المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ أثره في الكتب اللاحقة: - إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان - ط عطاءات العلم - المقدمة

[ابن القيم]

الفصل: ‌ أثره في الكتب اللاحقة:

كتاب "بذل المجهود في إفحام اليهود" للسموأل بن يحيى المغربي (ت 570)، وجميع النصوص المقتبسة من التوراة وغيره من كتبهم كان بواسطة هذا الكتاب، ولم يصرح المؤلف بذلك.

ونقل كلام شيخه من "الجواب الصحيح لمن بدَّل دين المسيح" في موضوع التبديل والتحريف في التوراة والإنجيل (ص 1136 - 1139) وأن الذبيح إسماعيل (ص 1139 - 1142).

هذا استعراض سريع لبعض المصادر الرئيسية التي كانت أمام المؤلف إلى جانب المصادر الأخرى في فنون مختلفة، ولكنه لم يقتصر على النقل منها، بل استدرك عليها كثيرًا، وأضاف إليها من آرائه وتحقيقاته ما لا يوجد في مصدر آخر، واستنبط استنباطات دقيقة من الآيات والأحاديث، وحقق القول في بعض الموضوعات وتوسَّع فيها بما لا نجده عند غيره.

*‌

‌ أثره في الكتب اللاحقة:

كان لهذا الكتاب أثر ملموس في الكتب اللاحقة، حيث اختصره عدد من المؤلفين، واعتمد عليه آخرون ونقلوا عنه في المباحث التي اشتهر بها، واستدرك عليه بعضهم فصححوا بعض المعلومات الواردة فيه.

وأَقدَم مَن نقل عنه دون الإشارة إلى الكتاب: ابن مفلح (ت 803) في كتابه "مصائب الإنسان من مكايد الشيطان"(ص 19 ــ 25)

(1)

، كما يظهر بمقارنته مع كتاب ابن القيم (ص 161 - 168).

(1)

أفادني بهذا المصدر وببعض المصادر الأخرى: فضيلة الشيخ المحقق سليمان العمير، جزاه الله خيرًا.

ص: 25

وممن نقل عنه: ابن النحاس الدمشقي (ت 814) في كتابه "تنبيه الغافلين"(ص 305، 306، 307، 520)، كما نقل عنه في مواضع (ص 234، 308، 522)، ولم يسمّه.

وممن نقل عنه وعقَّب عليه الحافظ ابن حجر (ت 852) في "لسان الميزان"(7/ 518) في ترجمة محمد بن مقاتل الرازي، فقد بيَّن وهم المؤلف في ذلك في "الإغاثة"(ص 563)، ونقل عنه أيضًا في "فتح الباري" (6/ 490) في معنى قول عيسى عليه السلام:"آمنت بالله وكذبت عيني"، وتعقبه.

وذكره يوسف بن عبد الهادي (ت 909) في "سير الحاثّ"(ص 112)، ونقل عن جده لأمه جمال الدين الإمام (ت 798) أنه نقل في أحد كتبه عن ابن القيم في "إغاثة اللهفان" وسماه "ذم مصايد الشيطان"، وهذا النقل في مسألة ندم عمر رضي الله عنه على إمضاء الثلاث، انظر "سير الحاث"(ص 152).

ونقل عنه الحجاوي (ت 968) في "الإقناع"(1/ 367، 368) في موضوع هدم القباب التي على القبور، ونقل هذا النصّ أيضًا: مرعي بن يوسف الكرمي (ت 1033) في "غاية المنتهى"(1/ 251) ومنصور البهوتي (ت 1051) في "كشاف القناع"(2/ 139) ومصطفى الرحيباني (ت 1243) في "مطالب أولي النهى"(1/ 912).

واستفاد منه المناوي (ت 1031) في "فيض القدير"(5/ 274) حيث نقل كلام ابن القيم دون أن يسمي المصدر، وهو في "الإغاثة"(ص 342).

واقتبس منه ابن العماد الحنبلي (ت 1089) في "شذرات الذهب"(5/ 339 - 340) كلام ابن القيم في النصير الطوسي هنا (ص 1032).

