المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب النهي عن اللعب بالحمام - تحريم النرد والشطرنج والملاهي للآجري

[الآجري]

فهرس الكتاب

- ‌الْبَابُ الْأَوَّلُ

- ‌بَابُ مَا يَجُوزُ أَنْ يَلْهُوَ بِهِ الْمُسْلِمُ وَمَا سِوَاهُ بَاطِلٌ مِنْ سَائِرِ الْمَلَاهِي

- ‌الْبَابُ الثَّانِي تَحْرِيمُ اللَّعِبِ بِالنَّرْدِ

- ‌بَابُ ذِكْرِ تَحْرِيمِ الشِّطْرَنْجِ وَفَسَادِ أَهْلِهَا

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَنْ كَانَ يَكْسِرُ النَّرْدَ وَخُطَّةَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ وَيَحْرِقُهَا وَلَا يُسَلِّمُ عَلَى مَنْ يَلْعَبُ بِالشِّطْرَنْجِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ كَانُوا يَكْسِرُونَ النَّرْدَ وَالشِّطْرَنَجَ وَخُطَّةَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ وَأَشْبَاهَ ذَلِكَ مِنَ الْمَيْسِرِ وَهُوَ الْقِمَارُ وَلَا يُسَلِّمُونَ عَلَى مَنْ يَلْعَبُ بِهِمْ وَلَا يُكْرُونَ

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَنْ قَالَ الْقِمَارُ كُلُّهُ حَرَامٌ حَتَّى لَعِبُ الصِّبْيَانِ بِالْجَوْزِ وَبِالْكِعَابِ وَغَيْرِهِمَا

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنِ اللَّعِبِ بِالْبَهَائِمِ

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنِ اللَّعِبِ بِالْحَمَامِ

- ‌بَابُ تَنْزِيهِ الْعُقَلَاءِ أَسْمَاعَهُمْ عَنِ اسْتِمَاعِ الْمَلَاهِي الَّتِي ذَكَرْنَاهَا

الفصل: ‌باب النهي عن اللعب بالحمام

‌بَابُ النَّهْيِ عَنِ اللَّعِبِ بِالْحَمَامِ

ص: 186

56 -

حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجَنَدِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو حُمَةَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ طَارِقٍ ، قَالَ: ذَكَرَ ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: حُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَبْصَرَ إِنْسَانًا يَطْلُبُ حَمَامَةً ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانًا» .

ص: 186

57 -

قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ ، أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَرْوَزِيُّ ، أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ النَّبِيَّ ، صلى الله عليه وسلم أَبْصَرَ رَجُلًا يَتْبَعُ بَصَرُهُ حَمَامَةً فَقَالَ:«شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانًا» .

ص: 188

58 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْبُخَارِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْأَعْيَنُ ، أَخْبَرَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ أَبُو عِصَامٍ الْعَسْقَلَانِيُّ ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سَعْدٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " وَقَدْ رَأَى رَجُلًا يَتْبَعُ طَيْرًا عَلَى الْجُرُفِ فَقَالَ: «شَيْطَانٌ يَتْبَعُ شَيْطَانًا»

⦗ص: 190⦘

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: جَمِيعُ مَا قَدَ ذَكَرْنَا لِلنَّهْيِ عَنْهُ أَنَّهُ بَاطِلٌ وَلَا يَحِلُّ اللَّعِبُ بِهِ. يَعْمَلُ بِهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فِي بُلْدَانٍ شَتَّى ثُمَّ لَا يَجِدُونَ مَنْ يُنْكِرُ عَلَيْهِمْ وَذَلِكَ أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ يُشَارُ إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الشَّرَفِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُشَارُ إِلَيْهِمْ أَنَّهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءِ السُّلْطَانِ ، وَمِنْهُمْ لَهُ عِلَّةٌ وَعَقَارٌ يُكْرِيهَا لِمَنْ يُقَامِرُ فِيهَا وَمَنْ يَلْهُو بِالْبَاطِلِ فَلَا يُمْكِنُ أَحَدٌ يُنْكِرُ عَلَيْهِمْ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعِيرُ لِمَنْ لَا طَاقَةَ لِلْمَسْتُورِينَ بِهِ فَقَدْ صَارَ الْمُنْكَرُ شَائِعًا ذَائِعًا فَبَعْضُهُمْ يَلْعَبُ بِالنَّرْدِ وَالشِّطْرَنَجِ ، وَبَعْضُهُمْ يَلْعَبُ بِالْحَمَامِ وَالصُّوَارَةِ وَيُقَامِرُ بِهَا وَبَعْضُهُمْ لَهُ دَارُ قِمَارٍ يُقَامِرُ فِيهَا بِالدَّرَاهِمِ وَالثِّيَابِ حَتَّى يَبْقَى الرَّجُلُ مِنْهُمْ قَدْ قُومِرَ عَلَى مَالِهِ وَثِيَابِهِ. وَبَعْضُهُمْ يَلْعَبُ بِالتَّحْرِيشِ بَيْنَ الْكِبَاشِ وَالتَّحْرِيشِ بَيْنَ الدِّيَكَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الطَّيْرِ وَكُلُّ هَذِهِ مَعَاصِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ ،

