الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(الخاتمة فِي ذكر بعض نَوَادِر يستعان بهَا فِي التَّعْبِير)
قَالَ الْفَقِيه مُحَمَّد بن سِيرِين رحمه الله خرجنَا مرّة فِي سفر وَكُنَّا ثَلَاثَة نفر فَنَامَ أَحَدنَا فَرَأَيْنَا ضِيَاء مثل الْمِصْبَاح خرج من أَنفه فانتبه يمسح وَجهه وَقَالَ رَأَيْت فِي هَذَا الْغَار كنزا قَالَ فَدَخَلْنَا فَوَجَدنَا فِيهِ بَقِيَّة من كنز وَقيل جَاءَت إمرأة إِلَى عَابِر فَقَالَت إِنِّي رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَن زَوجي ناولني نرجسا وناول ضرتي آسا فَقَالَ لَهَا يطلقك ويتمسك بهَا أما سَمِعت قَول الشَّاعِر
(لَيْسَ للنرجس عهد إِنَّمَا الْعَهْد للآس
…
)
وَقَالَ رجل لعابر رَأَيْت فِي الْمَنَام أَنِّي بِعْت برا بشعير فَقَالَ أَنْت استبدلت الْقُرْآن بالشعر وَكَانَ ابْن الْفضل رجلا فَاضلا قَالَ رَأَيْت اللَّيْلَة فِي مَنَامِي كَأَنِّي أتيت بِتَمْر وزبد فَأكلت مِنْهُ ثمَّ دخلت الْجنَّة فَقَالَ الْعَبَّاس ابْن الْوَلِيد نعجل لَك التَّمْر والزبد وَالله لَك بِالْجنَّةِ فدعي لَهُ بِتَمْر وزبد ثمَّ جَاءَ الْمُشْركُونَ فَحمل عَلَيْهِم ابْن الْفضل فقاتل حَتَّى قتل وَوجه عمر رضي الله عنه قَاضِيا إِلَى الشَّام فَسَار ثمَّ رَجَعَ من الطَّرِيق فَقَالَ لَهُ مَا ردك قَالَ رَأَيْت كَأَن الشَّمْس وَالْقَمَر يَلْتَقِيَانِ وَكَانَ بعض الْكَوَاكِب مَعَ الشَّمْس وَبَعضهَا مَعَ الْقَمَر فَقَالَ عمر مَعَ أَيهمَا كنت قَالَ مَعَ الْقَمَر قَالَ انْطلق وَلَا تعْمل لي عملا أبدا ثمَّ قَرَأَ {فمحونا آيَة اللَّيْل وَجَعَلنَا آيَة النَّهَار مبصرة} فَلَمَّا كَانَ يَوْم صفّين قتل
الرجل مَعَ أهل الشَّام وَجَاء رجل إِلَى ابْن سِيرِين رحمه الله فَقَالَ لَهُ رَأَيْت كَأَنِّي أشْرب من قلَّة لَهَا رأسان رَأس مالح وَرَأس حُلْو قَالَ لَك امْرَأَة وَأَنت تخْتَلف إِلَى أُخْتهَا فَاتق الله قَالَ أشهد أَنَّك صدقت وَجَاء إِلَيْهِ آخر فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي أشْرب من قلَّة ضيقَة قَالَ تراود امْرَأَة عَن نَفسهَا وَجَاءَت إِلَيْهِ امْرَأَة فَقَالَت إِنِّي رَأَيْت فِي حُجْرَتي لؤلؤتين إِحْدَاهمَا أعظم من الْأُخْرَى فسألتني أُخْتِي إِحْدَى اللُّؤْلُؤَتَيْن فأعطيتها الصُّغْرَى فَقَالَ هَذِه امْرَأَة تعلمت سورتين من الْقُرْآن إِحْدَاهمَا أطول من الْأُخْرَى قَالَت الْمَرْأَة صدقت قد كنت تعلمت الْبَقَرَة وَآل عمرَان فسألتني أُخْتِي تعليمهما فعملتها آل عمرَان وَجَاءَت إِلَيْهِ امْرَأَة أُخْرَى وَهُوَ يتغذي فَقَالَت يَا أَبَا بكر إِنِّي رَأَيْت رُؤْيا فَقَالَ لَهَا تقصين أَو تتركين حَتَّى آكل فَقَالَت أتركك تَأْكُل ثمَّ قَالَ قصي عَليّ فَقَالَت رَأَيْت الْقَمَر دخل فِي الثريا فناداني مُنَاد من خَلْفي قصي عَلَيْهِ فتقلصت يَده من طَعَامه وَقَالَ وَيلك كَيفَ رأيتي فأعادت عَلَيْهِ فَتغير لَونه وَقَامَ وَقد أَخذه بَطْنه فَقَالَت أُخْته مَالك فَقَالَ زعمت هَذِه الْمَرْأَة أَنِّي ميت إِلَى سَبْعَة أَيَّام فَدفن فِي السَّابِع رحمه الله وَسُئِلَ رحمه الله عَن رجل رأى أَن يَده قطعت فَقَالَ هَذَا رجل يعْمل عملا يتَحَوَّل مِنْهُ إِلَى غَيره وجاءه رجل فَقَالَ رَأَيْت كَأَنِّي وطِئت على فَأْرَة فَخرج من استها تَمْرَة فَقَالَ إِن صدقتني صدقتك قَالَ أَلَك امْرَأَة فأصدقه قَالَ نعم قَالَ وَهِي حَامِل قَالَ نعم قَالَ تولد لَك رجلا صَالحا لِأَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم سمى الْفَأْرَة نوميقة وَقَالَ تَمْرَة طيبَة وَمَاء طهُور لما بعث رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وارتدت الْعَرَب خرج الطُّفَيْل بن عَمْرو الدوسي مَعَ الْمُسلمين وَسَار مَعَهم حَتَّى قربوا من طليحة وَسَار حَتَّى