ص: 26

واقتبس منه أيضًا في "معطية الأمان من حنث الأيمان"(ص 254) مسألة تعليق الطلاق بوقت.

ونقل عنه المنقور (ت 1125) نصوصًا عديدة في كتابه "الفواكه العديدة في المسائل المفيدة"(1/ 39، 256 - 257، 396، 2/ 74 - 75).

ونقل عنه الأمير الصنعاني (ت 1182) في "توضيح الأفكار"(1/ 145) تصحيح حديث المعازف، كما نقل عنه في خاتمة كتابه "الإنصاف في حقيقة الأولياء وما لهم من الكرامات والألطاف"(ص 113 - 116) في موضوع تعظيم القبور وأنه مأخوذ من عبَّاد الأصنام.

وسيأتي أن السفّاريني (ت 1188) كان عنده نسخة من الكتاب، وظهر أثر ذلك في مؤلفاته، فقد نقل عنه نصوصًا كثيرة في مبحث السماع في كتابه "غذاء الألباب"(1/ 148، 153، 160 - 163، 167، 168، 169 - 170)، وذكره من المصادر الرئيسية في مقدمته (1/ 11). ونقل عنه أيضًا مكيدة التحليل في "كشف اللثام بشرح عمدة الأحكام"(5/ 346 - 351)، وذكر انتصار ابن القيم لوقوع الطلاق الثلاث واحدةً في "الإغاثة" وغيره من مؤلفاته (5/ 454).

أما النواب صديق حسن خان القنوجي (ت 1307) فقد لخَّص في كتابه "الدين الخالص"(2/ 403 - 487) من مبحث عشق الصور إلى تلاعب الشيطان باليهود في نهاية الكتاب في "الإغاثة"(ص 836 - 1151). وقال في آخره: "انتهى من إغاثة اللهفان للحافظ ابن القيم رحمه الله تعالى، ملخَّصًا".

وآخر من اطلعتُ عليه نقل من الكتاب قبل سنة 1297: نعمان بن محمود الآلوسي (ت 1317) في كتابه "جلاء العينين في محاكمة

ص: 27

الأحمدين" (ص 193) في مبحث الاجتهاد.

أما الذين قاموا باختصاره أو استلُّوا فصلًا منه بشيء من التلخيص والتهذيب فهم كثير، وفيما يلي ذكر هذه المختصرات التي وقفتُ عليها مع بيان مخطوطاتها وطبعاتها:

1 -

اختصر منه محمد بن بير علي البركوي (ت 981) ما يتعلق بزيارة القبور، وتوجد منه نسخ بعناوين مختلفة في المكتبات الآتية:

- برلين [2657/ 9].

- برنستون [4113](ق 28 ب -155 أ، من القرن الثاني عشر)؛ بلا نسبة.

- دار الكتب المصرية [13 م مجاميع](ق 149 - 191، كتبت سنة 1121). انظر فهرس الخديوية (7/ 519)، الفهرس الثاني (1/ 300).

- التيمورية بدار الكتب [174/ 6 مجاميع]. انظر فهرس التيمورية (4/ 54).

- التيمورية بدار الكتب [53 عقائد]. انظر فهرس التيمورية (4/ 123).

- العثمانية بحلب [818].

- برنستون [3092](ق 20 ب- 34 أ، سنة 1133) ونسب فيها إلى سنان الدين يوسف الأماسي.

- دار الكتب المصرية [25765 ب](ق 1 - 46، دون تاريخ، وبلا نسبة إلى المؤلف). انظرا لفهرس الثالث (3/ 113).

ص: 28

- وطبع بعنوان "زيارة القبور" طبعاتٍ عديدة، أولاها بهامش "شرح شرعة الإسلام" (ص 293 - 360) ط. إستانبول: مطبعة الإقدام، 1326.

2 -

"تبعيد الشيطان بتقريب إغاثة اللهفان" لهاشم بن يحيى الشامي (ت 1158)، مخطوط في ندوة العلماء بالهند [561]، وفي الخزانة العامة بالرباط (206 ورقة). نقل عنه صاحب "صيانة الإنسان": ص 259. وعنوانه في هدية العارفين (2/ 504) وذيل كشف الظنون (2/ 598): "موارد الظمآن المختصر من إغاثة اللهفان".

