المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌مقدمة … تسلية الأعمى عن بلية العمى تأليف: علي بن سلطان محمد القاري - تسلية الأعمى عن بلية العمى

[الملا على القاري]

الفصل: ‌ ‌مقدمة … تسلية الأعمى عن بلية العمى تأليف: علي بن سلطان محمد القاري

‌مقدمة

تسلية الأعمى عن بلية العمى

تأليف: علي بن سلطان محمد القاري الهروي المكي الشهير بملا علي القاري

دراسة وتحقيق: د/عبد الكريم بن صنيتان العمري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، وقائد الغر المحجلين، سيدنا ونبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

أما بعد:- فإن الله تعالى، قد خلق الإنسان في أحسن صورة، وأعدل قامة، وجمله بالعقل، ليميز به بين الخير والشر، والنافع والضار، والحسن والقبيح.

وخلق له أطرافا، وأعضاء، وحواس تعينه على الوصول إلى ما يريد، وتسهل عليه عبادة ربه جل وعلا.

ومن حكمته سبحانه وتعالى أنه قد ابتلى بعض عباده، فسلب منهم بعض تلك النعم، فأخذ من هذا نعمة السمع، ومن ذاك نعمة النطق، ومن آخر نعمة القدرة على المشي، وهكذا

وهذا كله من رحمته بعبده، فهو إنما فعل ذلك، ليثيبه ويجزيه الجزاء الأوفى والأكمل يوم القيامة، وقد قال. صلى الله عليه وسلم "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإذا أحب الله قوما ابتلاهم

" 1.

1 انظر تخريج الحديث ص 47-46.

ص: 3

ومن أولئك الذين ابتلاهم الله - تعالى - في هذه الحياة، جماعة سلب الله منهم أبصارهم، ليعوضهم بدلها الجنة يوم القيامة.

فالعمى الذي كتبه الله - تعالى - على بعض عباده في الحياة الدنيا، سينال به صاحبه الجنة، إذا صبر وحمد الله تعالى، وشكره على قضائه وقدره.

وفى هذا الكتاب الذي بين أيدينا، بيان لمنزلة أولئك المبتلين بفقد البصر، حيث ذكر المصنف فيه الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثواب أهل البلاء عامة، وثواب بلية العمى خاصة، وأورد فيه النصوص الواردة من الكتاب والسنة، التي بينت عظيم فضل الله تعالى - على عباده، وأنه إن حرم عبده نعمة من نعمه في هذه الحياة، فسيعوضه خيرا منها في وقت هو أحوج فيه للأجر والثواب، إذا الحمد الله - تعالى - وشكره على مصابه وبلواه.

ص: 4