المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌صفة المعية لا تنافي صفة العلو - دراسة موضوعية للحائية ولمعة الاعتقاد والواسطية - جـ ٨

[عبد الرحيم السلمي]

فهرس الكتاب

- ‌دراسة موضوعية [8]

- ‌من آداب طالب العلم في نفسه

- ‌من آداب طالب العلم الإعراض عن الهيشات

- ‌من آداب طالب العلم التحلي بالرفق

- ‌من آداب طالب العلم التأمل

- ‌من آداب طالب العلم الثبات والتثبت

- ‌إثبات صفة النزول لله تعالى

- ‌مسائل متعلقة بصفة النزول لله تعالى

- ‌صفة العلو لله تعالى

- ‌نفاة العلو من أهل البدع

- ‌صفة العلو في لمعة الاعتقاد

- ‌صفة المعية لا تنافي صفة العلو

- ‌كلام شيخ الإسلام عن صفة العلو في الواسطية

- ‌الآيات الواردة في المعية لا تنافي علو الله على خلقه

- ‌الأحاديث الدالة على صفة العلو في الواسطية

- ‌معية الله لخلقه في الأحاديث وبيان أنها لا تنافي العلو

- ‌إثبات رؤية المؤمنين لربهم

- ‌صفة الرؤية في الحائية

- ‌صفة الرؤية في لمعة الاعتقاد

- ‌صفة الرؤية في الواسطية

- ‌رؤية المؤمنين لربهم في عرصات القيامة

- ‌الأسئلة

- ‌رؤية وجه الله تعالى

- ‌المنهج السائد قبل دعوة محمد بن عبد الوهاب

- ‌تعريف علم الكلام

- ‌الفلسفة ليست من الدين في شيء

- ‌علاقة أهل السنة بالفرق الأخرى

الفصل: ‌صفة المعية لا تنافي صفة العلو

‌صفة المعية لا تنافي صفة العلو

تحدث ابن تيمية رحمه الله في العقيدة الواسطية كثيراً عن هذه الصفة لأهميتها، فنبدأ أولاً بنقل الآيات الواردة في هذا الموضوع.

وقبل ذلك نقول: من ضمن الأمور المشكلة على نفاة العلو الآيات الواردة في إثبات المعية والقرب، مثل:{وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد:4] فهذه الآيات المقصود بالمعية فيها معية العلم والقدرة والتصريف والتدبير، وليس في هذا تأويل، وإنما هذا هو مقتضى كلام الله عز وجل، فكل آية من الآيات الواردة في المعية فيها ما يدل على أن المعية ليست معية بذات الله عز وجل وصفاته، بل هو سبحانه وتعالى في السماء عالٍ على خلقه، مستوٍ على عرشه، وهو معهم يعلم دقائق أحوالهم، وهو قادر على كل شيء فيهم، وهو سبحانه وتعالى مسيطر عليهم، وهم تحت حكمه، وهم تبع له سبحانه وتعالى.

ثم إن المعية تنقسم إلى قمسين: معية عامة: مثل معية الله عز وجل لجميع المخلوقات، فهذه المعية تقتضي العلم والتصريف والتدبير والخلق والتأثير، وما يتبع ذلك من معاني الربوبية.

ومعية خاصة: وهي معيته للمؤمنين، مثل قوله:{إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل:128] فهذه الآية ليست مثل المعية العامة {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد:4] أو غيرها من الآيات التي وردت في المعية العامة، وإنما هذه معية خاصة تتضمن زيادة على معاني الربوبية السابقة بأنه معهم بنصره وتأييده سبحانه وتعالى، وأن الله عز وجل كما قال لموسى وهارون:{إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه:46] لم يقل معكما بذاتي، وإنما قال:{مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه:46] يعني: يسمع ما يقول فرعون، ويعلم ما يتكلمون به، وهو قادر سبحانه وتعالى على التأثير، وهو قادر على الخلق وكلهم تحت ربوبيته وقهره سبحانه وتعالى؛ يتصرف فيهم كيف يشاء سبحانه وتعالى.

ص: 12