3 -

"مختصر إغاثة اللهفان

"، اختصره: عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين (ت 1282)، ط 1. الرياض: دار اليمامة، 1392/ 1972 م، 444 ص، ط 2. الرياض: مطابع الدرعية، 1409/ 1989 م، 442 ص.

4 -

"جذوة مباركة من الإغاثة"، ضمن "الجامع المفيد المبني على بيان تحقيق التوحيد" تأليف: علي عبد الله الفهد الصقعبي، بريدة: دار العليا،1389/ 1969 م.

5 -

"موارد الأمان المنتقى من إغاثة اللهفان" بقلم: علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد الأثري، ط 5. الدمام، الرياض: دار ابن الجوزي، 1415/ 1995 م، 502 ص.

6 -

منه "أقسام الحيل ومراتبها"، مخطوط في جامعة الملك سعود بالرياض.

ص: 29

7 -

"الوسواس الخناس" استل من كتاب إغاثة اللهفان، ط. بيروت: دار القلم، بدون تاريخ.

8 -

"كيف تتخلص من الوسوسة ومكايد الشيطان"، راجعه وعُني بنشره: أحمد بن سالم بادويلان، الرياض: دار طويق، 1415/ 1994 م، 95 ص.

9 -

استخرج منه صالح أحمد الشامي "طبّ القلوب"، ط. دمشق: دار القلم، 1422/ 2001 م، 247 ص.

10 -

استخرج منه سعيد هليل العمر "كشف الستور عن مكايد الشيطان لأهل القبور"، 47 ص.

11 -

"رسالة في أحكام الغناء"، تحقيق: محمد حامد الفقي، ط. الرياض: دار طيبة، 1403، 48 ص. وطبعت أيضًا بعنوان "حكم الإسلام في الغناء" لابن القيم.

12 -

"حكمة الابتلاء لابن قيم الجوزية" قدَّم له مروان كجك. نشر دار الأرقم، الكويت سنة 1406 هـ. جاء النص على أنه من كتاب إغاثة اللهفان في آخر الكتاب (ص 54).

13 -

"أصول جامعة نافعة في البلاء والابتلاء، لابن قيم الجوزية" استله أشرف بن عبد المقصود.

14 -

"رسالة في أمراض القلوب، تأليف الإمام الحافظ

ابن قيم الجوزية"، نشر: دار طيبة سنة 1403 هـ.

15 -

"مكايد الشيطان في الوسوسة وذم الموسوسين لابن القيم" نشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة سنة 1401 هـ.

ص: 30

16 -

"الوسواوس الخناس، تأليف الإمام

ابن قيم الجوزية" نشر: مكتبة التراث الإسلامي، مصر سنة 1984 م، نصوا على انتقائه من إغاثة اللهفان في آخر الكتاب (ص 156).

الأرقام 12 - 16 مستفادة من مقدمة كتاب: الفروق الفقهية عند الإمام ابن قيم الجوزية، للدكتور سيد حبيب الأفغاني، طبعة مكتبة الرشد، 1429 هـ.

17 -

"مختصر إغاثة اللهفان" لابن غانم المقدسي (ت 1004 هـ) مطبوع في مكتبة القرآن، بتحقيق إبراهيم محمد الجمل. وهذا مستفاد من مقدمة علي حسن الأثري (ص 9) على كتاب "إغاثة اللهفان".

18 -

"مختصر إغاثة اللهفان" لأحمد بن عبد القادر الرومي (ت 1041). ذكره في "الأعلام"(1/ 153) نقلًا عن بروكلمان

(1)

.

* وصف النسخ الخطية:

توجد من هذا الكتاب نسخ كثيرة في مكتبات العالم، بعضها كاملة وأخرى ناقصة، ومنها ما هي قطعة أو فصل من الكتاب. وقد حصلتُ على مصورات سبع نسخ منها، وفيما يلي وصفها:

1) نسخة العلامة عبد العزيز الميمني (= الأصل)

هذه النسخة من المكتبة الخاصة للعلامة الميمني رحمه الله، والتي آلت مخطوطاتها إلى مكتبة جامعة السند (جام شورو) بحيدر آباد السند في

(1)

الأرقام (12 ــ 18) من إفادات فضيلة الشيخ سليمان العمير حفظه الله.

