المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مشايخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - حياة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وآثاره العلمية (مطبوع ضمن بحوث ندوة دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الجزء الأول)

[إسماعيل الأنصاري]

الفصل: ‌مشايخ الإمام محمد بن عبد الوهاب

العلم في ذرية الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب.. نسأل الله أن يستمر ذلك فيهم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وما ذلك على الله بعزيز.

ص: 121

‌مشايخ الإمام محمد بن عبد الوهاب

تلقى الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله العلم عن مشايخ كثيرين كما نص عليه غير واحد من أئمة العلم.

قال العلامة الشيخ حسين بن غنام في الفصل الثاني من "روضة الأفكار والأفهام"1. "وأخذ-أي: الشيخ محمد بن عبد الوهاب - في القراءة على والده في الفقه على مذهب الإمام أحمد، فسلك فيه الطريق الأحمدي، ورزق مع الحفظ سرعة الكتابة، فكان يحير أصحابه بحيث أنه يخط بالخط الفصيح في المجلس الواحد كراسا من غير سآمة ولا تعب ولا التباس. ثم بعد ذلك رحل في العلم وسار وجد في الطلب إلى ما يليه من الأمصار وما يحاذيه من الأقطار، فزاحم فيه العلماء الكبار، وأشرق طالعه واستنار، وثار لهلاله أقمار، فوطئ الحجاز والبصرة لذلك مرارا، وأتى الأحساء لتلك الأوطار، وأخذ العلم عن جماعة، منهم: الشيخ عبد الله بن إبراهيم النجدي ثم المدني

إلى أن قال: "وقد سمع - أي: الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله الحديث والفقه عن جماعة بالبصرة كثيرة، وقرأ بها النحو وأتقن تحريره، وكتب الكثير من اللغة والحديث في تلك الإقامة، وحث على طريق الهدى والاستقامة، وكان أكثر لبثه لأخذ العلم بالبصرة ومقامه" ا. هـ.

وإلى ما ذكره ابن غنام هنا يشير العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب بقوله في "مصباح الظلام" صـ8: "وقد عرف طلب الشيخ للعلم ورحلته في تحصيله، كما ذكره صاحب التاريخ الشيخ حسين بن غنام الأحسائي"2.

1 ج1 ص26 ط مطبعة مصطفي البابى الحلبي وأولاده بمصر.

2 ج1 ص27.

ص: 121

وقال الشيخ عبد اللطيف في "مصباح الظلام"1. "وقد اجتمع - أي: الإمام محمد بن عبد الوهاب - بأشياخ الحرمين في وقته ومحدثيهما، وأجازه بعضهم، ورحل إلى البصرة، وسمع وناظر، وإلى الأحساء وهي إذ ذاك آهلة بالعلماء، فسمع من أشياخها وباحث في أصول الدين ومقالات الناس في الإيمان وغيره، وسمع عن والده وعن فقهاء نجد في وقته، واشتهر عندهم بالعلم والذكاء، وعرف به على صغر سنه". وقال في موضع آخر من هذا المصدر "مصباح الظلام"2: اشتهرت رحلة شيخنا رحمه الله وسماعه للعلوم، واجتماعه بأعيان وقته، وقد أخذ الفقه عن أبيه عن جده سليمان بن علي - مفتي الديار النجدية في وقته - وسنده المتصل بأئمة المذهب إلى الإمام أحمد معروف مقرر عندهم، وسمع الحديث من أشياخ الحرمين في وقته، وأجازه الكثير منهم، ومن أعلامهم محدث الحرمين الشيخ محمد حياة السندي، وكان له أكبر الأثر في توجيهه إلى إخلاص توحيد عبادة الله والتخلص من رق التقليد الأعمى، والاشتغال بالكتاب والسنة. ورحل إلى البصرة وسمع من أشياخها، ورحل إلى الأحساء ; وهي إذ ذاك آهلة بالعلماء، فسمع منهم وأخذ عنهم وعرف قدرة أهل العلم والنهى" ا. هـ.

وقال العلامة الشيخ عبد اللطيف - أيضا - في ذلك في ترجمته للإمام محمد بن عبد الوهاب بعد أن ذكر قراءته الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل على والده قال3 - "ثم بعد ذلك رحل - أي: الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب - يطلب العلم، وذاق حلاوة التحصيل والفهم، وزاحم العلماء الكبار، ورحل إلى البصرة والحجاز مرارا، واجتمع بمن فيها من العلماء والمشايخ الأخيار، وأتى الأحساء وهي إذ ذاك آهلة بالمشايخ والعلماء، فسمع وناظر، وبحث واستفاد، وساعدته الأقدار الربانية والتوفيق والإمداد.

