الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الأول: عرض ادعاءات المنصرين على القرآن أنه يؤيد اعتقادهم بألوهية المسيح عليه السلام
الادعاء الأول:- أن ضمائر الجمع التي تكلم الله بها عن نفسه في القرآن تدل على ألوهية المسيح عليه السلام
.
الادعاء الثاني:- أن المسيح – عليه السلام روح من الله -بجعل (مِنْ) للتبعيض - وكلمته التي تجسدت وصارت إنساناً.
الادعاء الثالث:- أن المعجزات التي أيد الله بها عيسى – عليه السلام وذكرت في القرآن تدل على ألوهية عيسى ولا سيما إحياء الموتى.
المبحث الأول عرض ادعاءات المنصرين على القرآن أنه يؤيد اعتقادهم بألوهية المسيح عليه السلام
يزعم بعض النصارى، والمنصرين أن القرآن يدل على ألوهية عيسى عليه السلام ولهم في ذلك حجج واهيةٌ حاولوا التمسك بها ظناً منهم أنها تؤيد ما يعتقدون، والواقع أنهم سعوا لتسويغ اعتقاداتهم من خلال القرآن الكريم وحملوا آيات الله ما لا تحتمل من المعاني بل كذبوا على الله وعلى كتابه، واغمضوا أعينهم عن محكم القرآن وجنحوا إلى ألفاظ زعموا أنها تمكنهم من الوصول إلى مقاصدهم الفاسدة.
وإذا نظر المرء إلى زعمهم هذا في تأييد القرآن لما ادعوه من ألوهية عيسى عليه السلام يجد أن افتراءهم هذا منبثق من جملة ادعاءات من أهمها ثلاثة:
فالادعاء الأول:-
هو: أن ضمائر الجمع التي تكلم الله بها عن نفسه في القرآن تدل على ألوهية المسيح عليه السلام لأنها - بزعمهم - تدل على أن الإله ثلاثة أشخاص منهم: المسيح عليه السلام فقد كان نصارى نجران "يقولون [عن عيسى عليه السلام] : هو الله، ويقولون: هو ولد الله، ويقولون: هو ثالث ثلاثة ويحتجون بأنه ثالث ثلاثة بقول الله: فعلنا، وأمرنا، وخلقنا وقضينا فيقولون: لو كان الله واحداً ما قال إلا فعلتُ، وقضيتُ وأمرتُ وخلقتُ ولكنه هو وعيسى
ومريم" (1) ، كما احتجوا على الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ} (الحجر،: 9) . قالوا: وهذا يدل على أنهم ثلاثة"(2) .
كذلك ردَدّ عبد المسيح الكندي هذا الزعم حيث يقول - مخاطباً عبد الله الهاشمي-: "وفي كتابك أيضاً شبيه بما ذكرنا من قول موسى، ودانيال عن الله تعالى: فعلنا، وخلقنا، وأمرنا، وأوحينا، وأهلكنا، ودمرنا، مع نظائر لهذه كثيرة"(3) فحجتهم أن الله تكلم عن نفسه في القرآن بصيغة الجمع ومن ثم زعموا أن ذلك دليل على أن عيسى عليه السلام واحد من الذين تدل عليهم الضمائر المذكورة، وأن هذا الجمع إنما هو ثلاثة وزعموا بذلك أن القرآن يدل على ألوهية المسيح عليه السلام
ويقول المنصر فندر إن "مما لا يصح إغفاله إن القرآن يتفق مع الكتاب المقدس (4) في إسناد الفعل، وضمير المتكلم في صيغة الجمع إلى الله. وفي القرآن ما ورد في سورة العلق حيث يقول: {سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ} وإنما أوردنا ذلك إشعاراً بأننا لا نخطئ إذا اعتبرنا عقيدة التثليث موافقة لإسناد ضمير الجمع إلى الله في القرآن"(5) .
(1) ابن هشام: "السيرة النبوية". ج1 ص: (575) .
(2)
انظر: ابن تيمية "الجواب الصحيح" ج3، ص:(448) .
(3)
"رسالة عبد المسيح الكندي إلى الهاشمي يرد بها عليه ويدعوه إلى النصرانية"، طبعت في مصر سنة 1895م، ص38.
(4)
الكتاب المقدس عند النصارى هو المكون من قسمين: العهد القديم والعهد الجديد، وتبلغ أسفار العهد القديم (أو التوراة) :(39) سفراً كما هو عند البروتستانت و: (46) سفراً عند الكاثوليك والأورثوذكس، أما العهد الجديد (أو الأناجيل) فتبلغ أسفاره:(27) سفراً. [انظر: علي الحربي: "نصرانية عيسى عليه السلام ونصرانية بولس دراسة مقارنة من أسفار العهد الجديد" بحث ماجستير (1407هـ) ص (4و6) ] .
(5)
نقلاً عن: عبد الرحمن الجزيري: "أدلة اليقين في الرد على كتاب ميزان الحق وغيره من مطاعن المبشرين المسيحين في الإسلام" الطبعة الأولى (1353-1943م) ص (219) .