ص: 31

باكستان برقم [36335]. وهي أقدم نسخ الكتاب، حيث كُتِبت سنة 738 في حياة المؤلف، وجاء في آخرها بخط الناسخ:"وقد اتفق الفراغ من نسخه في يوم الأربعاء العشر الأول من شهر الله الحرام رجب المرجب سنة ثمان وثلاثين وسبع مئة الهجرية. والحمد لله أولًا وآخرًا ظاهرًا وباطنًا، وصلاته تترى على سيد المرسلين وإمام المتقين ورسول رب العالمين محمد المصطفى الأمين، وعلى جميع إخوانه من الرسل والنبيين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وحسبنا الله ونعم الوكيل. على يد العبد الضعيف المحتاج إلى رحمة الله تعالى إبراهيم بن حاجي سليمان بن محمد بن محيي الدين غُفِر له ولوالديه". ولم أجد ترجمة الناسخ في المصادر التي رجعت إليها.

والنسخة مصححة ومقابلة على الأصل كما تدلُّ عليه الدوائر المنقوطة والتصحيحات على هوامشها، وهي بخط نسخي جميل، والخطأ فيها نادر. وعدد أوراقها 177 ورقة، وفي كل صفحة منها 29 أو 30 سطرًا. وعلى صفحة الغلاف في الركن الأيسر فوق كُتِب بخط حديث:"إغاثة اللهفان". وكُتِبَ في وسط الصفحة بخط آخر: "ولبعضهم في مدح هذا الكتاب:

إن شئتَ أن تنجو من الشيطانِ

فالزَمْ كتابَ "إغاثة اللهفانِ"

فيه شفاء القلبِ من أمراضهِ

وهو الطريقُ إلى رضا الرحمن

للّهِ دَرُّ بَنانِ ناظمِ عِقْدِه

كَمْ ضمَّ فيه مِن فريدِ جُمان

حِكَمٌ هي الدرُّ المصفَّى لو تَرى

عينٌ ويسمع من له أذنان

ومواعظٌ تَسْبِي القلوبَ وتسلُب الْـ

ألبابَ في لفظٍ ولُطْفِ معان

فاعكُفْ عليه إذا أردتَ سعادة الدَّ

(م) ارينِ في فضلٍ وفي إحسان

ص: 32

واستغْنِ عن زيدٍ وعمروٍ بالذي

فيه ولا تأسَفْ على خوَّان

وافْزَعْ إلى الله المهيمنِ ضارعًا

فعسى يَجُود عليك بالغفرانِ"

وتحت هذه الأبيات بخط آخر: "هذا الكتاب موقوف تحت نظر الفقير عثمان السندي تاب الله عليهم أجمعين". ولم أعرف عثمان المذكور، والخط يدل على أنه كان من القرن الثاني عشر أو الثالث عشر، والله أعلم.

وفي النسخة خرم في موضعين، وذلك بفعل فاعل، فقد أسقط من الكتاب عمدًا مبحث الطلاق الثلاث (بعد الورقة 79= ص 500 - 578 من المطبوع)، ومبحث الحيل (بعد الورقة 80= ص 584 - 630). وكأن الشخص المذكور لم يعجبه كلام المؤلف في الموضعين، فأسقطه من النسخة. ومع هذا النقص الحاصل فيها فلم تفقد النسخة أهميتها وقيمتها؛ نظرًا لصحتها وندرة الأخطاء فيها، فكان الاعتماد عليها بالدرجة الأولى في إثبات النصّ، ثم الاستعانة بالنسخ الأخرى، واستكمال النقص منها.

2) نسخة جامعة برنستون [مجموعة جاريت 317 B](= م)

هذه النسخة كُتبت سنة 790، وجاء في آخرها:"وافق الفراغ منه في يوم الجمعة ثالث يوم في شهر شعبان سنة تسعين وسبع مئة، وذلك بمدينة دمشق المحروسة على يد الفقير إلى الله تعالى المعترف بالتقصير الراجي عفوَ ربه القدير ريحان بن عبد الله الحنبلي، غفر الله له ولإخوانه من المسلمين، ولمن نظر فيه ودعا له بالمغفرة ولجميع المسلمين أجمعين، آمين يا ربَّ العالمين".

