المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[فتوى سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله حول حادث التفجير] - حرمة الإفساد في الأرض

[عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ]

الفصل: ‌[فتوى سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله حول حادث التفجير]

وهذا الإجرام الشنيع بإيجاد متفجرات قرب بيت الله الحرام من أعظم الجرائم والكبائر، ولا يقدم عليه من يؤمن بالله واليوم الآخر، وإنما يفعله حاقد على الإسلام وأهله، وعلى حجاج بيت الله الحرام. فما أعظم خسارته، وما أكبر جريمته. .!

فنسأل الله أن يرد كيده في نحره، وأن يفضحه بين خلقه، وأن يوفق حكومة خادم الحرمين لمعرفته وإقامة حد الله عليه، إنه- سبحانه- ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وآله وصحبه.

عبد العزيز بن عبد الله بن باز

[مجموع فتاوى ومقالات متنوعة 5 / 248، 249] .

[فتوى سماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله حول حادث التفجير]

في حي العليا بالرياض عام 1416 هـ

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله -حول حادث التفجير في حي العليا بالرياض: لا شك أن هذا الحادث أثيم، ومنكر عظيم

ص: 4

يترتب عليه فساد عظيم وشرور كثيرة وظلم كبير، ولا شك أن هذا الحادث إِنما يقوم به من لا يؤمن بالله واليوم الآخر، لا تجد من يؤمن بالله واليوم الآخر إيمانا صحيحا يعمل هذا العمل الإجرامي الخبيث الذي حصل به الضرر العظيم والفساد الكبير، إنما يفعل هذا الحادث وأشباهه نفوس خبيثة مملوءة من الحقد والحسد والشر والفساد وعدم الإيمان بالله ورسوله.

نسأل الله العافية والسلامة، ونسأل الله أن يعين ولاة الأمور على ما فيه العثور على هؤلاء والانتقام منهم، لأن جريمتهم عظيمة وفسادهم كبير، ولا حول ولا قوة إلا بالله، كيف يُقدم مؤمن أو مسلم على جريمة عظيمة يترتب عليها ظلم كثير، وفساد عظيم، وإزهاق نفوس، وجراحة آخرين بغير حق، كل هذا من الفساد العظيم وجريمة عظيمة، فنسأل الله أن يعثرهم، ويسلط عليهم ويمكن منهم، ونسأل الله أن يخيبهم ويخيب أنصارهم، ونسأل الله أن يوفق

ص: 5

ولاة الأمر للعثور عليهم، والانتقام منهم ومجازاتهم على هذا الحدث الخبيث، وهذا الإجرام العظيم.

وإني أوصي وأحرّض كل من يعلم خبرا عن هؤلاء أن يبلغ الجهات المختصة، على كل من علم عن أحوالهم، وعلم عنهم أن يبلغ عنهم؛ لأن هذا من باب التعاون على دفع الإثم والعدوان، وعلى سلامة الناس من الشر والإثم والعدوان، وعلى تمكين العدالة من مجازاة هؤلاء الظالمين الذين قالِ الله - سِبحانه- فِيهم وِأشِبِاههِم:{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33]

إذا كان من تعرض للناس بأخذ خمسة ريالات أو عشرة ريالات أو مائهّ ريال مفسداً في

ص: 6

الأرض، فكيف من يتعرض بسفك الدماء، وإهلاك الحرث والنسل وظلم الناس، فهذه جريمة عظيمة وفساد كبير.

التعرض للناس بأخذ أموالهم أو في الطرقات أو في الأسواق جريمة ومنكر عظيم، لأن مثل هذا التفجير ترتب عليه إزهاق نفوس وقتل نفوس وفساد في الأرض وجراحة للآمنين، وتخريب بيوت ودور وسيارات وغير ذلك، فلا شك أن هذا من أعظم الجرائم، ومن أعظم الفساد في الأرض، وأصحابه أحق بالجزاء بالقتل والتقطيع بما فعلوا من جريمة عظيمة.

نسأل الله- تعالى- أن يخيب مسعاهم وأن يعثرهم، وأن يسلط عليهم وعلى أمثالهم، وأن يكفينا شرهم وشر أمثالهم وأن يسلط عليهم وأن يجعل تدبيرهم تدميرا لهم وتدميرا لأمثالهم، إنه- جل وعلا - جواد كريم، ونسأل الله أن يوفق

ص: 7