المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما يجوز أن يلهو به المسلم وما سواه باطل من سائر الملاهي - تحريم النرد والشطرنج والملاهي للآجري

[الآجري]

فهرس الكتاب

- ‌الْبَابُ الْأَوَّلُ

- ‌بَابُ مَا يَجُوزُ أَنْ يَلْهُوَ بِهِ الْمُسْلِمُ وَمَا سِوَاهُ بَاطِلٌ مِنْ سَائِرِ الْمَلَاهِي

- ‌الْبَابُ الثَّانِي تَحْرِيمُ اللَّعِبِ بِالنَّرْدِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ تَحْرِيمِ الشِّطْرَنْجِ وَفَسَادِ أَهْلِهَا

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَنْ كَانَ يَكْسِرُ النَّرْدَ وَخُطَّةَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ وَيَحْرِقُهَا وَلَا يُسَلِّمُ عَلَى مَنْ يَلْعَبُ بِالشِّطْرَنْجِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يَكْسِرُونَ النَّرْدَ وَالشِّطْرَنَجَ وَخُطَّةَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ وَأَشْبَاهَ ذَلِكَ مِنَ الْمَيْسِرِ وَهُوَ الْقِمَارُ وَلَا يُسَلِّمُونَ عَلَى مَنْ يَلْعَبُ بِهِمْ وَلَا يُكْرُونَ

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَنْ قَالَ الْقِمَارُ كُلُّهُ حَرَامٌ حَتَّى لَعِبُ الصِّبْيَانِ بِالْجَوْزِ وَبِالْكِعَابِ وَغَيْرِهِمَا

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنِ اللَّعِبِ بِالْبَهَائِمِ

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنِ اللَّعِبِ بِالْحَمَامِ

- ‌بَابُ تَنْزِيهِ الْعُقَلَاءِ أَسْمَاعَهُمْ عَنِ اسْتِمَاعِ الْمَلَاهِي الَّتِي ذَكَرْنَاهَا

الفصل: ‌باب ما يجوز أن يلهو به المسلم وما سواه باطل من سائر الملاهي

‌الْبَابُ الْأَوَّلُ

ص: 96

‌بَابُ مَا يَجُوزُ أَنْ يَلْهُوَ بِهِ الْمُسْلِمُ وَمَا سِوَاهُ بَاطِلٌ مِنْ سَائِرِ الْمَلَاهِي

ص: 96

1 -

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، أَنَّ أَبَا سَلَّامٍ ، حَدَّثَهُ: قَالَ حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ ، قَالَ:" كَانَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ يَأْتِينِي كُلَّ يَوْمٍ فَيَقُولُ: اخْرُجْ بِنَا نَرْمِي فَأَبْطَأْتُ عَلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ تَثَاقَلْتُ. فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " لَيْسَ مِنَ اللَّهْوِ إِلَّا ثَلَاثَةٌ: مُلَاعَبَةُ الرَّجُلِ أَهْلَهُ ، وَتَأْدِيبُهُ فَرَسَهُ وَرَمْيُهُ بِقَوْسِهِ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ

ص: 96

2 -

حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ هَارُونُ بْنُ يُوسُفَ ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ يَعْنِي مُحَمَّدًا ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، قَالَ: حَدِيثُ أَبِي سَلَّامٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَزْرَقِ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةً الْجَنَّةَ» ذَكَرَ الْحَدِيثَ

ص: 99

3 -

وَقَالَ فِيهِ: «كُلُّ شَيْءٍ يَلْهُو بِهِ ابْنُ آدَمَ بَاطِلٌ

⦗ص: 100⦘

إِلَّا رَمْيَهُ بِقَوْسِهِ أَوْ تَأْدِيبَهُ فَرَسَهُ أَوْ مُلَاعَبَتَهُ امْرَأَتَهُ»

ص: 99

4 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَكِيمٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، قَالَ: ابْنُ أَبِي دَاوُدَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، جَمِيعًا عَنْ هِشَامٍ ، يَعْنِي الدَّسْتُوَائِيَّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ الْأَزْرَقِ

⦗ص: 101⦘

، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ شَيْءٍ يَلْهُو بِهِ الرَّجُلُ بَاطِلٌ غَيْرَ رَمْيِ الرَّجُلِ بِقَوْسِهِ وَتَأْدِيبِهِ فَرَسَهُ وَمُلَاعَبَتِهِ امْرَأَتَهُ فَإِنَّهُنَّ مِنَ الْحَقِّ» قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: فَهَذَا الَّذِي أُبِيحَ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَلْهُوَ بِهِ قُرْبَةً إِلَى اللَّهِ تَعَالَى وَطَاعَةً ، أَمَّا رَمْيُهُ بِقَوْسِهِ فَيَتَعَلَّمُ الرَّمْيَ يُجَاهِدُ بِهِ الْعَدُوَّ ، قَالَ اللَّهُ عز وجل:{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ} [الأنفال: 60]

