الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عظيمة»، قالوا:«حتى إن كنا لَنَتَبَاشَرُ بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه، مع امتلاء القلوب غيظًا عليهم بما قالوا فيه» . (الصارم المسلول على شاتم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ص116 - 117).
يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّدٌ:
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ سدد خطاكم قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا تَعْجَبُونَ كَيْفَ يَصْرِفُ اللهُ عَنِّي شَتْمَ قُرَيْشٍ وَلَعْنَهُمْ؛ يَشْتِمُونَ مُذَمَّمًا وَيَلْعَنُونَ مُذَمَّمًا وَأَنَا مُحَمَّدٌ» . (رواه البخاري).
كَانَ الْكُفَّارُ مِنْ قُرَيْشٍ مِنْ شِدَّةِ كَرَاهَتِهِمْ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم لَا يُسَمُّونَهُ بِاسْمِهِ الدَّالِّ عَلَى الْمَدْحِ فَيَعْدِلُونَ إِلَى ضِدِّهِ فَيَقُولُونَ: «مُذَمَّمٌ» ، وَإِذَا ذَكَرُوهُ بِسُوءٍ قَالُوا:«فَعَلَ اللهُ بِمُذَمَّمٍ» ، وَمُذَمَّمٌ لَيْسَ هُوَ اسْمُهُ، وَلَا يُعْرَفُ بِهِ؛ فَكَانَ الَّذِي يَقَعُ مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ مَصْرُوفًا إِلَى غَيْرِهِ.
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: «لما نَزَلَتْ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ} (المسد: 1) أقبلت العوراء أمُّ جميل بنت حرب ولها وَلْوَلَة وفي يدها فِهْر وهي تقول: «مُذّممًا أبَيْنَا، ودِينَهُ قَلَيْنَا، وأمْرَه عصَيْنَا» ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم جالس في المسجد ومعه أبو بكر فلما رآها أبو بكر قال:«يا رسولَ الله، قد أقبلَتْ، وأنا أخافُ أن تَرَاكَ» .
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنَّهَا لَنْ تَرَانِي» ، وقرأ قرآنًا فاعتصم به كما قال، وقرأ:{وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} (الإسراء: 45). فوقفَتْ على أبي بكر ولم تَرَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: «يا أبا بكر إني أخْبِرْتُ أن صاحبَك هَجَاني» ، فقال:«لا، ورَبّ هذا البيت، ما هجاكِ» ، فوَلَّتْ وهي تقول:«قد علمَتْ قريش أني بِنتُ سيدِها» . (رواه الحاكم في المستدرك، وصححه، ووافقه الذهبي).