⦗ص: 191⦘

نَهَى اللَّهُ عز وجل عَنْهَا وَنَهَى عَنْهَا الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم وَنَهَى عَنْهَا الْعُلَمَاءُ. وَنَهَى الْعُلَمَاءُ عَنْ صُحْبَةِ هَؤُلَاءِ ، وَعَنِ السَّلَامِ عَلَيْهِمْ بَلْ نُنْكِرُ عَلَيْهِمْ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ مَا أَعْظَمَ مَا النَّاسُ فِيهِ مِنَ الْبَلَاءِ مِنْ جِهَاتٍ كَثِيرَةٍ قَبِيحَةٍ ظَاهِرَةٍ وَبَاطِنَةٍ فِي الْخَاصَّةِ وَالْعَامَّةِ مِمَّا يُطُولُ ذِكْرُهَا. وَمَا أَكْثَرَ مَنْ يُعِينُ الْبَاطِلَ وَقَدْ جَعَلَهُ مَكْسَبًا لَا يُبَالِي كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ مَا ذَهَبَ مِنْ دِينِهِمْ إِذَا سَلَمَتْ لَهُمْ دُنْيَاهُمْ مَا هَذِهِ عَلَامَةَ مَنْ أُرِيدَ بِخَيْرٍ

ص: 189

بَابُ ذِكْرِ تَحْرِيمِ اسْتِمَاعِ الْمَزَامِيرِ مِثْلُ الْمَعْزَفَةِ وَالصُّفَّارَةِ وَالصَّنْجِ وَالطَّبْلِ

⦗ص: 193⦘

وَالْعُودِ وَالطُّنْبُورِ وَأَشْبَاهِ هَذَا. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ: جَمِيعُ مَا هَذَا مُحَرَّمٌ بُعِثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَحْقِ هَذَا وَبُطْلَانِهِ ، لِأَنَّهُ مِنَ الْجَاهِلِيَّةِ فَحَرَّمَهُ اللَّهُ عز وجل كُلُّهُ وَهَذَا كُلُّهُ وَزِيَادَةٌ فَقَدْ كَثُرَ فِي النَّاسِ وَهُوَ مَكْسَبُ الْفُسَّاقِ وَيَجِدُونَ مَنْ يُعِينُهُمْ عَلَى هَذَا

ص: 192

59 -

حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُمَيْرِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ بِكَسْرِ الْمَزَامِيرِ وَالْمَعَازِفِ ، وَأَقْسَمَ رَبِّي عز وجل ، لَا يَشْرَبُ عَبْدٌ فِي الدُّنْيَا خَمْرًا إِلَّا سَقَاهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَمِيمًا مُعَذَّبًا أَوْ مَغْفُورًا لَهُ» ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَسْبُ الْمُغَنِّيَةِ وَالْمُغَنِّي حَرَامٌ وَكَسْبُ الزَّانِيَةِ سُحْتٌ وَحَقٌّ عَلَى اللَّهِ عز وجل أَلَّا يَدْخُلَ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ "

ص: 194

60 -

حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَكَّارٍ الْقَافْلَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ: أَنْبَأَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 196⦘

«بُعِثْتُ رَحْمَةً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ بِمَحْقِ الْأَوْثَانِ وَالْمَعَازِفِ وَالْمَزَامِيرَ وَأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ»

ص: 195

61 -

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَرْبٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْفَزَارِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ زَحْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ للَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عز وجل بَعَثَنِي رَحْمَةً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ

