المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أيها المذنب! لا تنس أن الله يراك - تذكر رقابة الله تعالى

[أزهري أحمد محمود]

الفصل: ‌أيها المذنب! لا تنس أن الله يراك

{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} [البروج: 12].

أيها المذنب! فلا تغفلنَّ عن عظمة من يعلم السر وأخفى! فإن ربك تعالى لا يخفى عليه شيء من أمرك!

قال أبو سليمان الداراني: «كيف يخفى عليه ما في القلوب، ولا يكون في القلوب إلا ما يلقى بها؟ ! أفيخفى عليه ما هو منه؟ ! » .

وقال بعض العارفين: «اتق الله أن يكون أهون الناظرين إليك» ! .

‌أيها المذنب! لا تنس أن الله يراك

!

يا من بارزت ربك بالذنوب .. أنسيت أن الله تعالى يراك؟ !

عجبًا! ما أقبح الغفلة!

كيف يصر على الذنوب من علم أن الله يراه؟ !

وهل تذكر المذنبون أنهم في ملك من لا يخفى عليه شيء؟ !

{وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [البقرة: 235].

{وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآَنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [يونس: 61].

ص: 7

وها هو جبريل عليه السلام ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم معلمًا لأصحابه الأطهار رضي الله عنهم هذا الركن العظيم (مراقبة الله تعالى)! فيسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا رسول الله، ما الإحسان؟ قال: أن تخشى الله كأنك تراه، فإنك إن لا تكن تراه، فإنه يراك» .

[رواه البخاري ومسلم، واللفظ لمسلم]

قال حميد الطويل لسليمان بن علي: عظني.

فقال: لئن كنت إذا عصيت خاليًا؛ ظننت أنه يراك، لقد اجترأت على أمر عظيم، ولئن كنت تظن أنه لا يراك، فلقد كفرت!

ورأى محمد بن المنكدر رجلاً واقفًا مع امرأة يكلمها، فقال:«إن الله يراكما، سترنا الله وإياكما» !

أيها المذنب! فهل تذكرت هذه الرقابة؟ !

هل تذكرت أن الله يراك أينما كنت؟ !

هل تذكرت أنه أقرب إليك من حبل الوريد؟ !

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المجادلة: 7].

جاء: أن أحد الشيوخ كان له جمع من التلاميذ، وكان قد خصَّ واحدًا منهم بمزيد من العناية، فسألوه قائلين: ما السبب في

ص: 8