوَ يُقْتَلُ بِالدَّارِ ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنه عَنْهُمَا يُضَارِبُ عَنْهُ حَتَّى جُرِحَ ، فَرَفَعَهُ فِيمَنْ رَفَعَهُ جَرِيحًا»
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَالْأَصْمَعِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ
⦗ص: 1276⦘
مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا كِنَانَةُ مَوْلَى صَفِيَّةَ قَالَ: كُنْتُ فِيمَنْ يَحْمِلُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما جَرِيحًا مِنْ دَارِ عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَيَّاشٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ سُلَيْمَانَ قَالَ: قَامَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ رضي الله عنهما ، بَعْدَ مَا قُتِلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه ، فَقَالَ لَهُمْ - يَعْنِي لِقَتَلَةِ عُثْمَانَ رضي الله عنه:«لَا مَرْحَبًا بِالْوُجُوهِ وَلَا أَهْلًا مَشَائِمَ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، مَنْ فَتَقَ فِيهَا الْمُفَتَّقَ الْعَظِيمَ، أَمَا وَاللَّهِ لَوْلَا عَزْمَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْنَا لَكَانَ الرَّأْيُ فِيكُمْ نَابِلًا»
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: جَاءَ قَوْمٌ يَطْلُبُونَ عَلِيًّا بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه فَلَمْ يَجِدُوهُ، فَسَأَلُوا الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ رضي الله عنهما: أَيْنَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: «فِي حَشِّ كَوْكَبٍ رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَيْهِ» - يَعْنِي عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الْوَلِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْهُذَيْلُ بْنُ بِلَالٍ، عَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الرَّزَّازِ أَنَّ رَجُلًا حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ رضي الله عنهما فِي الْحَمَّامِ وَرَجُلَيْنِ آخَرَيْنِ، وَعَلَى الْحَسَنِ رضي الله عنه النُّورَةُ وَقَدْ وَضَعَ يَدَهُ عَلَى الْحَائِطِ يَتَنَفَّسُ فَقَالَ:«لَعَنَ اللَّهُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ» . فَقَالَ رَجُلٌ: أَمَا إِنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا
⦗ص: 1277⦘
قَتَلَهُ. فَقَالَ: «قَتَلَهُ مَنْ قَتَلَهُ، لَعَنَ اللَّهُ قَتَلَةَ عُثْمَانَ» ، ثُمَّ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: " أَنَا وَعُثْمَانُ وَطَلْحَةُ وَالزُّبَيْرُ كَمَا قَالَ اللَّهُ: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرَرٍ مُتَقَابِلِينَ} [الحجر: 47] ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَمْرٍو، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:. . . . . . عُثْمَانَ ثُمَّ انْصَرَفَ. فَوَجَدْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وَاقِفًا عَلَى بَابِ دَارِهِ فَقِيلَ. . . .
حَدَّثَنَا. . . . . . حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَامِرِ بْنِ حَفْصٍ، عَنْ أَشْيَاخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ: أَنَّهُمْ خَرَجُوا إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه ، وَعَلَيْهِمْ حَكِيمُ بْنُ جَبَلَةَ، وَفِيهِمْ سَدُوسُ بْنُ عَبْسٍ ، وَرَجُلٌ مِنْ بَنِي ضُبَيْعَةَ فَقَالَ لَهُ: وَيْلَكَ، فَكَانَ حَكِيمُ بْنُ مَالِكٍ مِمَّنْ دَخَلَ عَلَيْهِ ، فَأَصَابَ ثَوْبَ مَالِكٍ نَضْحٌ مِنْ دَمِهِ، فَكَانَ يَقُولُ: لَا أَغْسِلُهُ أَبَدًا، وَشَقَّ سَدُوسٌ إِدَاوَةً فِيهَا مَاءٌ - جَاءُوا بِهِ إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه بِالرُّمْحِ