وروي عن جماعة منهم: الشيخ عبد الله بن إبراهيم النجدي ثم المدني، وأجازه من طريقين، وأول ما سمع منه الحديث المسلسل بالأولوية " قال الشيخ عبد اللطيف:

1 ص9.

2 مصباح الظلام ص139،140.

3 في ترجمة الشيخ عبد اللطيف للإمام محمد بن عبد الوهاب. وهي في مجموعة الرسائل والمسائل النجدية ص 380.

ص: 122

وطالت إقامة الشيخ ورحلته بالبصرة، وقرأ بها كثيرا من كتب الحديث والفقه والعربية، وكتب من الحديث والفقه واللغة ما شاء الله في تلك الأوقات" ا. هـ.

وقال ابن بدران في "المدخل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل""أجاز - أي: الإمام محمد بن عبد الوهاب - محدثو العصر بكتب الحديث وغيرها على اصطلاح أهل الحديث من المتأخرين" ا. هـ.

هذا بعض ما ذكر أهل العلم في عناية الإمام محمد بن عبد الوهاب بالعلم وكثرة مشايخه فيه. وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر من مشايخه من يلي:

1 -

والده الشيخ عبد الوهاب - مفتي نجد - أخذ عنه الفقه بعد أن حفظ القرآن عن ظهر غيب، قال حفيده العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب:"أخذ - أي: محمد بن عبد الوهاب - الفقه عن أبيه عن جده سليمان بن علي - مفتي الديار النجدية في وقته - وسنده المتصل بأئمة المذهب إلى الإمام أحمد معروف مقرر عندهم"1.

2-

الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي المدني، ذكر صاحب "التوضيح عن توحيد الخلاق" أنه قرأ عليه وأجازه بكل ما حواه ثبت الشيخ عبد الباقي أبي المواهب الحنبلي قراءة وتعليما من صحيح البخاري بسنده إلى مؤلفه، وصحيح مسلم بسنده إلى مؤلفه، وشروح كل منهما، وسنن الترمذي بسنده، وسنن أبي داود بسنده، وسنن ابن ماجة بسنده، وسنن النسائي الكبرى بسنده، وسنن الدارمي ومؤلفاته بالسند، وسلسلة العربية بسندها عن أبي الأسود عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكتب النووي كلها، وألفية العراقي، والترغيب والترهيب للمنذري، والخلاصة لابن مالك، وسيرة ابن هشام وسائر كتبه، ومؤلفات ابن حجر العسقلاني، وكتب القاضي عياض، وكتب القراءات، وكتاب الغنية لعبد القادر الجيلي، وكتاب القاموس بالسند إلى مؤلفه، ومسند الإمام الشافعي، وموطأ مالك، ومسند الإمام الأعظم، ومسند الإمام أحمد، ومسند أبي داود - أي: الطيالسي - ومعاجم الطبراني، وكتب السيوطي، وفقه الحنابلة وسلسلته وأصولهم".

1 مصباح الظلام في الرد على من كذب على الشيخ الإمام ونسبته إلى تكفير أهل الإيمان والإسلام ص139.

ص: 123

وما تلقاه الإمام محمد بن عبد الوهاب عن الشيخ عبد الله بن ابراهيم بن سيف النجدي بالحديث المسلسل بالأولية والحديث المسلسل بالحنابلة. قال ابن غنام في روضة الأفكار والأفهام جـ 1 صـ 26 في بيان روايته عنه الحديث الأول "نقلت من خطه - أي الشيخ محمد بن عبد الوهاب - ما نصه: "حدثني الشيخ عبد الله بن إبراهيم بمنزله بظاهر المدينة المنورة - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام - عن شيخ الإسلام ومفتي الشام أبي المواهب الحنبلي إجازة قال: أخبرنا والدي تقي الدين عبد الباقي الحنبلي، وهو أول حديث سمعته منه قال: أخبرنا به المعمر الشيخ عبد الرحمن البهوتي الحنبلي، وهو أول حديث سمعته قال: أخبرنا به شيخنا جمال الدين يوسف الأنصاري الخزرجي، وهو أول حديث سمعته منه قال: أخبرنا به والدي شيخ الإسلام زكريا الأنصاري، وهو أول حديث سمعته منه قال: أخبرنا به شيخ الإسلام أبو الفضل أحمد بن حجر العسقلاني، وهو أول حديث سمعته منه قال: أخبرنا الصلاح محمد بن محمد الحكري الصوفي الخازن، وهو أول حديث سمعته منه قال: أخبرنا الحافظ زين الدين عبد الرحيم العراقي، وهو أول حديث سمعته منه قال: أخبرنا به الصدر أبو الفتح

