المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌اختلاف المفسرين في المراد بالباقيات الصالحات - جزء في تفسير الباقيات الصالحات

[صلاح الدين العلائي]

الفصل: ‌اختلاف المفسرين في المراد بالباقيات الصالحات

‌اخْتِلافُ الْمُفَسِّرِينَ فِي الْمُرَادِ بِالْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ

وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ فِي الْمُرَادِ بِالْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ هُنَا وَفِي سُورَةِ مَرْيَمَ أَيْضًا

(أ) فَقَالَتْ طَائِفَةٌ هِيَ الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ

رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ هُرْمُزَ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا

وَقَالَهُ عَمْرُو بْنُ شُرَحْبِيلَ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ وَأَبُو مَيْسَرَةَ وَكَذَلِكَ قَالَ مَسْرُوقٌ وَابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ

(ب) وَقَالَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ هِيَ قَول سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ

ص: 19

رَوَاهُ جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي عَقِيلٍ زهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحَارِثِ مَوْلَى عُثْمَانَ عَنْ عُثْمَانَ بن عَفَّان رضي الله عنه اللَّهُ عَنْهُ

وَصَحَّ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما مِنْ وُجُوهٍ عِدَّةٍ

رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ وَزَائِدَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

وَهَذَا أَصَحُّ مَا رُوِيَ عَنْهُ مِنَ الأَسَانِيدِ فِيهِ

وَرَوَى حَجَّاجٌ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ مُجَاهِدٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ عَنْ نَافِعِ بْنِ سَرْجِسَ أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما عَنِ الْبَاقِيَاتِ الصَّالِحَاتِ فَقَالَ

لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا حَوْلَ

ص: 20

وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ وَقَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ مِثْلَ ذَلِكَ

وَهَذَا هُوَ قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسَالِمٍ وَمُجَاهِدٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ وَالْحَسَنِ وَقَتَادَةَ وَجُمْهُورِ أَهْلِ التَّفْسِيرِ (ج) وَقَالَ آخَرُونَ هِيَ الْكَلامُ الطَّيِّبُ

وَهُوَ رَاجِعٌ إِلَى الْقَوْلِ الَّذِي قَبْلَهُ لأَنَّ قَوْلَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِنَ الْكَلامِ الطَّيِّبِ لَكِنَّهُ أَعَمُّ مِنْهُ مِنْ جِهَةِ عَدَمِ قَصْرِهِ عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَاتِ بَلْ يَدْخُلُ فِيهِ تِلاوَةُ الْقُرْآنِ وَبَقِيَّةُ الأَذْكَارِ وَهَذَا الْقَوْلُ رُوِيَ أَيْضًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ

(د) وَقَالَتْ طَائِفَةٌ هِيَ الأَعْمَالُ الصَّالِحَةُ كُلُّهَا مِنَ الأَقْوَالِ وَالْأَفْعَال رَوَاهُ ابْن جريج عَن عَطاء الخرساني عَن ابْن عَبَّاس وَرَوَاهُ مُعَاوِيَة ابْن صَالِحٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَات}

ص: 21