المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌حكم استعمال حبوب منع الحمل - دروس الحرم المدني للعثيمين - جـ ٥

[ابن عثيمين]

فهرس الكتاب

- ‌دروس وفتاوى الحرم المدني لعام 1416هـ[5]

- ‌تعقيب على أواخر سورة البقرة

- ‌تفسير قوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)

- ‌الإخلاص في الدعوة إلى الله

- ‌اشتراط العلم في الدعوة إلى الله

- ‌استعمال الحكمة والموعظة الحسنة مع المدعو

- ‌الأسئلة

- ‌حكم جمع وقصر الصلاة عند الوصول إلى بلد المسافر

- ‌حكم استعمال حبوب منع الحمل

- ‌حكم لبس البنطال للمرأة أمام زوجها ومحارمها

- ‌حكم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم للنساء

- ‌حكم زكاة المال العائد من الشقق المؤجرة

- ‌حكم الصرف والتسليم مؤجلاً

- ‌حكم من بدل الشرع وتحاكم إلى القوانين الوضعية

- ‌حكم من رمى الجمرة ولم تسقط الحصى في الحوض أو شك في سقوطها

- ‌حكم مخالفة الشرط المتفق عليه

- ‌حكم وقوع الطلاق المعلق بشرط

- ‌متى يكون الفرح إسلامياً

- ‌حكم الدعاء بقولك: (أطال الله عمرك)

- ‌حكم الصلاة مستقبلاً حجرة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المقصود بالذراع في قوله صلى الله عليه وسلم في بيان طول أهل الجنة: (وطول آدم ستين ذراعاً)

الفصل: ‌حكم استعمال حبوب منع الحمل

‌حكم استعمال حبوب منع الحمل

‌السؤال

هل يجوز أن يعطي زوجته حبوب منع الحمل وذلك لأنها تتأذى من الحمل؟

‌الجواب

أولاً: ننصح الرجال والنساء ألا يستعملوا هذه الحبوب؛ لأن هذه الحبوب تبين أنها ضارة بكلام الأطباء وبالواقع؛ فإنها تفسد الدورة العادية، وتوجب انحطاط قوة المرأة، وربما تؤثر على الرحم، وربما تؤثر على الجنين إن قدر أن تحمل، هذه واحدة.

ثانياً: لا تستعمل الحبوب؛ لأن المطلوب من هذه الأمة تكثير النسل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (تزوجوا الودود الولود) الولود: كثيرة الولادة، وإذا كان هذا مرغوب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا ينبغي أن نعدل عما يرغبه الرسول عليه الصلاة والسلام، وأما كون المرأة تتأذى بالحمل فهذا أمرٌ طبيعي، يقول الله عز وجل:{وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ} [لقمان:14]، وقال في الآية الثانية:{حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً} [الأحقاف:15] هذا أمر لابد منه، هل يمكن أن يكون في بطن المرأة ولد يكبر وينمو بدون أن تتعب؟! هذا شيء مستحيل خلاف الفطرة، فلابد من الوهن، من الضعف، من الكره، ولكن نبشر المرأة أنه لا يصيبها من هذا الحمل تعب أو كسل، أو خمول أو ضعف إلا أثيبت عليه، كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الرجل يكفر الله عنه حتى بالشوكة إذا أصابته، فنقول لهذه المرأة: أبشري بالخير! إن الأذى الذي ينالك من الحمل كفارة لما حصل من الذنوب، ثم إن احتسبت الأجر صار كفارة وثواباً، لهذا لا نشير باستعمال هذه الحبوب.

أما بالنسبة للزوج فلا يحل له أن يكره زوجته على أخذ الحبوب كما يفعله بعض السفهاء من الشباب المتزوجين يقول: أعطيها حبوباً حتى تبقى سنة أو سنتين لا تحمل، هذا غلط، ولا يحل له أن يكرهها على أخذ الحبوب، ولا يلزمها أن تطيعه أيضاً، لو قال: كلي الحبوب، قالت: لا.

فلها ذلك؛ لأن لها حقاً في الولادة، ولهذا حرم العلماء على الرجل أن يعزل عن زوجته إلا برضاها، أتعرفون العزل؟! الظاهر أن غير المتزوج لا يعرف العزل، والمتزوج يعرفه؛ وهو أن الرجل إذا جامع زوجته ثم قرب إنزاله نزع من الجماع حتى يكون الماء خارج المكان لئلا تحمل، قال أهل العلم: يحرم على الزوج أن يعزل عن زوجته إلا برضاها، وعللوا ذلك: بأن لها حقاً في الولد، ولذلك كان القول الصحيح: أنه إذا تبين الرجل عقيماً فإن للزوجة أن تفسخ النكاح إذا شاءت، لماذا؟ لأن لها حقاً في الولد، بعض النساء لا تتزوج إلا من أجل الولد، إذاً: استفدنا الجواب حتى لا نبتعد: لا يجوز للزوج أن يكره زوجته على أخذ حبوب منع الحمل، ولا يلزمها أن تطيعه، هذا واحد.

ثانياً: لا نشير على الزوج ولا على الزوجة بتناول هذه الحبوب لما فيها من الإضرار، وأما التأذي بالحمل فهذا أمرٌ ليس علة صحيحة، كل امرأة تتأذى من الحمل.

ص: 9