الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يغشى والنهار إذا تجلى، والفجر وليال عشر.
لماذا يقسم الله تعالى بالزمن
؟.
يقسم ربنا بهذه الأوقات حتى نعلم قيمتها وحتى نصونها ونحفظها ولا نعمل فيها إلا خيرًا، فهذا العمر الذي تعيشه أيها العبد هو المزرعة التي تجنى ثمارها في الدار الآخرة، فإن زرعته بخير وعملٍ صالح جنيت السعادة والفلاح وكنت من الذين يُنادى عليهم في الدار الآخرة
((كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ))
…
[الحاقة:24]
، وإن ضيعّته بالغفلات وزرعته بالمعاصي والمخالفات، ندمت يوم لا تنفعك الندامة وتمنيت
الرجوع إلى الدنيا يوم القيامة فيقال لك:
((وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ))
…
[فاطر:37]
أي ألم نجعل لكم عمرًا فطول العمر حجة، ولقد أعذر الله إلى عبد أحياه حتى بلغ ستين أو سبعين سنة.
والمتأمل يجد أن حياتنا محدودةٌ ومعدودةٌ بسنواتٍ وأيام، بل بثوان ولحظات لا نستطيع أن نزيد فيها لحظة واحدة، فعمرنا قصير مقارنة بأعمار الأمم السابقة التي كانت تعمر مئات السنين، كان أحدهم يعيش 100 سنة أو أكثر إلى 1000 سنة، أما هذه الأمة فأعمارها كما قال نبيها صلى الله عليه وسلم: (أَعْمَارُ أُمَّتِي مَا بَيْنَ السِّتِّينَ إِلَى
السَّبْعِينَ، وَأَقَلُّهُمْ مَنْ يَجُوزُ ذلِكَ) حديث حسن رواه الترمذي.
لو عاش المرء 60 سنة، 20 سنة منها نوم "بمعدل 8 ساعات نوما يومياً" 15 سنة "ما قبل البلوغ"، 5 سنوات "أكل ووقت فراغ" = 20 سنة. تبقي من العمر 20 سنة تحتوي علي ساعات العمل بلا شك.
فبكم سنة عبادة خرجنا من دنيانا؟ حتى ولو حسبنا عمرنا كله عباده، 60 سنة، يساوي ثلاث دقائق فقط إذا وزن بيوم القيامة "مائة ألف سنة".
أخي الحبيب:
لو عاش الإنسان ستين وكان يضيع في اليوم ساعة لأتى يوم القيامة وثلاث سنوات ليس فيها حسنة
واحدة وكذلك لو أضاع ساعتين ست سنوات فارغة وربما فيها سيئات نعوذ بالله من الخذلان.
كم في اليوم والليلة لله وكم للدنيا والنفس الحقيقة أنّ الصالح منا سيصلي الخمس الصلوات وذلك في ساعة مثلا ً وساعة أخرى إن قرأ قران أو صلى نوافل أو غير ذلك وبقي 22 ساعة تذهب يوميا بين اتصالات وتنقلات وزيارات ولقاءات وترفيهات وأخبار وعمل وأكل وشرب ونوم وراحة ولهو.
لو عاش الإنسان سبعين عاما ساعتين لله في صلاة جماعة فالصلوات تأخذ ساعة وساعة أخرى لأعمال صالحة أخرى وبقي 22 ساعة وهي تساوي من عمرك الافتراضي 64 سنة، والساعتين أي ما معدله