ص: 33

ولم أجد ترجمة الناسخ في كتب تراجم الحنابلة وغيرها، ويبدو أنه من تلاميذ المؤلف، فقد كتب على صفحة العنوان "كتاب إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان، تأليف شيخنا الإمام العالم العامل العلامة الحافظ ناصر السنة قامع البدعة شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعيد الزرعي الحنبلي إمام الجوزية، رحمه الله تعالى ورضي عنه بمنّه وكرمه، إنه جواد كريم رؤوف رحيم".

وكانت هذه النسخة بحوزة عدد من الأشخاص كما أثبتوا أسماءهم على صفحة العنوان، ولكن بعضها لم تظهر بسبب الطمس، وأقدم هؤلاء أحد العلماء الشافعية في شهر ربيع الأول سنة 814، ولم يظهر اسمه، وهناك تملُّكٌ آخر كُتِب فيه:"مما ساقه التقدير إلى الفقير محمد منير بن مصطفى المعروف بكتخدارا، كتبه في 22 ل سنة 109". ولعل (ل) رمز لشهر ربيع الأول، وسنة 109 بعد الألف أي 1109.

وهناك تملك آخر بدون تاريخ جاء فيه: "بتقدير الملك القدير قد انسلك في سِلك ملك تاج الدين الحقير عُفِي عنه".

وهناك تملك رابع لم يظهر من كتابته إلّا القليل. وكتب أحد العلماء عليه: "طالعه

"، ولم يظهر اسمه.

والنسخة بخط نسخي جيد، وهي مصححة ومقابلة على الأصل، كما أشير إلى ما في نسخة أخرى من الكتاب برمز "خ"، وعلى هوامشها بعض التعليقات والفوائد بخط بعض القراء، وردّ أحد الأشاعرة على كلام المؤلف في بعض المواضع، وخاصة في موضوع علوّ الله وكونه بائنًا عن المخلوقات. ولم يعجبه أيضًا كلام المؤلف في الرد على المنطق، فعلق عليه بما يبيِّن فائدته.

ص: 34

وهذه النسخة تامة في 342 ورقة، وفي كل صفحة منها 21 سطرًا، وهي قريبة من الأصل، ولا تختلف عنه إلَّا قليلًا، وتكمل النقص وتسدّ الفراغ الذي فيه، وتصحح بعض الأخطاء، ولكنها لا ترقى إلى مستوى الأصل في الصحة والضبط.

3) نسخة كوبريللي [704](=ك)

هي بخط محمد بن إبراهيم البشتكي، وقد كتب في آخره:"انتهى هذا الكتاب، وعلقه لنفسه الفقير إلى عفو ربه محمد بن إبراهيم بن محمد الشهير بالبشتكي غفر الله له، والحمد لله أولًا وآخرًا وباطنًا وظاهرًا، حسبنا الله ونعم الوكيل". ولم يثبت تاريخ النسخ، وبما أن الناسخ توفي سنة 830، فالأغلب أنه كتب هذه النسخة في أواخر القرن الثامن أو أوائل التاسع. وعلى هذا فلا يصح ما ذُكر في فهرس المكتبة أنها كتبت سنة 750، فإن الناسخ وُلد سنة 748، كما في مصادر ترجمته

(1)

. وهو المعروف ببدر الدين البَشْتكي، كان أديبًا شاعرًا مشهورًا بنسخ الكتب مع الإتقان والسرعة الزائدة، بحيث كان يكتب في اليوم خمس كراريس فأكثر، وربما يتعب فيضطجع على جنبه ويكتب، وكتب بخطه من المطولات والمختصرات لنفسه ولغيره ما لا يدخل تحت الحصر كثرةً، وكان خطه مرغوبًا فيه لغلبة الصحة عليه. ولكنه يكتب بخط التعليق بسرعةٍ، فتفوته بعض الكلمات والجمل، كما يظهر بمقابلة هذه النسخة على النسخ الأخرى.

(1)

تبصير المنتبه (2/ 807) والضوء اللامع (6/ 277) وشذرات الذهب (7/ 195) وتاج العروس (بشتك).

ص: 35

وعدد أوراق هذه النسخة 214 ورقة، في كل صفحة منها 23 سطرًا، وقد وصلتني مصورة هذه النسخة بعد الانتهاء من تحقيق الكتاب، فلم أستفد منها إلّا في مراجعة بعض المواضع التي اختلفت فيها النسخ اختلافًا كثيرًا. وأشكر أخي الدكتور عبد الله البراك على قيامه بتصوير هذه النسخة من تركيا وإرسالها إليَّ، فجزاه الله خيرًا.

4) نسخة "الكواكب الدراري" في الظاهرية [585](=ظ)

يحتوي مجلد من الكتاب الموسوعي "الكواكب الدراري"(لابن عروة الحنبلي) على نسخة من "إغاثة اللهفان"، في 237 ورقة بخطوط مختلفة، حيث تولَّى نسخها مجموعة من النسَّاخ كلُّ واحدٍ منهم اختص بقسم منها، ولذلك يختلف عدد الأسطر في صفحاتها. ولم يثبت في آخرها تاريخ النسخ، ولعلها كتبت بين السنوات 826 ــ 830، ففيها نسخت أغلب مجلدات الكتاب الموجودة في دار الكتب الظاهرية بدمشق، وهذه النسخة تتفاوت في الصحة والجودة نظرًا لاختلاف النسَّاخ، وفيها سقط وتحريف في مواضع كثيرة منها، كما يظهر بمقابلتها على بقية النسخ. وكتب على صفحة الغلاف منها بخط حديث:"كتاب إغاثة اللهفان من مكايد الشيطان تأليف الإمام المحقق محمد بن القيم الحنبلي رحمه الله تعالى ورضي عنه". وعليها ختم دار الكتب الظاهرية.

5) نسخة تشستربيتي [3276](= ش)

هذه النسخة بخط نسخي جميل في 237 ورقة

(1)

، وفي كل صفحة

(1)

كُتب في آخر النسخة: "عدة ورق هذا الكتاب مئتين (كذا) وتسعًا وثلاثون (كذا) ورقة".

ص: 36

منها 23 سطرًا، كتبت سنة 984، كما جاء في آخرها:"وكان الفراغ من نَسخه يوم السبت ثالث عشرين (كذا) شعبان المبارك من شهور سنة أربع وثمانين وتسع مئة، بخط العبد الفقير إلى الله تعالى: علي بن أبي بكر بن عمر المقدسي، عفا الله عنه وغفر له ولوالديه ولجميع المسلمين، آمين يا رب العالمين".

وعلى صفحة الغلاف عنوان الكتاب واسم المؤلف، وبجواره قيدُ تملك: "ملكه من فضل ربه

عبد القادر بن الشيخ مصطفى التفال الحنبلي، عُفِي عنه بمنّه". وتحته بخط آخر: "بحمده تعالى في نوبة العبد الفقير إلى باب مولاه الغفار محمد بن محمد أبي الخير علي العطار، من تركة المرحوم الشيخ محمد الدكدكجي

(1)

في ربيع الآخر سنة 1132".

وتحت عنوان الكتاب يوجد بخط الناسخ تعريف بالمؤلف والكتاب، ونصه: "الحمد لله، مصنّف هذا الكتاب رضي الله عنه له مصنفات نفيسة، منها: تفسير الفاتحة، ومنها: مفتاح دار السعادة، ومنها: تحصيل النشأتين وتكميل السعادتين

(2)

، ومنها: الكلم الطيب. وأنفسُ مصنفاته هذا الكتاب، وهو أشرف مصنفاته وأفضلها وأرفعها وأنفعها، وهو مما يُعلم بعلو مرتبته ورفع منزلته، وهو كتابٌ حلَّقَ بُزاةُ الهمم في جَوّ الطلب لِنَيلها منه الوطر، وجالت جيادُ العقول في ميدان النظر، فحِيْل بين البزاة وأرَبها، وحسرت

(1)

من تلاميذ الشيخ عبد الغني النابلسي، توفي سنة 1131، انظر ترجمته في سلك الدرر (4/ 25 - 27).

