المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌استعانة عثمان رضي الله عنه بعلي وسعد رضي الله عنهما وغيرهما - تاريخ المدينة لابن شبة - جـ ٤

[ابن شبة]

فهرس الكتاب

- ‌رُجُوعُ أَهْلِ مِصْرَ بَعْدَ شُخُوصِهِمْ

- ‌مَا رُوِيَ مِنَ الِاخْتِلَافِ فِيمَنْ أَعَانَ عُثْمَانَ رضي الله عنه، أَوْ أَعَانَ عَلَيْهِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَأَزْوَاجِهِ رضي الله عنهم وَغَيْرِهِمْ

- ‌مَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ رضي الله عنه فِي النَّهْيِ عَنْ قَتْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه

- ‌كَلَامُ عُثْمَانَ رضي الله عنه وَهُوَ مَحْصُورٌ وَاحْتِجَاجُهُ عَلَى الْفَسَقَةِ

- ‌مَا رُوِيَ مِنَ الِاخْتِلَافِ فِي مَعُونَةِ عَلِيٍّ وَسَعْدٍ وَغَيْرِهِمْ عَلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه

- ‌كَرَاهَةُ عُثْمَانَ رضي الله عنه الْقِتَالَ وَنَهْيُهُ أَصْحَابَهُ عَنْهُ

- ‌مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ وَعُثْمَانُ رضي الله عنه مَحْصُورٌ

- ‌اسْتِعَانَةُ عُثْمَانَ رضي الله عنه بِعَلِيٍّ وَسَعْدٍ رضي الله عنهما وَغَيْرِهِمَا

- ‌مُشَاوَرَةُ عُثْمَانَ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهم ، وَمَا رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها فِي أَمْرِ عُثْمَانَ رضي الله عنه

- ‌أَمْرُ عَائِشَةَ رضي الله عنها

- ‌ذِكْرُ رُؤْيَا عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ رضي الله عنه

- ‌أَمْرُ عَلِيٍّ رضي الله عنه يَوْمَ قُتِلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه

- ‌إِحْرَاقُ بَابِ عُثْمَانَ رضي الله عنه وَدُخُولُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَالْمِصْرِيِّينَ

- ‌مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ وَعَائِشَةَ وَغَيْرِهَا رضي الله عنهم فِي قَتْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه مِنَ التَّنْدِيدِ

- ‌مَا رُوِيَ مِنَ اسْتِعْظَامِ النَّاسِ لِقَتْلِهِ رضي الله عنه وَمَا أَعْقَبَهُمْ مِنَ الْفِتْنَةِ وَالتَّغَالُبِ عَلَى الْمُلْكِ وَسَلِّ السَّيْفِ عَلَيْهِمْ

- ‌قَوْلُ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه

- ‌مَا رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه فِي الْبَرَاءَةِ مِنْ قَتْلِ عُثْمَانَ رضي الله عنه بِأَلْفَاظٍ شَتَّى تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ بَرِيئًا

- ‌خَبَرُ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ

الفصل: ‌استعانة عثمان رضي الله عنه بعلي وسعد رضي الله عنهما وغيرهما

‌اسْتِعَانَةُ عُثْمَانَ رضي الله عنه بِعَلِيٍّ وَسَعْدٍ رضي الله عنهما وَغَيْرِهِمَا

ص: 1219

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَ: حَدَّثَنَا مُطَهَّرٌ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا جَاءَ الْقَوْمُ مِنْ مِصْرَ إِلَى عُثْمَانَ رضي الله عنه لِيَقْتُلُوهُ أَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه أَنْ رُدَّ هَؤُلَاءِ عَنِّي. . . . . . وَأَنَا مَعَهُ غُلَامٌ حِينَئِذٍ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى الدَّارِ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَدْخُلَ وَالْتَحَمَ الْقَتْلُ، فَنَزَعَ عِمَامَةً لَهُ سَوْدَاءَ كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ فَأَلْقَاهَا فِي الدَّارِ وَقَالَ:«اللَّهُمَّ اشْهَدْ أَنِّي لَمْ أَقْتُلْهُ وَلَمْ أُمَالِئْ»