وهو أول حديث سمعته منه قال: أخبرنا به الحافظ أبو الفرج عبد اللطيف بن عبد المنعم الحراني، وهو أول حديث سمعته منه قال: أخبرنا به الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، وهو أول حديث سمعته منه قال: أخبرنا به الحافظ إسماعيل بن أبي صالح النيسابوري، وهو أول حديث سمعته منه قال: أخبرنا به والدي أبو صالح المؤذن، وهو أول حديث سمعته منه قال: أخبرنا به أبو طاهر محمد بن محمد1 الزيادي، وهو أول حديث سمعته منه قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن بلال البزاز، وهو أول حديث سمعته منه قال: أخبرنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري، وهو أول حديث سمعته منه قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، وهو أول حديث سمعته منه عن عمرو بن دينار، عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو بن العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" 2 تفرد به سفيان ولا يصح سنده عمن هو فوق سفيان3 ا. هـ.

1 ابن محمش بفتح الميم وسكون المهملة وكسر الميم الثانية آخره شين معجمة.

2 الترمذي: البر والصلة (1924)، وأبو داود: الأدب (4941) .

3 روضة الأفكار والأفهام ج1 ص26،27، وقد صححنا من الأثبات ما يحتاج إلى التصحيح.

ص: 124

وإلى ما أوضحه ابن غنام أشار الشيخ العلامة عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب بقوله في ترجمة الإمام محمد بن عبد الوهاب "روى عن جماعة منهم: الشيخ عبد الله بن إبراهيم النجدي ثم المدني وأجازه من طريقين. وأول ما سمع منه الحديث المسلسل بالأولية كتب السماع بالسند المتصل إلى عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم1 من في السماء".

وأما الحديث المسلسل فيقول ابن غنام في روضة الأفكار والأفهام جـ 1 صـ 27 "قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: حدثني الشيخ عبد الله بن إبراهيم الحنبلي بمنزله بظاهر المدينة المنورة عن شيخ الإسلام ومفتي الشام أبي المواهب بن تقي الدين عبد الباقي الحنبلي إجازة عن والده تقي الدين المذكور قال: أخبرنا الشيخ عبد الرحمن البهوتي الحنبلي قال: أخبرنا الشيخ تقي الدين بن النجار الفتوحي الحنبلي صاحب "منتهى الإرادات" أخبرنا والدي شهاب الدين أحمد - قاضي القضاة الحنبلي - قال: أخبرنا به بدر الدين الصفدي القاهري والحنبلي قال: أخبرنا عز الدين أبو البركات الحنبلي قال: أخبرنا أبو علي حنبل بن عبد الله الرصافي الحنبلي قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله الحنبلي قال: أخبرنا أبو الحسن بن علي الحنبلي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر الحنبلي قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن الإمام أحمد الحنبلي قال: حدثني أبي أحمد بن محمد بن حنبل إمام كل حنبلي عن ابن أبي عدي عن حميد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبده خيرا استعمله، قالوا: كيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته" 2 هذا حديث عظيم قد وقع ثلاثيا للإمام

1 قال العلامة المحدث الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله الحنبلي الدمشقي ثم الحلبي المتوفي سنة 1192هـ في "منار الإسعاد" ص301 الرواية في "يرحمكم" بالرفع، كما نبه عليه شيخ مشايخنا الشيخ عبد الباقي رحمه الله في الكواكب السائرة له، فقد ذكر في ترجمة شيخه العلامة أبي الثناء محمد البيلوني الحلبي أنه لما أسمعه هذا الحديث المذكور أملاه عليه برفع "يرحمكم" على أنه جملة دعائية، وقال له: هكذا أملاه علينا شيخنا البرهان بن العماد الحلبي، وأفاد أن الرواية في "يرحمكم" بالرفع؛ لكونها جملة دعائية وليست بالجزم على إنها جواب الأمر. انتهى. ولا يمتنع الجزم عربية" ا. هـ.

2 الترمذي: القدر (2142) ، وأحمد (3/106 ،3/120) .

