المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

قال الذهبي: " حدثنا عن ابن رواحة، وابن يعيش، وابن - جامع الورع وقامع البدع

[أبو بكر الدشتي]

الفصل: قال الذهبي: " حدثنا عن ابن رواحة، وابن يعيش، وابن

قال الذهبي: " حدثنا عن ابن رواحة، وابن يعيش، وابن قميرة، والضّياء، وصفيّة القرشية، وعدة. وله مشيخة بانتقاء البرزالي".

وسمع أيضا من القاضي شهاب الدين ابراهيم بن عبد الله بن عبد المنعم بن أبي الدم وسيف الدين أحمد بن المجد عيسى بن الموفق في آخرين.

ومن شيوخه ابن المقير حيث قال هنا: ((وأخبرنا الشيخ الزاهد أبو الحسن علي بن المقير البغدادي بقراءتي عليه بمكة تجاه الكعبة شرفها الله تعالى في ذي الحجة سنة أربع وثلاثين وستمائة

(1)

)).

‌تلامذته:

أخذ عنه الخباز ، والمزي ، وأبو حيان ، والبرزالي ، والعلائي ، والسبكي أكثرنا عنه على عسارة فيه وشكوى فقر، قرر مسمعا بدار الحديث ومؤدبا للأيتام.

قال ابن حجر: "قلت حَدثنَا عَنهُ ابْن أبي الْمجد بِالْإِجَازَةِ وَحده قَرَأت عَلَيْهِ تَارِيخ أَصْبَهَان لأبي نعيم بإجازته مِنْهُ وَأَشْيَاء كَثِيرَة".

ومن تلامذته أيضا شمس الدين الذهبي.

قال الذهبي في " معجم شيوخه الكبير"(1/ 102): "سمعت منه أجزاء".

‌أعماله:

لم أقف على شيء مطبوع للمؤلف رحمه الله، وله:"ترجمة مجد الدين ابن تيمية" توجد منها نسخة خطية بالمكتبة المركزية، بمكة المكرمة، برقم الحفظ: 691/ 14، برقم تسلسلي:69988.

ونسخة أخرى بمكتبه المصغرات الفيلمية بقسم المخطوطات بالجامعة الإسلامية، بالمدينة المنورة، برقم الحفظ: 4575/ 14.

‌وفاته:

مات في عاشر جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وسبعمائة بدمشق وله ثمانون سنة غير أشهر.

(1)

كذا بالأصل، وهو خطأ ظاهر؛ لأن المؤلف ولد في هذه السنة، ولعله قرأ عليه قرب وفاته سنة إحدى، أو اثنتين وأربعين فكان ابن سبع، أو ثمان سنين في هذا الوقت. وسوف يأتي في ترجمة ابن المقير أنه ولد سنة خمس وأربعين وخمس مائة. حدث ببغداد، ثم قدم دمشق في سنة اثنتين وثلاثين، فحدث وأقام بها نحوا من سنتين، ثم حج، وحدث بخيبر، وبالحرم، وجاور، ثم سار إلى مصر، وروى بها الكثير. مات سنة ثلاث وأربعين وست مائة.

ص: 7

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين

قال الشيخ الإمام العالم الحافظ المفتي ناصر الإسلام والسنة أحمد بن محمد بن محمد بن محمود الدشتي جامع الورعين وقامع المبتدعين قال: أن سائلا سألني بعد أن كتب صورة المسائل: ما قول السادة العلماء وفقهم الله تعالى في قوم يجتمعون في مسجد أو غيره ويسمعون الدفوف والشبابات

(1)

والغناء بالألحان المطربة ويتواجدون ويرقصون ويزعمون هذا جائز ومن المندوبات، فأنكر عليهم قوم آخرون، وقالوا: هذا ما ينبغي لكم ولا يحسن بكم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"شر الأمور محدثاتها "

(2)

وأن هذا من المحدثات ومن البدع والضلال وأن المساجد ما بنيت لهذا

(3)

وهذا تضييع الأوقات ولم يكن هذا من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من فعل أصحابه رضوان الله عليهم ولا هو مما يتقرب به أحد إلى الله تعالى ولا طريق أحد من الصالحين فالأولى بالعبد غير ذلك من الحذر والجدّ في التعبد وما أُجمع على استحبابه.

فقالوا لمن أنكر عليهم: قد ورثنا ذلك عن أبائنا الأوّلين ومشايخنا المحققين العادلين وأباحه لنا الإمامين العالمين: مالك بن أنس، ومحمد بن إدريس الشافعي رحمة الله عليهم، ونحن لسادتنا من التابعين وفيما نحن عليه غير مبتدعين.

(1)

والشبابة هي: القصبةُ الَّتِي يزمرُ بها الرَّاعي.

(2)

صحيح - جزء من حديث رواه البخاري في "صحيحه" من حديث عبد الله رضي الله عنه (9/ 92)(7277)، ورواه مسلم في "صحيحه" من حديث جابر رضي الله عنه (2/ 592)(867).

(3)

وهذا أولى بالمنع من إنشاد الضالة فقد روى مسلم في "صحيحه"(1/ 397)(568) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا» .

