المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المجلد الأول ‌ ‌مقدمة … إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان تأليف: أبي عبد الله محمد - إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان - ت الفقي - جـ ١

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌الباب الأول: فى انقسام القلوب إلى صحيح وسقيم وميت

- ‌الباب الثانى: فى ذكر حقيقة مرض القلب

- ‌الباب الثالث: في انقسام أمراض القلب إلى قسمين: طبيعية، وشرعية

- ‌الباب الرابع: فى أن حياة القلب وإشراقه مادة كل خير فيه وموته وظلمته مادة كل شر وفتنة فيه

- ‌الباب الخامس: فى أن حياة القلب وصحته لا تحصل إلا بأن يكون مدركا للحق مريدا له، مؤثرا له على غيره

- ‌الباب السادس: فى أنه لا سعادة للقلب، ولا لذة، ولا نعيم، ولا صلاح إلا بأن يكون الله هو إلهه وفاطره وحده، وهو معبوده وغاية مطلوبه، وأحب إليه من كل ما سواه

- ‌الباب السابع: فى أن القرآن متضمن لأدوية القلب، وعلاجه من جميع أمراضه

- ‌الباب الثامن: فى زكاة القلب

- ‌الباب التاسع: فى طهارة القلب من أدرانه ونجاساته

- ‌الباب العاشر: فى علامات مرض القلب وصحته

- ‌الباب الحادى عشر: فى علاج مرض القلب من استيلاء النفس عليه

- ‌الباب الثانى عشر: فى علاج مرض القلب بالشيطان

- ‌الباب الثالث عشر: في مكايد الشيطان التي يكيد بها ابن آدم

الفصل: ‌ ‌المجلد الأول ‌ ‌مقدمة … إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان تأليف: أبي عبد الله محمد

‌المجلد الأول

‌مقدمة

إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان

تأليف: أبي عبد الله محمد بن أبي بكر الشهير بابن قيم الجوزية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذى ظهر لأوليائه بنعوت جلاله، وأنار قلوبهم بمشاهدة صفات كماله، وتعرف إليهم بما أسداه إليهم من إنعامه وإفضاله، فعلموا أنه الواحد الأحد الفرد الصمد. الذى لا شريك له فى ذاته ولا صفاته ولا فى أفعاله، بل هو كما وصف به نفسه وفوق ما يصفه به أحد من خلقه فى إكثاره وإقلاله، لا يحصى أحد ثناء عليه، بل هو كما أثنى على نفسه على لسان من أكرمهم بإرساله، الأول الذى ليس قبله شئ، والظاهر الذى ليس فوقه شئ، والباطن الذى ليس دونه شئ، ولا يحجب المخلوق عنه تستره بسر باله، الحى القيوم، الواحد الأحد، الفرد الصمد، المنفرد بالبقاء، وكل مخلوق ينتهى إلى زواله، السميع الذى يسمع ضجيج الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات، فلا يشغله سمع عن سمع، ولا تغلطه المسائل، ولا يتبرم بإلحاح الملحين فى سؤاله، البصير الذى يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء فى الليلة الظلماء حيث كانت من سهله أو جباله. وألطف من ذلك رؤيته لتقلب قلب عبده، ومشاهدته لاختلاف أحواله، فإن أقبل إليه تلقاه، وإنما إقبال العبد عليه من إقباله، وإن أعرض عنه لم يكله إلى عدوه، ولم يدعه فى إهماله، بل يكون أرحم به من الوالدة بولدها، الرفيقة به فى حمله ورضاعه وفصاله، فإن تاب فهو أفرح بتوبته من الفاقد لراحلته التى عليها طعامه وشرابه فى الأرض الدوية المهلكة إذا وجدها وقد تهيأ لموته وانقطع أوصاله، وإن أصر على الإعراض، ولم يتعرض لأسباب الرحمة، بل أصر على العصيان فى إدباره وإقباله،

ص: 3