الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فتاوى في فقه الجهاد
والسياسة الشرعية
حرمة الإفساد في الأرض
فتوى سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله حول حادث التفجير في مكة المكرمة عام 1409هـ: قال سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى-:
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقد استنكر العالم الإسلامي ما حدث في مكة المكرمة من تفجير مساء الاثنين 7 / 12 / 1409 هـ واعتبروه جريمة عظيمة ومنكرا شنيعا، لما فيه من ترويع لحجاج بيت الله الحرام، وزعزعة للأمن، وانتهاك لحرمة البلد الحرام، وظلم لعباد الله، وقد حرم الله- سبحانه- البلد الحرام إلى يوم القيامة، كما حرم دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم إلي يوم القيامة، وجعل انتهاك هذه الحرمات من أعظم الجرائم، وأكبر الذنوب، وتوعد من هَمَّ بشيء من ذلك في البلد الحرام بأن
يذيقهِ العذاب الأليم، كما قال- سبحانه-:{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج: 25]
فإذا كان من أراد الإلحاد في الحرم متوعدا بالعذاب الأليم- وإن لم يفعل- فكيف بحال من فعل، فإن جريمته تكون أعظم، ويكون أحق بالعذاب الأليم.
وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم أمته من الظلم في أحاديث كثيرة، ومن ذلك ما بينه للأمة في حجة الوداع حين قال- عليه الصلاة والسلام:«ألا إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا، ألا هل بلغت؟ فقال الصحابة: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فجعل يرفع إصبعه إلى السماء وينكبها إلى الأرض ويقول: اللهم اشهد. . اللهم اشهد»