المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌علاقة أهل السنة بالفرق الأخرى - دراسة موضوعية للحائية ولمعة الاعتقاد والواسطية - جـ ٨

[عبد الرحيم السلمي]

فهرس الكتاب

- ‌دراسة موضوعية [8]

- ‌من آداب طالب العلم في نفسه

- ‌من آداب طالب العلم الإعراض عن الهيشات

- ‌من آداب طالب العلم التحلي بالرفق

- ‌من آداب طالب العلم التأمل

- ‌من آداب طالب العلم الثبات والتثبت

- ‌إثبات صفة النزول لله تعالى

- ‌مسائل متعلقة بصفة النزول لله تعالى

- ‌صفة العلو لله تعالى

- ‌نفاة العلو من أهل البدع

- ‌صفة العلو في لمعة الاعتقاد

- ‌صفة المعية لا تنافي صفة العلو

- ‌كلام شيخ الإسلام عن صفة العلو في الواسطية

- ‌الآيات الواردة في المعية لا تنافي علو الله على خلقه

- ‌الأحاديث الدالة على صفة العلو في الواسطية

- ‌معية الله لخلقه في الأحاديث وبيان أنها لا تنافي العلو

- ‌إثبات رؤية المؤمنين لربهم

- ‌صفة الرؤية في الحائية

- ‌صفة الرؤية في لمعة الاعتقاد

- ‌صفة الرؤية في الواسطية

- ‌رؤية المؤمنين لربهم في عرصات القيامة

- ‌الأسئلة

- ‌رؤية وجه الله تعالى

- ‌المنهج السائد قبل دعوة محمد بن عبد الوهاب

- ‌تعريف علم الكلام

- ‌الفلسفة ليست من الدين في شيء

- ‌علاقة أهل السنة بالفرق الأخرى

الفصل: ‌علاقة أهل السنة بالفرق الأخرى

‌علاقة أهل السنة بالفرق الأخرى

‌السؤال

ما حكم من يقول إن العلاقة بين فرق المسلمين علاقة حوار، وإننا لا يمكن أن نحاربهم؟

‌الجواب

بالنسبة للمسلمين لا شك أنهم اختلفوا كما بين النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: (ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة -ثم بينها فقال: من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي).

فالعلاقة بين المسلمين في الأصل هي حقوق على كل مسلم لأخيه المسلم، منها: رد السلام، وتشميت العاطس، وعيادة المريض، ورد الظلم، ونحو ذلك من الحقوق، لكن لا يعني هذا أن الإنسان إذا خالف المنهج الشرعي الصحيح وهو السنة أنه يجامل أو يقال: إنه لا يرد عليه.

بل يجب أن يرد عليه، وذلك حفظاً لأديان الخلق؛ فإنه إذا لم يرد عليه ينتشر الباطل ويظهر وحينئذ يكون الحق مغموراً ويكون هذا من لبس الحق بالباطل، ولبس الحق بالباطل لا شك أنه يضيع قيمة الحق وصفاءه، فلا بد من الرد على هذه الطوائف الضالة وبيان معتقداتها الفاسدة، لكن لا يعني هذا أنهم يقاتلون.

مسألة المقاتلة مسألة أخرى راجعة إلى ظروف الإمامة الإسلامية، وترتيب الأولويات فيما يتعلق بالمسلمين في القتال، بعض الأحيان قد يقاتلون أهل البدع حتى لو كانوا مسلمين، فـ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قاتل الخوارج وخد الأخاديد للشيعة الإسماعيلية وقال: لما رأيت الأمر أمراً منكراً أججت ناري ودعوت قنبراً وجميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قاتلوا الخوارج، وفرحوا بقتالهم، وعلموا أنهم الذين ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال:(يأتي سفهاء الأحلام تحقرون صلاتكم إلى صلاتهم، وصيامكم إلى صيامهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد).

لكن القتال يرجع إلى الظروف، فيختلف حال المسلمين من زمن إلى زمن، ومن وضع إلى وضع، ويختلف الأعداء قوة وضعفاً، بعض الأحيان تكون الأولوية لقتال الكفار باعتبار أنهم أقوياء ومسيطرون، وأن أهل البدع شذاذ لا قيمة لهم، لكن بعض الأحيان يكون لأهل البدع شوكة وقوة، ويقاتلون المسلمين كما كان حال الخوارج؛ فإنهم يقتلون.

وهناك فرق بين الجهاد، فعندما يكون جهاد طلب، فإن حكمه الاستحباب، أي: أن يطلب العدو في عقر داره ويطالب بالإسلام، لكن عندما يكون جهاد دفع فيكون أكثر وجوباً من غيره.

فينبغي إدراك مثل هذه الأحكام، وأنها تختلف من حال إلى حال ومن زمن إلى زمن، وليس فيها حكم واحد يمكن أن يطبق على كل الأحوال وكل الأزمنة وكل الأوضاع.

ص: 27