المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[أولا إن هذا التفجير عمل إجرامي بإجماع المسلمين] - حرمة الإفساد في الأرض

[عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ]

الفصل: ‌[أولا إن هذا التفجير عمل إجرامي بإجماع المسلمين]

المسلمين من كل سوء ومكروه، وأن يوفق ولاة أمرنا وجميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح العباد والبلاد إنه خير مسؤول، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

مجلس هيئة كبار العلماء

[قرار هيئة كبار العلماء حول حادث التجير في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية]

عام 1417 هـ

[أولا إن هذا التفجير عمل إجرامي بإجماع المسلمين]

وجاء في قرار هيئة كبار العلماء حول حادث التفجير في مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية عام 1417 هـ: الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد وآله وصحبه. . وبعد:

فإن مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية في جلسته الاستثنائية العاشرة المنعقدة في مدينة الطائف يوم السبت 13 / 2 / 1417 هـ، استعرض حادث التفجير الواقع في مدينة الخُبر بالمنطقة الشرقية يوم الثلاثاء 9 / 2 / 1417 هـ، وما حصل بسبب ذلك من قتل وتدمير وترويع وإصابات لكثير من المسلمين وغيرهم، وإن

ص: 11

المجلس بعد النظر والدراسة والتأمل قرر بالإجماع ما يلي:

أولا: إن هذا التفجير عمل إجرامي بإجماع المسلمين:

وذلك للأسباب الآتية:

1 -

في هذا التفجير هتك لحرمات الإسلام المعلومة بالضرورة: هتك لحرمة الأنفس المعصومة، وهتك لحرمة الأموال وهتك لحرمات الأمن والاستقرار وحيات الناس الآمنين المطمئنين في مساكنهم ومعايشهم وغدوهم وروحهم وهتك للمصالح العامة التي لا غنى للناس في حياتهم عنها، وما أبشع وأعظم جريمة من تجرأ على حرمات الله وظلم عباده وأخاف المسلمين والمقيمين بينهم، فويل له ثم ويل له من عذاب الله ونقمته ومن دعوة تحيط به، نسأل الله أن يكشف ستره، وأن يفضح أمره.

أن النفس المعصومة في حكم شريعة الإسلام، هي كل مسلم، وكل من بينه

ص: 12

وبين المسلمين أمان كما قال الله -تعالى-: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93] وقال سبحانه في حق الذمي الذي له ذمة في حكم قتل الخطأ: {وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ} [النساء: 92] فإذا كان الذمي الذي له أمان إذا قتل خطأ فيه الدية والكفارة، فكيف إذا قتل عمدا؟ فإن الجريمة تكون أعظم والإثم يكون أكبر، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة» فلا يجوز التعرض لمستأمن بأذى فضلا عن قتله في مثل هذه الجريمة الكبيرة النكراء، وهذا وعيد شديد لمن قتل

ص: 13