المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الرفيق، الرقيب، الستار، الستير، السلام، القدوس، السلام - تفسير أسماء الله الحسنى للسعدي

[عبد الرحمن السعدي]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌القسم الأول: الدراسة وتشتمل على:

- ‌المبحث الأول

- ‌المبحث الثاني:

- ‌المبحث الثالث:

- ‌المبحث الرابع:

- ‌القسم الثاني: عرض شرح أسماء الله الحسنى للسعدي جمعا ودراسة

- ‌ الإله

- ‌ الله

- ‌ الأحد:

- ‌ الأعلى:

- ‌ الأول

- ‌الآخر، الباري، الخالق، المصور

- ‌ الباسط:

- ‌الباطن، بديع السموات والأرض، البر

- ‌البصير، التواب

- ‌جامع الناس، الجبار

- ‌الجليل، الجميل

- ‌الجواد، الحسيب، الحفيظ

- ‌الحسيب، الحفيظ، الحق، الحكم، الحكيم

- ‌الحليم، الحميد، الحي، الحيي

- ‌ذو الجلال والإكرام، الرؤوف، الرافع الخافض، الرب

- ‌الرحمن الرحيم، الرزاق، الرشيد

- ‌الرفيق، الرقيب، الستار، الستير، السلام، القدوس، السلام

- ‌السميع، الشاكر، الشكور، الشهيد، الصبور

- ‌الصمد، الضار، الظاهر، العدل، العزيز

- ‌العظيم، العفو، الغني، الفتاح

- ‌الفعال لما يريد، القابض، القريب، القدوس، القدير، القهار

- ‌القوي، القيوم، الكافي، الكبير، الكريم، اللطيف

- ‌المالك، المانع، المبديء، المتكبر، المتين، المجيب

- ‌المجيد، المحيط، المذل، المصور، المعز، المعطي، المعيد، المغني، المغيث

- ‌المقدم، المقيت، الملك، المهيمن، المؤخر، المؤمن

- ‌النافع، النور، الهادي، الواحد، الواسع، الودود

- ‌الوكيل، الوهاب

- ‌الخاتمة

- ‌فهرس المصادر والمراجع

- ‌أولاً: كتب علوم القرآن والتفسير

- ‌ثانياً: كتب الحديث وشروحه وعلومه:

- ‌ثالثاً: كتب العقائد:

- ‌رابعاً: كتب متنوعة:

الفصل: ‌الرفيق، الرقيب، الستار، الستير، السلام، القدوس، السلام

وهي أعظم وأجل ما يرشد بها العباد بل لا حصول إلى الرشاد بغيرها فمن ابتغى الهدى من غيرها أضله الله، ومن لم يسترشد بها فليس برشيد فيحصل بها الرشد العلمي وهو بيان الحقائق والأصول، والفروع والمصالح والمضار، الدينية والدنيوية، ويحصل بها الرشد العملي فإنها تزكي النفوس، وتطهر القلوب، وتدعو إلى أصلح الأعمال، وأحسن الأخلاق، وتحث على كل جميل، وترهب عن كل ذميم رذيل، فمن استرشد بها فهو المهتدي ومن لم يسترشد بها فهو ضال، ولم يجعل لأحد عليه حجة بعد بعثته للرسل وإنزاله الكتب المشتملة على الهدي المطلق، فكم بفضله هدى ضالاً وأرشد حائراً، وخصوصاً من تعلق به وطلب منه الهدى من صميم قلبه، وعلم أنه المنفرد بالهداية"1.

ص: 206

‌الرفيق، الرقيب، الستار، الستير، السلام، القدوس، السلام

39 -

الرفيق:

قال رحمه الله تعالى: "ومن أسمائه "الرفيق" في أفعاله وشرعه، وهذا قد أخذ من قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "إن الله رفيق يحب أهل الرفق، وإن الله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف" 2.

فالله تعالى رفيق في أفعاله خلق المخلوقات كلها بالتدريج شيئاً فشيئاً بحسب حكمته ورفقه مع أنه قادر على خلقها دفعة واحدة وفي لحظة واحدة3.

