الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بَابُ تَنْزِيهِ الْعُقَلَاءِ أَسْمَاعَهُمْ عَنِ اسْتِمَاعِ الْمَلَاهِي الَّتِي ذَكَرْنَاهَا
65 -
حَدَّثَنَا الْفِرْيَابِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى ، عَنْ نَافِعٍ أَنَّهُ كانَ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي طَرِيقٍ فَسَمِعَ صَوْتَ ، زَمَّارَةٍ رَاعِي؛ فَعَدَلَ عَنِ الطَّرِيقِ ، ثُمَّ قَالَ لِنَافِعٍ:«هَلْ تَسْمَعُ؟» فَقَالَ «نَعَمْ» قَالَ: «ثُمَّ لَمْ. . هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم» .
66 -
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا الْمُطْعِمُ بْنُ الْمِقْدَامِ
⦗ص: 206⦘
الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا نَافِعٌ ، قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ ابْنِ عُمَرَ إِذَا مَرَّ بِرَاعِي يَزْمُرُ فَضَرَبَ وَجْهَ النَّاقَةِ وَصَرَفَهَا وَجَعَلَ إِصْبَعَهُ فِي أُذُنَيْهِ وَهُوَ يَقُولُ: أَتَسْمَعُ أَتَسْمَعُ؟ حَتَّى إِذَا انْقَطَعَ الصَّوْتُ. قُلْتُ: لَا أَسْمَعُ رُدَّهَا إِلَى الطَّرِيقِ وَقَالَ: «هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ» . حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ
67 -
حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْبَغَوِيُّ ، قَالَ حَدَّثَنِي جَدِّي ، يَعْنِي أَحْمَدَ بْنَ مَنِيعٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ: " يُقَالُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا
⦗ص: 218⦘
يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ وَأَسْمَاعَهُمْ عَنِ اللَّهْوِ وَمَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ؟ اجْعَلُوهُمْ فِي رِيَاضِ الْمِسْكِ ثُمَّ يُقَالُ لِلْمَلَائِكَةُ: أَسْمِعُوهُمْ حَمْدِي وَالثَّنَاءَ عَلَيَّ وَأَخْبِرُوهُمْ أَنْ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ".
68 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ ، حَدَّثَنَا مَوْهِبُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ:" يَقُولُ اللَّهُ عز وجل لِلْمَلَائِكَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ وَأَسْمَاعَهُمْ عَنِ اللَّهْوِ وَمَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ؟ أَدْخِلُوهُمْ فِي رِيَاضِ الْمِسْكِ قَالَ: ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَسْمِعُوهُمْ حَمْدِي وَالثَّنَاءَ عَلَيَّ وَأَخْبِرُوهُمْ أَنْ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "
69 -
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْفٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ: " يُنَادِى مُنَادٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَيْنَ الَّذِينَ كَانُوا يُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ وَأَسْمَاعَهُمْ عَنِ اللَّهْوِ وَمَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ. قَالَ فَيَجْعَلُهُمُ اللَّهُ عز وجل فِي رِيَاضِ الْمِسْكِ ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَسْمِعُوهُمْ عِبَادِي تَحْمِيدِي وَتَمْجِيدِي وَالثَّنَاءَ عَلَيَّ وَأَخْبِرُوهُمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: فِي النَّاسِ قَوْمٌ نَزَّهُوا أَنْفُسَهُمْ عَنِ اسْتِمَاعِ مَا لَهَا فِيهِ اللَّذَّةُ مِنْ كَثِيرٍ مِنَ الْمَلَاهِي فَالْعَاقِلُ مِنَ النَّاسِ لَا يُبَلِّغُ نَفْسَهُ مَا تَهْوَى بَلْ يَمْنَعُهَا مِنْ ذَلِكَ ، سَمِعَ اللَّهَ عز وجل قَالَ:{وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات: 41] فَقِهَ عَنِ اللَّهِ عز وجل ، هَذَا الْخِطَابَ فَزَجَرَ نَفْسَهُ عَنْ هَوَاهَا بِتَوْفِيقٍ مِنَ اللَّهِ الْكَرِيمِ لَهُ فَكَانَ عَاقِبَةُ هَذَا مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُنَا لَهُ. عَلِمَ أَنَّ اسْتِمَاعَ مَا تَهْوَاهُ النُّفُوسُ مِمَّا هُوَ مَحْظُورٌ عَلَيْهِ مِنَ اللَّغْوِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ.
⦗ص: 220⦘
سَمِعَ اللَّهَ عز وجل قَالَ وَقَدْ مَدَحَ الْعُقَلَاءَ فَقَالَ: {وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ} [القصص: 55] وَسَمِعَ اللَّهَ عز وجل قَالَ: {وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} [المؤمنون: 3] فَمَدَحَهُمْ بِإِعْرَاضِهِمْ عَنِ الْبَاطِلِ فَكَانَ مُرَادُهُ أَنْ يَسْتَمِعَ إِلَى مَا نَدَبَهُ إِلَيْهِ مَوْلَاهُ الْكَرِيمُ مِمَّا سَمِعَهُ أَحَبَّهُ مَوْلَاهُ وَكَانَ لَهُ بِاسْتِمَاعِهِ الرَّحْمَةُ ، قَالَ اللَّهُ عز وجل قَالَ:{وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف: 204] وَسَمِعَ اللَّهَ عز وجل قَالَ: {فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ} هَذِهِ صِفَةُ الْعُقَلَاءِ