(2)

يقصد الكاتب: "طريق الهجرتين وباب السعادتين". أما "تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين" فهو للراغب الأصفهاني.

ص: 37

الخيول في بداية طلبها، فهو منهاج القوم، أذابوا أنفسهم بنيران الرياضات وصكك الصلوات وهجر الشهوات، و

التقصير في طويل مدحه قصير. نُقِلتْ من خطّ قديم درس الزمان رسمه".

وتحته قيد تملك بخط العالم الحنبلي المشهور محمد السفاريني: "ثم ساقه المنَّان العليّ لنوبة عبده الذليل الملِيّ محمد السفاريني الحنبلي، بثمنٍ قدرُه أربعة قروش ونصف، وذلك في سنة ألف ومئة وثمان وأربعين. وفيها منَّ الله علينا بالحج إلى بيته الحرام وزيارة قبر خير الأنام محمد عليه الصلاة والسلام، وعلى آله الكرام وخلفائه الأعلام، وأصحابه ذوي الأيادي الجسام والأيام العظام".

وفي آخر النسخة قيد تملك هذا نصّه: "الحمد لوليِّ كل حمد ونعمة، أتمها مطالعةً مالكُه الفقير إليه عز شأنه الشيخ خليل العمري إمام الجامع الشريف الأموي، غُفِر له ولمؤلفه ابن القيم الحنبلي، الراسم له بإغاثة اللهفان في مصايد الشيطان، أفادنا الله تعالى منه بمنِّه وكرمه

شعبان المبارك

" لم يظهر تاريخ الشهر والسنة.

وفي الورقة التي قبل صفحة العنوان شعرٌ في بيان فضل الكتاب لمحمد بن محمد التافلاتي بخطه، وهذا نصُّه:

"لكاتبه محمد بن محمد التافلاتي

(1)

ارتجالًا:

يا من يخاف مكايد الشيطانِ

ويرومُ سُبْلَ خلاصة الإيمانِ

(1)

ترجم له المحبي في سلك الدرر (4/ 102 ــ 108) ترجمة ممتعة. توفي سنة 1191.

ص: 38

شَمِّرْ ذيولَك كَيْ ترى سنن الهدى

في طَيِّ زُبْرِ "إغاثة اللهفانِ"

للعالم العلَم الإمام الحنبلي

نَجْلِ ابن قيِّمٍ العليِّ الشانِ

جادَ الرضا والرَّوحُ مُلْحَدَ قبرِه

ومراقدَ الأعلامِ والأعيانِ"

وتحته أبيات أخرى لغيره:

من رامَ كشفَ وساوس الشيطانِ

يلزمْ كتاب "إغاثة اللهفانِ"

دَعْ عنك قول الزُّور والبهتانِ

والزمْ قصدتُكَ شرعةَ الإيمان

واعلم بأن العالم العلَم الذي

قرَّضته في ذروة العرفانِ

وهو الغنيُّ بفضله وبجدِّه

عن قولِ ذي ضِغْنٍ وذي بهتانِ

و ...... والتحذلقُ شُنعةٌ

والفضل يعرفه ذوو العرفانِ

واعلم بأن المصطفى كنز الهدى

قد قال قولًا ظاهر البرهانِ

من كان ذا وجهين من كل الورى

فمقامه يا صاحِ في النيرانِ

و"إغاثة اللهفان" بحرٌ زاخرٌ

مشحونْ بالياقوتِ والمرجانِ

و ........................ لآلئٌ

كالشهب ثقّب عن حَشَى الشيطانِ

فهو النهاية عند أرباب الذكا

وخلاصة البرهان للأذهان

وتحته مقطوعة في المنجيات السبع، وأخرى في الطب، وثالثة في تعليم ضربَ زيدٌ عمرًا عند النحويين، ورابعة في الصداع، ولا حاجة هنا إلى إثباتها.

وفي هذه النسخة سقط في مواضع، وهي تشبه نسخة (ظ).