ص: 125

أحمد1 " وإلى هذا المسلسل بفقهاء الحنابلة أشار العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن عبد الوهاب بقوله في ترجمة جده الإمام "سمع منه - أي: من عبد الله بن إبراهيم النجدي - مسلسل الحنابلة بسنده إلى أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله بعبده خيرا استعمله، قالوا: كيف يستعمله؟ قال: يوفقه لعمل صالح قبل موته" 2 وهذا الحديث من ثلاثيات أحمد" ا. هـ.

هذا - وهناك طريقان آخران أجاز بهما الشيخ عبد الله بن إبراهيم النجدي شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب كما ذكره ابن غنام في "روضة الأفكار والأفهام" وأوضحه صاحب التوضيح، إحداهما - عن ابن نصر الله عن الشيخ محمد البلباني عن الشيخ أحمد بن علي الوفائي المصلحي عن الشيخ موسى الحجاوي عن القاضي برهان الدين بن مفلح عن والده نجم الدين بن مفلح عن والده القاضي صاحب الفروع عن جده عبد الله بن مفلح عن الشيخ تقي الدين أحمد ابن تيمية عن شمس الدين أبي عمر عن عمه موفق الدين بن قدامة عن الشيخ عبد القادر عن القاضي أبي يعلى المرداوي عن ابن حامد عن أبي بكر الخلال عن أبي بكر المرُّوذي عن الإمام أحمد بن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم.

2-

عن عبد القادر التغلبي عن عبد الباقي أبي المواهب المحدث عن الشيخ أحمد الوفائي عن موسى الحجاوي عن أحمد الشوبكي عن العسكري عن عبد الرحمن بن رجب3 عن ابن القيم عن تقي الدين أحمد ابن تيمية عن شمس الدين نجل أبي عمر عن عمه موفق الدين عن الشيخ عبد القادر الجيلاني عن أبي الوفاء بن عقيل عن

1 روضة الأفكار والأفهام ج1 ص27.

2 الترمذي: القدر (2142) ، وأحمد (3/106 ،3/120) .

3 كذا في "التوضيح" ووقع في كتاب "علماء نجد خلال ستة قرون" لفضيلة الشيخ البسام ج3 ص844 ما نصه "عن أحمد العكسري عن علي بن سليمان المرداوي عن ابن خندس عن ابن اللحام عن الحافظ بن رجب" ا. هـ وهذا هو الصواب الموافق لما ورد في إجازة الشيخ عبد الستار بن عبد الوهاب الدهلوي المكي للعلامة الشيخ عبد الله بن سليمان بن بليهد المسطورة في مقدمة كتاب "الأحكام السلطانية" للإمام أبي يعلى.

ص: 126

القاضي أبي يعلى عن ابن حامد عن أبي بكر الخلال عن أبي بكر المرُّوذي1 عن الأثرم عن الإمام أحمد عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم" اهـ.

3-

من مشايخ الإمام محمد بن عبد الوهاب الإمام المحدث محمد حياة السندي2 ذكر ذلك غير واحد منهم حفيده وتلميذه العلامة الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب، والشيخ عثمان بن بشر. قال الشيخ عبد الرحمن في الرسالة التي أجاب بها من سأله عمن روى عنهم من المشايخ بعد أن ذكر ما تلقاه عن جده محمد بن عبد الوهاب "سنده - أي: محمد بن عبد الوهاب رحمه الله معروف، تلقاه عن عدة من علماء المدينة وغيرهم رواية خاصة وعامة منهم: محمد حياة السندي، والشيخ عبد الله بن إبراهيم الفَرَضي الحنبلي" وقال الشيخ عثمان بن بشر في "عنوان المجد في تاريخ نجد" صـ 36 في ترجمة محمد حياة السندي "أخذ العلم عن جماعة منهم: الشيخ عبد الله بن سالم البصري، صاحب الإمداد في علوم الإسناد، وأخذ عنه جماعة أجلهم شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - قدس الله روحه- والشيخ علاء الدين السوري وغيرهما" اهـ

وقد بين العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن في "مصباح الظلام" ما للشيخ محمد حياة السندي من أكبر الأثر على الإمام محمد بن عبد الوهاب حيث قال صـ 39 "كان له- أي الشيخ محمد حياة السندي - أكبر الأثر في توجيهه - أي: الشيخ محمد بن عبد الوهاب - إلى إخلاص توحيد عبادة الله، والتخلص من رق التقليد الأعمى والاشتغال بالكتاب والسنة" ا. هـ.

1 كذا في التوضيح، وفي بعض الأثبات "عن أبي بكر غلام الخلال عن أبي بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال عن أبي بكر المروزي عن الإمام أحمد بن حنبل".

