الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب ما يفسد الصوم
من أكل أو شرب، أو استعط بدهن أو غيره فوصل إلى حلقه، أو احتقن أو استقاء فقاء، أو حجم أو احتجم فسد صومه، ولا يفطر ناس بشيء من ذلك. وله الأكل والشرب مع شك في طلوع الفجر لقوله تعالى:{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} 1.
ومن أفطر بالجماع فعليه كفارة ظهار مع القضاء، وتكره القبلة لمن تتحرك شهوته. ويجب اجتناب كذب وغيبة وشتم ونميمة كل وقت لكن للصائم آكد، ويسن كفه عما يكره، وإن شتمه أحد فليقل: إني صائم.
ويسن تعجيل الفطر إذا تحقق الغروب وله الفطر بغلبة الظن، ويسن تأخير السحور ما لم يخش طلوع الفجر، وتحصل فضيلة السحور بأكل أو شرب وإن قل. ويفطر على رطب، فإن لم يجد فعلى التمر، فإن لم يجد فعلى الماء، ويدعو عند فطره. ومن فطر صائما فله مثل أجره.
ويستحب الإكثار من قراءة القرآن في رمضان والذكر والصدقة. وأفضل صيام التطوع صيام يوم وإفطار يوم، ويسن صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وأيام البيض أفضل، ويسن صوم يوم الخميس والاثنين وستة أيام من شوال ولو متفرقة، وصوم تسع ذي الحجة وآكدها التاسع وهو يوم عرفة
1 سورة البقرة آية: 187.
وصوم المحرم وأفضله التاسع والعاشر.
ويسن الجمع بينهما وكل ما ذكر في يوم عاشوراء من الأعمال غير الصيام فلا أصل له، بل هو بدعة. ويكره إفراد رجب بالصوم، وكل حديث في فضل صومه والصلاة فيه فهو كذب.
ويكره إفراد الجمعة بالصوم. ويكره تقدم رمضان بيوم أو يومين. ويكره الوصال. ويحرم صوم العيدين وأيام التشريق. ويكره صوم الدهر. وليلة القدر معظمة يرجى إجابة الدعاء فيها لقوله: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} 1. قال المفسرون: في قيامها والعمل فيها خير من قيام ألف شهر خالية منها. وسميت ليلة القدر لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، وهي مختصة بالعشر الأواخر وليالي الوتر، وآكدها ليلة سبع وعشرين. ويدعو فيها بما علمه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة:"اللهم إنك عفو كريم تحب العفو، فاعف عني"2. والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
1 سورة القدر آية: 3.
2 الترمذي: الدعوات (3513)، وابن ماجه: الدعاء (3850) .