ص: 1219

حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو شِهَابٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ فُضَيْلٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه لَمَّا حُصِرَ بَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه يَرُدُّ عَنْهُ النَّاسَ، فَأَقْبَلَ نَحْوَهُ فَلَحِقَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ ، فَأَخَذَ بِوَسَطِهِ وَقَالَ: وَاللَّهِ لَا أَدَعُكَ، إِنَّمَا يَبْغُونَ أَنْ يَتَّخِذُوكَ رَهِينَةً، فَنَزَعَ عِمَامَةً لَهُ سَوْدَاءَ، فَبَعَثَ بِهَا إِلَيْهِ فَقَالَ:«اللَّهُمَّ لَمْ آمُرْ وَلَمْ أَرْضَ»

ص: 1219

حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى قَالَ

⦗ص: 1220⦘

: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي السَّائِبِ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيِّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيُّ قَالَ: لَمَّا كَانَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي قُتِلَ فِيهِ عُثْمَانُ أَرْسَلَ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ فَكَلَّمَهُ فَقَالَ: «أَرْسِلْ إِلَى عَلِيٍّ فَكَلِّمْهُ بِمِثْلِ هَذَا» ، فَقَالَ:«أَنْتَ رَسُولِي إِلَيْهِ» . فَأَتَاهُ سَعْدٌ فَخَرَجَ مَعَهُ مُتَوَكِّئًا عَلَى يَدِهِ، فَلَمَّا كَانُوا مِنْهُ قَامَ إِلَيْهِ الْأَشْتَرُ وَأَصْحَابُهُ فَأَجْلَسُوهُ كَرْهًا، وَدَخَلَ عَلَيْهِ أَهْلُ مِصْرَ فَقَتَلُوهُ ، قَالَ الْوَلِيدُ: فَأَمَّا الْأَوْزَاعِيُّ فَإِنَّهُ ذَكَرَهُ عَنْ عُبَيْدَةَ بْنِ أَبِي لُبَابَةَ: أَنَّ الَّذِيَ مَنَعَهُ مِنَ السَّيْرِ إِلَيْهِ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ ابْنُهُ، اعْتَنَقَهُ وَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ تُقْتَلَ دُونَهُ

ص: 1219

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ زُبَيْدٍ أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه دَفَعَ عَنْ عُثْمَانَ رضي الله عنه مَرَّتَيْنِ، فَلَمَّا حُصِرَ بِمَا حُصِرَهُ أَرْسَلَ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه. . . . . رَهِينَةً فَاحْتَبَسَهُ

ص: 1220

حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا أُلِحَّ عَلَى عُثْمَانَ

⦗ص: 1221⦘

بِالرَّمْيِ أَتَيْتُ عَلِيًّا رضي الله عنه فَقُلْتُ: يَا عَمِّ أَهْلَكَتْنَا الْحِجَارَةُ. فَقَالَ: انْطَلِقْ يَا ابْنَ أَخِي فَخَرَجْتُ وَخَرَجَ مَعِي فَلَمْ يَزَلْ يَرْمِي مَعَهُ حَتَّى فَتَرَ مَنْكِبَاهُ، ثُمَّ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي اجْمَعْ إِلَيْكَ حَشَمَكَ وَمَنْ كَانَ مِنْكَ بِسَبِيلٍ ، ثُمَّ لِيَكُنْ هَذَا شَأْنَكُمْ