ومن تدبر المخلوقات وتدبر الشرائع كيف يأتي بها شيئاً بعد شيء شاهد من ذلك العجب العجيب، فالمتأني الذي يأتي الأمور برفق وسكينة ووقار إتباعاً

1 الحق الواضح المبين (ص78 و79) والتفسير (5/ 631).

2 أخرجه مسلم في صحيحه (4/ 2003، 2004) كتاب البر والصلة باب فضل الرفق من حديث عائشة رضي الله عنها بنحوه.

3 الحق الواضح المبين (ص63).

ص: 206

لسنن الله في الكون وإتباعاً لنبيه صلى الله عليه وسلم.

فإن كان هذا هديه وطريقه تتيسر له الأمور، وبالأخص الذي يحتاج إلى أمر الناس ونهيهم وإرشادهم، فإنه مضطر إلى الرفق واللين، وكذلك من آذاه الخلق بالأقوال البشعة وصان لسانه عن مشاتمتهم، ودافع عن نفسه برفق ولين، اندفع عنه من أذاهم ما لا يندفع بمقابلتهم بمثل مقالهم وفعالهم، ومع ذلك فقد كسب الراحة، والطمأنينة والرزانة والحلم.

ومن تأمل ما احتوى عليه شرعه من الرفق وشرع الأحكام شيئاً بعد شيء وجريانها على وجه السعة واليسر ومناسبة العباد وما في خلقه من الحكمة إذ خلق الخلق أطواراً، ونقلهم من حالة إلى أخرى بحكم واسرار لا تحيط بها العقول.

والرفق من العبد لا ينافي الحزم، فيكون رفيقاً في أموره متأنياً، ومع ذلك لا يفوت الفرص إذا سنحت، ولا يهملها إذا عرضت"1.

40 -

الرقيب: (الرقيب الشهيد)

قال رحمه الله: "الرقيب والشهيد من أسمائه الحسنى وهما مترادفان، وكلاهما يدل على إحاطة سمع الله بالمسموعات وبصره بالمبصرات، وعلمه بجميع المعلومات الجليّة والخفية، وهو الرقيب على ما دار في الخواطر، وما تحركت به اللواحظ، ومن باب أولى الأفعال الظاهرة بالأركان2.

والرقيب المطلع على ما أكنته الصدور، القائم على كل نفس بما كسبت، الذي حفظ المخلوقات وأجراها على أحسن نظام وأكمل تدبير3.

1 توضيح الكافية الشافية (ص123).

2 الحق الواضح المبين (ص58).

3 التفسير (5/ 625).

ص: 207

قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} 1 {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} 2 ولهذا كانت المراقبة التي هي من أعلى أعمال القلوب هي التعبد لله باسمه الرقيب الشهيد، فمتى علم العبد أن حركاته الظاهرة، والباطنة قد أحاط الله بعلمها، واستحضر هذا العلم في كل أحواله، أوجب له ذلك حراسة باطنة عن كل فكر، وهاجس يبغضه الله، وحفظ ظاهره عن كل قول أو فعل يسخط الله وتعبد بمقام الإحسان فعبد الله كأنه يراه، فإن لم يكن يراه فإنه يراه"3.

41 -

42 - (الستار- الستير)

43 -

السلام: (القدوس- السلام)

قال رحمه الله تعالى: " ومن أسمائه القدوس السلام، أي: المعظم المنزه عن صفات النقص كلها وأن يماثله أحد من الخلق، فهو المتنزه عن جميع العيوب، والمتنزه عن أن يقاربه أو يماثله أحد في شيء من الكمال {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} 6 {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ} 7 {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً} 8 {فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً} 9 فالقدوس كالسلام، ينفيان كل نقص من جميع

1 النساء (1).

2 المجادلة (6).

3 الحق الواضح المبين (ص58 - 59) وانظر: توضيح الكافية الشافية (ص122).

4 سبق الكلام على هذين الإسمين مع اسمه سبحانه "الحيي".

5 ودليل هذا الاسم قال الله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلام

} (الحشر: 23).

6 الشورى (11).

7 الإخلاص (4).

8 مريم (65).

9 البقرة (22).

ص: 208