6) نسخة لاله لي [1336](=ت)

هذه النسخة في مجلد ضخم لم ترقَّم أوراقه، في كل صفحة منها 25

ص: 39

سطرًا، وهي بخط نسخي جيد، كتبت سنة 1091، كما جاء في آخرها: "وكان الفراغ من كتابته يوم السبت في الضحى في

شهر شعبان سنة إحدى وتسعين وألف من الهجرة النبوية، على يد أضعف العباد وأفقرهم إلى رحمة ربِّه الجواد: أحمد بن محمد الحافظ بن سليمان بن محمد المصري، غفر الله له ولوالديه ولمشايخه، آمين.

والحمد لله على التمام

في البدء والأوسط والختامِ"

وفي أول النسخة وآخرها ختم وقف الغازي السلطان سليم خان بن مصطفى خان من سلاطين الدولة العثمانية. ويوجد على صفحة الغلاف ختم مكتبة لاله لي بتركيا، وذكر اسم المؤلف دون عنوان الكتاب.

وهذه النسخة تشبه نسخة (ظ) في مجملها، وفيها تحريفات وأخطاء في مواضع أشرنا إلى بعضها في الهوامش دون استقصاء.

7) نسخة المحمودية [1692](= ح)

توجد هذه النسخة في مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة ضمن مجموعة المكتبة المحمودية، وعدد أوراقها 176 ورقة، وفي كل صفحة منها 33 سطرًا، وقد كتبت بخط نسخي دقيق. وجاء في آخرها بخط الناسخ الذي لم يذكر اسمه:"بعناية سيدي السيد الجليل العلامة عماد الإسلام أمتع الله بحياته: يحيى بن أحمد بن الحسين الشامي حفظه الله تعالى وحماه، وبلَّغه المأمول بمعانيه والعمل بما فيه، إنه سميع قريب مجيب. وصلى الله على خير خلقه وآله وسلم. وافق الفراغ من تمامه ضحى يوم الجمعة ليلة ثاني شهر جمادى الأولى أحد شهور عام سبعة وخمسين ومئة وألف 1157".

ص: 40

وعلى صفحة غلافها ذكر عنوان الكتاب واسم المؤلف: وتحته: "الحمد لله، في ملك الفقير إلى الله سبحانه محمد يوسف الصنعاني، عافاه الله تعالى، آمين" وتحته عبارة مشطوب عليها: "ثم انتقل إلى ملك الفقير إلى الله تعالى

"، ومكان النقط اسم المالك الذي طمس اسمه.

وعليها خط آخر شُطب عليه: "الحمد لله. مما استكتبه لنفسه أفقر العباد وأحوجهم إلى المسامحة في يوم المعاد يحيى بن أحمد بن الحسين الشامي، وفقهم الله تعالى لما يُرضيه". وهذا يوكِّد ما ذكره الناسخ في آخر النسخة، كما سبق. وتحته: "الحمد لله، ثم صار مِلْك الفقير إلى الله

". واسم المالك مطموس.

وكتب أحدهم تحته: "شرعنا في مقابلة هذا الكتاب في أواخر شهر محرم

"، في مكان النقط طمس.

وتحته تملُّك آخر، ونصُّه:"صار مِلْك الفقير إلى الله الحاج رزق بن أحمد البابلي بتاريخ شهر ربيع 1173".

وكُتب تحته: "ثم صار إليَّ عاريةً من الوالد رزق بن أحمد البابلي عافاه الله

". وطُمس اسم الكاتب.

وتحته: "الحمد لله رب العالمين، مَنَّ به ذو المنِّ سبحانه على عبده الفقير إلى رحمته .... لطف الله بهم آمين". وهنا أيضًا سُوِّد اسم الكاتب بالحبر.

وفي وسط صفحة الغلاف كتبت تلك الأبيات الثمانية في مدح الكتاب، التي أُثبتت على نسخة الأصل، وسبق ذكرها فيما مضى.

وهذه النسخة أيضًا تشبه نسخة (ظ)، وفيها أخطاء وتحريفات في مواضع كثيرة، وقد صحح بعضها في هوامش النسخة.

ص: 41