الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أ - قول موزل: خلف محمد بن عبد الَمْحسن ابنه عيسى. إذن هو عيسى بن محمد بن عبد الَمْحسن بن فايز بن علي وصاحبنا عيسى بن علي بن فايز. فهمَا اثنان بلا ريب، ومن البعيد أن يكون الاسم الثاني اختصاراً للأول، لأنه لبس غير مَالَوْف في اختصار النسابين والَمْؤرخين. وقد نقل العثيمين عن بعض آل علي الَمْقيمين في حائل أن محمداً لَمْ ينجب ذكراً. فهذا دفع لقول موزل بلا ريب.
ب - قول ضاري الرشيد و " هوبير " أن صاحبنا هو عيسى ابن عبيد الله. قال أبو عبد الرحمن: لَمْ نجد علَمْا له أحداث تاريخية بهذا الاسم، ومن الَمْحال أن يكون أمير الجبل عيسى بن عبيد الله فيسميه ابن بشر: عيسى بن علي بن فايز! وقد ذكر العثيمين أنه ذكر في ورقة عند السيد نايف آل علي في حائل أن عبد الله ابن عم لصالح بن عبد الَمْحسن. قال أبو عبد الرحمن: لا ننكر ورود من اسمه عبيد الله أو عيسى في آل علي، وإنمَا ننكر أن يكون عيسى بن عبيد الله هو عيسى بن علي بن فايز الأمير. قال العثيمين: أمَا أُسرة آل علي الَمْوجودين في الَوْقت الحاضر فإنهم من نسل عيسى بن صالح بن عبد الَمْحسن. وكان عيسى هذا طفلاً حين وقعت الأحداث على أبيه، فأخفته أمه حتى استقرت الأمور فيمَا بعد. قال أبو عبد الرحمن: إذن عيسى هذا عصر أهليته للَوْلاية غير عصر عيسى بن علي بن فايز. وبعد عيسى تولى صالح بن عبد الَمْحسن عينه الإمَام تركي عام 1249هـ كمَا مر آنفاً ثم عزله الإمَام فيصل سنة 1250هـ وعين عبد الله بن رشيد. وقد بينت في السفر الثاني من كتابي " ديوان الشعر العامي " قصة قتل صالح وأن عبيد بن علي بن رشيد هو الذي قتله. وفي عام 1253 استولى عيسى بن علي الآنف الذكر على حائل وطرد عبد الله بن رشيد، ثم طرده عبد الله في نفس العام وانتهت بذلك إمَارة علي. ومحمد بن عبد الَمْحسن الذي هو أبرز زعيم من آل علي أورد الدكتور العثيمين نسبه كالتالي: محمد بن عبد الَمْحسن ابن فايز بن محمد بن علي بن علي الكبير. وورد عند ابن بشر: محمد بن عبد الَمْحسن بن فايز ابن علي وتارة محمد بن عبد الَمْحسن بن علي فسياق ابن بشر نحمله على الاختصار.
أمَا الدكتور العثيمين فربمَا اعتمد على وثائق عند آل علي بحائل. وكون محمد هو الأمير بعد والده ليس محل التباس ولكن قال ابن سالَمْ: " أول ملَوْك آل علي عبد الَمْحسن بن علي وبعده ولده صالح بن عبد الَمْحسن وبعده محمد بن علي ". وعلق الَمْارك على ذلك بقوله: وبعد محمد " أي ابن علي " أخو صالح بن علي. فكلَمْه أخو بدون هاء أحدثت لبساً إلا أن الشيخ حمداً نقل هذا النص مرة ثانية فأزال اللبس عندمَا قال: فإن الذي تولى الإمَارة بعد محمد بن علي أخوه صالح بن علي على مَا أفادني الأستاذ فهد الَمْارك. وعلى كل حال فالَمْوضوع يحتاج إلى تفصيل ليس هذا محله. قال أبو عبد الرحمن: محمد بن علي قبل أخيه صالح خلافاً لَمْا زعمه ابن سالَمْ. وبعد محمد بن علي: عيسى بن علي قبل صالح بن علي وهذا مَا فات الَمْارك. وزعم ابن سالَمْ أن لعبد الَمْحسن ذكراً في تاريخ ابن بشر. قال أبو عبد الرحمن: لَمْ يذكره ابن بشر، إنمَا ذكر ابنه محمداً وصالحاً. ولَمْا كانت إفادتي من الجزء الأول من " عشائر العراق " ومن مجلة " لغة العرب " بعد تحريري لَمْادة هذا البحث فقد آثرت إبقاء بحثي على حاله على أن أجعل نصي " عشائر العراق " و " لغة العرب " ملحقين محققين بآخر الكتاب. وفي ختام هذه التوطئة أُقدم خالص شكري لأُستاذ الجيل حمد الجاسر الذي قدم لي رفده وتوجيهه، وأرجو أن يتم نواقص هذا الكتاب بمَا في مخطوطته عن الخيل من أخبار وأشعار آل ضيغم والله الَمْستعان.