نجد ثمَّ قبَاء مَعَ الْمُسلمين إِلَى الْيَمَامَة فَقَالَ لأَصْحَابه إِنِّي رَأَيْت أَن رَأْسِي حلق وَأَنه خرج من فمي طَائِر وَأَن امْرَأَة لقيتني فأدخلتني فِي فرجهَا وَرَأَيْت ابْني يطلبني طلبا حثيثا ثمَّ رَأَيْته حبس عني قَالُوا خيرا رَأَيْت فَقَالَ أما أَنا فتداولتها أما حلق رَأْسِي فَوَضعه وَأما الطَّائِر الَّذِي خرج من فمي فروحي وَأما الْمَرْأَة الَّتِي أدخلتني فرجهَا فالأرض تكنه لي ثمَّ أُصِيب مِنْهَا وَأما طلب ابْني إيَّايَ ثمَّ حبس عني فَإِنِّي أرَاهُ سيمهد أَن يُصِيبهُ مَا أصابني فَقتل الطُّفَيْل شَهِيدا بِالْيَمَامَةِ وجرح ابْنه جرحا شَدِيدا ثمَّ استل مِنْهَا ثمَّ قتل عَالم اليرموك وَجَاء رجل إِلَى ابْن سِيرِين رحمه الله فَقَالَ إِنِّي رَأَيْت كَأَن طائرا نزل من السَّمَاء فَوَقع على شَجَرَة الياسمين فَجعل يلقط ثمَّ طَار إِلَى السَّمَاء فَتغير وَجه ابْن سِيرِين فَقَالَ موت الْعلمَاء فَمَاتَ فِي ذَلِك الْعَام الْحسن وَمعمر وَغَيرهمَا وأتى رجل آخر إِلَيْهِ فَقَالَ رَأَيْت كَأَن زيد ابْن الْمُهلب تفقد دَارا بَين دَاره وداري قَالَ نكح أمك فَأتى الرجل إِلَى أمه فَأَخْبرهَا فَقَالَت صدقت كنت أتداله ثمَّ صرفت إِلَى أَبِيك وَجَاء رجل إِلَى عَابِر فَقَالَ رَأَيْت كَأَن على فرج امْرَأَتي كلبين يتناهشان فَقَالَ هَذِه امْرَأَة أَرَادَت أَن تحد فَتعذر عَلَيْهَا الموسى فجذته بمقراضين فَأتى منزله فالتمس فرج امْرَأَته فَإِذا أثر وأتى رجل إِلَى عَابِر فَقَالَ إِنِّي خطبت امْرَأَة فرأيتها سَوْدَاء قَصِيرَة فَقَالَ لَهُ إذهب فَتَزَوجهَا فَإِن سوادها مَالهَا وقصرها قلَّة حَيَاتهَا فَتَزَوجهَا فَلم يلبت إِلَّا قَلِيلا حَتَّى مَاتَت وَورث مِنْهَا مَالا كثيرا وَجَاء رجل إِلَى ابْن سِيرِين رحمه الله فَقَالَ رَأَيْت امْرَأَة من بني سلما كَانَ بَين يَديهَا إِنَاء فِيهِ لبن فَلَمَّا رفعته إِلَى فمها لتشربه أعجلها الْبَوْل فَوَضَعته فَقَالَ هَذِه امْرَأَة صَالِحَة تشْتَهي الرِّجَال فزوجوها وَجَاء إِلَيْهِ آخر فَقَالَ يَا أَبَا بكر إِن رجلا رأى كَأَن يفقط بيضًا من رؤوسها فَيَأْخُذ بياضها وَيتْرك صفرها فَقَالَ ابْن سِيرِين قل للرجل بل يَنْتَهِي قَالَ إِنِّي
أبلغه عَنْك قَالَ لَا ثمَّ عَاد إِلَيْهِ مرّة بعد مرّة يَقُول لَهُ ذَلِك ويجيبه مثل جَوَابه الأول ثمَّ قَالَ لَهُ إِن رَأَيْته فاستحلفه إِن هُوَ رَآهَا لحلف فَقَالَ إِن كنت صَادِقا فَأَنت نباش تَأْخُذ أكفان الْمَوْتَى وتترك أَجْسَادهم فَقَالَ وَالله لَا أَعُود أبدا وَجَاء رجل إِلَى عمر بن الْخطاب رضي الله عنه فَقَالَ رَأَيْت فِي الْمَنَام كَأَنِّي أخصبت ثمَّ أجدبت فَقَالَ لَهُ عمر رضي الله عنه تؤمن ثمَّ تكفر ثمَّ تؤمن ثمَّ تكفر ثمَّ تَمُوت كَافِرًا فَقَالَ الرجل لم أر شَيْئا فَقَالَ عمر رضي الله عنه قضي لَك مَا قضي لصَاحب يُوسُف عليه السلام وَجَاء رجل إِلَى ابْن سِيرِين رَحمَه الله تَعَالَى فَقَالَ رَأَيْت فِي النّوم كَأَنِّي أنبش عِظَام النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ أَنْت تحيي سنة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم انْتهى وَهَذَا آخر مَا أوردناه من كتاب تَنْبِيه الأفهام بِتَأْوِيل الأحلام وَالْحَمْد لله أَولا وآخرا بَاطِنا وظاهرا وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه وَسلم تمّ بِحَمْد الله