ص: 1220

حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا رَاشِدُ بْنُ كَيْسَانَ أَبُو فَزَارَةَ الْعَبْسِيُّ أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه بَعَثَ إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه وَهُوَ مَحْصُورٌ فِي الدَّارِ: أَنِ ائْتِنِي، فَقَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: نَأْتِيهِ، فَقَامَ أَهْلُ عَلِيٍّ حَتَّى حَبَسَهُ وَقَالَ: أَلَا تَرَى مَا بَيْنَ يَدَيْكَ مِنَ الْكَتَائِبِ لَا تَخْلُصُ إِلَيْهِ ، وَعَلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه عِمَامَةٌ سَوْدَاءُ فَنَفَضَهَا عَنْ رَأْسِهِ فَرَمَى بِهَا إِلَى رَسُولِ عُثْمَانَ رضي الله عنه وَقَالَ: أَخْبِرْهُ بِالَّذِي رَأَيْتَ. وَخَرَجَ عَلِيٌّ رضي الله عنه مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّى انْتَهَى إِلَى أَحْجَارِ الزَّيْتِ فِي سُوقِ الْمَدِينَةِ، فَأَتَاهُ قَتْلُ عُثْمَانَ رضي الله عنه، فَقَالَ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دَمِهِ أَنْ أَكُونَ قَتَلْتُ أَوْ مَالَأْتُ عَلَى قَتْلِهِ»

ص: 1221

حَدَّثَنَا حَيَّانُ بْنُ بِشْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ قَالَ: أَرْسَلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه يَسْتَغِيثُ، فَقَامَ عَلِيٌّ رضي الله عنه لِيُغِيثَهُ، فَتَعَلَّقَ بِهِ ابْنُ الْحَنَفَيَّةِ وَاسْتَعَانَ عَلَيْهِ بِالنِّسَاءِ، وَقَالَ: وَاللَّهِ لَئِنْ دَخَلَ الدَّارَ لَيَقْتُلَنَّهُ بَنُو أُمَيَّةَ. فَحَبَسُوهُ حَتَّى قُتِلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه، فَقِيلَ لِعَلِيٍّ ، فَقَالَ:«تَبًّا لَكُمْ سَائِرَ الْيَوْمِ»

ص: 1221

حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَنْبَأَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ قَالَ: حَدَّثَنِي حَبِيبُ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ أَرْسَلَ عُثْمَانُ رضي الله عنه إِلَى عَلِيٍّ رضي الله عنه، فَأَرَادَ أَنْ يَأْتِيَهُ، فَتَعَلَّقُوا بِهِ وَمَنَعُوهُ، فَأَلْقَى عِمَامَةً لَهُ سَوْدَاءَ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ:«اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أَرْضَى قَتْلَهُ وَلَا آمُرُ بِهِ»

ص: 1222

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: رَمَى عَلِيٌّ رضي الله عنه إِلَى عُثْمَانَ بِعِمَامَتِهِ وَقَالَ: «ذَلِكَ لِتَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْكَ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ»

ص: 1222

حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ الْمَاجِشُونِ قَالَ: أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ سَعْدًا رضي الله عنه أَقَامَ فِي مَوْضِعِ الْجَنَائِزِ بِالْمَدِينَةِ، وَعُثْمَانُ رضي الله عنه مَحْصُورٌ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ هَذِهِ يَدِي بِمَا طُلِبَ عِنْدَ عُثْمَانَ وَإِنْ ضُرِبْتُ بِسَوْطٍ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَرُدُّونَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، وَجَعَلَ يُفَرِّجُهُمْ عَنْ نَفْسِهِ بِيَدَيْهِ - وَكَانَ رَجُلًا أَيِّدًا - حَتَّى إِذَا غُلِبَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَوَجَدَ عَلِيًّا جَالِسًا بَيْنَ يَدَيِ الْمِنْبَرِ عَارِضًا عَلَى فَخِذَيْهِ سَيْفًا لَهُ عَلَيْهِ أَدِيمٌ عَرَبِيٌّ. فَقَالَ لَهُ: يَا عَلِيُّ أَوْ يَا أَبَا الْحَسَنِ، إِنَّكَ لِقَاتِلُ عُثْمَانَ، فَقَالَ:«يَا أَبَا إِسْحَاقَ مُزَايَلَةٌ جَمِيلَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُلَابَسَةٍ فِيهَا دَخَنٌ» . فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: فَعَلَيْكَ السَّلَامُ، وَانْصَرَفَ فَاعْتَزَلَ فِي أَرْضِهِ حَتَّى انْقَضَى أَمْرُ النَّاسِ

ص: 1222