⦗ص: 198⦘

وَأَمَرَنِي أَنْ أَمْحَقَ الْمَعَازِفَ وَالْخُمُورَ وَالْأَوْثَانَ الَّتِي كَانَتْ تُعْبَدُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ» وَذَكَرَ الْحَدِيثَ

ص: 197

62 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقِ اللَّهِ الْكَلْوَذَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونُ ، عَنْ هِلَالِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ: " إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ الَّتِي فِي الْقُرْآنِ:

⦗ص: 199⦘

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 90] هِيَ فِي التَّوْرَاةِ: إِنَّ اللَّهَ عز وجل نَزَّلَ الْحَقَّ لِيُذْهِبَ بِالْبَاطِلِ وَيُبْطِلَ بِهِ اللَّعِبَ وَالْمَعَازِفَ وَالْمِزْهَرَ وَالزِّفَنَ وَالزِّمَارَاتِ وَالْكَنَارَاتِ وَالشِّعْرَ وَالْخَمْرَ مُرَّةً لِمَنْ طَعِمَهَا وَأَقْسَمَ رَبِّي تبارك وتعالى بِيَمِيِنِهِ وَشِدَّةِ حَيْلِهِ لَا يَشْرَبُهَا عَبْدٌ بَعْدَمَا حَرَّمْتُهَا عَلَيْهِ إِلَّا عَطَّشْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يَدَعُهَا عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِي بَعْدَمَا حَرَّمْتُهَا عَلَيْهِ إِلَّا سَقَيْتُهُ إِيَّاهَا مِنْ حَظِيرَةِ الْقُدُسِ ".

ص: 198

63 -

حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ النَّاقِدُ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ ، عَنْ مَطَرِ بْنِ سَالِمٍ ، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ، رضي الله عنه قَالَ:«نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ضَرْبِ الدُّفِّ وَلَعِبِ الطَّبْلِ وَصَوْتِ الزِّمَارَةِ» .

ص: 200

64 -

حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ قَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّا الْمُطَرِّزُ حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، قَالَ الْمُطَرِّزُ: وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، وَيَعْقُوبُ الدَّوْرَقِيُّ ، وَالْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ ، قَالُوا: حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ الْمُطَرِّزُ: وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ ، قَالَ: أَنْبَأنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، قَالَ: وَأَنْبَأَنَا ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ عَطَاءٍ عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ،

⦗ص: 202⦘

رضي الله عنه قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِي فَانْطَلَقَ بِي إِلَى النَّخْلِ فَإِذَا ابْنُهُ إِبْرَاهِيمُ عليه السلام يَجُودُ بِنَفْسِهِ ، قَالَ: فَأَخَذَهُ فَوَضَعَهُ فِي حِجْرِهِ فَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ ، ثُمَّ قَالَ:«يَا بُنَيَّ ، مَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا» ، ثُمَّ بَكَى ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتَبْكِي أَوَلَمْ تُنْهَ عَنِ الْبُكَاءِ؟ قَالَ: «إِنَّمَا نُهِيتُ عَنِ النَّوْحِ. عَنْ صَوْتَيْنِ أَحْمَقَيْنِ فَاجِرَيْنِ ، صَوْتٌ عِنْدَ نَغْمَةِ لَهْوٍ وَلَعِبِ مَزَامِيرِ الشَّيْطَانِ ، وَصَوْتٌ عِنْدَ مُصِيبَةٍ خَمْشُ وُجُوهٍ وَشَقُّ جُيُوبٍ وَرَنَّةُ شَيْطَانَ ، وَهَذِهِ رَحْمَةٌ مَنْ لَا يَرْحَمْ لَا يُرْحَمُ ، يَا إِبْرَاهِيمُ ، لَوْلَا أَنَّهُ أَمْرٌ حَقٌّ ، وَوَعْدٌ صِدْقٌ ، وَأَنَّهَا سَبِيلٌ مَأْتِيَّةٌ لَابُدَّ مِنْهَا حَتَّى يَلْحَقَ آخِرُنَا بِأَوَّلِنَا لَحَزِنَّا عَلَيْكَ حُزْنًا هُوَ أَشَدُّ مِنْ هَذَا وَإِنَّا بِكَ لَمَحْزُونُونَ تَبْكِي الْعَيْنُ وَيُحْرَقُ الْقَلْبُ وَلَا نَقُولُ مَا يُسْخِطُ الرَّبَّ عز وجل» .

ص: 201