المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ يا من غره الذنب! إليك مصارع المذنبين - احذر سوء الخاتمة

[أزهري أحمد محمود]

الفصل: ‌ يا من غره الذنب! إليك مصارع المذنبين

وقال الفضيل بن عياض: «يقول الله عز وجل: ابن آدم! إذا كنت تتقلب في نعمتي، وأنت تتقلب في معصيتي؛ فاحذرني لا أصرعك بين معاصيَّ» !

أيها المذنب! فتدارك أمرك .. وبادر إلى التوبة الصادقة .. فإن الأيام والليالي تطوي عمرك وأنت لا تشعر! والعاقل من استعد للقاء ربه تبارك وتعالى .. وتوقى سوء الخواتيم ..

قال ابن رجب: «قال بعض السلف: أصبحتم في أمنية ناس كثير! يعني: أن الموتى كلهم يتمنون حياة ساعة ليتوبوا فيها، ويجتهدون في الطاعة، ولا سبيل لهم إلى ذلك» !

*‌

‌ يا من غره الذنب! إليك مصارع المذنبين

!

أيها المذنب! سوء الخاتمة شر محطة .. وأسوأ منزل! وهذه طرف من خبر أقوام أصروا على الذنوب .. حتى اخترمهم الموت وهم لاهون فختم لهم بسوء الخواتيم!

* عن محمد بن عيينة الفزاري قال: سمعت أبا إسحاق الفزاري يقول لعبد الله بن المبارك: يا أبا عبد الرحمن كان رجل من أصحابنا جمع من العلم أكثر مما جمعت وجمعتُ، فاحتضر، فشهدته، فقيل له: قل لا إله إلا الله. فيقول: لا أستطيع أن أقولها! ثم تكلم، فيتكلم، قال ذلك مرتين، فلم يزل على ذلك حتى مات! قال: فسألت عنه فقيل: كان عاقًا بوالديه، فظننت أن الذي حُرم كلمة الإخلاص لعقوقه بوالديه!

ص: 12

* وقال بكر بن عبد الله المزني: جمع رجل من بني إسرائيل مالاً، فلما أشرف على الموت، قال لبنيه: أروني أصناف أموالي! فأتى بشيء كثير من الخيل والإبل، والرقيق، وغيره، فلما نظر إليه بكى تحسرًا عليه! فرآه ملك الموت وهو يبكي، فقال له: ما يبكيك؟ ! فوالذي خولك ما أنا بخارج من منزلك؛ حتى أفرق بين روحك وبدنك! قال: بالمهلة حتى أفرقه! قال: هيهات! انقطعت عنك المهلة! فهلَاّ كان ذلك قبل حضور أجلك؟ ! فقبض روحه.

* وقال الربيع بن برة: ورأيت بالشام رجلاً يقال له، وهو في الموت: قل لا إله إلا الله. فقال: اشرب واسقه!

* وهم هاشم عن أبي حفص قال: دخلت على رجل بالمصيصة وهو في الموت، فقلت: قل لا إله إلا الله، قال: هيهات! حيل بيني وبينها!

* وقال ابن رجب: «سمع بعض المحتضرين عند احتضاره، يلطم على وجهه ويقول: {يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}، وقال آخر عند احتضاره: سخرت بي الدنيا حتى ذهبت أيامي! وقال آخر عند موته: لا تغرنكم الحياة الدنيا كما غرتني» !

* وسكر بعض المتقدمين ليلة، فعاتبته زوجته على ترك الصلاة، فحلف بطلاقها ثلاثًا لا يصلي ثلاثة أيام، فاشتد عليه فراق زوجته، فاستمر على ترك الصلاة مدة الأيام الثلاثة، فمات فيها على حاله، وهو مُصِرٌّ على الخمر، تارك الصلاة!

ص: 13