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ زِيَادٍ قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: " شَقَّ رَجُلٌ مِنْ عَبْسٍ لِعُثْمَانَ رضي الله عنه مَطْهَرَةً فِيهَا مَاءٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَظْمِئْهُ قَالَ: فَرَكِبَ الرَّجُلُ الْبَحْرَ مَعَ أَصْحَابٍ
⦗ص: 1278⦘
لَهُ، وَكَانَ ثَقِيلًا فَنَفِدَ مَاؤُهُمْ، فَانْتَهَوْا إِلَى سَاحِلِ الْيَمَنِ فَخَرَجُوا وَخَرَجَ مَعَهُمْ، وَكَانُوا أَخَفَّ مِنْهُ فَأَدْرَكَهُمُ الْعَطَشُ فَمَاتَ عَطَشًا "
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَطِيَّةَ، عَنْ فُرَافِصَةَ الْعَبْدِيِّ قَالَ: كَانَ مِنَّا رَجُلٌ مِمَّنْ خَرَجَ إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه يُنْكِرُ عَلَيْهِ سِيرَتَهُ، فَشَقَّ إِدَاوَةً مِنْ مَاءٍ - أُتِيَ بِهَا عُثْمَانُ رضي الله عنه بِرُمْحِهِ، وَقَالَ: لَا تَذُوقُ الْبَارِدَ أَبَدًا. فَقَالَ عُثْمَانُ رضي الله عنه: «اللَّهُمَّ اقْتُلْهُ عَطَشًا» . فَخَرَجَ غَازِيًا مَعَ رِجَالٍ مِنَّا فَأَصَابَهُمْ عَطَشٌ وَبَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمَاءِ عَقَدٌ. فَقَالُوا: إِنْ شِئْتَ فَتَقَدَّمْ إِلَى الْمَاءِ وَإِنْ شِئْتَ فَأَقِمْ حَتَّى نَأْتِيَكَ بِهِ، قَالَ: فَإِنِّي لَنْ أَمْشِيَ فَمَضَى أَصْحَابُهُ فَاسْتَقَوْا وَجَاءَ رَجُلٌ بِإِدَاوَةٍ يَرْكُضُ بِهَا إِلَيْهِ ، فَمَا وَصَلَ إِلَيْهِ حَتَّى مَاتَ وَأَكَلَتِ النُّسُورُ بَعْضَهُ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ نَافِعٍ قَالَ:«لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ لِتِسْعَ عَشْرَةَ أَوْ لِثَمَانِ عَشْرَةَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ فَتَحَ ابْنُ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ خَوْخَةً مِنْ دَارِهِ إِلَى جَنْبِ دَارِ عُثْمَانَ مِنْ دُبُرِهَا فَدَخَلَ النَّاسُ مِنْهَا فَقَتَلُوهُ»
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ قَالَ: شَدَّدُوا عَلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه وَوَضَعُوا خَشَبَةً بَيْنَ دَارِ جَبَلَةَ بْنِ عَمْرٍو وَدَارِ عُثْمَانَ رضي الله عنه، فَلَمَّا سَلَكُوا عَلَيْهَا لَقِيَهُمْ عَلَيْهَا ابْنُ الزُّبَيْرِ فَضَرَبَ رَجُلًا فَصَرَعَهُ بِالْبَلَاطِ، ثُمَّ لَقِيَهُ آخَرُ فَضَرَبَهُ فَصَرَعَهُ عَلَى الْبَلَاطِ قَالَ: فَتَنَادَوْا: ارْفَعُوا الْخَشَبَةَ فَرَفَعُوهَا
قَالَ أَبُو مِخْنَفَ: قَالَ سَوْدَانُ بْنُ حُمْرَانَ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه:
[البحر الرجز]
⦗ص: 1279⦘
خُذْهَا إِلَيْكَ وَاعْلَمَنْ أَبَا حَسَنْ
…
أَنَّا نُمِرُّ الْأَمْرَ إِمْرَارَ الرَّسَنْ
قَالَ: أَبُو الْحَسَنِ يَتَهَدَّدُ بِهَا عَلِيًّا
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: أَحْرَقَ بَابَ عُثْمَانَ رِفَاعَةُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ، وَدَخَلُوا عَلَى عُثْمَانَ مِنْ دَارِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ قَالَ: فَقَالَ الْأَحْوَصُ بَعْدَ ذَلِكَ:
[البحر البسيط]
لَا تَرْثِيَنَّ لِحَزْمِيٍّ رَأَيْتَ بِهِ
…
ضُرًّا وَإِنْ سَقَطَ الْحَزْمِيُّ فِي النَّارِ
النَّاخِسِينَ بِمَرْوَانٍ بِذِي خُشُبٍ
…
