المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

ولابن القاضى مؤلفات أخرى عدا ما ذكرناه، وهى كما ترى - درة الحجال فى أسماء الرجال - المقدمة

[ابن القاضى، المكناسى]

الفصل: ولابن القاضى مؤلفات أخرى عدا ما ذكرناه، وهى كما ترى

ولابن القاضى مؤلفات أخرى عدا ما ذكرناه، وهى كما ترى فى فروع شتى من المعرفة فى التاريخ، والأدب، والفقه، والرياضة، وعلوم القرآن والسنة.

ولا ريب أنها جميعا كانت أثرا لثقافته على الشيوخ الكبار ذوى الثقافات العديدة، والمكانة المرموقة.

‌تولية القضاء

تولى القضاء بسلا، فحسنت سيرته، وحمدت نزاهته.

‌محنته

وقصة الأسر التى يتحدث عنها ابن القاضى ويذكر أنها كانت سببا فى تأليفه أكثر كتبه واحدا بعد الآخر-يشير بها إلى المحنة التى حدثت له وهو فى طريقه إلى الحج فى شعبان عام 994 هـ حيث كان يركب إحدى السفن فأثره قرصان الأسبان وأذاقوه النكال الأليم، ولقى منهم البلاء العظيم: تجويعا وتعذيبا.

ولعل أبا العباس المنصور كان له بابن القاضى معرفة وثيقة. قدر بها حقه ومكانته، فما أن وافاه خبر أسره حتى كتب فى شأنه لقواد الثغور أن يبحثوا عنه ويفتدوه حيث يكون، وابن القاضى نفسه يعلل هذا فى كتابه المنتقى بتعلق همة أبى العباس بإخراجه من أسره تعظيما لقدره.

ولعل ابن القاضى لم يعلم بما اعتزم أبو العباس من طلبه وافتدائه، فأنشأ قصيدة يستعطفه بها ويستصرخه لإنجائه وفيها يقول:

ص: 25

تجلت عن العانى الأسير المكبل

هموم سرت فى الجسم فى كل مفصل

بذكر الإمام الهاشمى الذى سما

بسيمة خير الخلق فى كل محفل

إمام العلى المنصور فخر أئمة

به قد تحلى كل جيد معطل

إمام همام همه طول همة

ظبى بانة عين المعالى بصيقل

وكم جاوزت الغايات حتى لو انه

أراد الثريا أمها فى التنزيل

فعز الليالى من سناه توقدت

ضياء لنور بالخلافة-مشعل

زكىّ زهىّ للسماح سماؤه

جناح لنسر النصل فى كل محفل

إمام الهدى، بحر الندى، قسور الردى

إلى المعتفى والفاجر المتضلل

بحق الذى أولاك ملكا فنجنى

من الهلك يا قصد السبيل المكبل

وكن يا امام العدل فى عون خائر

أسير كسير ذى جناح مذلل

لقد مزقت أيدى الزمان وريده

ودارت عليه الدائرات كجلجل

وأخنى عليه الدهر من كل وجهة

وداست عليه النائبات بأرجل

فعافاك رب العرش يا ملك العلى

ودمت إماما فى علاء مزمل

ولا زلت حجّ المعتفين وكعبة

مطافا لأهل الفضل فى كل محفل

وأيا ما كان فقد افتداه أبو العباس المنصور بمبلغ كبير من المال دل على أثير مكانته، وعظم منزلته: افتداه بما يعدل عشرين ألف أوقية من

ص: 26