المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المثال السادس/ الاتجاه المختلف لنمو الشعر: - إحسان خلق الإنسان

[عبد الكريم الحميد]

الفصل: ‌المثال السادس/ الاتجاه المختلف لنمو الشعر:

‌المثال الخامس/ الرأس:

حيث خلق الله شعره نامياً مستمراً في الطول، والرأس الذي لا ينبت فيه الشعر يوصف بأنه "أقرع" وكل أحد يعلم أن ذلك قبيحاً، ولذلك لا يرغب في الصَّلع وإن كان في حال الكبر.

‌المثال السادس/ الاتجاه المختلف لنمو الشعر:

وذلك في مساحة صغبرة واحدة، وكيف تتجه كل شعرة إلى ما وجهها إليه خالقها، فشعر الحواجب يتجه خِلقة إلى جانبي الرأس، وكل حاجب يأخذ شعره اتجاهاً معاكساً للآخر، فتصور لو تقابل شعرهما كيف تكون البشاعة!، كذلك لو كان شعرهما متجهاً في نموه إلى الفوْق أو إلى الإمام كالرموش .. كيف تكون المًثْلة والبشاعة!، وانظر إلى رموش الأجفان ترى نموها إلى الأمام قائماً، فتصور لو كان نموها كالحواجب يأخذ في الجوانب أو إلى فوق أو إلى تحت كيف تكون البشاعة، ويفوت الغَرض المراد! ..

ص: 13

فما الذي أخرج شعر اللحية عن هذا الجمال والكمال والإتقان؟!، فكما أن الخلل يظهر فيما لو تغيرت خِلقة الشَّعر كما تبين فكذلك حلق شعر اللحية فهو واضح الخلل والبشاعة، ويزيده شناعة وبشاعة مخالفة الشرع.

ثم انظر طبيعة الشعر جملة كيف ترى نعومته وطراوته، ولو كان يابساً صلباً لتقصّف وفات الغرض المراد منه، ولو كانت نعومته كالحرير فكذلك لا يتأتى المراد منه على الكمال والزينة والجمال.

فسبحان (الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى)(1)، قال ابن كثير رحمه الله:(أي خلق الخليقة وسوى كل مخلوق في أحسن الهيئات) انتهى (2).

بتأمل ما تقدم وما يأتي -إن شاء الله- يُعلم أن حلق شعر اللحية مخالف للطبيعة والشريعة والجمال والكمال،

(1) سورة الأعلى، آية:2.

(2)

تفسير ابن كثير، 4/ 500.

ص: 14