وَالْمُقْحِمِينَ عَلَى عُثْمَانَ فِي الدَّارِ
وَالزَّاعِمِينَ بِأَنْ لَسْتُمْ أَئِمَّتَهُمْ
…
بِمُؤْمِنِينَ وَأَنْ لَيْسُوا بِكُفَّارِ
حَدَّثَنَا. . . . . حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَانَ مَعَ عُثْمَانَ رضي الله عنه قَوْمٌ أَرَادُوا أَنْ يَمْنَعُوهُ فَمَنَعَهُمْ، وَأَتَاهُ سِتُّمِائَةٍ لِيَمْنَعُوهُ فَأَبَى عَلَيْهِمْ ، فَانْصَرَفُوا فَقَالَ
⦗ص: 1280⦘
مَرْوَانُ: لَكِنِّي أَعْزِمُ عَلَى نَفْسِي أَنْ أُقَاتِلَ. فَقَاتَلَ مَعَهُ نَاسٌ فَقُتِلَ ابْنَا زَمْعَةَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْسَرَةَ ، وَابْنُ أَبِي هُبَيْرَةَ بْنِ عَوْفٍ مِنْ بَنِي السَّيَّاقِ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ - أَوْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْعَوَّامِ وَمَوْلًى لِعُثْمَانَ، وَجُرِحَ مَرْوَانُ ، وَابْنُ الزُّبَيْرِ ، وَسَعِيدُ بْنُ الْعَاصِ فَذَكَرَ ذَلِكَ ابْنُ هَرَمَةَ بَعْدُ:
[البحر الوافر]
إِذَا اقْتَرَبُوا لِبَابِ الدَّارِ يَسْعَى
…
لَهُمْ مَرْوَانُ يَضْرِبُ أَوْ سَعِيدُ
إِذَا مُدِحَ الْكَرِيمُ يَزِيدُ خَيْرًا
…
وَإِنْ مُدِحَ اللَّئِيمُ فَلَا يَزِيدُ
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي زَكَرِيَّاءَ الْعَجْلَانِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ قَالَ: كَانَ مَعَ عُثْمَانَ رضي الله عنه عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ وَأُمُّهُ بِنْتُ شَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْعَوَّامِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الدَّهِينِ مِنْ بَنِي السَّيَّاقِ بْنِ عَبْدِ الدَّارِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ الْأَخْنَسِ، وَأَبُو أُسَيْدِ بْنُ رَبِيعَةَ السَّاعِدِيُّ وَأَهْلُ دَارَيْنِ مِنَ الْأَوْسِ، بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، وَبَنُو حَارِثَةَ، فَقَالَ سَلَكَانُ بْنُ سَلَامَةَ بْنِ وَقْشٍ أَحَدُ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ:
[البحر البسيط]
دَارٌ أَرَىَ أَوْسَ أَعْلَاهَا وَأَسْفَلَهَا
…
هُمُ الْجَهَاضِمَةُ الْأَزْدُونَ فِي الدِّينِ
⦗ص: 1281⦘
وَكَانَ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، وَابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما يَنْهَيَانِ عَنْ قَتْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه، وَكَانَتْ خُزَاعَةُ وَأَسْلَمُ عَلَى عُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْيَقْظَانِ الْيَمَامِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي حَفْصَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: اشْتَرَانِي مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ وَامْرَأَتِي وَوَلَدِي فَأَعْتَقَنَا، وَكُنْتُ مَعَهُ فِي الدَّارِ، وَرَمَيْتُ رَجُلًا مِنْ فَوْقِ الْبَيْتِ فَقَتَلْتُهُ، وَنَشِبَ الْقِتَالُ، فَنَزَلَتُ وَقَدْ ضُرِبَ مَرْوَانُ حَتَّى سَقَطَ، ثُمَّ خَرَجَ مِنَ الدَّارِ. فَقَالَ ابْنُ عُدَيْسٍ لِعُرْوَةَ بْنِ شُيَيْمٍ اللَّيْثِيِّ: قُمْ إِلَيْهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ وَقَدْ ضَرَبَهُ مَرْوَانُ عَلَى سَاقِهِ فَصُدِعَ، وَوَثَبَ عُبَيْدُ بْنُ رِفَاعَةَ بْنِ رَفَّاعٍ الزُّرَقِيُّ إِلَى مَرْوَانَ لِيَقْتُلَهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ جَدَّةُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَدِيٍّ - أَوْ - أُمُّهُ ، وَهِيَ أُمُّ مَرْوَانَ مِنَ الرَّضَاعَةِ: مَا تُرِيدُ إِلَى لَحْمِهِ تَبْضَعُهُ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ قَتْلَهُ فَقَدْ قُتِلَ، فَاسْتَحَى فَمَضَى وَتَرَكَهُ. فَاسْتَعَمَلَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ ابْنَهَا عَلَى الْيَمَامَةِ
حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الَّذِيَ جَرَحَ مَرْوَانَ الْحَجَّاجُ بْنُ غَزِيَّةَ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ عَلِيٌّ: كَانَ اسْمَ أَبِي حَفْصَةَ: يَزِيدُ ، فَلَمَّا صُرِعَ مَرْوَانُ يَوْمَ الدَّارِ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَنَقَرَ أَبُو حَفْصَةَ أُنْثَيَيْهِ فَانْتَبَهَ، فَقَالَ: لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: خِفْتُ أَنْ تَكُونَ قَدْ مِتَّ، وَقَدْ سَمِعْتُ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا فُعِلَ هَذَا بِهِ وَفِيهِ حَيَاةٌ انْتَبَهَ. فَأَعْتَقَهُ مَرْوَانُ، وَحَمَلَهُ يَزِيدُ حَتَّى أَدْخَلَهُ عَلَى امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ
⦗ص: 1282⦘
. . . . . . . مِنْهَا بِنْتٌ تُدْعَى حَفْصَةُ
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ قَالَ: سَمِعْتُ نَافِعًا يَقُولُ: ضُرِبَ مَرْوَانُ يَوْمَ الدَّارِ ضَرْبَةً حَذَّتْ أُذُنَيْهِ ، فَجَاءَ رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يُجْهِزَ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: أَتُمَثِّلُ بِجَسَدٍ مَيِّتٍ؟ فَتَرَكَهُ
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ: خَيْطُ بَاطِلٍ، وَكَانَ ضُرِبَ يَوْمَ الدَّارِ عَلَى قَفَاهُ ، فَقَالَ أَخُوهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَكَمِ وَكَانَ يَذْكُرُ نِسَاءَهُ، وَكَانَ عِنْدَهُ أُمُّ أَبَانَ بِنْتُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، وَقُطَيَّةُ بِنْتُ بِشْرٍ الْكِلَابِيَّةُ، وَلَيْلَى بِنْتُ زَيَّانِ ابْنِ الْأَصْبَغِ الْكَلْبِيَّةُ:
[البحر الطويل]
فَوَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَإِنِّي لَسَائِلٌ
…
حَلِيلَةَ مَضْرُوبِ الْقَفَا كَيْفَ تَصْنَعُ
لَحَا اللَّهُ قَوْمًا أَمَّرُوا خَيْطَ بَاطِلٍ
…
عَلَى النَّاسِ يُعْطِي مَا يَشَاءُ وَيَمْنَعُ
وَقَالَ لِنِسَائِهِ:
قُطَيَّةُ كَالدِّينَارِ أُحْسِنَ نَقْشُهُ
…
وَأُمُّ أَبَانٍ كَالشَّرَابِ الْمُبَرَّدِ
وَلَيْلَى وَهَلْ فِي النَّاسِ أُنْثَى كَمَثْلِهَا
…
إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ وَمِجْسَدِ
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ الْقَاسِمِ الطَّلْحِيُّ، عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنِ الشَّرْقِيِّ بْنِ قَطَامِيٍّ قَالَ: تَمَثَّلَ مَرْوَانُ يَوْمَ الدَّارِ:
[البحر البسيط]
⦗ص: 1283⦘
إِنِّي أَرَى فِتَنًا قَدْ حُمَّ أَوَّلُهَا
…
وَالْمُلْكُ بَعْدَ أَبِي لَيْلَى لِمَنْ غَلَبَا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ عَوْفٍ قَالَ: إِنَّمَا أَفْسَدَ عُثْمَانَ رضي الله عنه بِطَانَةٌ اسْتَبْطَنَهَا مِنَ الطُّلَقَاءِ، وَحَصَرَهُ الْمِصْرِيُّونَ وَمَعَهُمْ رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، قُلْتُ: تَعْرِفُ كَمْ كَانُوا؟ قَالَ: زُهَاءَ سَبْعمِائَةٍ
حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ شَيْخًا يُقَالُ لَهُ: شَبِيبُ بْنُ أَبِي شَبِيبٍ بِالرَّقَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ وَابِصَةَ - أَوِ ابْنَ وَابِصَةَ يَقُولُ: حَصَرَ عُثْمَانَ رضي الله عنه الْمُنَافِقُونَ وَقَتَلَهُ الْكُفَّارُ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْهُذَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَزْهَرَ، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: دَخَلُوا عَلَيْهِ ، فَقَالَتْ نَائِلَةُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا أُلْقِي خِمَارِي عَنِّي لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ عَنْ بَعْضِ مَا يُرِيدُونَ؟ قَالَ: «الَّذِي يَطْلُبُونَ أَعْظَمُ حُرْمَةً مِمَّا تَذْكُرِينَ»
حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقِّيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَيُّوبَ الْمَوْصِلِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ صُهَيْبٍ الَّذِي يُقَالُ عَنْهُ: الْفَقِيرُ، عَنْ طَلْقٍ الْبَكَّاءِ قَالَ: جَاوَرَ أَصْحَابٌ لَنَا، وَكَانَ فِيمَنْ يَخْرُجُ يُعَاتِبُ عُثْمَانَ عُرْوَةُ بْنُ أُدَيَّةَ، وَمِرْدَاسُ بْنُ أُدَيَّةَ. قَالَ: فَبَيْنَمَا نَحْنُ بِمَكَّةَ قَدْ أَهَمَّنَا أَمْرُ النَّاسِ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا عُرْوَةُ فَقُلْنَا: مَا وَرَاءَكَ؟ قَالَ: خَيْرٌ رَضِينَا وَأَرْضَيْنَا، قَالَ: فَمَا تَفَرَّقْنَا حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي شِهَابٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ وُضُوءٍ، قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: وَأَصَابَتْنِي جِرَاحَةٌ فَكُنْتُ أَنْزِفُ مِنْهَا الدَّمَ، وَأُفِيقُ مَرَّةً فَأَخَذَ الْوَضُوءُ فَتَوَضَّأَ، وَأَخَذَ الْمُصْحَفَ فَقَرَأَ لِيَتَجَرَّأَ بِهِ مِنَ الْفَسَقَةِ، فَجَاءَ فَتًى كَأَنَّهُ ذِئْبٌ فَاطَّلَعَ إِطِّلَاعَةً ثُمَّ رَجَعَ، فَقُلْنَا: عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ نَهَنَهَهُمْ شَيْءٌ، عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ رَدَّهُمْ شَيْءٌ، فَإِذَا هُمْ مُضْطَرُّونَ إِلَيَّ جَرِّ الْبَابِ هَلْ سَكَنَ بَعْدُ أَمْ لَا؟ قَالَ: فَجَاءُوا فَدَفَعُوا الْبَابَ، وَجَاءَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، وَسَبَّهُ الْحَسَنُ - حَتَّى جَثَمَ عَلَى رُكْبَتَيْ عُثْمَانَ، ثُمَّ أَخَذَ بِلِحْيَتِهِ ، وَكَانَ طَوِيلَ اللِّحْيَةِ حَسَنَ اللِّمَّةِ، فَهَزَّهَا حَتَّى سَمِعْتُ صَوْتَ أَضْرَاسِهِ، وَقَالَ: مَا أَغْنَى عَنْكَ مُعَاوِيَةُ؟ وَمَا أَغْنَى عَنْكَ ابْنُ أَبِي سَرْحٍ؟ وَمَا أَغْنِي عَنْكَ ابْنُ عَامِرٍ؟ قَالَ: «يَا ابْنَ أَخِي مَهْلًا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ أَبُوكَ مَا جَلَسَ هَذَا الْمَجْلِسَ مِنِّي» ، قَالَ: فَغَمَزَ بَعْضَهُمْ فَأَشْعَرُوهُ بِسَهْمٍ وَتَعَاوَرُوا عَلَيْهِ فَقَتَلُوهُ. قَالَ: فَمَا أَفْلَتَ مِنْهُمْ
مُجْتَرٍ فَأَتَى مِصْرَ فَأَخَذَ عَامِلُ مِصْرَ فَقَدَّمَهُ لِيَقْتُلَهُ فَقَالُوا: ابْنُ أَبِي بَكْرٍ وَأَخُو عَائِشَةَ. فَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أُنَاظِرُ فِيهِ أَحَدًا بَعْدَ قَتْلِ عُثْمَانَ فَقَتَلَهُ. قَالَ الْحَسَنُ أَوْ قَتَادَةُ أَوْ كِلَاهُمَا فَأَدْخَلُوهُ فِي جَوْفِ حِمَارٍ فَأَحْرَقُوهُ
حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ قَالَ: حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَهُ: إِنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه فَتَحَ الْبَابَ وَأَخَذَ الْمُصْحَفَ فَوَضَعَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ. قَالَ مُعْتَمِرٌ: قَالَ أَبِي: فَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ دَخَلَ عَلَيْهِ فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ. فَقَالَ عُثْمَانُ رضي الله عنه: لَقَدْ أَخَذْتَ مِنِّي مَأْخَذًا - أَوْ - قَعَدْتَ مِنِّي مَقْعَدًا ، مَا كَانَ أَبُو بَكْرٍ لِيَقْعُدَهُ - أَوْ قَالَ: - لِيَأْخُذَهُ ، قَالَ: فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ قَالَ أَبِي فِي حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: وَدَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ. قَالَ: فَخَرَجَ وَتَرَكَهُ. وَدَخَلَ عَلَيْهِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: الْمَوْتُ الْأَسْوَدُ، فَخَنَقَهُ وَخَنَقَهُ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: وَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا قَطُّ هُوَ أَلْيَنُ مِنْ حَلْقِهِ، وَاللَّهِ لَقَدْ خَنَقْتُهُ حَتَّى رَأَيْتُ نَفَسَهُ مِثْلَ نَفْسِ الْجَانِّ يَتَرَدَّدُ فِي جَسَدِهِ، قَالَ: ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ آخَرُ فَقَالَ: بَيْنِي وَبَيْنَكَ كِتَابُ اللَّهِ. قَالَ: وَالْمُصْحَفُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَيَهْوِي لَهُ بِالسَّيْفِ فَأَقْصَاهُ بِيَدِهِ فَقَطَعَهَا فَلَا أَدْرِي أَبَانَهَا أَمْ قَطَعَهَا وَلَمْ يُبِنْهَا، فَقَالَ: وَاللَّهِ إِنَّهَا لَأَوَّلُ كَفٍّ خَطَّتِ الْمُفَصَّلَ. وَقَالَ فِي غَيْرِ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ: فَدَخَلَ
عَلَيْهِ التُّجِيبِيُّ فَأَشْعَرَهُ مِشْقَصًا فَانْتَضَحَ الدَّمُ عَلَى هَذِهِ الْآيَةِ: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [البقرة: 137] فَإِنَّهَا لَفِي الْمُصْحَفِ مَا حُكَّتْ. قَالَ: وَأَخَذَتْ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ حُلِيَّهَا فِي جُرَيْبٍ فَوَضَعَتْهُ فِي حِجْرِهَا - وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ - فَلَمَّا أُشْعِرَ - أَوْ قَالَ: - قُتِلَ ، تَفَاجَّتْ عَلَيْهِ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَاتَلَهَا اللَّهُ مَا أَعْظَمَ عَجِيزَتَهَا قَالَتْ: فَعَرَفْتُ أَنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ لَمْ يُرِيدُوا إِلَّا الدُّنْيَا
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُجَالِدٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه لَمَّا حُصِرَ أَيَّامًا ، طَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَخْلَعَ نَفْسَهُ فَأَبَى، وَقَالَ: لَا أَخْلَعُ سِرْبَالًا سَرْبَلَنِيهِ اللَّهُ، وَلَا أَخْلَعُ قَمِيصًا كَسَانِيهِ اللَّهُ ، فَقَالُوا: إِنَّ اللَّهَ سَرْبَلَكَ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ جَمِيعًا تُسَلَّطُ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَتَسْتَعْمِلُ إِخْوَتَكَ وَأَقْرِبَتَكَ ، عَلَيْكَ التَّوْبَةُ مِنْ هَذَا الْقَوْلِ، لِأَنَّ هَذَا لَيْسَ بِمِيرَاثٍ عَنْ أَبِيكَ، وَلَا عَهْدٍ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. . . . . . الْمَثُوبَةَ مِنْهُمْ، فَجَاءَهُ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ، فَقَالَ: مَا يُبَالِي عُثْمَانُ أَنْ يَقْعُدُوا عَلَى بَابِهِ. . . . . . أَنْ يَدْخُلَ عَلِيٌّ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: أَمَا تَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَبَقِيَ مِنْ جِهَازِهِمْ شَيْءٌ فَقَالَ: «مَنْ تَمَّمَ جِهَازَهُمْ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» . فَتَمَّمْتُ جِهَازَهُمْ مِنْ مَالِي؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّكَ بَدَّلْتَ. قَالَ
