الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
توجيهات إسلامية
بقلم
فضيلة الشيخ عبد الله بن حميد
رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الدعوة إلى الله طريقة الرسل
ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن. هذا أمر من الله جل شأنه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بالدعوة وهو أمر للأمة وقد أمر الله رسوله بأن يدعو الناس كافة إلى سبيله وبأن تكون الدعوة إليه بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن فرتب الدعوة على حسب مراتب الخلق والدعوة إلى سبيله مستلزمة لبيان السبيل للمدعو إليه وقد بان هذا السبيل بالوحي الإلهي ما وضح قواعد الدين الاعتقادية والعملية فما قام دين من الأديان ولا مذهب من المذاهب ولا ثبت مبدأ من المبادئ إلا بالدعوة إليه ولا تداعت أركان ملة بعد قيامها ولا انتكث فل شريعة بعد إحكامها ولا درست رسوم طريقة بعد ارتفاع أعلامها إلا وسببه ترك الدعوة. فيا أيها العلماء وحماة الدين ما لنا نرى الحق بدت معالمه تتضاءل وآثاره تعفو وتندرس ومذاهب الباطل تموه بالدعوة ويعم انتشارها. إن الإسلام بدأ يضعف منذ اقتنع أهله بالترف والنعيم وأهملوا العناية بالدعوة إليه فوالله لو بقي للعلماء سؤر من الغيرة على دينهم لنفروا خفافا وثقالا للإرشاد والدعوة. فإن الأمة الإسلامية في مبدإ نشأتها قامت بالدعوة إلى دينها مُبينة للأمم سماحته شارحة حكمه موضحة محاسنه فقد أعطيت أمثل التعاليم وهديت إلى صراط مستقيم وبذلك امتد سلطانها واتسعت ممالكها وأخضعت من سواها لأوامر القرآن ونواهيه، ثم ما لبثت أن حرفت فانحرفت وتمزقت بعد ما اجتمعت. حرفت التعاليم الحقة واشتبه عليها الحق بالباطل وتبعت السبل فتفرقت بها عن سبيل الحق. فأصبحت اليوم شيعا متفرقة لما أضاعت الحق والدعوة إليه ضاعت وهانت وصارت غثاء كغثاء السيل فلو أن الأمة الإسلامية تمسكت بدينها وعملت بكتاب ربها واتبعت سنة نبيها لكانت أرقى الأمم وأسعد الناس والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
وظيفة العلماء
لا شك أن العلماء هم ورثة الأنبياء وواجب عليهم من الدعوة والإرشاد وتبصير الأمة ما لا يجب على غيرهم لأنهم خلف لهم في وظيفتهم كما قال تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) فما كان من سنن العلماء أن ينزلوا في بيوتهم ويقتصروا على مساجدهم وتعليم العدد اليسير من تلاميذهم؛ بل يلزمهم أن يتعرضوا للناس ويسعون وراءهم لتذكيرهم ووعظهم وغرس العقيدة الحقة في نفوسهم كما فعل موسى عليه السلام حيث ذهب إلى فرعون يدعوه إلى الله، وكما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي القبائل في منازلهم وقريشا في أنديتها فيدعوهم إلى التوحيد الذي هو مدلول كلمة الإخلاص (لا إله إلا الله) ، وينهاهم عن عبادة ما سواه (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) فعلى هذا جرت سنة الأنبياء والمرسلين والسلف الصالح رضوان الله عليهم بدعوة الناس إلى الخير وإرشادهم إلى طريق الهدى بالجد والاجتهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإن كان محوطا بالأشواك والمكاره غير هيابين ولا وجلين، متدرعين بالصبر واثقين من الله بالأجر، فإن الإمام مالك لما قيل له: أتدخل على السلطان وهو يظلم ويجور؟ فقال: يرحمك الله، فأين يكون الكلام في الحق. وكان أبو الحسن الأشعري يذهب إلى مجالس المعتزلة ويقول إنهم الورياسة فمنهم الوالي والقاضي ولرياستهم لا ينزلون إلي فإذا لم أسر إليهم فكيف يظهر الحق ويعلمون أن لأهل السنة ناصرا للحجة فحق من قال للعلماء قوموا بواجبكم نحو أمتكم دلوهم إلى الخير ومكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، أدوا الأمانة العليمة التي في أعناقكم والتي أخذ الله عليكم الميثاق في بيانها وإرشاد الناس إليها فإن "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا" قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه ما أتى الله عالما علما إلا أخذ عليه الميثاق لا يكتمه وقال أيضا رضي الله عنه ما أخذ الله على الجهال أن يتعلموا حتى أخذ على العلماء أن يعلموا محق من يوجه سهام اللوم نحو العلماء في تخليهم عن تذكير الأمة ودعوتهم إلى الحق حتى قام به الجهلة وتقدم إليه الأدعياء ممن لا يحسنون هداية الناس وإرشادهم وتهذيب أخلاقهم وتثقيف عقولهم بل هؤلاء في حاجة ماسة إلى إصلاح أنفسهم وأحكام دينهم على وفق الكتاب والسنة وتصحيح عقائدهم بالهداة والمرشدين. محق من قال للعلماء أتنم رعاة الأمة والمسئولون عنها في إصلاح أوضاع دينها وتقويم أخلاقها وتهذيب نفوسها وتبصرها بطريق الرشاد فكل راع مسئول عن رعيته.
ومن رعى غنما في أرض مسبعة
…
...
…
...
…
... ونام عنها تولى رعيها الأسد
وحين قصر رجال العلم عن واجبهم وتخلوا عن وظيفتهم ورضوا بالانزواء في بيوتهم تصدى لإرشاد الأمة وتعليم الشبيبة غير الأكفاء من الجهلة وأولي الأهواء ممن فسدت عقيدتهم فكانت النتيجة ما ترى مما يحتاج الى جهود جبارة في ازمنة عقيدتهم فكانت النتيجة ما ترى مما يحتاج إلى جهود جبارة في أزمنة طويلة يتصدى لها جمع كثير من أولي الدين والرأي والغيرة والشجاعة لإعزاز دين الله وإعلاء كلمته وغرس العقيدة الصحيحة لا عزاز دين الله واعلا كلمته وغرس العقيدة الصحيحة في قلوب النشئ بالوسائل المؤثرة والأساليب المقنعة بعد إعداد كامل العدة والحصول على الذخيرة التامة مع مراعاة الرفق واللين وسعة في الصدر ومع صدق في النية وإخلاص في العمل والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.