وكتبه لكم أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري
الرياض 941402 ه
ـ
ثم أنهى تنقيحه في 3041402 ه
ـ
آل الْجَرْبَاءِ
2 -
نسبهم، وقصة رحيلهم من الجنوب إلى بلاد الَمْحبلين، ثم رحلتهم إلى العراق وسوريا.
نسب آل الجرباء
من الَمْتفق عليه بين النسابين أن آل الجرباء من عَبْدَةَ من شَمَّر. ومنهم قسم دخلَوْا في سنجارة من شمر، ولا يزالَوْن ألان في سوريا بزعامة ميزر الجرباء شيخ الفداغة، ودهام الجرباء شيخ الخرصة. وشمر بطن من ثعل بن عمرو من طيء كمَا قال ابن الكلبي. وهي اليوم من كبريات القبائل العربية. ولَمْا تكلَمْ ابن لَعْبُون عن شمر أَبي القبيلة قال: وقد غلبت هذه النسبة شمر على أَهل جبل طيء من البادية وبعض الحاضرة والظاهر أَنهم كلهم ليسوا من نسله، ولا يبعد أَن ينسب إِليه غير من يجتمع معه في عمود نسبه من سائر طيء وكذلك من خالطهم أَو نازلهم من جار أَو حليف قد ينسب إليهم، مع تطاول الأَزمَان قال أَبو عبد الرحمن: إِذنْ عَبْدَةَ من أَكبر قبائل شمر الطائية حلفاً، وهي من قبيلة جنب الَمْذحجية نسباً. فهم أَبناء عم عبيدة من قحطان. قال شاعر من عبيدة من قحطان:
إِنْ سَلْتَ عَنَّا يَالسُّوَيْطِي قَحَاطِيْن
…
عَوَاصْمٍ واللِّي حذَانَا لفَايِقْ
حنَّا وعَبْدَةَ والضَّياَغمْ بجَدَّيْن
…
لطَّامْة يومْ اللّقا كُلِّ مَايقْ
فأَمَا عن عموم طيء فقد ذكر النسابون أَن قبيلة طيء خرجت من اليمن على إِثر خروج الأَزد منه، ونزلَوْا سَمِيراء وفَيْدَ، في جوار بني أَسد، ثم غلبوا بني أَسد على أَجاءٍ وسَلَمْى فعرفا فيمَا بعد بجبلى طيء. وذكر ابن سعيد أصحاب الرياسة في العرب في عصره بالعراق والشام. ورئاستهم في بني ربيعة بن حارم، من أحفاد فطرة بن طي، فقد ورثوا أرض غسان والشام، ومن أشهر أُسرهم آل عيسى بن مهنا بن فضل بن ربيعة، أثنى عليهم ابن فضل الله العمري كثيراً وكان شيخنا حمد الجاسر أَلفَ عن آل فضل كتاباً في صغره، وحدثني مشافهة أًن عقب آل فضل باقون حتى الآن بالأُردن. وشَمَّرُ بطن من طيء، ولكنها في العصور الَمْتأخرة أَصبحت مجمع البطون الطائية مع أَخلاط أُخرى دخلت فيها بالحلف وقد نسب ابنُ دَخِيْلٍ آل علي وآل رشيد إِلى آل فضل، ولاسند له إلا أَنهم حلَوْا محلهم في الَمْكان والإمَارة، أَمَا كتب الأَنساب فدلت على أَنهم من مذحج. فإن صح أن عَبْدَةَ من شمر - كمَا نقل عن ابن قدامة - فلا ريب أن زعمَاءهم آل ضيغم من جنب من مذحج، وقد دخلَوْا في عَبْدَةَ. وآل ضيغم إلى آخر القرن السابع الهجري، لا يزالَوْن