الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
71 -
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ، نا جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ: أَجْدَبَ النَّاسُ سَنَةً ، فَكَانَ الْأَعْرَابُ يَأْتُونَ الْمَدِينَةَ فَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ الرَّجُلَ ، فَيَأْخُذُ بِيَدِ الرَّجُلِ فَيُضِيفُهُ ، وَيُعَشِّيهِ ، فَجَاءَ بِأَعْرَابِيٍّ لَيْلَةً ، وَكَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامٌ يَسِيرٌ ، وَشَيْءٌ مِنْ لَبَنٍ ، فَأَكَلَهُ الْأَعْرَابِيُّ ، وَلَمْ يَدَعْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا ، فَجَاءَ بِهِ لَيْلَةً أَوْ لَيْلَتَيْنِ ، فَجَعَلَ يَأْكُلُهُ ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَا يُبَارَكُ اللَّهُ فِي هَذَا الْأَعْرَابِيِّ يَأْكُلُ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ وَيَدَعُهُ؟ ثُمَّ جَاءَ بِهِ لَيْلَةً فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الطَّعَامِ إِلَّا يَسِيرًا ، وَلَمْ يَشْرَبْ مِنَ اللَّبَنِ إِلَّا يَسِيرًا ، فَقُلْتُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَلِكَ ، قَالَ: وَجَاءَ بِهِ، وَقَدْ أَسْلَمَ ، فَقَالَ: «إِنَّ
الْكَافِرَ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ ، وَالْمُسْلِمَ يَأْكُلُ فِي مِعًى»
72 -
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ حَفْصِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: ظَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا صَائِمًا ، فَلَمَّا أَمْسَى قَالَ:«يَا أَنَسُ أَدْنِ مِنِّي الْعَنْزَ» ، فَأَدْنَاهَا مِنْهُ ، فَجَاءَ أَعْرَابِيٌّ ، فَحَلَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ ، فَشَرِبَهُ ، ثُمَّ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْغَدِ صَائِمًا ، فَلَمَّا أَمْسَى قَالَ:«يَا أَنَسُ أَدْنِ مِنِّي الْعَنْزَ» فَجَاءَ الْأَعْرَابِيُّ ، فَجَلَسَ ، فَقُلْتُ: وَيْحَكَ ظَلَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْسِ صَائِمًا ، فَآثَرَكَ بِاللَّبَنِ ، لَوْ تَأَخَّرْتَ عَنْهُ فَقَالَ: لَا وَاللَّهِ لَا أَفْعَلُ ، فَحَلَبَ
⦗ص: 41⦘
الشَّاةَ ، فَدَفَعَهُ إِلَيْهِ ، فَشَرِبَهُ ، وَأَصْبَحَ يَوْمَ الثَّالِثِ صَائِمًا ، فَلَمَّا أَمْسَى قَالَ:«جِئْنِي بِالْعَنْزِ» ، فَجِئْتُ بِهَا وَجَاءَ الْأَعْرَابِيُّ ، فَلَمَّا جَاءَ بِهَا أَمْسَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْإِنَاءَ بِيَدِهِ ، وَقَالَ:" قُلْ: بِسْمِ اللَّهِ " ، وَسَمَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، فَشَرِبَ الْأَعْرَابِيُّ حَتَّى رَوِيَ ، وَفَضَلَتْ فَضْلَةٌ ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِضْعَ بُرْمَةٍ ، فَأَتَيْتُ بِهَا ، فَشَرِبَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وَقَالَ: «إِنَّهُ إِلَى الْيَوْمِ
يَشْرَبُ فِي مِعَى كَافِرٍ ، فَلَمْ يَكُنْ يَرْوَى ، وَإِنَّهُ الْيَوْمَ يَشْرَبُ فِي مِعَى مُؤْمِنٍ ، فَرَوِيَ»
73 -
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، نا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، نا مُوسَى بْنُ عُبَيْدَةَ، نا عُبَيْدٌ الْأَغَرُّ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ جَهْجَاهُ الْغِفَارِيِّ، أَنَّهُ قَدِمَ فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ يُرِيدُونَ الْإِسْلَامَ ، فَحَضَرُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ ، فَلَمَّا أَنْ سَلَّمَ قَالَ:«يَأْخُذُ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِيَدِ جَلِيسِهِ» ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِي ، وَكُنْتُ عَظِيمًا طَوِيلًا ، لَا يَقْدَمُ عَلَيَّ أَحَدٌ ، فَذَهَبَ بِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَحَلَبَ لِي عَنْزًا ، فَأَتَيْتُ عَلَيْهَا حَتَّى حَلَبَ لِي سَبْعَ أَعْنُزٍ ، فَأَتَيْتُ عَلَيْهَا ، فَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: أَجَاعَ اللَّهُ مَنْ أَجَاعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ اللَّيْلَةَ قَالَ: «مَهْ يَا أُمَّ أَيْمَنَ ، أَكَلَ رِزْقَهُ ، رِزْقُنَا عَلَى اللَّهِ» ، وَأَصْبَحُوا وَغَدَوْا وَاجْتَمَعَ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ، فَجَعَلَ الرَّجُلُ يُخْبِرُ بِمَا أَتَى إِلَيْهِ ، فَقَالَ جَهْجَاهُ: احْتُلِبَتْ لِي سَبْعُ أَعْنُزٍ ، فَأَتَيْتُ عَلَيْهَا ، وَصَنِيعُ بُرْمَةٍ ، فَأَتَيْتُ عَلَيْهَا ، فَصَلَّوْا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ ، فَقَالَ:«لِيَأْخُذْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْكُمْ بِيَدِ جَلِيسِهِ» ، فَلَمْ يَبْقَ فِي الْمَسْجِدِ غَيْرُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَغَيْرِي ، فَذَهَبَ بِي إِلَى مَنْزِلِهِ ، فَحَلَبَ لِي أَعْنُزًا ، فَشَرِبْتُ وَرَوِيتُ ، وَشَبِعْتُ ، فَقَالَتْ أُمُّ أَيْمَنَ: أَلَيْسَ هَذَا ضَيْفَنَا؟ قَالَ: «بَلَى ، إِنَّهُ أَكَلَ فِي مِعَى مُؤْمِنٍ اللَّيْلَةَ ، وَأَكَلَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي مِعَى كَافِرٍ ، الْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ ، وَالْمُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى
⦗ص: 42⦘
وَاحِدٍ»