الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الْبَاب الْحَادِي عشر فِي
رُؤْيَة الرِّجَال
وَالنِّسَاء وَالصغَار وَالْعَبِيد والخدم)
(رُؤْيَة الرِّجَال)
من رأى رجلا مَعْرُوفا يصنع شَيْئا أَو يتعاطاه النَّاس فَإِنَّهُ هُوَ بِعَيْنِه أَو سميه أَو نَظِيره من النَّاس وَمن رأى شَيخا مَعْرُوفا وَقد جرى بَينهمَا كَلَام فَهُوَ زِيَادَة فِي الْخَيْر وَالْبركَة وَإِذا خالط شَيْبه سَواد تكون أبلغ وَإِن كَانَ الشَّيْخ مَجْهُولا فَإِنَّهُ جده الَّذِي يسْعَى إِلَيْهِ وَقدره فَكلما رأى فِيهِ من حشمة ووقار وَكَلَام يدل على الْخَيْر ويوافق لغَرَض الرَّائِي فَهُوَ أحسن وَإِن لم يبْق من سوَاده شَيْء فَهُوَ أَضْعَف وأهون وَمن رأى شَابًّا أَو كهلا حسن الْوَجْه فَإِنَّهُ بِشَارَة وَحُصُول خير سَوَاء كَانَ مَعْرُوفا أَو مَجْهُولا وَقيل إِذا كَانَ الشَّاب مَجْهُولا وَهُوَ لَيْسَ بِحسن المنظر فَهُوَ عَدو وَمن رأى جمَاعَة مَشَايِخ شباب فَهُوَ رَحْمَة خُصُوصا إِذا جرى مِنْهُم كَلَام الْبر وَإِن رأى أحدا مِنْهُم أعطَاهُ شَيْئا فَهُوَ أَجود خُصُوصا أذا كَانَ صنف ذَلِك الشَّيْء محبوبا وَإِن رأى هُوَ الْمُعْطِي فَهُوَ جيد أَيْضا وَإِن رأى أحدا مِنْهُم وَهُوَ نَاقص فَإِن كَانَ شَيخا فالنقص فِي جده وَإِن كَانَ شَابًّا فالنقص فِي عدوه
(رُؤْيَة النِّسَاء)
وَمن رأى عجوزا فَهِيَ دنيا قد أَدْبَرت وَمن رأى أَنه يزاول عجوزا ويعاطيها فَإِن ذَلِك مداولة الدُّنْيَا ونواله مِنْهَا بِقدر تِلْكَ المواتاة والعجوز
المجهولة أقوى من الْمَعْرُوفَة وَإِن كَانَت ذَات هَيْئَة حَسَنَة كَهَيئَةِ أهل الْإِسْلَام كَانَت دنيا حَلَالا وَإِن كَانَت كَهَيئَةِ أهل النِّفَاق كَانَت دنيا حَرَامًا أَو مَكْرُوها فِي الدّين فَإِن كَانَت كَذَلِك وَهِي شعثاء مقشعرة قبيحة المنظر فَلَا دين وَلَا دنيا وَمن رأى امْرَأَة حَسَنَة وَهُوَ يكلمها أَو يضاحكها أَو يلاعبها أَو دخلت عَلَيْهِ فِي بَيته فَإِنَّهَا سنة مخصبة وَخير وسرور وَإِن كَانَ فَقِيرا يحصل لَهُ مَال ورزق أَو مسجونا فرج الله عَنهُ وَمن رأى امْرَأَة تنازعه وَحصل لَهُ مِنْهَا نفور بَالغ فَإِنَّهُ زَوَال نعْمَة وَمن رأى امْرَأَة فاسقة أَو زَانِيَة فَإِن كَانَ من أهل الصّلاح فَهُوَ خير وَزِيَادَة بركَة وَإِن كَانَ من أهل الْفساد فَهُوَ قلَّة دين وارتكاب محارم وَحُصُول ضَرَر وَمن رأى أَنه زَوجته مَعَ غَيره ذهب مَاله أَو جاهه وَلَا يكون حسنا فِي دينه وَقيل غنى وَدُنْيا وَاسِعَة وَمن رأى أَن امْرَأَته أَهْدَت إِلَيْهِ زَوْجَة غَيرهَا أَو امْرَأَة فَهُوَ يفارقها أَو يخاصمها وَمن رأى أَن زَوجته تحمله فَإِنَّهُ حُصُول غنى وَخير يَأْتِيهِ وَمن رأى أَنه يحمل امْرَأَة حَسَنَة فَإِن كَانَ مَرِيضا أَفَاق أَو مَحْبُوسًا أطلق أَو مهموما فرج الله همه وَمن رأى أَن زَوجته تَدْعُو رجلا فَإِن كَانَت حَامِلا تَأتي بِغُلَام وَإِن لم تكن حَامِلا فَإِنَّهُ حُصُول مَنْفَعَة وَخير وَمن رأى أَن إمرأته صَارَت عجوزا فَلَا خير فِيهِ وَإِن رَآهَا زَادَت حسنا وجمالا فَهُوَ زِيَادَة فِي دينه ودنياه وَمن رأى أَن امْرَأَته مرتكبة لأمر الْفَوَاحِش أَو مَكْرُوه فَإِنَّهَا تكون بضد ذَلِك وَمن رأى أَن امْرَأَته زاهدة عابدة فَإِنَّهُ خير وَلَا بَأْس بِهِ وَمن رأى امْرَأَة مَا رَآهَا قطّ وَهِي شعثة لابد يذهب مِنْهُ شَيْء فَإِن كَانَت حَسَنَة يجد بعد ذَلِك وَقيل من رأى أَنه قبل امْرَأَة ذهب مِنْهُ شَيْء وَإِن وَطئهَا لَا خير فِيهِ وَمن رأى جمَاعَة من النسْوَة بمَكَان وَهن ينظرن إِلَيْهِ أَو وَاحِدَة مِنْهُنَّ تَدعُوهُ فَهُوَ بهتان عَلَيْهِ وَهُوَ مِنْهُ بَرِيء وَرُبمَا يحصل لَهُ غَرَضه فِيمَا بعد وَلَا يتَمَكَّن مِنْهُ عدوه وَمن رأى نسْوَة كثيرات يختصمن فَإِنَّهُ حُدُوث أُمُور عَجِيبَة فِي الدُّنْيَا يحصل بهَا لبَعض النَّاس تشويش وَإِن