⦗ص: 102⦘

فَالْقُوَّةُ هِيَ الرَّمْيُ. فَالرَّجُلُ يَرْمِي بِأَسْهُمِهِ لَهْوٌ حَسَنٌ يُرِيدُ بِهِ اللَّهَ عز وجل فَهُوَ مُبَاحٌ ، وتَأْدِيبُهُ لِفَرَسِهِ رِيَاضَةٌ مِنْهُ لَهُ وَتَعْلِيمُهُ إِيَّاهُ الْحَرْبَ ، فَكُلُّ فَرَسٍ لَمْ يُرَاضَ وَلَمْ يُعَلَّمْ لَا يُنْتَفَعُ بِهِ ، فَإِذَا أَدَّبَهُ صَاحِبُهُ لَهَانَ وَفَرِحَ فَصَلَحَ هَذَا الْفَرَسُ الْمُؤَدَّبُ لِلطَّلَبِ وَالَهْرَبِ. وَكَذَا مُلَاعَبَةُ الرَّجُلِ لِزَوْجَتِهِ أَوْ لِأَمَتِهِ لَهُ ثَوَابٌ فِي مُلَاعَبَتِهِ إِيَّاهَا تَعْلَمُ أَنَّهُ يَوَدُّهَا فَسُرَّتْ بِذَلِكَ وَسُرَّ أَهْلُهَا.

⦗ص: 103⦘

فَفِيهِ ثَوَابٌ عَظِيمٌ. قَدْ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ، يُلَاعِبُ أَزْوَاجَهُ بِأُمُورٍ حَسَنَةٍ شَرِيفَةٍ ، وَقَدْ كَانَ يَحُثُّ أَصْحَابَهُ عَلَى أَنْ يُلَاعِبُوا نِسَاءَهُمْ

ص: 100

5 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلَاءِ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عُمَرَ ، يَعْنِي ابْنَ دِينَارٍ ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ، يَقُولُ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ» ؟ قُلْتُ: نَعَمْ ، قَالَ:" فَمَاذَا ، بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟ قُلْتُ: لَا بَلْ ثَيِّبًا قَالَ: فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ "

ص: 103

6 -

حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ الْعُكْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا سَمَاعَةُ بْنُ حَمَّادٍ الْأَوَانِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرٍو ، وَابْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ نَكَحْتَ» ؟

⦗ص: 105⦘

قُلْتُ: نَعَمْ ، قَالَ:«بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا» ؟ قُلْتُ ثَيِّبًا. قَالَ: «فَهَلَّا جَارِيَةً تُلَاعِبُهَا أَوْ تُلَاعِبُكَ» وَذَكَرَ الْحَدِيثَ

ص: 104

7 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ مِغْوَلٍ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ كَعْبِ بْنِ أَبِي كَعْبِ عَنْ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ:«كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَعَرَّسْتُ ذَاتَ لَيْلَةٍ ثُمَّ غَدَوْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» فَجَعَلَ يَسْأَلُ رَجُلًا رَجُلًا أَتَزَوَّجْتَ يَا فُلَانُ أَتَزَوَّجْتَ يَا فُلَانُ "؟

⦗ص: 106⦘

ثُمَّ قَالَ: أَتَزَوَّجْتَ يَا كَعْبُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ:«أَبِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا» ؟ قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا ، قَالَ «فَهَلَّا بِكْرًا تَعَضُّهَا وَتَعَضُّكَ» ؟

⦗ص: 107⦘

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: فَهَذَا الَّذِي يَلْهُو بِهِ الْمُسْلِمُ الْعَاقِلُ الْأَدِيبُ قَدْ ذَكَرْتُهُ ، وَمَا سِوَى هَذَا فَبَاطِلٌ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَمَعَ بُطْلَانِهِ فَهُوَ مُنْكَرٌ يَجِبُ عَلَى جَمِيعِ مَنْ فَعَلَهُ أَنْ يُنْكِرَ عَلَيْهِ وَعَلَى السُّلْطَانِ أَنْ يُنْكِرَهُ وَيُعَاقِبَ فَاعِلَهُ. وَاللَّهُ الْعَظِيمُ سَائِلُهُ إِنْ لَمْ يُنْكِرْهُ وَيَمْحَقْهُ وَيُبْطِلْهُ

ص: 105