ص: 8

فلا شك ولا ريب أن القوم بلغهم عن أقوام من أهل البدع والضلال قبلهم أنهم كانوا يفعلون أفعالهم القبيحة الشنعاء فاستمروا على ذلك [ق 1 / ب] واعتقدوا ما اعتقد الآباء ونشأوا على ذلك وكذلك أبناء الأبناء وهلم جرا فهلك الآباء والأبناء ووقعوا في الضلالة والعماء فإذا أنكر عليهم أحد، وقال: أرجعوا عن الضلالة الظلماء إلى ما كان عيه السلف الصالح من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من العلماء فإن العلماء المحققين، والزهاد الصّادقون، والأولياء الكاشفون

(1)

، والفقهاء العارفون كانوا على غير ما أنتم عليه من الطريق العوجاء فإن لم تصدقوا فسألوا أهل العلم الذين هم ورثة الأنبياء.

(1)

الكشف الذي يحصل للمرء أنواع، فمنه النفساني وهو مشترك بين المسلم والكافر، ومنه الرحماني وهو الذي يكون عن طريق الوحي والشرع، ومنه الشيطاني وهو ما يحصل عن طريق الجن. والمؤلف هنا يشير إلى الكشف الرحماني الذي يحدث لأولياء الله تعالى الذين يقيمون الشرع ويعظمونه، والكشف الرحماني مثل كشف أبي بكر لما قال لعائشة رضي الله عنهما إن امرأته حامل بأنثى، وكشف عمر رضي الله عنه لما قال يا سارية الجبل - أي إلزم الجبل - وأضعاف هذا من كشف أولياء الرحمن.

ص: 9

قالوا: إنا وجدنا آبائنا على هذا الفعل وغدا عليه مشايخنا الكبراء فلا نترك ما كانوا عليه ولا نرجع إلى قول العلماء مضاهاة لمن قال ذلك من المشركين السفهاء ممن دعاهم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم إلى يوم الجزاء وإذا أخذ أحدهم من السنة الزهراء إما ببيان حديث، أو بتقليد العلماء قالوا له: أترغب عما كان عليه مشايخنا القدماء مضاهاة لقول أبي جهل وعبد الله بن أمية لأبي طالب حين دعاه النبي عليه السلام إلى دين الأنبياء وخلع ما كان عيه من قبله من الآباء فتمسك بما كان عليه ورغب عما دعاه إليه خاتم الأنبياء مع إقراره أن الحق ما دعاه إليه ومات على ما كان عليه من الضلالة والعماء

(1)

فخسر الدنيا والآخرة، وندم حين لم ينفعه الندم ولا الدعاء حين ذل به القدم إلا أن يكون قبل ما دعاه إليه سيد الأمم وأشرف العرب والعجم صلى الله عليه وسلم وشرف وكرم وكذلك ليندمن [ق 2 /أ] من دعي إلى الحق الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم فترك الانقياد إليه وتمسك بما كان عليه الآباء من القدماء وليعض أنامله على تفريطه فيما مضى.

(1)

يشير إلى ما رواه البخاري في "صحيحه"(5/ 52)(3884)، ومسلم في "صحيحه"(1/ 54)(24) من طريق لزهري، عن ابن المسيب، عن أبيه، أن أبا طالب لما حضرته الوفاة، دخل عليه النبي صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل، فقال:«أي عم، قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله» فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، ترغب عن ملة عبد المطلب، فلم يزالا يكلمانه، حتى قال آخر شيء كلمهم به: على ملة عبد المطلب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:«لأستغفرن لك، ما لم أنه عنه» فنزلت: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: 113]. ونزلت: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: 56].

ص: 10

فنسأل الله رب الأرض والسماء أن يميتنا على الدين المرتضى وأن يصرف عنا سوء القضاء ويستعملنا فيما يحب ويرضى وأن يبصر من كان منا على ضلالة بالهدى ويجنبه طريق الردى، وما ذكرت هذا الكلام إلا لعل معتبر يعتبر فيرجع عما يعتقده ويفعله متابعة منه لأهل الباطل والضلالة؛ لئلا يحشر يوم القيامة معهم ويلحقه من الخزي والندامة مثل ما يلحقهم ثم يتبرؤن منه فما تنفعه متابعتهم.

و ..

(1)

إنما أذكر ما جاء في النهي عن الرقص والسماع بالكتاب والسنة والإجماع ورد استدلالهم في نصر الابتداع، واذكر من أخلاق نبينا المصطفى عليه السلام وما جاء عن الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم أجمعين ومن بعدهم في تبديل أشياء كثيرة من دين الإسلام وفي تغيير ما كانوا يعهدونه في عهد رسول الله عليه السلام والخلفاء الراشدون، وأذكر من أخلاق الصحابة ومن أخلاق من بعدهم من الأولياء والصالحين من العلماء والمشايخ والفقهاء وصفاتهم وكلامهم وسيرهم وآدابهم وحفظ أوقاتهم نصيحة مني إذا كانت نصيحة المؤمن واجبة على المؤمن كما قال النبي عليه السلام:"إنما الدين النصيحة" يكررها ثلاثا

(2)

وأؤدي الأمانة التي أخذها الله تعالى [ق 2 / ب] عز وجل على العلماء بقوله تعالى: {لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ} [آل عمران: 187].

(1)

كلمة من حرفين لم أتبينها، وهي غير مؤثرة في السياق.

(2)

صحيح - أخرجه أبو داود في "سننه"(4/ 286)(4944)، وأحمد في "مسنده"(28/ 141)(16942)، (28/ 145: 148) (16945: 16947) بالتكرير ثلاثا، واصله في صحيح مسلم (1/ 74)(55) بدون تكرير - كلهم - من طريق سهيل، عن عطاء بن يزيد، عن تميم الداري رضي الله عنه مرفوعا به.

ص: 11