2 كان له اليد الطولي في معرفة الحديث وأهله ومحبته، وصنف فيه مصنفا سماه "تحفة الأنام" في العمل بحديث النبي عليه أفضل الصلاة والسلام، وله مصنفات غيرها، رأيت له مصنفا عجيبا شرحا على الأربعين النووية سماه "تحفة المبين شرح الأربعين" ا. هـ. ذكر ذلك ابن بشر في "عنوان المجد" ج1 ص34. وقال الكتاني في "فهارس الفهارس" ج1 ص244 "له شرح على الترغيب والترهيب في مجلدين، وشرح على الأربعين النووية، ومختصر الزواجر، والأربعين حديثا من جمع الملا علي القاري، والإيقاف على سبب الاختلاف، وتحفة الأنام في العمل بحديث النبي عليه الصلاة والسلام" ا. هـ.

ص: 127

4-

الشيخ محمد المجموعي صاحب البصرة، وهو عالم جليل أقام الإمام محمد بن عبد الوهاب يقرأ عليه. قال ابن بشر في عنوان المجد في تاريخ نجد جـ 1 صـ 16 في خروج الإمام محمد بن عبد الوهاب من نجد إلى البصرة يريد الشام قال:"فلما وصلها - أي: البصرة - جلس يقرأ فيها عند عالم جليل من أهل المجموعة - قرية من قرى البصرة - في مدرسة فيها، ذكر لي أن اسمه محمد المجموعي، فأقام مدة يقرأ عليه فيها، وينكر أشياء من الشركيات والبدع، وأعلن الإنكار، واستحسن شيخه قوله، وقرر له التوحيد، وانتفع به" ا. هـ.

5-

الشيخ على أفندي الداغستاني، حينما اجتمع بالإمام محمد بن عبد الوهاب في المدينة المنورة وأجازه، ذكر ذلك صاحب التوضيح عن توحيد الخلاق1. وذكر أنه أجاز الإمام محمد بن عبد الوهاب بكل ما حواه ثبت الشيخ أبي المواهب الحنبلي قراءة وتعلما وتعليما مما تقدم ذكره في إجازة الشيخ عبد الله بن ابراهيم بن سيف النجدي للإمام محمد بن عبد الوهاب، وممن عد الشيخ علي أفندي الداغستاني من مشايخ الإمام محمد بن عبد الوهاب الشيخ ابن بدران في "المدخل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل" قال صـ23 "وأخذ - أي: الشيخ محمد بن عبد الوهاب - عن الشيخ علي أفندي الداغستاني، وعن المحدث الشيخ إسماعيل العجلوني وغيرهما من العلماء" اهـ. وذكر - أيضا - الكتاني في "فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات" فقد صرح بأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب أخذ عن طبقة كبار تلاميذ البصري وتلاميذ تلاميذه كعلي الداغستاني ومحمد العفالقي" وذكره - أيضا - الشيخ محمد حامد الفقي في كتابه "تاريخ الدعوة الوهابية في الإصلاح الديني والعمراني في جزيرة العرب وغيرها" والشيخ عبد الرحمن بن قاسم في جزء التراجم من "الدرر السنية" الطبعة الأولى.

1 وعلى هذا هو علي أفندي بن صادق بن محمد بن إبراهيم الداغستاني أخذ عن الشيخ محمود بن عبد الله الأنطاكي عن الشيخ محمد بن علي الكاملي عن الشيخ خير الدين الرملي، وأخذ الشيخ علي أفندي - أيضا - عن الشيخ عبد الكريم الآمدي والشيخ أيوب الداغستاني، ثم رحل إلى الحجاز، وجاور مدة وأخذ عن الشيخ محمد حياة السندي عن الشيخ عبد الله البصري، وتوفي عام 1199. ذكر ذلك كله صاحب تقريب المراد في رفع الإسناد ص122.

ص: 128

6-

عبد اللطيف العفالقي الأحسائي، أجاز الإمام محمد بن عبد الوهاب بكل ما حواه ثبت الشيخ عبد الباقي أبي المواهب الحنبلي قراءة وتعلما وتعليما، ذكر ذلك صاحب "التوضيح عن توحيد الخلاق" وممن ذكر إجازة العفالقي للإمام محمد بن عبد الوهاب الشيخ محمد حامد الفقي في كتابه "في أثر دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب".