⦗ص: 1287⦘
: أَمَا تَذْكُرُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنِ اشْتَرَى مَوْضِعَ هَذَا الْبَيْتِ فَأَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ» فَاشْتَرَيْتُهُ مِنْ مَالِي قَالَ: بَلَى، وَلَكِنَّكَ بَدَّلْتَ، فَكَانَ لَا يَعْتَدُّ بِشَيْءٍ إِلَّا قَالَ طَلْحَةُ: بَلَى وَلَكِنَّكَ بَدَّلْتَ. قَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَيَّارٍ عَنْ قَيْسٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ دَخَلَ عَلَى طَلْحَةَ ، وَعُثْمَانُ مَحْصُورٌ ، وَطَلْحَةُ مُسْتَلْقٍ عَلَى سَرِيرٍ فَقَالَ: أَلَا تَخْرُجُ فَتَنْهَى عَنْ قَتْلِ هَذَا الرَّجُلِ؟ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ حَتَّى تُعْطِي بَنُو أُمَيَّةَ الْحَقَّ مِنْ أَنْفُسِهَا. قَالَ: وَكَتَبَ عُثْمَانُ رضي الله عنه إِلَى أَهْلِ الشَّامِ يَسْتَمِدُّهُمْ، فَضَرَبَ مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه بَعْثًا عَلَى أَهْلِ الشَّامِ أَرْبَعَةَ آلَافٍ ، قَائِدُهُمْ يَزِيدُ بْنُ أَسَدٍ جَدُّ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ. فَلَمَّا بَلَغَ الَّذِينَ حَصَرُوهُ أَنَّهُ قَدِ اسْتَغَاثَ أَهْلَ الشَّامِ، وَقَدْ أَقْبَلَ إِلَيْهِ أَرْبَعَةُ آلَافٍ خَافُوا أَنْ يَكُونَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَهْلِ الشَّامِ فَقَالَ: فَعَاجَلُوهُ، فَأَحْرَقُوا الْبَابَ - بَابَ عُثْمَانَ - فَلَمَّا وَقَعَ الْبَابُ أَلْقَوْا عَلَيْهِ التُّرَابَ وَالْحِجَارَةَ، وَكَانَ فِي الدَّارِ مَعَهُ قَرِيبٌ مِنْ مِائَتَيْ رَجُلٍ، فِيهِمُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهم، فَاسْتَعْمَلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه عَلَى أَهْلِ الدَّارِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ، وَوَلَّى مَالِكَ بْنَ الْأَخْنَسِ الثَّقَفِيَّ عَلَى الْمَيْمَنَةِ، وَمَرْوَانَ بْنَ الْحَكَمِ عَلَى الْمَيْسَرَةِ، وَهَمَّ بِالْقِتَالِ. فَلَمَّا رَأَى الْبَابَ قَدْ أُحْرِقَ خَرَجَ إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ: جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا، قَدْ وَفَّيْتُمُ الْبَيْعَةَ، وَقَدْ بَدَا لِي أَلَّا أُقَاتِلَ وَلَا يُرَاقَ فِيَّ مِحْجَمَةٌ
⦗ص: 1288⦘
مِنْ دَمٍ، فَفُتِحَ لَهُ سُدَّةٌ فِي دَارِهِ فَخَرَجُوا مِنْهَا، وَغَضِبَ مَرْوَانُ فَاخْتَبَأَ فِي بَعْضِ بُيُوتِ الدَّارِ، وَرَجَعَ عُثْمَانُ رضي الله عنه فَفَتَحَ الْمُصْحَفَ فَقَرَأَ، وَدَخَلَتْ جَمَاعَةٌ لَيْسَ فِيهِمْ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِي صلى الله عليه وسلم، وَلَا مِنْ أَبْنَائِهِمْ. فَلَمَّا وَصَلُوا إِلَيْهِ قَامُوا خَلْفَهُ وَعَلَيْهِمُ السِّلَاحُ فَقَالُوا: بَدَّلْتَ كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرْتَهُ. فَقَالَ: كِتَابُ اللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ، فَضَرَبَ رَجُلٌ بَأَسْهُمٍ عَلَى مَنْكِبِهِ فَبَدَرَ مِنْهُ الدَّمُ عَلَى الْمُصْحَفِ وَضَرَبَهُ آخَرُ بِقَائِمَةِ سَيْفِهِ، وَضَرَبَهُ آخَرُ بِرِجْلِهِ. فَلَمَّا كَثُرَ الضَّرْبُ غُشِيَ عَلَيْهِ، وَنِسَاؤُهُ مُخْتَلِطَاتٌ مَعَ الرِّجَالِ، فَصَيَّحَ النِّسَاءُ حِينَ غُشِيَ عَلَيْهِ، وَجِئْنَ بِمَاءٍ فَمَسَحْنَ عَلَى وَجْهِهِ فَأَفَاقَ. فَدَخَلَ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ قَدْ قُتِلَ. فَلَمَّا رَآهُ قَاعِدًا قَالَ: أَلَا أَرَاكُمْ قِيَامًا حَوْلَ نَعْثَلٍ وَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ فَجَرَّهُ مِنَ الْبَيْتِ إِلَى بَابِ الدَّارِ وَهُوَ يَقُولُ: بَدَّلْتَ كِتَابَ اللَّهِ وَغَيَّرْتَهُ يَا نَعْثَلُ. فَقَالَ عُثْمَانُ رضي الله عنه: لَسْتُ بِنَعْثَلٍ وَلَكِنِّي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَا كَانَ أَبُوكَ لِيَأْخُذَ بِلِحْيَتِي ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: لَا يُقْبَلُ مِنَّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَنْ نَقُولَ: رَبَّنَا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَ وَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ كِنْدَةَ تَجُوبِيٌّ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ مُخْتَرِطًا السَّيْفَ ، فَقَالَ: اخْرُجُوا اخْرُجُوا، فَأَخْرَجَ النَّاسَ فَطَعَنَ فِي بَطْنِهِ فَجَاءَتْهُ امْرَأَتُهُ بِنْتُ الْفُرَافِصَةِ الْكَلْبِيَّةُ تُمْسِكُ السَّيْفَ فَقَطَعَ أَصَابِعَهَا
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جُوَيْرِيَةُ قَالَ: أَرْسَلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه إِلَى
⦗ص: 1289⦘
مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه يَسْتَمِدُّهُ، فَبَعَثَ مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه يَزِيدَ بْنِ أَسَدٍ جَدَّ خَالِدٍ الْقَسْرِيِّ، وَقَالَ لَهُ: إِذَا أَتَيْتَ ذَا خُشُبٍ فَأَقِمْ بِهَا وَلَا تَتَجَاوَزْهَا، وَلَا تَقُلِ: الشَّاهِدُ يَرَى مَا لَا يَرَى الْغَائِبُ قَالَ: أَنَا الشَّاهِدُ وَأَنْتَ الْغَائِبُ. فَأَقَامَ بِذِي خُشُبٍ حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه. فَقُلْتُ لِجُوَيْرِيَةَ: لِمَ صَنَعَ هَذَا؟ قَالَ: صَنَعَهُ عَمْدًا لِيُقْتَلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه فَيَدْعُو إِلَى نَفْسِهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنِي غَسَّانُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ قَالَ: قَدِمَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ عَلَى مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه، فَدَخَلَ عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ أَهْلُ الشَّامِ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ رضي الله عنه: يَا أَهْلَ الشَّامِ هَذَا مِنْ قَتَلَةِ عُثْمَانَ، فَقَالَ الْمِسْوَرُ:«إِنِّي وَاللَّهِ مَا قَتَلْتُ عُثْمَانَ، وَلَكِنْ قَتَلَهُ سِيرَةُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما، وَكَتَبَ يَسْتَمِدُّكَ بِالْجُنْدِ فَحَبَسْتَهُمْ عَنْهُ حَتَّى قُتِلَ وَهُمْ بِالزَّرْقَاءِ»
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِي مِخْنَفٍ، عَنْ نُمَيْرِ بْنِ وَعْلَةَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، وَمَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ، عَنْ حَرْبِ بْنِ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ رضي الله عنه وَجَّهَ حَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ الْفِهْرِيَّ فِي أَرْبَعَةِ آلَافٍ إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه، فَقَدِمَ يَزِيدُ بْنُ أَسَدِ بْنِ جَرِيرٍ فِي أَلْفٍ، فَلَقِيَهُ الْخَبَرُ بِقَتْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه بِوَادِي الْقُرَى، أَوْ بِذِي خُشُبٍ، فَانْصَرَفَ