في الجنوب في بلاد مذحج. ويظهر - استئناساً بالأسمَاء - أن آل علي وآل رشيد من ذرية شهوان بن منصور بن ضيغم بن منيف بن جابر بن علي، الذي ذكره ابن رسول في كتابه " طرفة الأصحاب ". ولعل بين جدهم الأدنى عرار بن شهوان وشهوان بن منصور جداً اسمه فارس بن طعان استئناساً بنص ظن آل فارس كمَا سيأتي بيانه. وإنمَا نسبتهم إلى فارس بن طعان لأن آل خليل هم أبناء خليل بن جاسر بن علي بن عطية من آل حعفر، وقد ذكر الشريس أن آل فارس وآل خليل بطن واحد، وابن فارس محمد كان حياً عام 1109هـ. ثم ذكر أن آل صادق من ذرية عبد الله بن محمد بن علي من آل فارس، فإذا كان آل صادق أبناء عم آل علي وكانوا من آل فارس بن طعان فآل علي من ذرية فارس. وكلهم من آل جعفر، وقد ذكر ابن بسام أن آل جعفر من الضياغم. ولهذا كله رجحت أن لآل علي وآل رشيد جداً اسمه فارس ابن طعان إمَا من أحفاد عرار بن شهوان، وإمَا بين عرار بن شهوان، وشهوان بن منصور بن ضيغم. وعلى أي حال، فإقحام فارس بن طعان في نسب آل رشيد استنتاج يظل مجرد احتمَال. وفي نص ابن رسول أن لَمْنيف بن ضيغم بن منيف بن جابر ولداً اسمه راشد وله حفيد اسمه عُمير بن أحمد بن راشد. وفي الكتاب الَمْجهول الَمْؤلف الذي نقل عنه الشيخ حمد الجاسر أخبار الخيل الدُّهْم الشهوانيات في مخطوطته عن الخيل أن شهواناً أبا عرار أخو راشد عم عمير. فيحتمل أن يكون عرار حفيداً لَمْنيف بن ضيغم. ويحتمل أن يكون من ذرية شهوان بن منصور بن ضيغم. وعلى أي حال، فتوارث اسم شهوان وعُمير وراشد يؤكد أن عرار بن شهوان وعمير بن راشد من أحفاد منيف بن ضيغم. وقال ابن مغيرة عن الجربان وعن عموم نسب عَبْدَةَ: وآل السيح بطن من شمر، وهم بطون وأفخاذ، منهم الجربان البطن الثالث من شمر عَبْدَةَ: وهم بنو ضيغم ابن معاوية بن الحارث بن منبه بن يزيد بن حرب بن عُلَةَ ابن جلد بن مذحج أخو طيء. وكان معاوية بن الحارث من جنب والَمْلك في بيت جنب، وهو الذي استجار به مهلهل أخو كليب، وتزوج ابنة مهلهل واسمها عبيدة، وإليها تنسب قبائل من جنب، فولدت له أبا القبيلة ضيغمَا. ومن بني ضيغم عَبْدَةَ هؤلاء وكانت لهم الرئاسة على قبائل شمر من طيء بن علي "؟ ". وكانت رئاسة جبل طيء قديمَا لجديلة بطن من طيء ثم صارت في بني نبهان ثم صارت في الجربان. ثم صارت في عَبْدَةَ في آل جعفر. قال أبو عبد الرحمن في كلام ابن مغيرة: هذا تصحيف وتداخل، وسأضم إليه نصاً لابن رسول لعله يزيل شيئاً من غموض ابن مغيرة. قال شيخنا حمد الجاسر: جاء في كتاب " طرفة الأصحاب في معرفة الأنساب " للسلطان عمر بن يوسف ابن رسول الَمْتوفى سنة 694: نسب آل منيف وهم آل ضيغم وآل رشيد من جنب، وهم الَمْعرفون بالَمْعضة. وهو منيف بن ضيغم بن منيف بن جابر بن علي بن عبد الرب بن ربيع بن سليمَان بن عبد الرحمن بن روح بن مدرك بن عبد الحميد بن مدرك. ويقال: إنهم من بَكيل، إلا أنهم حالفوا عنس من مذحج فسموا جَنْباً وقيل: إنهم من نزار من عَنْزِ بن وايل بن قاسط ابن هنب بن أفصا بن دُعْمِيِّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة ابن نزار بن معد بن عدنان. دخلَوْا في
نسبسب جنبٍ، لأن أُمهم عبيدة بنت مهلهل بن ربيعة التغلبي، من تغلب بن وائل أخي عنز بن وائل، تزوجها روح بن مدرك من بعد معاوية بن عمرو ابن معاوية بن الحارث الجنبي. وإخوتهم من أُمهم آل عايذ، وآل رشيد، وبنو قيس، وآل سفر، وآل الصلت، وأصحابهم، يسمون الأبطن، من ولد هذا معاوية الجنبي فنسبوا إليهم. فآل ضيغم بن منيف وأولاده ثمَانية: منيف وشكر وعيسى وعلي ومنصور وشيبان وعامر وحارث. قال أبو عبد الرحمن: من نص ابن رسول ونص ابن مغيرة يتضح التالي: جنبٍ، لأن أُمهم عبيدة بنت مهلهل بن ربيعة التغلبي، من تغلب بن وائل أخي عنز بن وائل، تزوجها روح بن مدرك من بعد معاوية بن عمرو ابن معاوية بن الحارث الجنبي. وإخوتهم من أُمهم آل عايذ، وآل رشيد، وبنو قيس، وآل سفر، وآل الصلت، وأصحابهم، يسمون الأبطن، من ولد هذا معاوية الجنبي فنسبوا إليهم. فآل ضيغم بن منيف وأولاده ثمَانية: منيف وشكر وعيسى وعلي ومنصور وشيبان وعامر وحارث. قال أبو عبد الرحمن: من نص ابن رسول ونص ابن مغيرة يتضح التالي: 1 - أن عَبْدَةَ لا تنتسب إلى شمر بالرجوع إلى الجد شمر، وإنمَا يجتمعون مع شمر في أدد بن زيد، والد طيء الذي من ذريته بنو شمر، ومَالك الذي من ذريته عَبْدَةَ. وبين أهل النسب خلاف هل " مذحج " لقب لَمْالك بن أدد أم هو اسم لأُم طيء ومَالك.
2 -
أن قبائل عَبْدَةَ من ذرية ضيغم بن معاوية بن الحارث وأُم ضيغم عبيدة بنت مهلهل. إلا أن أبا حزم جعل زوج عبيدة من أحفاد معاوية بن الحارث فقال: ومن بني يزيد بن حرب بن علة ابن جلد بن مَالك " مذحج ": معاوية بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن منبه بن يزيد بن حرب بن علي الذي تزوج بنت مهلهل بن رييعة التغلبي بنجران ومهرها أدمَا فقال في ذلك أبوها
أَنْكَحَهَا فَقْدُهَا اْلأَرَاقِمَ، في
…
جَنْبٍ وَكَانَ الْحِبَاءُ مِنْ أَدَمِ
لَوْ بِأَبَانَيْنِ جَاءَ يَخْطِبُهَا
…
ضُرِّجَ مَا أَنْفُ خَاطِبٍ بِدَمِ