7-

الشيخ إسماعيل العجلوني، ذكر ذلك العلامة ابن بدران في "المدخل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل" والشيخ عبد الرحمن بن قاسم في جزء التراجم من "الدرر السنية" والشيخ محمد حامد الفقي في كتابه في أثر دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب.

8-

الشيخ عبد الله بن سالم البصري، فقد جاء في "حصر الشارد" من أسانيد الشيخ محمد عابد في كتاب المحب الطبري "القرى لقاصد أم القرى" رواه الشيخ عبد الله ابن محمد بن عبد الوهاب عن أبيه - الشيخ محمد بن عبد الوهاب - عن البصري. ذكر ذلك العلامة الشيخ عبد الحي الكتاني الفاسي في "فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات". وتعقبه بقوله "ما ذكره - أي: صاحب حصر الشارد" من أن محمد بن عبد الوهاب أخذ عن البصري فيه عندي نظر، فإن المعروف في تاريخ الوهابية أن محمد بن عبد الوهاب ولد عام 1111 هـ ومات سنة 1207 هـ، وهو الذي في الخلاصة الدحلانية ; فإذا إنما عاصر البصري بنحو العشرين سنة؛ لأن وفاة البصري كانت سنة 1134 هـ، وعلى ما في التوضيح لحفيده سليمان أن ولادته كانت سنة 1110هـ، وكذا في الحطة لصديق حسن، فعلى هذا يستبعد أخذه عنه وهو بمكة وابن عبد الوهاب في نجد. والمعروف أن ابن عبد الوهاب إنما أخذ عن طبقة كبار تلاميذ البصري وتلاميذ تلاميذه، كعلي الداغستاني ومحمد العفالقي. وفي الحطة أنه أخذ عن عبد الله بن إبراهيم النجدي تلميذ الشيخ أبي المواهب الحنبلي، وانظر كتب أولاده كالتوضيح لسليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب وغيره، والله أعلم، ولو صح أخذ محمد بن عبد الوهاب عن البصري لكان آخر تلاميذه في الدنيا، مع أن آخرهم موتا فيما نحفظ الشمس محمد بن عبد الله المغربي، مات قبله سنة 1201هـ كما سبق في الأضداد للبصري" هذا ما تعقب به الكتاني ما في حصر الشارد، وفيه عندي نظر من وجوه؛ أولها أن المعروف في تاريخ دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب أو ولادة الإمام محمد بن عبد الوهاب كانت سنة 1115هـ لا عام 1111هـ.

ص: 129

الثاني: أن ما عزاه إلى "التوضيح" و "الحطة" غير صحيح. فقد جاء في "التوضيح" ما نصه: "ولد: أي: الشيخ محمد بن عبد الوهاب سنة 1115 هـ، وجاء في الخطة أنه سنة خمسة عشر بعد المائة والألف. وأما الخلاصة الدحلانية وغيرها من كتابات مؤلفها عن الإمام محمد بن عبد الوهاب فلا اعتبار بها؛ لكراهته لدعوته وبغضه له، بل لو فرضنا أن الأمر بخلاف ذلك لا ينبغي للكتاني أن يقلد من أخطأ في خطئه. فقد قال المؤرخ: الإغراق في التقليد الأعمى إلى اتباع الأوهام الساقطة التي تدل على أن الناقل أو الناسخ كان لا يتأمل ما يقرأ ويجري به قلمه ولله عاقبة الأمور" اهـ.

الثالث: أن الإمام محمد بن عبد الوهاب قد حج في السنة الثانية عشرة من عمره، وكان الشيخ عبد الله بن سالم البصري إذ ذاك لم يزل حيا؛ لأنه لم يتوف إلا عام 1130هـ. فلا يستبعد اتصاله ما دام الأمر كذلك.

9-

الشيخ صبغة الله الحيدري. ذكر ذلك الشيخ محمود شكرى الألوسي في تاريخ نجد: "يقال إنه - أي: الإمام محمد بن عبد الوهاب - قدم بغداد وأخذ عن صبغة الحيدري"1.

1 وصفه الشيخ أمين حسن الحلواني المدني في "مختصر مطالع السود بأخبار آل داود ص27 أنه عالم علامة، ثم قال: فممن أخذ عنه العلامة زين الدين الهكاري والعلامة محمد بن شروين والفاضل أحمد المحلي والجهبذ شيخ الكردوي الإسنوي ثم المدني، والشيخ عبد الملك العصامي في الحديث النبوي، وهو أخذ عنه - أيضا - بحق سماع عبد الملك من والده عن العلامة ابن حجر المكي، وذكر أنه توفي عام 1190هـ.

ص: 130