المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من آداب طالب العلم التحلي بالرفق - دراسة موضوعية للحائية ولمعة الاعتقاد والواسطية - جـ ٨

[عبد الرحيم السلمي]

فهرس الكتاب

- ‌دراسة موضوعية [8]

- ‌من آداب طالب العلم في نفسه

- ‌من آداب طالب العلم الإعراض عن الهيشات

- ‌من آداب طالب العلم التحلي بالرفق

- ‌من آداب طالب العلم التأمل

- ‌من آداب طالب العلم الثبات والتثبت

- ‌إثبات صفة النزول لله تعالى

- ‌مسائل متعلقة بصفة النزول لله تعالى

- ‌صفة العلو لله تعالى

- ‌نفاة العلو من أهل البدع

- ‌صفة العلو في لمعة الاعتقاد

- ‌صفة المعية لا تنافي صفة العلو

- ‌كلام شيخ الإسلام عن صفة العلو في الواسطية

- ‌الآيات الواردة في المعية لا تنافي علو الله على خلقه

- ‌الأحاديث الدالة على صفة العلو في الواسطية

- ‌معية الله لخلقه في الأحاديث وبيان أنها لا تنافي العلو

- ‌إثبات رؤية المؤمنين لربهم

- ‌صفة الرؤية في الحائية

- ‌صفة الرؤية في لمعة الاعتقاد

- ‌صفة الرؤية في الواسطية

- ‌رؤية المؤمنين لربهم في عرصات القيامة

- ‌الأسئلة

- ‌رؤية وجه الله تعالى

- ‌المنهج السائد قبل دعوة محمد بن عبد الوهاب

- ‌تعريف علم الكلام

- ‌الفلسفة ليست من الدين في شيء

- ‌علاقة أهل السنة بالفرق الأخرى

الفصل: ‌من آداب طالب العلم التحلي بالرفق

‌من آداب طالب العلم التحلي بالرفق

قال: [الثالث عشر: التحلي بالرفق: التزم الرفق في القول؛ مجتنباً الكلمة الجافية، فإن الخطاب اللين يتألف النفوس الناشزة.

وأدلة الكتاب والسنة في هذا متكاثرة].

الرفق ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.

وينبغي على الدعاة إلى الله عز وجل، والمصلحين، والآمرين بالمعروف، والناهين عن المنكر، والمؤثرين في الناس ينبغي عليهم أن يتعاملوا مع الناس برفق، حتى لو كان مخالفاً، وكثير من الناس تعود على الغلظة في الكلام حتى في الرد على المخالف، حتى لو كان هذا الكتاب في الرد على مبتدع أو زنديق من الزنادقة! صحيح أن الإغلاظ يدل على الحرقة الموجودة في القلب، ويدل على قوة تدين هذا الإنسان وشعوره بخطورة هذا القول الذي يقول به ذلك الشخص، لكن ينبغي أن يكون الأصل العام هو عفة اللسان، وحسن المنطق، حتى لو كان الشخص المردود عليه مبتدعاً أو من الضالين.

ومن الأشياء التي يستغلها بعض أهل البدع وبعض الليبراليين والعلمانيين على بعض شباب الدعوة الإسلامية: أنهم عندما يتكلمون في موضوع من الموضوعات يغلظون في القول، بل قد يتهجمون على أشخاص ويسبونهم ويشتمونهم، وقد يعيرونهم بأمور خارجة عن حقيقة الموضوع نفسه، إذا كنت تريد أن ترد على شخص في قضية من القضايا فلا تتهجم عليه وتسبه وتشتمه وتتكلم عليه، بل ينبغي عليك أن تناقش هذه المسألة وتبين فيها الحق، بهذه الطريقة نستطيع إقناع الآخرين.

ولعل من أروع الأمثلة المضروبة في هذا الجانب: الأستاذ الشيخ عبد الرحمن المعلمي رحمه الله، فقد رد على محمد زاهد الكوثري في كتابه: تأنيب الخطيب على ما ساقه في ترجمة أبي حنيفة من الأكاذيب.

فألف الشيخ عبد الرحمن المعلمي كتاباً سماه: التنكيل فيما في تأنيب الكوثري من الأباطيل، ومع هذا كان إذا نقل نصاً من كلامه يقول: قال الأستاذ.

ثم ينقل كلامه، ويقول: وهذا الكلام فيه تحريف من عدة وجوه، الوجه الأول، الوجه الثاني، الوجه الثالث، ثم يبين هذه المسائل بياناً علمياً مفيداً.

بعض الناس تعود أنه إذا أراد أن يرد على شخص أن يقول: هذا لا يقوله إلا أحمق جاهل مغرر به.

مثل هذا الكلام لا يقوله إلا السفهاء عندنا، بل حتى السفهاء هم أرفع من أن يتكلموا بمثل هذا الكلام.

وقد يكون هذا الكلام في بعض الأحيان صحيحاً، لكن حين يسمع منك هذا، ويرى طريقتك في التعامل مع الآخرين؛ حينئذ سينفر الآخرين منك ومما عندك من الخير والفائدة.

فينبغي أن يتعود الإنسان أن يكون نقاشه نقاشاً علمياً دقيقاً، يركز فيه على المسائل العلمية وعلى الفوائد أكثر من التركيز على النقد الموجه للأشخاص، وخصوصاً الذي يكون فيه سب وشتم.

بعض الناس يقول: وهذا القول لا يقوله إلا كافر مثلاً.

وفعلاً قد يكون هذا الكلام صحيحاً، فبدلاً من أن يبين بطلان هذا الكلام بشكل دقيق يكتفي بهذه الكلمة، وهذه الكلمة وحدها غير مفيدة وغير مقنعة، ولهذا ينبغي أن نتعود في الردود على الآخرين وفي مناقشة المسائل والأفكار على الأسلوب العلمي، والأسلوب العلمي يقتضي مناقشة المسألة.

نعم.

قد يحتاج الإنسان في بعض الأحيان أن يعنف على كاتب من الكتاب، أو على شخص من الأشخاص، لكن ينبغي أن يكون هذا في حدود الضرورة، وألا يتوسع فيه الإنسان، ويصبح طابعاً له، وشيئاً مميزاً له، فالإنسان عندما يكتب بأسلوب علمي دقيق ينفع الناس أكثر مما يكون متهجماً، ولهذا ينبغي على الإنسان أن يتحلى بالرفق في التعامل مع الآخرين من جيران أو إخوان أو زملاء أو أساتذة أو غيرهم، فما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه.

ص: 4