الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما لم ينقل لغيره، وهلك به طائفتان: النواصب الذين نصبوا له العداوة، وحاولوا إخفاء مناقبه، والروافض الذين بالغوا فيما زعموه من حبه، وأحدثوا له من المناقب التي وضعوها ما هو في غنى عنه، بل هو عند التأمل من المثالب
اشتهر رضي الله عنه بالشجاعة والذكاء مع العلم والزكاء حتى كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعوذ من معضلة ليس لها أبو حسن، ومن أمثلة النحويين: قضية ولا أبا حسن لها، وروي عن علي أنه كان يقول: سلوني سلوني وسلوني عن كتاب الله تعالى، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أَنَزَلت بليل أو نهار، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا جاءنا الثبت عن علي لم نعدل به، وروى عنه أنه قال: ما أخذت من تفسير القرآن فعن علي بن أبي طالب كان أحد أهل الشورى الذين رشحهم عمر رضي الله عنه لتعيين الخليفة، فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف فأبى إلا بشروط لم يقبل بعضها، ثم بايع عثمان فبايعه علي والناس، ثم بويع بالخلافة بعد عثمان حتى قتل شهيداً في الكوفة ليلة السابع عشر من رمضان، سنة أربعين من الهجرة رضي الله عنه.
2 - عبد الله بن مسعود:
هو عبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، وأُمه أُمُّ عَبْدٍ كان ينسب إليها أحياناً
(1)
، وكان من السابقين الأولين في الإِسلام، وهاجر الهجرتين، وشهد بدراً، وما بعدها من المشاهد
تلقى من النبي صلى الله عليه وسلم بضعاً وسبعين سورة من القرآن، وقال له
(1)
وذلك لأن أباه مات في الجاهلية، وأدركت أمه الإسلام فأسلمت.
النبي صلى الله عليه وسلم في أول الإِسلام: "إنك لغلام مُعَلَّم"
(1)
، وقال:"من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أُنزل فليقرأه على قراءة ابن أُم عَبْد"
(2)
، وفي "صحيح البخاري"
(3)
أن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لقد علم أصحاب رسول الله أني من أعلمهم بكتاب الله، وقال: والله الذي لا إله غيره ما أُنزلت سورة من كتاب الله إلا وأنا أعلم أين نزلت، ولا أُنزلت آية من كتاب الله إلا وأنا أعلم فيمن أُنزلت، ولو أعلم أحداً أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإِبل لركبتُ إليه، وكان ممن خَدَم النبي صلى الله عليه وسلم فكان صاحبُ نعليه وطهوره ووساده حتى قال أبو موسى الأشعري: قدمت أنا وأخي من اليمن فمكثنا حيناً ما نرى إلا أن عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم لما نرى من دخوله ودخول أمه على النبي صلى الله عليه وسلم
(4)
، ومن أجل ملازمته النبي صلى الله عليه وسلم تأثر به وبهديه، حتى قال فيه حذيفة: ما أَعرف أحداً أقرب هدياً وسمتاً ودلّاً بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أُم عَبْد
(5)
.
(1)
أخرجه أحمد (1/ 379، 462).
(2)
أخرجه ابن ماجة (138).
(3)
أخرجه البخاري ص 433 - 434، كتاب فضائل القرآن، باب 8: القراء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حديث رقم 5000.
(4)
أخرجه البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة رضي الله عنها. حديث رقم (3763)، ومسلم، كتاب فضائل الصحابة، باب في فضائل عبد الله بن مسعود وأمه رضي الله عنهما. حديث رقم (2460).
(5)
أخرجه البخاري، كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب فضل عائشة، حديث رقم (2762).