المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الثاني: أقوال المستشرقين - دحض دعوى المستشرقين أن القرآن من عند النبي صلى الله عليه وسلم

[سعود بن عبد العزيز الخلف]

الفصل: ‌المطلب الثاني: أقوال المستشرقين

‌المطلب الثاني: أقوال المستشرقين

المستشرقون هم أفراخ اليهود والنصارى نسبة وديانة، وأفراخ أبي جهل وأبي لهب وأبي بن خلف والوليد بن المغيرة في الكفر والعداوة للإسلام، ونبي الإسلام والمسلمين، إلا أن هؤلاء لبسوا مسوح العلم والتحقيق العلمي، والدعاوى العريضة في هذا، وجاءوا إلى أهل الإسلام، وظاهرهم إفادة الشرق وتحضيره وتمدينه، وباطنهم امتصاصه وتدميره وتحطيمه، بغياً منهم، وحسداً وعدواناً.

وكان من مسالكهم في التدمير والتحطيم ضرب ثوابت أهل الإسلام وقواعد دينهم، فوجهوا سهامهم المسمومة إلى جميع نواحي الدين الإسلامي، وخصوا كتاب الله تعالى، ونبيه محمداًصلي الله عليه وسلم بمزيد من الطعن والافتراء والتجريح، إلا أنهم آبوا بما قال الشاعر

كناطح صخرة يوماً ليفلقها

فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل "1"

فالإسلام قد حاوله من قبل أمثالهم، فباءوا بالخسران والخيبة، وسيؤوب هؤلاء بالخسران والخيبة، والله تعالى ناصر دينه، وحافظ كتابه، كما قال تعالى:{يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [الصف:7] .

فمن دعاويهم:

قول ل. أ.سيديو"2":"ويتلقون – يعني الصحابة - آي القرآن التي أراد محمد نشرها ليوفق في عمله، على أنها من مصدر إلهي"، وقال: "ويختار- يعني

"1" من معلقة الأعشى ومطلعها:ودع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعاً أيها الرجل. انظر: شرح القصائد العشر للتبريزي ص343.

"2" لوي بيير سيديو: مستشرق فرنسي، اشتغل بعلم الفلك، كتب كتابه " تاريخ العرب" بالفرنسية، ثم ترجم إلى العربية. توفي سنة 1292هـ/1875م. انظر: الأعلام "5/246".

ص: 146

النبي صلي الله عليه وسلم-من تلك المتقدات الكثيرة بلباقة ما يلائم عقول العرب من غير أن يصدم ميولهم وما فيهم من ضعف، فالكتاب الذي يعرضه عليهم هو مرآة أدبية ينعكس عليها ما في طبيعتهم من الفضائل والمساويء والعواطف والعثرات والأوهام والحقائق".

وقال أيضاً:" وكان محمد يتكلم باسم الله على الدوام، لتكون تعاليمه أعظم تأثيراً، وكان يقول: إن رسولاً من السماء يأتي إليه بأوامر الله تعالى، ومن الواضح ختال في وجده"."1" هكذا زعم.

وقول جولد تسيهر"2"،في كتاب "العقيدة والشريعة":" فتبشير النبي العربي ليس إلا مزيجاً من معارف وآراء دينية عرفها واستقاها بسبب اتصاله بالعناصر اليهودية والمسيحية، وغيرها التي تأثر بها تاثراً عميقاً، والتي رآها جديرة بأن توقظ عاطفة دينية حقيقية عند بني وطنه"."3"

ومثله قول "كارل بروكلمان""4"، المستشرق الألماني، صاحب الكتاب الشهير "تاريخ الأدب العربي"، حيث يقول في كتابه "تاريخ الشعوب الإسلامية":

"وتذهب الروايات إلى أنه اتصل في رحلاته ببعض اليهود والنصارى، أما

"1" تاريخ العرب العام ص68،85،86.

"2" اجناس جولد تسيهر: مستشرق مجري يهودي، رحل إلى سورية 1873م، ثم رحل إلى مصر، ولازم بعض علماء الأزهر، وكتب كتباً عديدة بالعربية. توفي سنة 1340هـ/1921م. الأعلام "1/84".

"3" نقلاً عن "مناهج المستشرقين"،ص31.

"4""كارل بروكلمان" مستشرق ألماني، عالم بتاريخ الأدب العربي. نال شهادة الدكتوراه في الفلسفة، وتعلم العربية، ودرس في جامعات ألمانية، وكان من أعضاء المجمع العلمي العربي. توفي سنة 1375هـ/1956م. الأعلام "5/211".

ص: 147

في مكة نفسها فلعله اتصل بجماعات من النصارى كانت نعرفتهم بالتوراة والإنجيل هزيلة إلى حد بعيد "."1"

ومنها قول بلاشير"2":

"إن مما لفت انتباه المستشرقين، هو التشابه الحاصل بين هذه القصص والقصص اليهودي المسيحي، وقد كان التأثير المسيحي واضحاً في السور المكية الأولى، إذ كثيراً ما تكشف مقارنة بالنصوص غير الرسمية كإنجيل الطفولة، الذي كان سائداً في ذلك العهد عن شبه قوي"."3"

وقال الخوري الحداد "4":

" إن الدعوة المحمدية كانت في العهد المكي كتابية إنجيلية توراتية مسيحية يهودية، وأن القرآن نسخة عربية من الكتب السماوية السابقة، المنزلة على الأنبياء السابقين، ومقتبس منها، وأنه كتابي توراتي إنجيلي يهودي نصراني في موضوعه ومصادره وقصصه وجدله"."5" إلى آخر كلامه وهذيانه.

"1" تاريخ الشعوب الإسلامية، ص34.

"2" بلاشير ريجيس: مستشرق فرنسي. تلقى دروسه الثانوية في الدار البيضاء بالمغرب،وتخرج بكلية الآداب بالجزائر، وصار مديراً لمدرسة الدراسات العليا العلمية بفرنسا،وكان أحد أعضاء المجمع العربي بدمشق. له كتب عديدة، منها: ترجمة القرآن الكريم. توفي سنة 1393هـ/1973م. الأعلام"2/72".

"3" مناهج المستشرقين ص31.

"4" هو اسم مستعار، أخفى صاحبه شخصيته خلفه.

"5" نقلاً عن القرآن والمبشرون ص94.

ص: 148