الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولهذا خُصَّ في الحديث ذِكْرُ المرأة دون سائر الأعراض الدنيوية، ثمَّ أُتبِع بالدنيا.
(1)
وذكر النوويُّ سؤالًا: وهو كيف ذُكرت المرأةُ مع الدنيا مع أنها داخلةٌ فيها؟ فأجاب: أنَّه لا يلزم دخولها في هذه الصيغة؛ لأنَّ لفظة دنيا نكرة وهي لا تعمُّ في الإثبات، فلا يلزم دخول المرأة فيها. الثاني: أنَّه جاء أنَّ سبب هذا الحديث مهاجر أمِّ قيس. الثالث: أنَّه للتنبيه على زيادة التحذير.
(2)
ثمَّ في رواية: "فمن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله، فهجرتُه إلى الله ورسوله"، المقرَّر عند أهل العربية أنَّ الشرط والجزاء والمبتدأ والخبر يتغايرانِ، وهنا وقعَ الاتحادُ؟ وجوابه: أنَّ التقدير: فمن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله نيَّةً
(3)
وقصدًا، فهجرتُه إلى الله ورسوله حُكْمًا وشرعًا.
(4)
وفائدة التكرار، ولم (19/ و) يقل: فهجرتُه إليهما أدبٌ من النّبيِّ صلى الله عليه وسلم؛ لئلَّا يجمع بين ذِكْر الله ورسوله.
فقد ورد الإنكارُ على الخطيب الذي قال: "من يُطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يَعصهما فقد غوى"، فقال له عليه السلام:"بئس الخطيب أنت".
(5)
وقوله: "ومن كانت هجرتُه إلى دُنيا
" هي بضمِّ الدال على المشهور.
وحكى ابن قتيبة وغيرُه كسرَها، وهي من دنوتُ لدُنُوِّها وسبقها لدار الآخرة.
(6)
وفي حقيقتها قولانِ للمتكلِّمين: أحدها: ما على الأرض من الهواء والجوِّ.
(1)
إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1/ 62).
(2)
شرح النووي على مسلم (13/ 55).
(3)
من هامش الأصل.
(4)
إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1/ 62).
(5)
صحيح مسلم (48/ 870).
(6)
أدب الكاتب، لابن قتيبة (ص 425، 603).